أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فهد المضحكي - حول المواطنة والتعليم














المزيد.....

حول المواطنة والتعليم


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 11:37
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ستظل علاقة المواطنة بالتعليم علاقة محورية وهنا من الضروري التأكيد على هذه العلاقة لتعزيز وترسيخ قيم ومبادئ حقوق الانسان في التلاميذ منذ الصغر، من اجل كما تقول الدكتورة منى كرم عبيد استاذة العلوم السياسية بالجامعة الامريكية بالقاهرة «تنشئة المجتمع على احترام الحقوق والحريات العامة للمجتمع، وان تصبح هذه الحقوق ممارسة مجتمعية وليست نصوصا نظرية ومطاطة فقط، وهو ما يعود بالنفع فيما بعد من خلال مجتمع اكثر نضجا، يعى التحديات التي يمر بها، ويحدد الاطر المناسبة نحو مستقبل افضل».

‍‍لماذا التأكيد على هذه العلاقة؟
اذا كانت التربية والتعليم جزءا لا يتجزأ من عملية التنمية المستدامة، فانه لا يمكن تحقيق تنمية شاملة او مواطنة سليمة دون تعليم مناسب وعقلاني تجسيدا للمتطلبات الانسانية، وعلى اساس تكافؤ الفرص واشاعة الحريات واحترام مبدأ سيادة القانون وفصل السلطات واستقلال القضاء.
هكذا يقول الباحث الاكاديمي حسن شعبان في بحثه (في علاقة التعليم بالمواطنة).

الحديث عن هذه العلاقة ليس جديدا ولكن كيف يمكننا ترجمة ربط المواطنة بالتعليم ربطا عمليا؟ لان المسألة لا تكمن فقط في توعية الفرد بحقوقه بل في توفير هذه الحقوق.
وقد ابرز العديد من الباحثين في بحوثهم العلاقة الايجابية بين المواطنة والتعليم. وهنا نشير الى الباحثة عبيد وهي تتحدث عن المجتمع المصري الذي على حد قولها في امس الحاجة الى ربط المواطنة بالتعليم خاصة انه عانى لعقود من الجهل والتخلف وعدم احترام الآخر، وغرس عددا من الافكار الخاطئة في نفوس التلاميذ، مما ترتب عليه تنشئة اجيال تجهل الآخر في الوطن رغم انه شريكه، وانتشرت مفاهيم مغلوطة ساعدت على نشر التمييز، حتى اصبح سلوكا قبل ان يكون سياسات من الدولة (مجلة الديمقراطية المصرية عدد يوليو 2014).

المجتمع المصري كغيره من المجتمعات العربية في حاجة الى تطوير مناهج التعليم على اسس وطنية ديمقراطية، وانطلاقا من هذا، فالمواطنة في رأيها تشكل ابعادا كثيرة، منها تعزيز انتماء الفرد لوطنه، وكذلك تعزيز الحقوق والحريات، وضمان ان يحصل كل فرد على حقوقه، ومطالبة الدولة والزامها بالحقوق الدستورية المنصوص عليها في الدستور والقانون. ومن اهمية المواطنة ايضا هو تنمية المهارات داخل الفرد، من خلال تعزيز مفهوم الديمقراطية والحكم الرشيد والشفافية والمساءلة.

