أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساكري البشير - الدين والإيديولوجيا عند شريعتي: رؤية عبد الجبار الرفاعي















المزيد.....

الدين والإيديولوجيا عند شريعتي: رؤية عبد الجبار الرفاعي


ساكري البشير

الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 23:15
المحور: كتابات ساخرة
    


يرفرف علم المنتصر في كل حرب، وتسمو راية النصر في سماء ضبابية، وتسمع صراخ المهزوم للطرف الآخر، وفرحة تعمُّ المنتصرين، لحظات دقيقة التأمل، لكن قليلا من يتأمل بدقة ذلك الشعور الذي يطغى على الطرفين..
في هذه اللحظة أستذكر الدكتور " علي شريعتي" رافع راية الثورة في إيران، وإكراما له، أعرض بعضا من أفكاره، وبعضا من أفكار غيره من الذين إنتقدوه بشدة، ولم يتركوا له أثر البطولة، إن لم أغالي فأقول بأن منتقديه، هم أولى الناس بإغتيال أفكاره...
كنت أغوص بخيالي أثناء قيامي بجولات في كتب الفكر، إلى أن أن صافتني كتب الدكتور " علي شريعتي"، فأبحرت معها في شهر رمضان من سنة 2015، وكان أول كتاب وقع بين يدي هو كتاب " العودة إلى الذات"، فألقى عليَّ سحرا لم أكن أتوقعه، وهو ما دفعني للبحث أكثر في ديني وإسلامي، في ذاتي وفي عالمي، في خيالي وفي واقعي، كنت أشعر بأنه يخاطبني، ويقول: " يا بني، قم وإستعد فالحرب لازالت في أوجها" وتتردد هذه الكلمات على مسامعي، إلى أن أنهيت جميع أعماله الفكرية المترجمة إلى اللغة العربية...
علي شريعتي الذي تم وصفه بمنظر " إيديولوجيا الثورة"، ويقول عنه عبد الجبار الرفاعي: " ذلك أنه حرص على صياغة تفسير ثوري للدين، وسعى إلى وصل العقيدة بالثورة، وبناء رؤية ثورية للنص الديني والتراث والتاريخ، فالمجتمع الإسلامي كما يرى يحتاج ( نارا فكرية ثورية)؛ شريعتي يعتقد بأنه هو من قام بإضرام شعلة هذه النار، التي ينبغي أن تبدأ بـ " بسم الله المالك القاهر المنتقم"، كما ذهب إلى أن بعثة النبي (ص) ودعوته إنما هي حركة ثورية، وقرأ ظهور الإسلام بوصفه (ثورة إسلامية) ورأى أن (الإسلام الثوري) انطلق مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه"
ما هي الإيديولوجيا؟
الإيديولوجيا هي نظام أفكار ومفاهيم مجتمعة حول بعض المبادئ الأساسية والهادفة إلى تفسير العالم، وحسب إعتقادي أن شريعتي لم يكن إيديولوجيا بالقياس الذي قدمه عبد الجبار، ذلك أن شريعتي قدم أفكار ثورية، تهدف إلى تغيير الواقع، وتحريك الراكد منها، وجميعا نعلم أن الماء حينما يركد يفسد، والعقل الإسلامي كان بذلك الركود الذي أصاب الماء، لأنه لو كان يهدف إلى أدلجة الدين، لكانت أفكاره تتضمن نقصا، وعجزا وأخطاء لا تحصى، ومغالطات كثيرة، و يطغة على دراساته الخيال أو الوهم والخداع، أو الخلط والمزج بين الحقائق، إلا أن ذلك لم يحدث، خاصة وأن النظام وبعض الفصائل التابعة له، كانت تحرف أفكاره في مطبوعاته، وكان بنفسه يدرك خطر ذلك، وبعد نفسه إلى لندن، كان سيضع مراجعة وتنقيحا لكل أعماله، إلا أن المنية وافته، وهناك من يقول بأنه قد أُغتيل، كيف لا وهو الذي إستطاع بمفرده أن يغير شعبا بأكمله عن طريق فكرة ثورية تتناسب ورؤيته للدين بإمتياز؟
ما هي الفكرة؟
تقول جاكلين روس: " الفكرة هي شكل مثالي يعطي العالم إطارا ومعنى، ويوحد، وينظم، ذلك أن الفكرة تجسد وحدة جدلية حية؛ إنها صورة غير ملموسة، لكنها تجمع أحداث التاريخ، وترشدها، وتنيرها، وتقودها"، هذه هي الوسيلة الوحيدة التي إستخدمها المفكر النابغة شريعتي، في ترشيده، وبث الوعي بين بني جلدته، وأكثر ما يجذبني لهذا الشيعي ليس الدين، وليست الفرقة المضادة التي ندعي الإنتماء إليها – السنة – ولكن الفكر لا يمكن حصره في إطار أنت سني وأنت شيعي، إن لم نتجاوز هذا، فأعلم بأنه لا سبيل للرقي، ولا سبيل للنجاة ومنافسة القوى الكبرى ولا حتى المتوسطة، لهذا أصبحنا نحن المتخلفين، المقتولين نفسيا بأخبار القتل والجرائم والإرهاب...
