أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فهد المضحكي - عن الديمقراطية والإرهاب وثقافة التسطيح!














المزيد.....

عن الديمقراطية والإرهاب وثقافة التسطيح!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 30 - 09:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ثمة حقيقة هامة يصعب تجاهلها وهي ان الوضع السياسي في ظل تلكؤ الاصلاحات وتعثر البناء الديمقراطي يقود الى أوضاع سياسية غير مستقرة وهو ما يؤثر سلباً على التنمية الاقتصادية والانفتاح التجاري الاستثماري ويقود ايضاً الى عدم المساواة وضعف الالتزام بالحقوق والواجبات ومصادرة حرية التعبير والتنظيم وتردي الاوضاع المعيشية!

سيكون من الخطأ الفادح الحديث عن تحولات ديمقراطية وانفتاح سياسي وتعددية ما لم تتسع رقعة الحرية. واذا كان ــ كما يقول احد المفكرين ــ ان التعامل (في الدول العربية) مع الارث الثقيل المتمثل في هياكل وبُنى التسلط والاستبداد والفساد، الذي تكرس على المستوى السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني والاعلامي، اصبح يشكل اكبر التحديات فان عدم انخراط المعارضة الديمقراطية في اللعبة السياسية يلحق الضرر بالعملية السياسية لان التغيير نحو الديمقراطية والحداثة يتطلب قوى ديمقراطية وتقدمية في حين أن قوى الاسلام السياسي ــ سلف، اخوان، خمينية ــ تهدد وجود الدولة المدنية وذلك لوجود تعارض بين هذه القوى والديمقراطية.

وفي اطار هذا الحديث ثمة مصالح اقتصادية وطبقية لا تتعايش مع الانفتاح الديمقراطي والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار خشية من الرقابة والمساءلة والمحاسبة، وبالتالي ولضمان مصالحها لا تتردد في تعطيل الديمقراطية، وأبرز أوجه الخطورة انها تتحالف مع القوى الاكثر رجعية!

ان الانظمة السياسية التي تحكم قبضتها بالحديد والنار غالباً ما تستغل العنف والارهاب لتوطيد سلطتها الاستبدادية في حين ان الارهاب المدان على كافة الصعد يشكل خطراً كبيراً على الامن والاستقرار والدولة والمجتمع صحيح مثل ما يرى بعض المحللين السياسيين أن ضعف وهشاشة القوى والاحزاب السياسية الموصوفة بـ «المدنية» من ليبرالية وقومية ويسارية من بين العوامل الرئيسية التي تفسر الصعود السياسي للاسلاميين في مرحلة ما بعد الثورات في دول الربيع العربي الا أن من بين أهم الاسباب التي جعلت هذه القوى مهمشة هو استبداد الدول البوليسية العربية التي طيلة عقود مارست ابشع انواع الارهاب ضد هذه الحركات التي تؤمن بان الديمقراطية هي الاداة الحضارية لادارة شؤون المجتمع وهو في الحقيقة ما يتعارض مع احتكار السلطة والنفوذ، الامر الذي حدا بهذه الدول ان تتحالف مع الاسلام السياسي بكافة اشكاله لإقصاء القوى الديمقراطية والتقدمية!!

كتب المفكر والروائي عبدالله خليفة ان المذهبيين السياسيين الشموليين مفتوحة لهم كل الساحات، وعبر اعادة انتاج الكتب الدينية القديمة، ونشر الخطوط العريضة الاسطورية، منها القائمة على قصص وتواريخ قديمة مؤثرة رمزية وامثال شائعة واقوال مسطحة والسيطرة من خلالها على الجمهور الواسع صار تحت هيمنة محافظة خطيرة تقوده الى الوراء التاريخي، بحيث لا يستطيع الا ان يتوجه نحو دول دينية شمولية تعده للمذابح، ويجافي الدول العلمانية منقذة إياه من المصير الرهيب الذي ينتظره.

