أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الثقافة الوطنية الديمقراطية














المزيد.....

الثقافة الوطنية الديمقراطية


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان كما يقول أحد الباحثين التخطيط لثقافة المستقبل، أو مستقبل الثقافة، هو الان من القضايا الاساسية التي تحطي باهتمام زائد في كافة انحاء العالم «المتحضر»، العالم المنخرط بهذه الدرجة أو تلك في مسلسل القطور العلمي والتكنولوجي الذي يطبع بالحضارة المعاصرة، فإنه من الاهمية بمكان ان يكون التخطيط لهذه الثقافة نابعًا من حاجتنا الى الحداثة والتجديد لا ان الخرافة والشعوذة والرجوع الى النصوص الجامدة المقيدة للعقل والحرية وحقوق المرأة.
إن الثقافة الوطنية لا الطائفية، هي القادرة على تجاوز مستنقع ثقافة التجهيل والعنف المعبرة عن مشاريع ماضوية والمرتبطة بالأنظمة الاستبدادية، وبالفكر الديني الطائفي، وبالمصالح والمنافع الخاصة التي يدافع عنها المثقف الانتهازي الذي يجيد لعبه الازدواجية بإتقان!
لقد كتب الكثير عن الثقافة الوطنية كمفهوم او كمصطلح سياسي يعنى في القرن الماضي الثقافة المناهضة للاستعمار، في حين ان انحسار وتراجع هذه الثقافة وسيادة «ثقافة/‏ الهويات الفرعية يثير الكثير من الاشكاليات والاسئلة يطرحها المفكر العراقي المستنير لطفي حاتم في رؤيته للثقافة الوطنية ودورها في مناهضة العزلة والتطرف منها ما هي سبل مناهضة (ثقافة) التشظي والانعزال الطائفي؟ ما اساليب التصدي لفرق السلفية المترابطة واشكال الارهاب والعنف الدموي؟ وأخيرًا ما مستلزمات اعادة بناء الثقافة الوطنية الديمقراطية واسترجاع وجهها التقدمي الانساني؟
ومن هنا فإن أهمية هذه الاسئلة وفق ما يراها حاتم تدفع الباحثين الى تناولها من زوايا مختلفة رغم ان الرابط المشترك لكل الرؤى ينطلق من ان الثقافة الوطنية الديمقراطية كفاحها لا يمكن عزله عن محيطها الاجتماعي التي تتفاعل معه في مسيرات تطوره وانكساراته.
المفكر والمبدع عبدالله خليفة تناول هذه المسألة بعمق وتحليل وتشخيص علمي في مقاله نشرها في الحوار المتمدن بتاريخ 30/‏1/‏2014 تحت عنوان «تدهور الثقافة الوطنية» يقول فيها تدهور وعي الفئات الوسطى وترنحها نحو الفردية الشديدة والانغلاق والمحافظة الدينية كان يلاحظ منذ عقود، لقد اصبحت ضرائب الوعي الوطني باهظة وكان لابد ان يترافق مع صعود انتاج مادي وطني محدود في تلك الظروف ويستطرد موضحًا.
تفتح ابواب المنظمات الدينية للتبرعات لها وتزدهر على عكس مما روج السياحة الفجة وتتفاقم مشكلاتها، فكان التعصب الديني والسياحة الفجة مترافقان. هنا بدا الشعب يفترق!
كان خليفة واضحًا في رويته حينما يرى الذاتية وعدم الحفر النقدي في الواقع تجلي في سقوط مقولة الثقافة الوطنية المناضلة، حيث تبرر السلبية والارتداد وحيث يقال ليس من الضرورة ان يكون للأدب والفن والفكر دور وطني، لقد تفاقمت السلبيات الاجتماعية مع تصاعد الرأسمالية الحكومية وظهور فئات انتهازية واسعة! ويعنى من ذلك ثمة واقع يؤدي للركض نحو المصالح الخاصة وسط العسف ونظام السوق غير المخطط والفوضوي، فكل الفئات تسعى نحو مصالحها الخاصة. ويواصل خليفة قائلاً: عبر الوعي الديني عن الهروب الى الماضي مرة، وعن الهروب نحو الفوضوية السياسية لغياب موقف عقلاني سياس مرة اخرى.. عبر الوعي الديني المحافظ عن انهيار الوعي الوطني، وعن تفاقم الانانية، وظهر ذلك بشكل ان كل طائفة عادت لوعيها ما قبل الحديث، وكل جماعة انحصرت في قوقعتها، وهذا يترافق ذلك مع نزعه المدارس الشكلانية واللاعقلانية في الفكر والقومية في السياسة.. فالقومية هنا نزعه ارتدادية وتقوع وعداء للإنسانية والاممية.
