أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساكري البشير - الكاتب الناجح..والكتابة!














المزيد.....

الكاتب الناجح..والكتابة!


ساكري البشير

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 13:32
المحور: كتابات ساخرة
    


من منا لا يعلم أن الحروف عندما تعقد إجتماعها تشكل لنا كلمات، وأن الكلمات عندما تعلن التلاحم تشكل لنا جمل وأن الجمل عندما تتصادم على ساحة الورق تشكل لنا رسالة..وترسم لنا هدفا..لطالما غابت عنا هذه الرسالات الصريحة التي نود تحقيقها بين الحين والآخر..
ولكن الغائب الحاضر في هذا هو تلك الحقيقة التي لطالما يدعي الكثير أنه يملكها أو أنها ملكته، هي الكتابة...الكنز الدفين منذ غابر الأزمان..تلك الحقيقة المزعجة التي سنحاول تفكيك رموزها..والتكلم عنها في هذا المقال...
ففي مجتمعنا العربي لم تعد الكتابة شيء ذا معنى مهم بين شبابنا...بل بين علمائنا سوى القلة القلة التي لا تعد ولا تحصى..فالكتابة هي الروح التي تصنع ما لم يستطع صنعه العقل لوحده..هي ذلك الهاجس الذي يصيبنا لو ابتعدنا عليها بقدر كبير..هي طقس من طقوس الحياة.. والرقي..والتقدم..
فالكاتب يجب أن تغيب على ناظريه تلك الجرأة التي يجب أن يحوزها على كشف الحقائق..بلا تردد..أو إصلاح المجتمع بلا خوف من ناقد..فالجرأة كما يقول باولو كويلو: "وحدها التي تسمح بأن يظهر الطريق"، وهي القادرة على أن تكشف لنا ألاعيب الرموز اللغوية التي شكلت العنف والإرهاب نتيجة فشل مثقفينا في كشف مكونات الواقع، بل هم أيضا ضحايا تلك الرموز والإيديولوجيات، مما جعل عجزهم هذا يودي بهم للوم الآخر على مؤامؤاتهم..هذا على سبيل المثال..
كل ما نحتاجه في البداية الجرأة على الكتابة وتدوين المذكرات اليومية من حوادث ونوائب؛ ومن ثم الإنطلاق إلى وضع هدف ورسالة بين عينيك، حتى تتسنى لك العمل عليه..ولا يحدث ذلك لولا الإيمان الراسخ الذي ترسيه داخل أعماقك، فالإيمان بأعمالك ورسالتك هو نقطر البداية..وسبيل النجاح..وهو ما يؤكده باولو كويلو في قوله: "لكي تؤمن بأن طريقك هو الطريق الصحيح لا حاجة بك لأن تثبت أن الطريق الذي اختاره غيرك ليس صحيحاً"..
والأهداف ليست بتلك البساطة التي نتوقعها إن لم يكن الكاتب ذو عزيمة فائقة..لأن العزم على تحقيق هدفك وإيصال رسالتك للجمهور الذي تختاره.. هو ما يجعل من العثرات التي تواجهك في كل مرة ليس لها تأثير كبير لإيقافك عن الكتابة..إلا إذا كنت كاتبا فاشلا..فالحالمون كما يصفهم كويلو لا يمكن ترويضهم أبدا..
ماذا بعد؟..
هيئ حياتك لما هو أفضل..وإنتقي الكتب من على الرف..وإصنع عالمك الخاص..وإبدأ بترويض نفسك على القراءة العميقة للواقع..بالتنقيب والنقد..لا تتوقف أبدا مهما حصل..لا تتوقف
لا تصنع أعذارا واهية لترغم نفسك على التخلي عن الكتابة..فلافاشلون وحدهم من يفعلون ذلك..
لا تهتم! إن كنت كاتبا فاشلا...لا تبحث عن الجديد..وإكتفي بما عندك فقط.
فالكلمات كما يقول تشارلز بوكوفسكي: " إذا لم تخرج منفجرة منك.. برغم كل شيء.. فلا تفعلها؛ إذا لم تخرج دون سؤال من قلبك ومن عقلك ومن فمك ومن أحشائك.. فلا تفعلها؛ إذا كان عليك أن تجلس لساعات محدقاً في شاشة الكومبيوتر أو منحنيا فوق الآلة الكاتبة..باحثاً عن الكلمات.. فلا تفعلها؛ إذا كنت تفعلها للمال أو الشهرة.. فلا تفعلها، إذا كنت تفعلها لأنك تريد نساءاً في سريرك.. فلا تفعلها؛ إذا كان عليك الجلوس هناك وتعيد كتابتها مرة بعد أخرى.. فلا تفعلها، إذا كان ثقيلا عليك مجرد التفكير في فعلها.. فلا تفعلها؛ إذا كنت تحاول الكتابة مثل شخص آخر.. فإنسى الأمر؛ إذا كان عليك إنتظارها لتخرج مدوية منك .. فإنتظر بصبر؛ وإذا لم تخرج مدويّة منك أبداً .. فإفعل شيئا آخر، إذا كان عليك أن تقرأها أولا لزوجتك أو لصديقتك أو لصديقك أو لوالديك أو لأي أحد على الإطلاق..فأنت لست جاهزاً، لا تكن مثل كثير من الكُتَّاب..لا تكن مثل آلاف البشر الذين سمُّوا أنفسهم كُتَّاباً.. لا تكن بليداً ومملاًّ ومتبجحاً..لا تدع حب ذاتك يدمرك، مكتبات العالم قد تثاءبت حتى النوم بسبب أمثالك..لا تضف إلى ذلك.. لا تفعلها؛ إلا إن كانت تخرج من روحك كالصاروخ..إلا إن كان سكونك سيقودك إلى الجنون أو الإنتحار أو القتل..لا تفعلها، إلا إذا كانت الشمس داخلك تحرق أحشاءك..لا تفعلها، عندما يكون الوقت مناسبا.. إذا كنت مختارا..ستحدث الكتابة من تلقاء نفسها ..وستستمر بالحدوث مرة بعد أخرى..حتى تموت..أو تموت هي داخلك..لا توجد طريقة أخرى.. ولم توجد قط"..
تلك هي أفضل الطرق للكتابة..أن تكتب..وأن لا تتوقف..
لكي تعرف نفسك...أكتب..
لكي تكون كاتبا ناجحا..راقب كلماتك..
هدفك هو قراءة الواقع..وتشخيص الأحداث..والكتابة



#ساكري_البشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صغ معدني بالعلوم
- رثاء الحبيب
- أنا والأمل والقلم
- ذكريات حزين
- جهل وغباء!!
- أزمة السؤولية والوعي الذاتي!!
- المغرب العربي..من العنف إلى الجريمة!!
- يا صاح...هذا أنا!!!
- أنا وهي...القلم والكلمة!!!
- معادلة: الحب والجنون والمنطق
- يا صاح...دمرنا!!!
- النزاع في ليبيا...بين فشل الدولة وغموض المستقبل
- هموم فتاة
- رسالتين: الأولى للسيد فلاديمير بوتين..والثانية للعرب !!
- لتكن هذه البداية..والنصر النهاية!
- رسالة إلى حبيبتي
- إذا إجتمع القلم والسيف ستنتصر فلسطين!!!
- متى يتحد العرب؟
- السلطة والخلود في البلاد العربية!!!
- في بلادي الصراخ عبادة وليست عادة!!!


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساكري البشير - الكاتب الناجح..والكتابة!