أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفقة رعد - الموصل و غرابة الحدث














المزيد.....

الموصل و غرابة الحدث


رفقة رعد

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أقف قرب نافذة تطل على الشارع الرئيسي حينما جاءت سيارة مسرعة بصياح عالي، صياح إسلامي مصحوب بطلق ناري استقر بسرعة خاطفة في صدر رجل يعبر الشارع، فنام قرب الرصيف لساعات طويلة حتى جاء اهله في لقطة اخرى لا اريد ان أصفها ، كان هذا الموقف الاول لي داخل الموصل وأنا الهاربة من طائفية بغداد إلى نينوى لأجد القاعدة و أشباههم يجولون في المدينة و قد بدت علامات الخوف في وجوه اَهلها، كانوا طيبين بسيطين كل همهم ان يتحصلوا قوت يومهم، و ان لا يفرغ بيتهم من انبوبة الغاز، و الصلاة جداً مهمة عندهم. كل مجتمع رأيته يحمل سلبياته و إيجابيته، أفراد يبحثون عن الحياة في ابسط الأمور، واخرين يبحثون عن السلطة .
ليلهم كان مرعب بسكونه يبدأ مبكراً لأنهم ينامون مبكراً، و صباحهم مخيف لان القتل يبدأ مع الصباح، يتهامسون بينهم عن جثث القتلة التي وجدوها في بداية الزقاق أو على الجسر الخامس أو في النزلة بداية شارع 17 تموز، كان العراق بكل تفاصيله فوضى و الحال كما حال بغداد لكن لم اتصور لحظة ان تصل الموصل إلى ما وصلته اليوم من حال غريب، و هنا سيبدأ كلاً يحلل كما يشاء بين خيانة للجيش و بين خيانة اهل الموصل أنفسهم لتستقر داعش بينهم، لكن الموضوع اكبر بكثير من هذه الاسباب، يتعدى سبب واحد نتكئ عليه لتحليل ما يجري ....

اذكر نسائهم بملابسهم المحتشمة و الحجاب، اما الملابس المنوعة فنجدها في جامعة الموصل و الشوارع الراقية ضمن الموصل في حي الزهور مثلاً، حياة بسيطة لتتحول فجأة إلى جدول من العقوبات، فقبل فترة قصيرة مضت تُرجم فتاة لانها تضع عطراً و شاب اخر يجلد لانه يرتدي قميص بنصف كم، هذا التستر السياسي العنيف يحافظ على هيبة داعش و قدرتها الترويضية للجسد البشري، هي تكنولوجيا ارهابية اذا صح التعبير، تكتيك لمحاصرة الجسد و استخدامه و الانتفاع به سياسياً و إعلامياً، كسلعة نروج لها فتنتفع كل الأطراف بها ...
كما يحاصرون اصحاب المحلات بفرض الاتاوات و الضرائب على كل سلعة و قطعة معروضة للبيع، كمحلات البقالة و شركات الإنترنيت، هذا الاستنفاذ لكل شبر في الموصل، هذا الاستغلال المخيف لكل شيء يجلب النفع يطال حتى الجدران و الأرضيات للمباني الحكومية، حيث يتم بيعها قطعة قطعة على حدةِ، من حلان و مرمر و قرميد للدوائر الحكومية و المقامات الدينية، كمقام الخضر و النبي يونس و بوابة نركال ...
وهكذا ارتفعت الأسعار مع بداية عمليات تحرير الموصل و الفلوجة ليصل سعر قنينة الغاز الواحدة إلى خمسة و أربعين الف دينار، و الكيلو الواحد من الدقيق بسعر خمسة و ثلاثين الف دينار، و سعر كيس السكر إلى خمسة و ثمانين الف دينار، و سعر الكيلو من الطماطم ألفين و نصف دينار، على الرغم من توفر كل شيء في الأسواق ما يباع في العلن و ما يباع سراً حتى المشروبات المسكرة .
داعش تروض السكان باستثمار اجسادهم و عقولهم و دينهم و مأكلهم و مشربهم، بامتلاكها حق مباشر على الموت و الحياة، بامتلاكها السلطة المروعة التي عن طريق إماتة الفرد تضمن لنفسها البقاء، أو كما يقول ميشيل فوكو:"سلطة تعريض ساكنة ما إلى موت عام محقق هي الوجه الاخر لسلطة ضمان بقاء اخرين على قيد الحياة،...، لان السلطة تتعين و تُمارس على مستوى الحياة و النوع و الجنس و الظواهر الكثيفة للسكان".



#رفقة_رعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر صغير بيني و بين زها حديد
- ذاكرة بطعم الجنون
- ذاكرة بطعم الكتب
- أحلام يقظة شعوب الحرب
- عيد اكيتو واسراري للآلهة
- سبايا داعش نساء خارج الارض
- نازحة
- ذاكرة بطعم الالعاب
- صوت طفل الحرب
- الكلام النسوي ( حل لمشكلة العدم )
- نساء العراق بين فكي داعش والحروب
- ذاكرة بطعم العشب
- في الطريق إلى شارع المتنبي
- العدم في دقائقهِ الاولى
- الضياع بين اربع جدران
- نوايا السلاميات
- السلم وحتمية الانصياع للدولة عند اسبينوزا
- بعد صوت الباب
- ذاكرة بطعم الخبز
- خارج اطار مشروع السلام الدائم


المزيد.....




- ترامب يكشف عما قاله لنتنياهو بشأن -نهاية حرب غزة-
- أين تذهب بطاريات السيارات الكهربائية؟
- غضب دولي بعد قصف مستشفى ناصر في غزة.. نتنياهو يعبّر عن -أسفه ...
- في حوار خاص مع -يورونيوز-.. فوتشيتش يؤكد التزام صربيا الثابت ...
- السجن وإلغاء الإقامة والتجنيس عقوبة حرق أو تدنيس العلم الأمر ...
- ترمب يرغب في لقاء زعيم كوريا الشمالية خلال العام الحالي
- ترمب يعلن تدابير جديدة لإحكام السيطرة الأمنية على واشنطن
- الخرطوم تسجل عودة أكثر من نصف مليون لاجئ ونازح خلال شهر
- فرنسا: هل تسقط حكومة بايرو بعد إعلان أحزاب معارضة رفض التصوي ...
- لبنان وإسرائيل.. بماذا عاد توم براك إلى بيروت؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفقة رعد - الموصل و غرابة الحدث