وعلى هذا الاساس يعتقد ان الهجوم على دور الثقافة الوطنية مترافق مع الهجوم على المادية والنقد العلمي والواقعية الاشتراكية والبطل الايجابي في الادب، وتزدهر النزعات الشكلانية ويغلب التجريد في الفن والفوضى واللامعقول في القصة. ويضيف: تدهور الوعي الوطني يترافق مع العلاقات مع القوى الطائفي السياسية والعودة للقبيلة والاسماء القديمة للعوائل وظهور معسكرات الاسر، والعودة الى الادب العامي المبتذل.
ومن هنا فان الوعي الوطني، في نظره - موقف عصري يخرج من دائرة الاقطاع والعصر القديم ونظام الطوائف وثقافة السحر، والوعي الديني عودة لها، وخروج من العصر الحديث، ولهذا يجر كل طائفة نحو ماضيها المتلاشي، فهي تسمك شرابا وخرابا، وتخرج من بلدها نحو بلدان اخرى.
التصدي لثقافة العنف والارهاب معركة على نطاق واسع، فهي صراع مستمر لمصلحة استمرار الحياة على قاعدة الحرية والتعايش والتسامح والتقدم والتنوع، والتصدي هذا بحاجة الى كفاح حقيقي صادق لا لبس فيه ولا ازدواجية في المعايير ولا تبريرات دينية وسياسية، وبحاجة ايضا الى تكريس الثقافة الوطنية التنويرية الرافعة الحقيقة لا حترام الاخر وتجريم التمييز بكل اشكاله، واشاعة ثقافة الحقوق والمساواة والعدل.
ان مستقبل الثقافة الوطنية التنويرية لن يكون أكثر تقدما في ظل الانتهاكات ضد حرية الفكر والتعبير ومساواة المرأة وهو ما يشكل تهديدا للديمقراطية وحقوق الانسان.
وعلى نحو مشابه، فإن تسيّس الدين أو استخدام الدين لغايات سياسية تحد للدولة الوطنية الديمقراطية، وحفاظًا على قدسية الدين تأتي اهمية فصل الدين عن السياسة. وهكذا فان الموقف من العنف والارهاب والطائفية لن يكون موقفا جادا وفاعلا ما لم تنحاز للثقافة التنويرية ببعدها الديمقراطي والانساني. ولا يمكن ومن منطلق رؤية الباحث حاتم - للثقافة الوطنية ان تزدهر ما لم تكن مناهضة للغزو والعدوان ومعادية لفرض الموديلات الخارجية بالقوة العسكرية، وبهذا المعنى فان دور الثقافة الديمقراطية يكن في التصدي للإرهاب الداخلي والخارجي بنزعه وطنية/‏ انسانية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن -الربيع العربي--
- الدين العام مرة أخرى!
- دولة الإمارات والابتكار وتمكين المعرفة
- العمالة المحلية في القطاع الخاص!
- الكتابة بحبر أسود
- البطالة في الدول العربية!
- عن التنمية والعلم والثقافة!
- الحفاظ على المال العام ومكافحة الفساد!
- عقود العمل المؤقتة.. ألبا أنموذجاً!
- إنها لعبة المصالح!
- جنوب شرق آسيا.. وحماية المصالح الأمريكية عسكرياً!
- جمعية المرأة البحرينية واحتفالية الاتحاد النسائي العالمي
- ماذا بعد التدابير الاقتصادية الجديدة؟
- سلمان
- غياب قانون مستنير للصحافة
- يوسف عبدالله يتيم والنقد الأدبي مخابرات الجماعة!
- مخابرات الجماعة!
- قانون الحماية من العنف الأسري
- محاربة الإرهاب والإصلاحات الداخلية!
- المجتمعات العربية والتعددية السياسية!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الثقافة الوطنية الديمقراطية