ولم يتوقف خليفة عند هذه المسألة بل ذهب الى القول: ان اختطاف جمهورنا إذن كان من خلال أفعال متباينة لكنها متداخلة، ثمة دوائر تتكامل: العجز عن تغيير معاشه، وجعله في بُنى اجتماعية اقتصادية جامدة، وبغياب التنوير، وسيادة ثقافة الجهل من جهة اخرى تتشكل ظاهرة الردة المضادة عن الوطن والعقلانية والتقدم وذهب ايضاً الى ان ثقافة التسطيح هي المكملة لثقافة التخدير، ثقافة التسطيح هي الاقوى، عبر تصعيد قوى لا تدري بشيء مما يجرى في الاعماق، مقطوعة الصلة بتاريخ المنطقة وصراعاتها الاجتماعية وأدبها وفنونها ومذهبها، فهي لا تدرى حتى باعماق الاسلام الذي تجري الصراعات السياسية والاجتماعية المعاصرة في حياضه لاستخدامه في السياسة المضادة للعصر والديمقراطية،
ثم يقوم السطحيون بقيادة الاعلام والثقافة والتوجيه المعنوي ويشكلون البناء الروحي للمنطقة غير قادرين على مقاومة الاختراقات الطائفية العنيفة او قراءة مجمل هذه اللوحة المعقدة الاقتصادية ــ السياسية ــ الثقافية (المصدر الحوار المتمدن التسطيح السياسي ومخاطره 11/‏9/‏2014) تشير التجارب السياسية الى ان العمل السياسي العقلاني يستفيد في نضاله من مناخ الحريات النسبي، هذا التوجه هو في الواقع ليس بعيداً عن المؤسسات الدستورية الشرعية ومؤسسات المجتمع المدني والجماهير الشعبية للتعبير عن الحقوق المشروعة بشكل سلمي، وتشير ايضاً الى انه كلما كانت القوى السياسية ديمقراطية كلما زاد نفوذها. ومثل هذه القوى في طليعة المنظمات السياسية التي تدين الاستبداد والعنف والارهاب وتتمتع بنفوذ كبير في المجتمع، وفي النضال من اجل الحرية والعيش الكريم والعدالة والحداثة أن تلعب دوراً هاماً في الصراع السياسي والاجتماعي والطبقي.

حين ترسم الحدود (إما معي أو ضدي) فهو اشارة الى التسطيح وغياب الوعي السياسي لأن شكل العلاقة قد تكون معاك وضدك في آن واحد، معك لنهجك الوطني الديمقراطي التقدمي وضدك عندما نفتقد الى القراءة السياسية العقلانية، ربما لحسابات سياسية مشروطة بالعنف وتبعية الاسلام السياسي او لتوجهات عقائدية ضالعة في الصراعات الطائفية والارهاب بصوره المختلفة منها ارهاب الانظمة، وارهاب المثقف للمثقف، وارهاب السلطة الذكورية للمرأة، والارهاب الاقليمي والدولي وكما أشرنا في مقال سابق الارهاب الامريكي الذي يستخدم سياسة العصا والجزرة، والارهاب الايراني الذي يدعو الى تصدير الثورة وتحقيق السيادة السياسية ومصالح الاقطاع الديني والاطماع التوسعية، وارهاب الكيان الصهيوني للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقمع والتشريد والتفرقة العنصرية والحرمان من حقوقه المشروعة... الخ وباختصار ليس ثمة فرق بين ارهاب وآخر، وان اختلفت طبيعته وأهدافه ودرجاته فهو واحد، وبالتالي فالموقف منه ومن مكافحته محلياً ودولياً ينبغي ان يكون واضحاً لا لبس فيه.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- أحداث فبراير - مارس 2011 وتفاقم أزمة اليسار في البحرين
- الإمارات.. وتنوع مصادر الدخل
- قضايا بيئية!
- العلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي!
- السياسة ولعبة المصالح!
- الرقابة البرلمانية مرة أخرى!
- أضرار خلط الدين بالسياسة!
- الإسلام السياسي الإيراني!
- سياسة واشنطن في أمريكا اللاتينية!
- الفساد يشبه -السوس-!
- في ذكرى الانتصار على النازية والفاشية
- إبداع حسن جناحي
- تحديات التنمية البشرية!
- سيداو والضجة المفتعلة!
- الثقافة والحرية
- الإصلاح الإداري والرقابة والمحاسبة!
- طرابيشي يترجل
- العالم العربي والإصلاح السياسي!


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فهد المضحكي - عن الديمقراطية والإرهاب وثقافة التسطيح!