أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عرمش شوكت - الفساد المزدهر والقضاء المسيس يلاحقان الاصلاح!!














المزيد.....

الفساد المزدهر والقضاء المسيس يلاحقان الاصلاح!!


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 5311 - 2016 / 10 / 11 - 23:03
المحور: كتابات ساخرة
    


كان قرار رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي بالغاء مناصب نواب رئيسي الجمهورية والوزراء قد صوّر في حينه، على انه حجر الزاوية في عملية الاصلاح المزعومة في الدولة العراقية الخاوية اصلاً. ومنه جرى التأمل بقيام خطوات مماثلة لاحقة في المؤسسات الاخرى التي نهشها الفساد. وكل ذلك كان لا يساوي الا وهم منطلق من رغبة الناس بالاصلاح، كما اخذتهم حماسة الحراك الجماهير الى التطلع لبناء الدولة المدنية الخالية من الفساد والظلم الاجتماعي الذي خلفه النظام السابق وكذلك اعادت انتاجه مخرجات نهج المحاصصة الطائفية الاثنية المقيتة.
كانت خطوة الاصلاح قد ولدت وهي بعمر " الخُدّج " كما يقال. اذ انها تخلو من الحصانات اللازمة ومن الرؤى المتجلية في منهج سياسي يتناسب ومتطلبات صيرورتها المفترضة، وايضاً غياب تبلور القوى الجديرة بقيادتها، مع ان القوى المحركة لعملية الاصلاح كانت فاعلة في الشارع والمتمثلة بجماهير الحراك. وهنا يبدو الامر عالقاً بشرك مفارقة لابد من تفكيكها. فمن ناحية يبدو الفساد مزدهراً ومن الناحية الاخرى تتململ مسيرة الاصلاح بعشوائية مبهمة ومكبوحة. مما اتحاح للمفسدين اصحاب النفوذ في السلطة لاقتناص الفرصة المناسبة بغية التصدي لاي حاصل اصلاحي وارجاعه القهقرى، تم ذلك تحديداً في ظرف خف فيه زخم التظاهرات، وكان الوقت المناسب لتفعيل اذرعهم في سلطة القضاء على وجه التعين، وان كان بعد عام على اسقاط ابرز فعل اصلاحي. الا وهو الغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية، لاجل ارجاعهم الى مواقهم مع تسديد رواتبهم باثر رجعي. لينكأوا جرح الضائقة المالية الموجع، دون اي رادع من ضمير.
بذلك اسفر الفاسدون، واين ما وجدوا في السلطات الثلاث، عن تناغم وتعاون وتدبير غير مشروع، لتمرير ما تقتضيه مصالحهم الخاصة، مستغلين اغطية قانونية معتلة اصلاً، غير جائزة دستورياً ، حيث جاء قرار المحكمة باعادة نواب رئيس الجمهورية الى مناصبهم عقب مضي عام على قرار البرلمان بتأيده للغاء هذه المناصب، كجزء من عملية اصلاح مفترضة، ولم يتم اجراء المحكمة الاخير بفعل مقتضيات قانونية خالصة. انما جاء بأختراقات خفية لحصانة القضاء. لكن لم تغب حقيقتها عن العقلاء والمخلصين لمصالح شعبهم، اذ سرعان ما رصدوا مضاهرها جلية وقبل قرار المحكمة بوقت ليس بلقصير، وذلك بتصرف احد نواب الرئيس وهو السيد المالكي الذي قام بالايحاء على كونه في منصبه الرسمي عندما دأب على اللقاء بالسفراء والمبعوثين الاجانب، دون تكليف من اية سلطة، كما قام اخر وهو السيد النجيفي بتصريحات تستخف بسيناريوا تحرير الموصل بصورة لم يجرؤ عليها الا من يمتلك السلطة التي تبيح له ذلك.
ان الهواجس وباخطر اشكالها، حينما يتبين بان السيد العبادي رئيس الوزراء والذي يزعم بانه رافع راية الاصلاح، وصاحب القرار بعزل نواب الرئيس، يقوم بـحركة " الى الوراء در ". متواطئاً اوشريكاً في هذا السطو السياسي على الاجراءات الاصلاحية. غير ان الذي يزكي السيد العبادي او بعكسه مرهون بحقيقة موقفه من قرار المحكمة . هل يعترض مستأنفاً وفق القانون. مطالباً القضاء باعادة النظر بقرار المحكمة الذي يفتقر لاي مسوغ قانوني سليم، يميل الى مصالح الناس. وينم عن حرص على ازاحة المفاصل الوظيفية المترهلة غير المنتجة، التي تكلف ميزانية الدولة الكثير من الاعباء المالية، امعاناً باضعاف الحكومة، وهي خاوية اصلاً. فاي حرص هذا من قبل رجال القضاء عندما يهملون مقاضاة الفاسدين،وكذلك لا يعبأون بالفراغ المتواصل الذي تعانيه الكابينة الوزارية الماضية الى مرحلة صفرية بسبب الاستجوابات غير المناسبة مع راهنية الظرف العسكري والمالي للحكومة.
واخيراً يجوز القول بان الفساد المزدهر يتولى ملاحقة الاصلاح وغلق المنافذ عليه بتحريك اذرعه في سلطة القضاء التي غمرتها السياسة ولا يبدو منها سوى قرارات سياسية معبأة بحاويات قانونية لا يخفى كنهها حتى على اطفال هذه المرحلة المكبلة بالنهج الطائفي والاثني الغريب على تاريخ العراق.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد تحرير الموصل ومابعد داعش.. لماذا ؟؟!!
- استيزارات السيد العبادي على نهج -ضاربة الودع-!!
- صوت ساخن في برلمان ساكن
- في تركية .. عربدة مموهة فوق مضيق البسفور
- التفجيرات الارهابية ..و متاع بنات العقارب
- تحرير الفلوجة ومظاهرات التحرير..لمن ستقرع الاجراس.؟
- جبهة - الاتحاد الوطني - ومن اين نبدأ.؟
- لعبة الثلاث اوراق على منصة البرلمان العراقي
- قوى اليسار العراقي.. والحراك المدني الجماهيري
- وثيقة العبادي ومطالعة الحراك الجماهيري
- شمعة السيد العبادي.. وظلام الكتل المتحاصصة
- الرئاسات واجتماعات متعددة والحصيلة - خفي حنين -
- الحراك الشعبي والهواجس من المراوحة
- ماذا كان قطاف العملية السياسية.. عفصاً ام بلوطاً.؟
- اصدار قوانين طبقية جائرة.. على خطى الدكتاتورية
- - شرائع مرعية- .. تتحول الى كواتم سياسية..!!
- السيد حيدر العبادي.. يصلح خارج النص !!
- منظومة كتل المحاصصة .. وحدة وصراع الاضداد!!
- محكمة تأريخية تحت نصب الحرية
- اطفاء جدحة الكهرباء اشعلت جدحة الشارع..ولكن


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عرمش شوكت - الفساد المزدهر والقضاء المسيس يلاحقان الاصلاح!!