أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فهد المضحكي - محمود أمين العالم وإشكالية الثنائيات في الفكر العربي!














المزيد.....

محمود أمين العالم وإشكالية الثنائيات في الفكر العربي!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5294 - 2016 / 9 / 24 - 13:21
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يقول الباحث والمورخ د. ماهر الشريف: لقد أدرك المفكر محمود أمين العالم، ومنذ وقت طويل، إن الثقافة بُعدٌ من أبعاد السلطة، وإن للمثقف، بوصفه حاملاً ومنتجًا للمعرفة، دورًا يلعبه في عملية التغيير، لكنه أدرك، في الوقت نفسه، أن النضال الثقافي وحده لن يحقق التغيير، فانجذب الى السياسة.
وعند الحديث عن أزمة الفكر العربي وسيادة «التوفيقية» فإن العالم قدّر أن الازمة العامة التي تواجهها البلدان العربية لا تتمثل في الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية وحسب، بل تتمثل ايضًا في التشتت الفكري والتسطيح الفكري، وفي سيادة تيارات فكرية غيبية او ضبابية، معتبرًا ان عملية إنتاج فكر عربي متسق، يسلح العرب برؤيه استراتيجية شاملة لتغيير الواقع وتجديده، لن تتحقق على مستوى ثقافي نخبوي، وإنما ستتحقق في غمرة الفعل من أجل التغيير والتجديد.

غير أنه من الملاحظ أن العالم أرجع أزمة الفكر العربي الى الثنائيات التي شكلت إطاره الفكري منذ عصر النهضة، والتي تمثلت في ثنائية العلاقة بين التحديث التابع والمفروض سلطويًا وواقع البنية التقليدية الموروثة، وفي الثنائيات التي تفرعت عنها، مثل ثنائية التراث والمعاصرة، والنقل والعقل.. الخ.
أما الجسر النظري بين طرفي كل واحدة من هذه الثنائيات فقد شكلته كما قدّر «ايديولوجية توفيقية» صارت تعشعش في أغلب الممارسات السياسية والاجتماعية والثقافية العربية!

وبعد أن أشار العالم الى أن «التوفيقية» تتمظهر في حياتنا العربية بمستويات ومراتب في الفكر والممارسة خلص الى أن هذه «التوفيقية» ليست مجرد قضية فكرية، تعالج بالفكر وحده، بل هي قضية هيمنة سلطوية لطبقات وفئات اجتماعية تغرزها وتغذيها، تكريسًا لمصالحها، بحيث لن يكون القضاء على هذه الايديولوجية ممكنًا ما لم تتحقق ثورة ثقافية شاملة.
وهنا يصل بنا الشريف الى أن العالم رأى «التوفيقية» قد برزت مع تبلور النهضة العربية في القرن التاسع عشر، وفي ثنايا المشروع الذي ارتبط بها والذي كان تعبيرًا عن بدايات نمو البرجوازية العربية، لا سيما في مصر وبلاد الشام، لكنه كان، في الوقت نفسه، تعبيرًا عن إجهاض النمو المستقل لهذه البرجوازيات منذ البداية.

ففي الوقت الذي كانت فيه حركة البرجوازيات العربية الوليدة تنسلخ من تبعيتها للاستبدادية العثمانية كانت تدخل في تبعية استبدادية أخرى، هي تبعيتها البنيوية للرأسمالية العالمية المتحولة الى طورها الامبريالي.

ويصل ايضًا الى أنه على الرغم من الوقوع في أسر هذه التبعية الجديدة، تواصل النضال ــ بأشكاله السياسية والاقتصادية والثقافية ــ من أجل إنجاز مشروع النهضة، وكاد الجانب الأكبر من هذا المشروع أن يتحقق ـ كما قدّر العالم ــ بفضل ثورة يوليو 1952 في مصر، ولا سيما في فترة الستينات. إلا أن وقوع هزيمة يوليو 1967، التي عمقها الانقلاب الاجتماعي الذي قام به أنور السادات وما أعقبه من نكسات، قد عاد العرب من جديد الى ما يشبه البداية بالنسبة الى مشروعهم النهضوي، وأبقى الأسئلة التي طرحها مفكرو النهضة هي نفسها ـ في الجوهر ـ الأسئلة التي يثيرها المفكرون العرب في أيامنا هذه.

