أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - العالم العربي والإصلاح السياسي!














المزيد.....

العالم العربي والإصلاح السياسي!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ انطلاقة ما يسمى بـ«الربيع العربي» لم تتوقف التحليلات السياسية للمسببات والظروف التي جعلت من مطالب التغيير المتراكمة والمختمرة منذ عقود ان تحرّك كل هذه الاحتجاجات التي تطالب بحقوق عادلة ومساواة وحياة معيشية أفضل، وبحرية وديمقراطية بأبعادها السياسية المعاصرة.
وبغض النظر عن المطالب المشروعة والأسباب الحقيقية المحركة للصراع السياسي والاجتماعي والطبقي فإنه بالرغم من أهمية التحرر من حواجز الاستبداد والانتقال الى مجتمعات تعددية تحترم الحقوق والحرية وسيادة القانون والمعتقدات بمنأى عن الاعتبارات الطائفية والقبلية والعشائرية ثمة سلبيات طغت على سطح الاحداث ادت الى متاهات ما جعل بعض الشعارات والممارسات تقفز على الواقع خاصة عندما تم توظيف الدين توظيفًا سياسيًا وكذلك عندما تم الاستعانة بالخارج!
وهكذا شهد «الربيع» سلبيات أعاقت إخراج المجتمعيات التي تطالب بالتغيير من ازماتها ودفع العملية الاحتجاجية الى الامام!
وقد اشرنا في مقال سابق الى هذه السلبيات لخّصها المفكر عبدالإله بالقرزيز وفي مقدمتها:
1- أن خرج قسم كبير من الاحتجاج الاجتماعي عن منطلقاته المدنية، ومساره السلمي، عن طريق جنوحه للعمل المسلح نقل بلدانًا عربية من مشهد «الثورة» والتغيير السلمي الى مشهد الفتنة والحروب الأهلية.
2- إن انحراف الصراع الداخلي عن خطه كصراعٍ سياسي بين معارضة وسلطة الى صراع عصبوي طائفي ومذهبي وقبلي ومناطقي، مزّق النسيج المجتمعي وهمّش الوحدة الوطنية، وضرب في الصميم الولاءات الوطنية الجامعة ليعلي الولاءات العصبية الفرعية.
3- تغلغل قوى الإرهاب في الداخل العربي من وراء حال الفوضى المعممة التي نجمت عن انهيار الدولة او تراجع قبضتها وصيّرتها لاعبًا كبيرًا في تقرير مصائر البلاد العربية. إلا أن هذا لا يعني أن ثمة نتائج ايجابية كثيرة تتمثل في المطالبة بفعالية بإصلاحات سياسية ودستورية.
وبعبارة اخرى ان الاحتجاجات جاءت تعبيرًا عن تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي لم تراعِ الاصلاح الحقيقي وقيم الديمقراطية وحقوق الانسان، وضرورة الاعتراف بالحقوق كافة كمدخل اساسي للتغيير نحو العدالة والمساواة.
حقيقة إن الفوارق الاجتماعية والطبقية والاستغلال الطبقي في المجتمعات العربية في امس الحاجة الى توفير الشروط لقيام ديمقراطية راسخة وتنمية حقيقية يقول عنها اهل الاقتصاد «تستهدف رفع مستوى الدخل الفردي للأفراد وزيادة الدخل المجتمعي ككل وإعادة توزيع هذه الدخل على افراد المجتمع بشكل عادل وبصورة تؤدي الى التقليل من الفوارق، اي تنمية لا تكتفي بتحقيق النمو فقط بل تسعى الى اعادة توزيع عائدات هذا النمو بشكل عادل بين افراد المجتمع بهدف تحقيق العدالة والسلم الاجتماعيين».
ومن دون شك، فإن من اسباب هذا التعثر المصالح العقائدية والسياسية التي تمانع وتقاوم التحديث والتجديد ولا نستطيع بلوغ ذلك إلا بفصل الدين عن السياسة، ناهيك عن الخطاب الديني الذي يرى في الديمقراطية خروجًا على الشريعة والتعاليم الدينية، كيف يمكن تحقيق اصلاح حقيقي في العالم العربي؟
هذا السؤال التاريخي لم يكون وليد اليوم بل ارتبط منذ عقود بأهمية الديمقراطية والتنمية كضرورة للنهضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدول العربية التي لا يزال اغلبها تحت سيطرة الاقطاع الديني وهو ما فرض تحديات كبيرة امام تقدم الدولة الرأسمالية الوطنية!
هذا السؤال كان حاضرًا بقوة ولايزال منذ الشرارة الاولى لما يعرف باسم «الربيع العربي» هذا السؤال يحمل مشروعًا كبيرًا مضمونه تطلعات مستقبلية تتطلب تغيير حقيقي وتنمية حقيقية ومهام وطنية أفقها الدولة المدنية القائمة على مبدأ حقوق الانسان وحقوق المواطنة المتكافئة، الكاتب مروان معشر طرح هذا السؤال لأن النظم العربية أمام خيار: أما أن تقود عملية الاصلاح من أعلى الهرم، أو ترى ذلك يحدث في الشارع من أسفل الهرم.
وفي إطار معالجة الاوضاع العربية التي اغلبها لم تستجب لمشروع الاصلاح والتغيير والاعتراف بالديمقراطية والحرية فكرًا وممارسةً بدونه لا حقوق ولا تعددية يرى المعشر وغيره من الباحثين والمفكرين لابد من تغيير القوانين وتطوير حرية الصحافة والحد من التحيّز ضد المرأة، فضلاً عن معاناة المجتمعات العربية من نخبة سياسية متخندقة، هذه النخب التي لا تريد التخلي عن حياتها التي تعج بالامتيازات، تقاوم الاصلاحات السياسية من أسفل الهرم، وتعارض أيضًا في كثير من الحالات، الانظمة التي أغنتها عندما تفكر بالقيام بإصلاحات، هذا ما شاهدناه على سبيل المثال في مصر صحيح ان الديمقراطية لا تحدث بين عشيّة وضحاها، إلا أنه لا يمكن البدء بإصلاحات سياسية حقيقية في ظروف وأوضاع سياسية لم تفتح الباب أمام استقلال السلطات أي الفصل بين السلطات، ومحاربة التمييز والفساد وإصلاح الاقتصاد والتعليم، ووجود برلمانات أكثر تمثيلاً للشعوب، وأكثر فعالية على صعيد التشريع والرقابة على الأعمال الحكومية. وأما من دون ذلك سيظل الإصلاح السياسي في خبر كان!



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من التاريخ الصهيوني وانتخابات الرئاسة الأمريكية!
- الثامن من مارس محطة مضيئة في حياة نساء العالم
- المواطنة ومناهج التربية!
- العولمة والسيادة والاقتصاد!
- فاطمة ناعوت
- البرلمانات العربية!
- عن استراتيجية التنمية الدولية!
- انهيار اسعار النفط والقرارات المطلوبة!
- الثقافة الوطنية الديمقراطية
- عن -الربيع العربي--
- الدين العام مرة أخرى!
- دولة الإمارات والابتكار وتمكين المعرفة
- العمالة المحلية في القطاع الخاص!
- الكتابة بحبر أسود
- البطالة في الدول العربية!
- عن التنمية والعلم والثقافة!
- الحفاظ على المال العام ومكافحة الفساد!
- عقود العمل المؤقتة.. ألبا أنموذجاً!
- إنها لعبة المصالح!
- جنوب شرق آسيا.. وحماية المصالح الأمريكية عسكرياً!


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - العالم العربي والإصلاح السياسي!