أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهد المضحكي - الرقابة البرلمانية مرة أخرى!














المزيد.....

الرقابة البرلمانية مرة أخرى!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 10:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


صرح رئيس ديوان الرقابة المالية والادارية حسن خليفة الجلاهمة ان الديوان انتهى من انجاز مهمات الرقابة على حسابات الوزارات والجهات الحكومية التي يتألف منها الجهاز الاداري للدولة والجهات الملحقة بها للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2015، وأضاف: أن الديوان يعكف حاليًا على اعداد تقريره السنوي عن كل من الحساب الختامي الموحد للدولة والحسابات الختامية للجهات الخاضعة لرقابته وعن نتائج اعمال رقابة الاداء والرقابة الادارية.

على العموم فإذا كان من كلمة تقال في حق ديوان الرقابة المالية والادارية فإننا نثمن ما يقوم به من اداء احترافي أسهم في الكشف عن الكثير من الاخطاء والتجاوزات المالية والادارية والامثلة على ذلك كثيرة.

ولكن لم يعد مقبولاً أن تظل هذه التقاير ولسنوات حبيسة ادراج النواب!

ومن الطبيعي ان يؤدي ذلك الى تفاقم التجاوزات والفساد والى سخط الناس وتحديدا الفقراء منهم خاصة في ظروف «التقشف» التي تعيشها البلاد بحكم الازمة الاقتصادية الناتجة عن انخفاض اسعار النفط في حين ان الامر يحتاج الى مراجعة السياسة الاقتصادية بغية دفع عجلة تعدد مصادر الدخل والاستثمارات الى الامام، ومعالجة البطالة بإجراءات حازمة في مجال توظيف العمالة المحلية، ولم يعد ذلك ممكنا في ظل تقليص صلاحيات البرلمان الرقابية وتداخل الصلاحيات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية!

وللإنصاف نقول وبالفم المليان ما ان هبّت رياح فرض الضرائب والرسوم حتى وقف النواب وقفة رجل واحد للحفاظ على الاجور والمرتبات في قطاع الدولة والخاص وعلى المكتسبات كعلاوة الغلاء وعلاوة المتقاعدين والعلاوة الاجتماعية، وهو محط تقدير.

ومع ذلك ان غياب المساءلة والاستجواب من بين العوامل التي ادت وبشكل ملحوظ الى تجاوزات مالية وادارية لا حصر لها!

وهذا بالطبع يقودنا الى طرح السؤال التالي: ماذا يفسر نوابنا الافاضل سبب هذا الغياب؟ ولا نحتاج هنا الى ادلة على الفساد، وهدر المال العام، وهذا يعني ان الممارسة النيابية لم تكن أكثر قدرة على الاستجابة لما تهدف اليه الرقابة البرلمانية!!

اذن من المؤكد انه لم تجد الظاهرة الصوتية نفعا، ولن تنفعنواقيس التهديد وهي تدق محذرة من تاثير الفساد على مصالح الوطن والمواطن في حين ان الرقابة البرلمانية بايقاعها البطيء تتحول الى ازمة تبحث عن علاج!

ان الهدف من هذا الكلام المكرور أو بالاحرى هذا الكلام الذي نكرره بين وقت وآخر ويكرره غيرنا في الصحافة المحلية والمجالس الشعبية لا علاقة له بشخص هذا النائب او ذاك، ولا علاقة له ايضا بأهمية البرلمان كمؤسسة منتخبة، ولكن ان تتلكأ ادوات الرقابة البرلمانية أو لا تستطيع القيام بدورها لحسابات مغلوطة او لمصالح غير مشروعة فهذا يتعارض بصورة خطيرة مع وظيفة البرلمان الرقابية!
وتعتبر الرقابة البرلمانية - في نظر الدراسات المتخصصة - حجرًا اساسًا في البرلمانات الديمقراطية، إذ تشكل مؤشرًا على الحكم الجيد، ومؤشرا على الديمقراطية في المجتمع.

وترى تلك الدراسات ان الهدف من الرقابة البرلمانية وفقا لما تحدده القوانين واللوائح البرلمانية يتمثل في - تأمين شفافية عمل السلطة التنفيذية وانفتاحها اذ يسلط البرلمانيون الضوء على اعمال الحكومة من خلال مجال عام تتم في سياقه مناقشة سياسات واعمال الحكومة، الى جانب التدقيق فيها وعرضها على الرأي العام.

