أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الاتحاد الأوروبي!














المزيد.....

الاتحاد الأوروبي!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سبتمبر الماضي، انعقدت في براتيسيلافا العاصمة السلوفاكية قمة اوروبية بحث فيها قادة 27 دولة من الاتحاد الاوروبي عددًا من القضايا المصيرية المتعلقة بالأمن، والدفاع المشترك والاستثمار وسبل النهوض بشريحة الشباب الاوروبي.
وعلى الرغم من هذا التوافق في المصالح بين هذه الدول، الا انها تواجه تحديات وأزمات مثل الازمة المالية، والارهاب والبطالة وعدم الثقة بنظام الرعاية الاجتماعية، واللجوء و«الهجرة غير الشرعية».
من الواضح بعد خروج بريطانيا، أصبح الاتحاد الاوروبي كما يقال في الاوساط الاوروبية الرسمية في «وضع حرج» ومهدد بـ «التفكك». هذا ما أكدت عليه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، في حين يقول الرئيس الفرنسي هولاند: «اما التفكك، او الذوبان، او على العكس الارادة المشتركة في اعطاء اوروبا مشروعا، هذا ما ادعوه الدفع الجديد».
وفي مقابل ذلك، حذر هولاند من ان فرنسا «تبذل الجهد الاساسي من اجل الدفاع الاوروبي، لكن لا يمكن ان تقوم بذلك لوحدها» معتبرا انه في حال اختارت الولايات المتحدة النأي بنفسها، يجب على أوروبا ان تكون قادرة على الدفاع عن نفسها.
وصفت وكالات الانباء بان الاتحاد الاوروبي في موقف منقسم حول العديد من القضايا في براتيسلافا، فهم منقسمون على خروج بريطانيا من الاتحاد، وحول قضايا المرونة من الهجرة، كما انهم منقسمون ايضا بشأن معاهدة عبر الاطلسي للشراكة الاستثمارية والتجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
والاكثر من ذلك، ثمة اتهامات متبادلة بين دول الاعضاء من بينها -على سبيل المثال - ما صرح به رئيس الوزراء الايطالي، ماتيو رينس قائلا «ان ايطاليا تقوم بالالتزام بقواعد الاتحاد الاوروبي، ولكن البلدان الاخرى فلا، لان هناك قانون العجز ولكن هناك ايضا قانون الفائض الأوّلي الذي لا تحترمه المانيا، اذا ما تم تطبيق القواعد فيجب حينئذ ان يتم تطبيقها على الجميع.
وتؤكد بعض التعليقات السياسية: ان القمة أخفقت في تهدئة المخاوف من حدوث استفتاءات للخروج من الاتحاد على غرار استفتاء بريطانيا. ويعني ذلك، أن الاتحاد مازال بعيدا عن استعادة الثقة بين دوله وحلّ التناقضات المؤسساتية داخله.
ولصالح الحقيقة فان على الاتحاد الاوروبي ان يعترف، في نفس الوقت، بان الوحدة الاوروبية، كما كتب الكاتب الصحفي الأمريكي المخضرم ستيفن كينزر (المصدر الخليج الإماراتية 6 يوليو 2016)، تبقى فكرة رائعة، ولكنها تواجه مشاكل لسببين، أولا، هي تضع احلام تعاون مثالية فوق واقع القومية، الناس يريدون ان يحكمهم قادة من مجتمعهم ذاته وليس غرباء، انهم يريدون على الأقل ان يبدوا أسيادا لمصيرهم، والاتحاد الاوروبي تظاهر بان هذه الحاجة الاساسية غير موجودة.
وتجاهل الجذور الثقافية العميقة للقومية، لم يجعلها تختفي، بل على العكس، بهجومه المباشر على مبدأ السيادة انما غذى عن غير قصد الحركة الإرجاعية القومية التي تكتسح أوروبا اليوم.
والسبب الثاني لانهيار مشروع ماستريخت هو الاتحاد الاوروبي ذاته. اذ ان الذين يديرونه هم جماعة من بيروقراطيين غير منتخبين، كثير منهم منفصلون عن المجتمع التقليدي ويزدرون الرأي العام. اصحاب الرؤية الذين روجوا للوحدة الاوروبية عقب الحرب العالمية الثانية، رأوا فيها هبة لشعوب القارة، ولكن حلفاءهم نادرا ما كانوا يستشيرون هذه الشعوب، او يستمعون إلى شكواهم، او يكيفون سياسات الاتحاد الاوروبي بحيث تلبي احتياجاتهم، وبدلا من ذلك تبنوا ايديولوجية إزالة الضوابط الاقتصادية المالية، ومبدأ الخصخصة، وتقليص الانفاق الاجتماعي!!
لقد تصوروا اوروبا لمنطقة تجارة حرة، لها حدود مفتوحة، وليس فيها حمايات اجتماعية تذكر للناس العاديين، انه من الصعب ان تكون هذ الرؤية تكسب قلوب الناس!.
الاوروبيون في نظر المحلل السياسي كينرر غاضبون على الاتحاد، ليس فقط لانهم يشعرون بأنه يعطل حياتهم بإملاءات كاسحة في كل شيء، من حجم الموز إلى الهجرة.
وسخطهم الاشد ينصب على الطريقة التي تتخذ بها هذه القرارات، فهي تأتي من هيئة بعيدة تسمى المفوضية الاوروبية التي يتم اختيار اعضائها عن طريق مساومات خلف الأبواب المغلقة، كما تأتي من رئيس هذه المفوضية وهو سياسي غير منتخب من لوكسمبررغ يدعى جان كلود يونكر، وهذا ما أدى إلى مشاعر احباط ثم غضب، وفي النهاية إلى تمرد في بريطانيا.
معاهدة ماستريخت ماتت، وهذا ليس شرا كله، ويرى الكاتب ان الاتحاد الاوروبي سيتخلص قريبا من دولة عضو كانت دائما تستهجنه، وتطالب بمعاملة خاصة، وهذا شكل من اشكال الابتزاز غير الصحي لأي مؤسسة.
والآن، الاتحاد الاوروبي لديه فرصة لتغيير مساره، وإذا ما اصبح الاتحاد الاوروبي مشروعا قائما على تحسين حياة الناس وليس زيادة ارباح الشركات، فمن الممكن ان يبقى هناك مستقبل للوحدة الاوروبية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود أمين العالم وإشكالية الثنائيات في الفكر العربي!
- حول المواطنة والتعليم
- شيء من تاريخ إسرائيل الدائرة المغلقة لإراقة الدماء!
- فصل الدين عن السياسة واستقرار المجتمع
- عن الفساد المالي العالمي!
- فلسطين في أغانينا
- في ذكرى القنبلة الذرية على هيروشيما
- الرأي العام والديمقراطية
- عن الديمقراطية والإرهاب وثقافة التسطيح!
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- أحداث فبراير - مارس 2011 وتفاقم أزمة اليسار في البحرين
- الإمارات.. وتنوع مصادر الدخل
- قضايا بيئية!
- العلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي!
- السياسة ولعبة المصالح!
- الرقابة البرلمانية مرة أخرى!
- أضرار خلط الدين بالسياسة!
- الإسلام السياسي الإيراني!
- سياسة واشنطن في أمريكا اللاتينية!


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الاتحاد الأوروبي!