لم تكن أفكار شريعتي ولا من أمثاله مصنعا للإرهاب والعنف، ولم تكن بوليفيا يوما حرة لولا الأفكار الثورية لـ "شي غيفارا"، ولم تكن كوبا بهذه الشراسة والشهامة لولا الأفكار الثورية لـ " فيدال كاسترو، ولم تكن الصين بهذا الوزن لولا الأفكار الثورية لـ " ماوتسي تونغ" وهكذا،نحن في أمس الحاجة لهذا التاريخ، والترشيد، وهذه الأفكار التي تنير لنا دربا جديدا بعدما خيم عليه الظلام لقرون، هذه الأفكار التي تقودنا، وتخرجنا من مستنقع الفساد الروحي والمادي..
مضمون رؤية عبد الجبار:
يستهل عبد الجبار الرفاعي حديثه عن أفكار شريعتي الثورية بأنها مجرد أدلجة للدين الإسلامي، في قوله "الثورة عبارة عن قيام أشخاص من قبيلة الله في كل جيل بغية الإنتقام الثأري من قبيلة الطاغوت"؛ أما كيف يتحول الدين إلى ثورة أبدية، فيصرح: " في العقيدة الإسلامية بالتوكؤ على ثلاثة مرتكزات، يمكن إنجاز ثورة دائمية: 1 – الإجتهاد، 2 – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، 3 – الهجرة"، لذلك تصبح " مسؤولية رجل الدين إيجاد ثورة شيعية في نمط فهم الدين في عصرنا"، ولعل هذه العبارة التي يستقيها من فكر شريعتي، هي في نظره لا ترقى حتى لسمو الروح التي يبحث عنها سيدنا المفكر، ولكن نسي أن الدين ما بقي منه في زماننا هذا، مجرد أسماء وإدعاءات مغرية لاقى فيها شبابنا الويلات تحت الشعارات الزائفة التي نتلقاها يوميا من وسائل الإعلام، فالدين بسماحته له قواعد عدة، وشريعتي لخصها في ثلاثة، مثلما تم ذكرها.
أما عن الأدلجة فهذا بالنسبة لي لم يكن في إجابته تلك مصداقية تامة على أنها صادرة منه، فكما قلت بأن أفكاره قد تم تحريفها عن مسارها، ولكن سنتماشى مع فرضية أنه قال " سألني أحد رفاق الدرب: ما هو برأيك أهم حدث وأسمى إنجاز استطعنا تحقيقه خلال السنوات الماضية؟ فأجبته: بكلمة واحدة، هو تحويل الإسلام من ثقافة إلى إيديولوجيا"؛ وهو يعتقد بعدم إمكان الإستغناء عنها في بناء المجتمع، فإنه " لا بدّ من إيديولوجيا"، ولنفترض أن هذا ما قاله، فهل في رأيك أن الإيديولوجي هنا هي بالمعنى المغلق للمصطلح الغربي، علما بأن الإسلام لا حصر له، ذلك أنه منهج حياة وحرية قبل أن يكون للعبادة، وللتاريخ والسير عبر، فهل تمت العبادة في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل قبل التعريف بجوانب هذا الدين، ولعلنا سنجد نماذج كثيرة من واقعنا اليوم، في الدعوة إلى الإسلام في الغرب، فهل يتم فرض العبادة على الذين يرغبون في الدخول لهذا الدين قبل أن يقوموا بتعريفهم بالجوانب الأكثر أهمية، لأن ذلك يأتي تدريجيا..
