أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساكري البشير - رثاء الحبيب














المزيد.....

رثاء الحبيب


ساكري البشير

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 20:23
المحور: الادب والفن
    


دخلت ذات مره مقبرة الفقراء
فوقعت عيني على إمراة مرهقة
نحيفة شقراء
تقف أمام قبر عتيق
وألقت بناظريها للسماء
بصمت ترثي زمانها
وأثوابها رثة سوداء
والدمع يجري على خدها
وناظري يهوي نحوها
والصمت عمّ الأرجاء
والعين تحكي ألف قصة
من حوادث الزمن
يملؤها التعب والعناء
وسحب أمطرتها ذكرى
قد ولت اليوم جوفاء
وأسرار يحملها القلب
مدفونة بأعماقه
تداعبه بحزن وأسى
وصمتها يدوي بأذني
أسمع النداء!
***
أسمع صمتها يناديني ويسألني
ها قد عهدنا وأوفينا بالوعد
ورضينا بالقضاء
وأنتم أيها الناظرين
أيرضيكم تعب فقري
ويغويكم ألم حبي
أم أن ينابيع اللذة
قد جعلت من قلوبكم عمياء
حتى ظننتم أنني بائعة للهوى
وهل للعشق سوق
يباع فيه الشرفاء
أيرضيكم رقص النساء
على أشواك الليل تنعى
وسط مسرح تعمه الأرواح
وجثث قد أصبحت فناء
وأنا عاشقة لمعشوق
تنعى على نور القمر بهمهمات
على لسانها يجري الرثاء
أم أنكم تتسلون بنغم شهقاتي
ولوعة الحب مغمورة بآهاتي
أنادي حبيبي كل ليلة
فلا يستجيب النداء
***
وعد الحب يسري في عروقي
مازلت أهلا للوفاء
فعجبا لكم أيها الرجال
والرجفة سكنت أرجاءها
وكأنها تحدق بعيون الموت
على من حولها
وتقول ببسمة حزينه
يا نفس أصبري
الحب داء
وطبيبي قد غاب وطالت مدته
فهو الدواء
نم يا حبيبي
فكل الوعود لها إنقضاء
غير وعدي قد طالت مدته
وحظ الشؤم يتبعني
فأهلا بالقضاء
فإما أن تحيا داخلي
أو أموت من عطش الحب بلا ماء
أما أن يطأ غيرك جسدي
فوالله ما زدت يوما في الدنيا
ولن تجد لي مكانا بين الأحياء
***
ليس لي بين المقابر قبر
وليس لي نسيم وهواء
من غيرك سيروي ضمئي
وأنا تائهة في صحرائك
فقربك يا حبيبي يبعث فيا الحياة
وأنسك ينسيني ألمي
فمتى اللقاء؟
جنون الحب قد أرسى حبائله
مكبلة بأغلاله بلا رجاء
أين المفر؟
فالموت والعشق كلاهما
لا يمنعهما الإختباء
أي داء هذا
أعيا كل الأطباء
***
الفقر والحب يا حبيبي
عناء فوقه عناء
ولكن قوة صبري
قد أرست جذورها رغم الشقاء
مكدسة كأكوام فوق كتفي
تنسيني ضحكات المساء
تنسيني ذكرى النسيم
وهمساتك تدق في أذني
أتتذكر تلك الليلة الظلماء
حين قلت بأنك تحبني
وستموت على حبي
وتحيا عليها
كما تموت أوراق الأشجار
يوم يسدل ستار الشتاء
يوم يجتمع البرد والصقيع
وضبابية ممزوجة بقطرات الندى
لتسقط أوراقها معلنة الإستسلام
بعد ثلاثة مواسم غراء
وتحيا حين يدخل الربيع بحنانه
ليغطي الأغصان بأوراق خضراء
***
مازالت ذكراك بين أشجار الصنوبر
حين كنا ننتظر القدر أن يجمعنا
فما كان للقدر إلا أن فرقنا
حتى أصبحت كقرية خرباء
وعودك يا حبيبي تجعلني أصنع الأمل
على كرسي الإنتظار
آه لو أتيت ستعرف كم حبي
يشتاق لحظنك بين الليل والنهار
سأتنفس روح الصعداء
سأرتمي بين يديك
كطفلة صغيرة خرصاء
وأصرخ وأبكي ها قد ولى حبيبي
وبيده الشفاء
ها قد ولى وبين يديه ربيعا
وورودا حمراء
ها قد حمل الليل حقائبه هاربا
وتنفس الصبح بنور وضياء
وألقت بناظريها للأرض
كأن عشقها قد ولى ذكرى
وبصمت تقدم لها العزاء
***
آه يا صاحبة الملابس الرثة
من وجع قد ألحق بك الأذى
فباطنه نار تتغذى على ألمك
وظاهره تجاعيد صفراء
أترثين حبيبا قد ولى في دار
غير دار البقاء
وتنسين نفسك مسجونة
بدعوى الوفاء
أصبحت كذرة من حصى
تتلقفها الرياح بين يمنة ويسرى
وشبابك قد ضاع
يوم أعلنت المنفى
عار عليك فقد ضيعت حقا
يوم أقنعتي نفسك بحب قبر
فعاشق الميت والميت سواء



#ساكري_البشير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا والأمل والقلم
- ذكريات حزين
- جهل وغباء!!
- أزمة السؤولية والوعي الذاتي!!
- المغرب العربي..من العنف إلى الجريمة!!
- يا صاح...هذا أنا!!!
- أنا وهي...القلم والكلمة!!!
- معادلة: الحب والجنون والمنطق
- يا صاح...دمرنا!!!
- النزاع في ليبيا...بين فشل الدولة وغموض المستقبل
- هموم فتاة
- رسالتين: الأولى للسيد فلاديمير بوتين..والثانية للعرب !!
- لتكن هذه البداية..والنصر النهاية!
- رسالة إلى حبيبتي
- إذا إجتمع القلم والسيف ستنتصر فلسطين!!!
- متى يتحد العرب؟
- السلطة والخلود في البلاد العربية!!!
- في بلادي الصراخ عبادة وليست عادة!!!
- يا سائلي!!!
- المرأة بين كفين !!!


المزيد.....




- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساكري البشير - رثاء الحبيب