بيد أن أسئلة النهضة لم تبقَّ معلقة الى اليوم ـ كما تابع العالم ـ لأن مفكري ذلك العصر قد أغفلوا نقد العقل، كما يعتقد بعض الباحثين العرب المعاصرين، وإنما لأن البلدان العربية ظلت، حتى بعد حصولها على الاستقلال السياسي، تحت سيطرة بنيوية شاملة للامبريالية العالمية. وظلت تنميتها تنمية رأسمالية هامشية تابعة، وحافظت داخل بنيتها الاجتماعية على كثير من سمات بنيتها السابقة على الرأسمالية.

حين تناول الباحث سامح الموجي رؤية العالم للخصوصية /‏ والتحديث لاحظ أن تعدد مناقشات العالم مع كافة تيارات الفكر العربي حول الموقف من «الخصوصية» وفضح محاولات الزيف في انعكاساتها السياسية، دافعًا بصخرة الثابت، والمطلق القابع في بنيتها الايديولوجية، ملقيًا بأحجار جدلية لتحريك الماء الراكد في علاقاتها الاجتماعية الفاعلة.

من هذا الموقف يؤكد «العالم» على البعد الموضوعي والعملي لقيمة الخصوصية فهي «ليست ثوابت مجردة مطلقة فوق الزمان والمكان بل هي سمات مشروطة اجتماعيًا وتاريخيًا ولهذا تختلف الخصوصيات باختلاف الملابسات الاجتماعية والتاريخية»، وعليه فإن العالم تبنى مفهوم «الخصوصية التاريخية» مستندًا في تعميق دلالتها على إنجازات المادية الجدلية وتطوير ماركس لمفهوم «الخصوصية التاريخية» على اعتبارها خصوصية مشروطة بواقع تكوينها الاجتماعي والتاريخي.

ما توصل إليه الموجي هو التأكيد على البُعد العملي والسياسي والنضالي في الاستنتاجات النهائية لرؤية العالم وموقفه من هذه الثنائيات التي تشكل أسئلة النهضة العربية.
ومع تغييب الفروق الاجتماعية والتاريخية، وتغييب الواقع العملي، وتغييب الفاعلية الاجتماعية الجماهيرية تغيب القدرة على الفعل التاريخي الثوري وتظل الأسئلة المعلقة، معلقة في ملكوت الوعي المنكفئ على ذاته متعالية عن موضوعها الذي تبحث عنه دون جدوى (...) ذلك أنه ليس في ملكوت الوعي وحده تحل أسئلة الواقع، وتكتشف إجاباتها، بل بالواقع العملي، وفي الواقع العملي.

من خلال هذه الرؤية المادية التاريخية، والنقدية تتضح لنا معالم هذه المفاهيم الثنائية في تجلياتها الاجتماعية والسياسية، وفضح نشاطها الطفيلي الذي تمارسه على الثقافة وتقييد مساحات التجاوز والقطع المعرفي معها من خلال توظيفها سياسيًا، وطبقيًا. ويعني ذلك يطمع في نظرة صراعية لا توفيقية مفادها الجدل بين هذه الثنائيات التي تكبل حركة العقل العربي، وثورته الفاعلة.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المواطنة والتعليم
- شيء من تاريخ إسرائيل الدائرة المغلقة لإراقة الدماء!
- فصل الدين عن السياسة واستقرار المجتمع
- عن الفساد المالي العالمي!
- فلسطين في أغانينا
- في ذكرى القنبلة الذرية على هيروشيما
- الرأي العام والديمقراطية
- عن الديمقراطية والإرهاب وثقافة التسطيح!
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- أحداث فبراير - مارس 2011 وتفاقم أزمة اليسار في البحرين
- الإمارات.. وتنوع مصادر الدخل
- قضايا بيئية!
- العلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي!
- السياسة ولعبة المصالح!
- الرقابة البرلمانية مرة أخرى!
- أضرار خلط الدين بالسياسة!
- الإسلام السياسي الإيراني!
- سياسة واشنطن في أمريكا اللاتينية!
- الفساد يشبه -السوس-!


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فهد المضحكي - محمود أمين العالم وإشكالية الثنائيات في الفكر العربي!