فإن كان في نظرك أن "الأدلجة غاية لإنسانية الإنسان لدى شريعتي، فمن لم يكن مستنيرا مسلما فلا بد أن يكون ماركسيا من أجل أن يحتفظ بآدميته، " فالآدمي إن لم يكن مسلما مستنيرا، لكي يكون آدميا فيجب أن يكون ماركسيا" فهذا يعني أنك تنسب الإيديولوجيا الغربية لفكر شريعتي، وهو واضح في قولك، وإن كان شريعتي يغالي بوظيفة الإيديولوجيا، فذلك أنه وجد فيها دواءا شافيا للركود الذهني، والكسل العقلي، فهي الباب الذي دخل منه شريعتي ليحرك موطنا قد غطاه غيار الزيف والكذب والدجل، ناهيك عن التجبر السلطوي على الشعوب المسكينة، فهي كما تقول "ترتقي لديه إلى مرتبة أن تصير وصفة تعالج كل تشوهات المجتمع، وتمنحه مجموعة أحلامه صفقة واحدة، فهو لا يني يشدد على أخلاقية الإيديولوجيا، وإبتكارها لقيم جديدة، وأثرها السحري في المحو والإثبات، وصياغة مجتمع مثالي" لأنها .
وإذا كانت الإيديولوجيا كما تعتقد بأنها نسق مغلق، يغذي الرأس بمصفوفة معتقدات ومفاهيم ومقولات نهائية، تعلن الحرب على أية فكرة لا تشبهها، حتى تفضي إلى إنتاج نسخ متشابهة من البشر، وتجييش الجمهور على رأي واحد، وموقف واحد، وكأنها تتمثل قول فرعون: " قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الراد" – غافر" 29 ، فهذا يعني أن نجاحها في تحقيق الهدف الذي كان يأمله المتثل في الثورة والتغيير هو التبرير والجواب الشافي للإيديولوجية التي تطرحها حسب فهمك.
ويرى أيضا أن الإيديولوجي " يتبنى نموذجا تفسيريا مسطحا أحاديا، يمنحه شعورا مزورا بأنه قادر على الفهم الدقيق والتحليل العميق لكل شيء، وأن أفكاره مبتكرة فريدة، ويوحي له ذلك التفسير بنزعة رسولية خلاصية، وشخصية نبوية إنقاذية، ويلبث غارقا لا يستفيق من عبوديته للإيديولوجيا، حتى كأن سعادته في عبوديته هذه".
ذلك أن " الإيديولوجيا تعطل التفكير التساؤلي الحر المغامر، الذي يتخطى ترسيماتها وحدودها؛ إذ تعمل الإيديولوجيا على إشاعة تقاليد تقدم فيها الأفكار كحقائق جزمية نهائية، وترتاب وتقلق من إثارة الأسئلة، بل تشدد على القول: ليس من الصحيح أن نثير أسئلة، وأن نتحدث بإشكالات تزعزع ثقة الناس بقضية معينة، لأن الإيديولوجيا تتنكر لحق الإختلاف والتنوع، وتشدد على ضرورة تبني المجتمع لمعتقد واحد، ورؤية مشتركة، وتفسير موحد تنجزه هي، وترفض أية محاولة لتفسير لا يتطابق معه، وتحذر من الأسئلة التي تزعزع مرتكزاتها وتفسيراتها، مع أن بناء وتطور المجتمعات يبدأ بإنبثاق الأسئلة الحائرة، الأسئلة الجريئة، الأسئلة العميقة، الأسئلة الصعبة، الأسئلة الكبرى، فإنه يتجلى العقل بالسؤال أكثر مما يتجلى بالجواب، الأسئلة الهشة تفضح العقول الهشة، الأسئلة العميقة صوت العقول العميقة".
ويخلص عبد الجبار الرفاعي أن الإيديولوجيا نسق مغلق وجزمية، همها تنميط وتدجين ونمذجة الشخص البشري، لذلك تقدم جوابا واضحا لكل سؤال، وكأنها لا تدري أن أسئلة ثقيلة – كأسئلة المبدأ والمصير – ما لبثت منذ جلجامش مفتوحة.
