أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رفقة رعد - نساء العراق بين فكي داعش والحروب














المزيد.....

نساء العراق بين فكي داعش والحروب


رفقة رعد

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 18:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لمْ يعد الخوف مجديا على نساء العراق، هن أكبر خاسر في جميع هذه المعارك، نساء الحروب، جدات كل الأجيال ونحن الان شهود عيان على كل الصراعات الذكورية الغبية، وقود للعنف والرغبات والشهوات، ارجلهن تتخبط بين عتبة الباب والطرق الخارجية ومداخل المدن، ايديهن تعيل وتُربت على ذلك الألم على أطفال لا تعرف كيف تبني امهاتهم مستقبلهم الآمن، نساء خانتهم حياتهم فخانهن الفرح، واشترين الوطن..
ما عاصرته منذ ولادتي كامرأة هو مشاهدة لسيناريو كيف تعيش امرأة في زمن الحرب، كيف يمكن ان تضمن لها النجاة؟ وكيف توفر لنفسها ولاطفالها رغيف الخبز؟ وجاء المشهد طويلا جداً يحتاج إلى أكثر من لقطة لتصويره، ونحتاج ربما إلى مائة كلاكيت لبدء التسجيل لان الحرب لم تستنزف مستقبل النساء هنا بل استنزفت تاريخا طويلا مقرونا بتاريخ الحرب لهذا البلد. الحرب اذا اردنا تعريفها على صعيد الذات قلنا هي حالة استنزاف تعصف بالذات ترفع من عنصر القلق إلى اعلى درجاته، فتتخبط الذات لمحاولة البقاء إلى أكبر قدر ممكن من الزمن، فما حال قلق النساء اذن؟ وكيف اخذهن قلقهن إلى محطات مختلفة ضمنت عن طريقها المرأة الوجود؟ وهذا ما جعل احداهن تبيع الالعاب بين السيارات وجعلت من الاخرى عاهرة ومن ثالثة خبازة أو موظفة وعاملة. لا عيب في العمل لكن العيب على العمل الذي اتعب جمالكن المرهف، العيب على وطن ارهق اناملكن واحنى ظهركن المصقول، العيب على حرب لا تعرف تفرق بين ملائكة الارض وملائكة السماء، فخلطت الاوراق واحرقت اجنحتكن.
مع دخول داعش إلى ارضنا انتابني الرعب على نسائنا، لان اول ما تفكر به امرأة عراقية هو اولادها، وكيف سيكفي حضنها للملمة كل هذه الأجساد؟ وكيف سيمنع أكبرهم من فهم الامور بشكل خطأ أو يمنع اصغرهم من شرب حليبه بسلام؟ ذلك الخوف منذ ان اجتاحها ومنذ ان اختبرت الموت وغياب السند، عرفت ان اول ما يجب ان تفعله، هو ان تنسى ذاتها لان نجاة فلذات اكبادها في نجاتها، وفي محاولة للمزاح قالت لي احداهن: (ابني واعيده إلى بطني لكن زوجي ماذا سأفعل به؟)، فماذا هي فاعلة الان على حدود الأوطان يا ترى؟
الحرب ذكورية مفرطة في بدايتها ونهايتها وفي الما بين، وهذا ما يهمنا الان (الما بين)، لان تاريخ نساء هذا البلد سيكتب في هذه المساحة بين الحرب والسلام، فلا يكفي ان تترك الحرب القديمة آثارها علينا، بل حروب جديدة هي التي ستجعلنا نختبر كل ما هو جديد، ربما نكاح داعشي شرعي أو سبي اسلامي، ربما مجاهدات بالغصب أو هاربات أو ارهابيات، فالمادة الاولى لاستمرار ما يجري هو هؤلاء النسوة، رصيد لاستمرار الشغف والطاقة من جهة، رصيد دعم ايديولوجي للفكرة الاسلامية الديمقراطية أو الدكتاتورية من جهة اخرى.
الهروب ربما هو الحل الوحيد لكل هذه التناقضات، فاهربن عزيزاتي، اهربن اذا ما جاءكن المد ولا تلتفتن فلا خبزة لنا في حرب معدنها ذكوري سلطوي كما لم يكن لنا خبزة في الحروب التي تلت. وان كانت السلطة هي حرب، فالهروب سلطة.



#رفقة_رعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة بطعم العشب
- في الطريق إلى شارع المتنبي
- العدم في دقائقهِ الاولى
- الضياع بين اربع جدران
- نوايا السلاميات
- السلم وحتمية الانصياع للدولة عند اسبينوزا
- بعد صوت الباب
- ذاكرة بطعم الخبز
- خارج اطار مشروع السلام الدائم
- ذاكرة بطعم التمر
- أمنية فخارية
- ما زال هناك ثلج
- حمراءُ الشَعر
- حكاية لحظة
- أهداء الى كل نساء الثورة
- لما أنا بنية العينين
- السلام وضمان الطبيعة له عند الفيلسوف كانط
- رمالُ أنا
- أمنيات رجل
- صحوة صوت


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رفقة رعد - نساء العراق بين فكي داعش والحروب