- مساءلة السلطة التنفيذية، اذ تسمح الرقابة البرلمانية بالتدقيق فيما اذا كانت سياسات الحكومة تطبق واذا كانت تؤدي الاهداف المرجوة.

- ضمان المحاسبة المالية، اذ يدقق البرلمان في الانفاق الحكومي ويصادق عليه من خلال منع الاسراف في نفقات الخدمات التي تمولها الدولة. ويهدف ذلك الى تحسين اقتصاد وفعاليات نفقات الحكومة.

- تعزيز حكم القانون، اذ على البرلمان ان يحمي حقوق المواطنين من خلال مراقبة السياسات ودراسة اي امكانية للإساءة الى السلطة او اي سلوك تعسفي أو اي عمل غير قانوني او غير دستوري تقوم به الحكومة.

- إن عدم تحقيق هذه الاهداف يعني ثمة ازمة على مستوى الرقابة النيابية والجدير بالذكر ان الرقابة التي تمارسها السلطة التشريعية - كما يراها د. ماجد الزاملي - يفترض ان تكون في النظام البرلماني هي اهم السلطات واعظمها لكونها الممثلة للشعب والمعبرة عن نبض اعماقه ولذلك رقابتها على السلطة التنفيذية تعتبر اهم الاختصاصات التي تمارسها، وتعتبر وفق هذا التصور سلطة اصيلة قابلة متوجهة في ظل الأنظمة البرلمانية المعاصرة.

وفي مقابل ذلك لا يمكن ان تكون فاعلة تحقق اهدافها من دون رقابة الرأي العام على اداء ممثلي الشعب، ونقصد بذلك الرقابة الشعبية على النواب، وهي الرقابة التي يمارسها الناخبون على اداء النائب الذي يمثل دائرتهم فإذا اساء لثقتهم فيعاد النظر في انتخابه مجددًا.

ما نريد التأكيد عليه من خلال هذا الحديث ان الدور الرقابي للبرلمان شبه مفقود وهو في حد ذاته ازمة، لان وظيفة البرلمان في النظم السياسية الديمقراطية ليست تشريعية فحسب بل رقابية تمتلك صلاحيات دستورية غير مقيدة.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضرار خلط الدين بالسياسة!
- الإسلام السياسي الإيراني!
- سياسة واشنطن في أمريكا اللاتينية!
- الفساد يشبه -السوس-!
- في ذكرى الانتصار على النازية والفاشية
- إبداع حسن جناحي
- تحديات التنمية البشرية!
- سيداو والضجة المفتعلة!
- الثقافة والحرية
- الإصلاح الإداري والرقابة والمحاسبة!
- طرابيشي يترجل
- العالم العربي والإصلاح السياسي!
- شيء من التاريخ الصهيوني وانتخابات الرئاسة الأمريكية!
- الثامن من مارس محطة مضيئة في حياة نساء العالم
- المواطنة ومناهج التربية!
- العولمة والسيادة والاقتصاد!
- فاطمة ناعوت
- البرلمانات العربية!
- عن استراتيجية التنمية الدولية!
- انهيار اسعار النفط والقرارات المطلوبة!


المزيد.....




- كيف أنهت أسواق النفط تداولات مارس 2024؟
- روسيا تبدأ في إنتاج بطاريات الليثيوم الأيونية للقاطرات الكهر ...
- ايران تؤكد استعدادها لاستضافة المؤتمر الاقتصادي لدول بحر قزو ...
- -أباريق الشاي- و-أسطول الظل-.. كيف تهرب الصين النفط الروسي و ...
- الحذاء الذهبي.. ترتيب هدافي الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى ...
- واتساب عمر الذهبي “تحديث جديد + نسخة مجانية ” .. مميزات مذهل ...
- روسيا تستثمر 1.8 تريليون روبل في مشروع -البحار الخمسة- الاق ...
- يوتيوب الذهبي تنزيل اخر اصدار بميزة جديدة احصل عليها انت فقط ...
- مقطع فيديو يظهر لحظة وقوع انفجار بمسجد في إيران (فيديو)
- السجن 25 عاما لمؤسس بورصة FTX للعملات المشفرة في الولايات ال ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهد المضحكي - الرقابة البرلمانية مرة أخرى!