أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رفقة رعد - مستقبل داعش وتشظي الإرهاب














المزيد.....

مستقبل داعش وتشظي الإرهاب


رفقة رعد

الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 26 - 21:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كما هو معروف فإن الحرب على الإرهاب لن تقضي عليه بالضرورة، فالإرهاب يكاد يصبح منظمة عالمية، وإذا ما انتهى العراقُ من داعش فلن ينتهي منه العالم بالمقابل.

لا يخفى أن التعبئة الثقافية السابقة لداعش، والتي هيأ لها التنظيم بشكل كبير خلال فترة سيطرته على الموصل والرقة ودير الزور، تُنبئ أن لا نهاية قريبة يمكن توقعها لهذا التنظيم، من حيث انحساره ونهايته تماما، حيث يمكن أن يتحول إلى خلايا نائمة تتوزع على عموم العالم تحقق أهدافاً مختلفة في أماكن مختلفة في زمن واحد. ولمواكبة المرحلة الجديدة في عصر الإرهاب، يمكن أن تبدأ بعض المفاهيم الإرهابية بالتغيُر من خلال استحداث مفاهيم جديدة تخدم مرحلتهم المقبلة.

فكما هو معلوم فإن مفهوم الجهاد لدى داعش قائم على مبدأ "فرض عين" (أي واجب على الجميع)، ومعنى هذا أن داعش أخذ هذا المفهوم بالتحول من كونه كفاية إلى الواجب المقدس الذي يريد من الجميع السعي إلى تطبيقه، وهو منهج السلفية الجهادية في قتال الأعداء، سواء من الغرب أو العرب، في محاولة لنشر المنهج القويم حسب وجهة نظرهم، لكن ما يمكن ان يطرأ على هذا المفهوم من استحداث يناسب المرحلة الراهنة، والتي يمكن أن نسميها مرحلة التشظي الإرهابي، هو طريقة استخدامه؛ فالجهاد والجهاديين واقعين ضمن مؤسسة شبه عسكرية نظامية لها شروطها وقواعدها، ويمارس وفق ما تأويلهم للنص القرآني، وفتاوى الخليفة ومعاونيه، لكن مرحلة ما بعد داعش ستجعل منه، مع اختفاء تلك المركزية في شتات الجماعات الإرهابية، فعلاً ذاتياً خاصاً يمكن لأي انسان متعصب تكفيري أن يمارسه في أي مكان من العالم.

والذي أريد أن أشير له هو أن مفهوم "جهادي"، هو ليس المنتمي إلى الجهاد بل هو من ينتمي الجهاد له: أي أن الجهادي هو من يتبنى الجهاد بشكل ذاتي، بمعنى أن أي شخص ممكن أن يتحول إلى جهادي من دون أن يكون ضمن المنظومة الإرهابية العامة ومن دون حاجة إلى فتوى أو موافقة لممارسة الجهاد، وذلك ضمن تكاليف بسيطة ممكن الحصول عليها بسهولة كأن يكون سلاح خفيف أو السلاح الأبيض، ومن كان متابعاً لإذاعات الدواعش وإعلامهم يعرف تركيزهم الكبير على توجيه نداءات متواصلة إلى كل من يمكن أن يُستمال إلى أفكارهم ومبادئهم في أن "يجاهد في سبيل الله وفي سبيل الدولة الإسلامية" سواء بالالتحاق بالتنظيم في مناطق سيطرته أو تنفيذ عمليات في مكان تواجدهم. إن خصوصية هذا النوع من الجهاد هو ما يخدم المرحلة الإرهابية القادمة، أي مرحلة التشظي والشتات.
يقول وزير الخارجية الأميركية الأسبق، هنري كيسنجر، إن "قرار العدو بشأن ما إذا كان يجب عليه مواصلة القتال لا يعكس فقط علاقات القوى، ولكن أيضاً العلاقة بين تكلفة استمرار المقاومة والأهداف المتنازع عليها. إن القوة العسكرية تقرر الصراع المادي ولكن الأهداف السياسية تحدد الثمن الواجب دفعه وحدّة الصراع"، علينا أن نفهم هنا أن تجريد داعش من الأقاليم التي تسيطر عليها وقوتها المادية لن يشكل طريقة ناجحة وناجعة في ضمان عدم استمرارهم لأن هدفهم الأصولي السلفي الديني التاريخي أعم وأشمل، ولا تشكل المادة أو جغرافية المكان عذرا أو سبباً في توقف السير نحو تحقيقه، وهو الأمر الذي سيضمن لهم استمرار العمليات الإرهابية إلى أمد بعيد.

ما يمكن توقعه في الفترة القادمة هو انتقال نشاط داعش إلى حالة تمرد بعد انحسارهم وخسارتهم لمناطق سيطرتهم في سورية وهو الأمر الذي قد يعرض العالم إلى موجة من التفجيرات والعنف المختلفة بشكل عشوائي، في أزمان وأماكن مختلفة وبصور متنوعة، كما حدث بعد الحرب على طالبان والقاعدة في أفغانستان وانحسار سيطرتهم ولجوئهم إلى مغارات في الجبال، وأدى بهم إلى اللجوء لاتباع سياسة حرب عصابات وتمرد طال القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي. وبالتالي ستكون عملية التحشيد مختلفة، تحت اسم ربما يكون مختلفاً أيضاً، لتبدأ السياسة الإرهابية مرحلة جديدة إذا لم يتهيأ لها مكان جديد.

وهذا ما سيمكن في المقابل المرأة الداعشية من أن يكون لها دور أكبر في هذا المرحلة بعد إعدادها في المرحلة السابقة من تنظيم داعش لتكون أكثر فعالية في مرحلة التشظي، لسهولة تحركها ولدورها الكبير داخل التنظيم من إعداد أجيال تكفيرية تسهم في حفظ النوع الإرهابي من جهة، والتحشيد الذي تقوم به من خلال المواقع الإلكترونية، والتلقين المباشر في القرى والنواحي المختلفة لجذب الجهاديين والجهاديات من جهة أخرى.



#رفقة_رعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدسية -الخليفة- داخل المؤسسة الإرهابية
- هيلاري كلينتون رئيسة دولة أم امرأة؟
- الموصل و غرابة الحدث
- سر صغير بيني و بين زها حديد
- ذاكرة بطعم الجنون
- ذاكرة بطعم الكتب
- أحلام يقظة شعوب الحرب
- عيد اكيتو واسراري للآلهة
- سبايا داعش نساء خارج الارض
- نازحة
- ذاكرة بطعم الالعاب
- صوت طفل الحرب
- الكلام النسوي ( حل لمشكلة العدم )
- نساء العراق بين فكي داعش والحروب
- ذاكرة بطعم العشب
- في الطريق إلى شارع المتنبي
- العدم في دقائقهِ الاولى
- الضياع بين اربع جدران
- نوايا السلاميات
- السلم وحتمية الانصياع للدولة عند اسبينوزا


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رفقة رعد - مستقبل داعش وتشظي الإرهاب