وهنا تطرح عبيد سؤالا عن تجربة مصر، وتحديدا، ابان حكم مبارك، وهو ماذا فعلت الدولة؟ وهو السؤال الذي يجب طرحه على النظم السياسية العربية!
في تصورها ثمة مشكلات عديدة تقف الدولة فيها حائلا امام مواجهتها بشكل ايجابي، فعلي سبيل المثال، منذ سنوات قام مجموعة من الخبراء عبر لجنة شكلها المجلس القومى لحقوق الانسان، وعملت على تقييم المناهج الدراسية وما تقدمه لمنظومة حقوق الانسان، ولا حظت الدراسة التي اعدها المجلس انتشار عدد من المفاهيم المغلوطة، والحض على الكراهية ونشر العنف، والتقليل من الآخر، وغرس عدد من الفتاوى التي تنقص من شركاء الوطن، وزيادة النعرة الدينية والطائفية في المناهج. وبالرغم من تقديم عدد من التوصيات والمقترحات، الا أن المسئولين اهتموا بملاحظات شكلية، وعملوا على تطوير المناهج بشكل روتيني وسطحي، مما ترتب عليه عدم انعكاس الرؤية التنويرية التي طالب بها الخبراء، على المناهج، ومن ثم لم يحدث التغيير المنشود!
وبالاضافة الى ما سبق ان دعم مبدأ المواطنة في المجتمع لن يحدث عبر تطوير المناهج الدراسية، او توفير عدد من المهارات بمراكز الشباب والجمعيات الاهلية حول التربية المدنية، وتنشئة الافراد منذ الصغر على هذا المبدأ، وانما يتطلب ارادة سياسية تؤمن بالمواطنة وحقوق الانسان، وان يتوافر لها الادوات التي تسمح بغرس هذه الافكار وتحويلها من مجرد نصوص مكتوبة الى واقع ملموس، وان يشعر كل فرد بأن المواطنة اصبحت منهج حياة لكل المواطنين.

وفي هذا السياق يرى محمد زياد حمدان الخبير التربوي: «المواطنة المدنية في البلدان النامية بحاجة الى قرار تربوى سياسي مستنير، والامر يبدو ممكنا فقط عندما تغير الحكومات الوطنية في البلدان النامية من مفاهيمها المغلوطة وسلوكياتها الملتوية تجاه المواطنة والمواطنين».
واذا كان هدف اية تنمية كما يراها شعبان وغيره من ذوى الاختصاص هي خدمة الانسان وتأمين حقه في الحياة في العيش بسلام ودون خوف، وهذا اسمى الحقوق الانسانية، مثلما هو حقه في العدالة وحقه في المشاركة وحقه في المساواة، وهذه هي حقوق المواطنة التي لن تكتمل دون الحق في التعليم، فان الامر ومن وجهة نظره يحتاج الى بيئة عقلانية لنشر الثقافة الديمقراطية والقيم الانسانية واحترام سيادة القانون، اضافة الى قيم السلام والتسامح والحق في الاختلاف والحق في التعبير والحق في الاعتقاد، والحق في المشاركة والحق في التنظيم المهني والاجتماعي والسياسي. ولا يمكن بلوغ مثل هذا المشروع في عالمنا العربي دون اهتمام بالمستوى الفردي والعائلي والمدرسي والديني والمجتمعي، ويمكن للقانون والتشريع، لا سيما بتحديد الحقوق والواجبات ان يلعب دورا ايجابيا في حماية حقوق الافراد والمجتمع على حد سواء. والأمر يحتاج ايضا الى جهد تربوي علمي من خلال الكتب المدرسية والنظام التعليمي، مثلما يمكن للمجتمع المدني ان يساهم مساهمة جدية في رسم الاستراتيجية وفي العمل على تطبيقها كجزء من عملية التنمية الشاملة التي تخص الدولة ككل.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من تاريخ إسرائيل الدائرة المغلقة لإراقة الدماء!
- فصل الدين عن السياسة واستقرار المجتمع
- عن الفساد المالي العالمي!
- فلسطين في أغانينا
- في ذكرى القنبلة الذرية على هيروشيما
- الرأي العام والديمقراطية
- عن الديمقراطية والإرهاب وثقافة التسطيح!
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- أحداث فبراير - مارس 2011 وتفاقم أزمة اليسار في البحرين
- الإمارات.. وتنوع مصادر الدخل
- قضايا بيئية!
- العلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي!
- السياسة ولعبة المصالح!
- الرقابة البرلمانية مرة أخرى!
- أضرار خلط الدين بالسياسة!
- الإسلام السياسي الإيراني!
- سياسة واشنطن في أمريكا اللاتينية!
- الفساد يشبه -السوس-!
- في ذكرى الانتصار على النازية والفاشية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فهد المضحكي - حول المواطنة والتعليم