أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عرمش شوكت - قوى اليسار العراقي.. والحراك المدني الجماهيري



قوى اليسار العراقي.. والحراك المدني الجماهيري


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 22:16
المحور: المجتمع المدني
    


هنالك مثل شعبي يقول: " ان العين لا تحب الارجح منها " ومع ان هذه الصفة تعد ذميمة ومن بنات الانانية غير الحميدة ، بيد انها تتلبس الكثير من الناس للاسف الشديد، ان حديثنا هذا له ربّاط كما يقال. لقد تعلمنا في السياسة ومن خلال احداث تاريخية عديدة . بان النهوض الجماهيري والثورات تنبعث بفعل، اولاً القوى المحركة لها والتي تتمثل عادة بافتقار الجماهير للحرية والعيش الكريم فضلاً عن قساوة الاستبداد وانعدام العدالة الاجتماعية، وثانياً القوى القائدة، اي الطليعة الواعية الثورية المنظمة، والتي سماها " لينين" بالاداة الثورية التي تفجر الاختمار الثوري حينما تدنو الازمة السياسية من نطاقها حرج.
يشار غالباً بان الانتفاضات الجماهرية تنطلق عفوياً . وفي الواقع لا توجد عفوية بالمعنى الواسع للكلمة بمثل تلك الهبات، انما حالها حال الصدفة والتي في حقيقتها تنطلق بالضرورة القصوى، ولكن اسبابها غير ملموسة للوهلة الاولى، لذلك تسمى صدفة. حيث ان كل الظواهر لها اسباب مسبقة. اجمالاً وكما اشرنا آنفاً تتلخص بقواها المحركة واداتها القائدة، واذا ما حصل ولم تتوفر" قيادة " متكاملة غير انها وبواقع حتمي ستنبثق وتتكامل من داخل المنتفضين، الا ان هذه الحالة تبقى ضمن نطاق الاستثناء وليست هي القاعدة. وهنا يصحبنا الحديث معه الى رؤية واقع الحراك الجماهيري المنتفض في شوارع العراق، وما يقال عنه جزافاً في بعض الاحيان، وفي البعض الاخر بصورة غير منصفة، وبقول اخرى يقصد به تشويه حقائق الامور الصادمة لهذا البعض الاخر!!.
ويتحدث " المنصفون جداً " واصفين الحراك الجماهيري بانه يتكون في الاغلب من شباب خريجين دفعهم تمييز السلطات في التعيين !. بهذه الصورة المجردة، التي يراد بها الاستهانة بمظالم المواطنين التي تحركهم وكذلك تسخيف تأثير الفكر المدني الديمقراطي عليهم، ومما لا شك فيه، ان الحراك بات شعاره المركزي هو الدولة المدنية مقرونة بالعدالة الاجتماعية، وهي شعارات قوى اليسار قبل غيرهم، والتي امست بلسماً لامراض اجتماعية عديدة خلفتها تسلكات البعض تحت شعارات دينية زائفة بهدف المتاجرة والمزايدة للتشبث بالسلطة، فضلاً عن التوغل بالفساد وبالخراب وانعدام الشعور الوطني، ضمن ضلال التشظي المذهبي و القومي المستثمر سياسياً بغية تقاسم السلطة والمال الحرام.
ان احتفالات رأس السنة الميلادية في بغداد على سبيل المثال وليس الحصر قد شارك فيها اربعة ملايين مواطن وذلك دون ادنى ريب بفعل تأثيرالفكر المدني. هذا ويأتي في ذات السياق الاصطفاف الذي حصل من قبل قوى دينية صادقة تؤمن بالاصلاح " التيار الصدري " مع قوى الحراك المدني في التظاهرات والاعتصام.
وعند التواجد في ساحات التظاهر يشاهد المرء وعن قرب جلي، بان الشخصيات اليسارية تتصدر الموقف، و يلح السؤال: لماذا لا تتواجد القيادات السياسية الوطنية الاخرى لتشارك في التظاهر؟ ما عدا القيادات اليسارية وفي المقدمة منها الشيوعية تحديداً، فلا يفوت يوم جمعة دون ان تجد المناضل والناشط المدني " جاسم الحلفي " عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي يتصدر الحراك مع باقي الناشطين المدنيين، واكثر دلالة بانه كان " رأس النفيضة " في عملية عبور الجسر لاول مرة نحو المنطقة الخضراء، ليس هذا فحسب، انما نزيدنكم من الشعر بيتاً، كما يقال ، بان نائب سكرتير الحزب " رائد فهمي " وثلث قيادته يتواجدون في تظاهرات الجُمع في ساحة التحرير، و قد تواجد عدد منهم في الاعتصام امام بوابة المنطقة الخضراء.
وللتاريخ نذكر بان اول حراك احتجاجي عام 2011 انطلق حول فقدان الطاقة الكهربائية، في مدينة النجف من قبل الشيوعيين وانصارهم، وتجدد في بغداد وكان اول المعتقلين في حينها على اثر ذلك، بعض رفاق الحزب، ولم ينقطع انصار الحزب ورفاقه والقوى المدنية اليسارية واللبيرالية وعموم الوطنيين، عن هذا الحراك لحد هذا اليوم، انما اصبح ما انتجه الحراك هو عملية الاصلاح التي فتحت الابواب على مصارعها للتغيير ومحاسبة الفاسدين واسقاط مشاريع تقسيم البلد شعباً وارضاً بوحي من اجندات اجنبية. التي صنعت المستحيل لعرقة الاصلاح وحولته الى لعبة ساخرة ينطبق عليه المثل القائل: " يريك حنطة ويبيعك شعيراً " . كان الهدف هو الخلاص من نهج المحاصصة الطائفية، غير ان الذي يجري هو الخروج من بابها والدخول اليها من نوافذها اي العودة الى الكتل السياسية الفاشلة ذاتها لاصلاح ذات البين !، اذا جاز هذا التعبير. وليس اصلاح العملية السياسية التي صارت مرهونة بارادة الفاسدين والفاشلين. وتعيش حالة موت سريري.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة العبادي ومطالعة الحراك الجماهيري
- شمعة السيد العبادي.. وظلام الكتل المتحاصصة
- الرئاسات واجتماعات متعددة والحصيلة - خفي حنين -
- الحراك الشعبي والهواجس من المراوحة
- ماذا كان قطاف العملية السياسية.. عفصاً ام بلوطاً.؟
- اصدار قوانين طبقية جائرة.. على خطى الدكتاتورية
- - شرائع مرعية- .. تتحول الى كواتم سياسية..!!
- السيد حيدر العبادي.. يصلح خارج النص !!
- منظومة كتل المحاصصة .. وحدة وصراع الاضداد!!
- محكمة تأريخية تحت نصب الحرية
- اطفاء جدحة الكهرباء اشعلت جدحة الشارع..ولكن
- خطى العبادي.. وايقاع الشارع العراقي
- حينما تقتل الديمقراطية بنيران صديقة..!!
- يد الظلاميين امتدت لتطفىء قناديل النور
- مر عام من ثلاثة والترقب السلبي سيد الموقف
- اضرابات العمال العراقيين .. انذاراً ساخناً للحكومة
- العلاقة الجدلية ما بين العملية السياسية والمحاصصة.
- المال والبنون غيّبهم الفضائيون واسيادهم
- الطبقة العاملة ..ّ تحرر نفسها بنفسها
- غدت حتى حركة عقارب الساعة تلدغ المهجرين.!!


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عرمش شوكت - قوى اليسار العراقي.. والحراك المدني الجماهيري