وكل ما يسعى إليه الإيديولوجي هو وضع جواب لكل إشكال، من أجل زرع الإيمان بما يطرحه، دون إدخل شك على المؤمنين، وعلى حد قوله " لا توجد خطورة أو مشكلة من إثارة الأسئلة، هناك منطق تبسيطي يسود التفكير الإيديولوجي، يذهب إلى ان السؤال الذي يثار ينبغي أن يكون جوابه جاهزا، من أجل ألا نثير حالة من الإرتياب والشك، وكأنه يفترض أن لكل سؤال جوابا مسبقا، ولا بد من أن يكون هذا الجواب نهائيا، وهو لا يدري أن هناك أسئلة ظهرت في الحياة البشرية منذ فجر الوعي البشري، ومازالت هذه الأسئلة تتكرر، وإجاباتها أيضا يعاد تكوينها، كما تنبثق لها إجابات جديدة على الدوام، من دون أن يكف العقل فيها عن التفكير، وتبلغ كمالها".
كيف تم أدلجة الدين عند شريعتي؟
إذا كان الإنسان القديم أول من وصع نقاط البحث عن معنى دلالي عميق للحياة يقتنع به، وبعمل لأجله، وأن هذا الهاجس الذي يطغى على الإنسان، والذي يكمن في المعنى الحقيقي لوجوده، فهو إذن لا بد أن يبحث أولا عن دين، وعن إيمان تكون له واسطة أو علاقة بين المؤمن، وما يؤمن به، ومن منظوره لم تغفل الفلسفات هذه الإشكاليات الكبرى، لذها يبقى الإنسان في طلب دائم لهذا الغذاء نتيجة الجوعأو عدم الإقتناع بما توصل إليه أو ما توصلت إليه الفلسفات من أجوبة مختلفة.
وشريعتي حسبه لم يسعى لهذا المعنى، لأن الأدلجة هي السم الذي ألقاه علي شريعتي على أفكاره الثورية، مما قتل الروح التي كانت ستسمو بالإنسان إلى مراتب الملائكة، بدلا من المراتب الحيوانية العنفية التي نعيشها اليوم، وما نعيشه حسب إعتقاده هو ما أنتجته تلك الأفكار، ويقول: " مازلت أدرك أن الدين يهدف لتحقيق العدالة، لكن الطريق إلى العدالة لا يمر من خلال (أدلجة الدين)، لأن (الأدلجة) تفسد الدين".
الدين يتمحور هدفه العميق حول تأمين ما يفشل العقل والخبرة البشرية في تأمينه للحياة، الإنسان كائن لا يشبه إلا الإنسان، وهو الكائن الذي يفتقر إلى ما هو خارج عالمه المادي الحسي، خلافا للحيوان الذي لا تتجاوز احتياجاته عالمه المادي الحسي، الإنسان في توق ووجد أبديين إلى ما يفتقده في هذا العالم، وذلك ما تدلل عليه مسيرة هذا الكائن منذ فجر تاريخه إلى الآن، بل أزعم أن هذه الحاجة مزمنة وستستمر حتى آخر شخص يعيش في هذا العالم؛ وهو ما يعبّر عنه ( الظمأ الأنطولوجي للمقدس) في حياة الكائن البشري.
تنشد القراءة الإيديولوجية للدين من منظور شريعتي ما ترنو إليه سواها من القراءات الإيديولوجية، وتشترك معها في المفاهيم والمصطلحات والتطلعات، فتتحدث عن: ( الطبقة ، الوعي الطبقي، الرأسمالية، المحرومين، المستضعفين، الجماهير، الصراع، المجتمع اللاطبقي)، القراءات الإيديولوجية تحلم بـ ( العدالة الإجتماعية)، فيما تتهمش فيها ( الحرية) ، ولا تقبل (الحداثة الغربية) ، وما يرتبط بها من: (ديمقراطية وليبرالية، وحرية، وحقوق بشر)، بوصفها ملتبسة بالرأسمالية والإستعمار.
إن قراءة شريعتي الإيديولوجية تلتقي بالماركسية، غير أنه عمل على تلوينها دينيا، فعمد إلى تفسير وتأويل النصوص، والرموز، والمواقف، والأحداث، وسلوك الشخصيات الكبيرة في الإسلام، في ضوء ما يتناغم مع مطمحه في (أدلجة الدين)، فشخصيات مثل : علي بن أبي طالب، والحسين، وزينب، وأبي ذر، هي نماذج : (ثورية، نقدية، توعوية، تغييرية)؛ ومفاهيم: (الجهاد، الشهادة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، هي إطار (المجتمع اللاطبقي التوحيدي) الذي يقوم بـ (القسط، العدل، الناس).
شريعتي الذي وضع إطارا إيديولوجيا للدين الثوري، هو من إستطاع تغيير واقع إيران من الاسوأ إلى الأفضل، وهو من قاد إيران وهو في قبره، وما الأفكار إلى سلاح قد أمعن فيه شريعتي فتركه يعمل تلقائيا وسط فئة من الشباب، وكانت نتيجته هو تحقيق الحلم الذي كان ذات يوم مجرد أمنية، هذا ما أغفله عبد الرفاعي، لم يكن شريعتي يوما ذو فكر منحط، ولم يكن ذو ماركسية كا يعتقد الآخر، ولكنه أراد أن يوازن بين القوة المادية والروحية، الثورية السلمية، فقدم مجموعة من الأفكار عجزت العقول على إنتاجها قبله، لإنه إعتبر أن الدين هو الروح التي تسكن أجسادنا، وما كتابه " العودة إلى الذات" إلا نتيجة لتلك الروح السامية.
وأخيرا لا يسعني سوى القول، من العيب أن نحكم على كتاب ومن غلافه دون أن نتعمق في مضمونه، ومن العيب أن نحكم على شخصية من مظهرها الخارجي دون أن نستدرجها لما تحمله بواطنها من كنوز، فنحن عادة لا نبحث عن ما أضافه مفكرونا، بقدر بحثنا عن ثغرات في أفكارهم، وإن لم نجد، حاولنا إختراق حاجز الصمت وألصقنا بها تهم لا تليق بصاحب قلم فذ...
من جهتي لست مدافعا على أفكار الدكتور شريعتي، لأنها وحدها التي تدافع عن نفسها، وكما يُقال، بأن الأفكار تنتقم لصاحبها، وها نحن اليوم نرى إقبالا كبيرا على فكر هذه الشخصية التي صنعت الحدث، وما تفسيري لهذه الظاهرة إلا أن أقول بأنها أفكار صادقة إن كنا نقرأها بحذر، خوفا من الإضافات التي حرفت مضمونها،و الفطن وحده يميز الحق عن الباطل، فأتركوا الحق يعيش وحاربوا الباطل، بدلا من العكس.
الدين يحتاج لتلك الحركة التي أنتجتها الطاقات الفكرية لشريعتي، وشي غيفارا، كاسترو، ماوتسي، المهاتما..وهذا الفكر الثوري هو الحل الوحيد لتصحيح الأمور، وهو المبيد الذي سيبيد الدواعش من ساحاتنا، ويعري حقيقة سلطاتنا، ويطرد على الأقل صناع الدواعش الذي يعملون بإسم الدين في كل البلاد الإسلامية.



#ساكري_البشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة ألم!!!
- أيُّ الذوات تخلصنا من القيود التقليدية: ذات - الأنا- أم ذات ...
- عذرا...يا مسلمين!!
- القَانُون يُقَاتِلُ القَانُون والإنسانية تموت!!
- ماذا تحتاج حضارتنا: الهدم أم البناء!!
- حرب الأفكار: السبيل لبناء واقعنا
- متى ننشغل بقضايانا!!!
- كيف تقضي القوى المضادة على الأفكار؟
- بمناسبة عيد حبهم: قصة فالنتاين!!
- المثقف والمفكر...غموض المفهوم (2)
- المثقف والمفكر...غموض المفهوم (1)
- مقتطف من كتاب -المفكر والمثقف- بعنوان: بروز السكولاستيكية وإ ...
- مقتطف من كتاب: -المفكر والمثقف- - المسيحية بين مشكلة العقل و ...
- مقتطف من كتاب: -المفكر والمثقف- - بوادر ظهور أزمة العقل الغر ...
- الكاتب الناجح..والكتابة!
- صغ معدني بالعلوم
- رثاء الحبيب
- أنا والأمل والقلم
- ذكريات حزين
- جهل وغباء!!


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساكري البشير - الدين والإيديولوجيا عند شريعتي: رؤية عبد الجبار الرفاعي