أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالوم ابو رغيف - ناهض حتّر شهيد الكلمة الحرة والموقف الشجاع













المزيد.....

ناهض حتّر شهيد الكلمة الحرة والموقف الشجاع


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 02:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يختر الشهيد ناهض حتر موقفا آخر سوى الشجاعة، ولم يختر لغة اخرى سوى لغة الفكر، لغة الصراحة والمواجهه، لم يكن ليتخلى عن لغته الصادمة ولا عن فكره الانساني ولا عن انحيازه للحقيقة رغم انه في وسط بيت الزنابير التي لا يهدأ ازيزها ولا تهدأ غوغائها. في الاردن حيث المخابرات السعودية والامريكية والاسرائيلية، حيث تغزل حبال المؤامرة ضد سوريا، حيث بيت الوهابية الجهادية والسلفية الاصولية، تلك التي انجبت المجرم ابو مصعب الزرقاوي ومئات الانتحاريين الذين فجروا اجسامهم النجسة في مزدحمات الابرياء، الاطفال والنساء.
اعداء الشهيد ناهض حتر، اختاروا ايضا لغتهم، وهي لغة واحدة لا يعرفون غيرها، لغة جبانة تخشى المواجهة الفكرية، لغة زنيمة يتعلمون ابجديتها الدموية في مواخير التآمر الدينية، حيث يتسافح الدين بالسياسة فيُولد اولاد العهر سفاحا، مجاميع قتلة ومنحرفين وشاذين غرائزا وفكرا وعقلا.
همجيا واحدا هو الذي اطلق الرصاص فقتل الكلمة الحرة بشخص ناهض حتر، لكن من اشترك بالمؤامرة كانوا كثر، فهم ايضا، الذين حرضوا وشجعوا وخططوا. هم ايضا، الذين تجاهلوا عن عمد الخطر الوشيك الذي يحيط حياته، هم الذين تناسوا محاولة اغتياله للمرة الاولى بالسكاكين، حيث اضطر الى مغادرة الاردن الى لبنان وليعود شجاعا كما هو دائما. هم ايضا الذين القوا القبض عليه وحقوقوا معه وهيجوا الرأي الاسلامي ضده لانه نشر في صفحته الشخصية صورة الاله كما يراه الجهاديون. هم ايضا الذي يتغاضون عن التواجد الارهابي المكشوف للجميع الا اعين الجهات المسؤولة، التي تهيأ وتشجع وتدرب الجهاديين لكي يكونوا اكثر فتكا وتدميرا وليساقوا الى ميادين الموت والفناء في سوريا للمشاركة في قتل اهلها وتخريب حقولها وحرقها ولبناء امارات جهاد النكاح على ركامها.
فان كان يخجلكم ويعيبكم ان يكون الاله كما رأيتموه ، فلماذا لا تعاقبون الذين يهبونه هذه الاوصاف؟
اقرأوا اوصاف الاله الوهابي ستجدونه استنساخا لا يختلف عن اله الصورة التي اهجتوا الارهابيين ضدها فكنتم طرف فاعل في سلب انسان نبيل حياته.
وحوش الفكر الوهابي السلفي الجهادي يعتقدون ان المجد والرفعة والشموخ هي في الانحطاط والتسافل فكرا وسلوكا وعقيدة، هي في التحول الى كائنات متوحشة همجية تخرب الحقول والعقول وتعيث في المجتمعات فسادا. فاينما حل هذا الفكر، سالت الدماء وازهقت الارواح، لا استثناء، فقد انتشرت جرائمه كما ينتشر الوباء في كل انحاء العالم، لم تقتصر على بلد او على دين او على مذهب او على طائفة او على لون، الناس على مختلف انتمائاتهم موضوعا للقتل، حتى هم لم يسلموا من انفسهم، فان حدث ولم يجدوا من يقتلوه، قتل بعضهم البعض الاخر.
وراء من قتل الشهيد ناهض حتر مجاميع من الجهلة والحمقى واولاد الشوارع الذين وجدوا في الاسلام منشغلا رخيصا لقضاء الوقت في جدالات التكفير ومناقشات التحليل والتحريم ومراقبة الافواه والاقلام وامتهان ما يسمى الجهاد.
ولولا تساهل من الدول لامتطاء هؤلاء الجهادين كلما استدعت الحاجة اليهم، لما تجرأت هذه الزمر الظلامية الخبيثة على العبث بحياة الانسان وتحديد مصيره ومستقبله.
لولا الجبن الاجتماعي لما تجرأ وهابي عفن ان يكون هو الأمر الناهي الذي يحدد ما يلزم وما لا يلزم من الملبس والمشرب والسلوك، وما يصح ومالا يصح عند مضاجعة الزوج لزوجته وتربية الاب لابنته، ولما نصب سقط متاع نفسه شرطيا للاخلاق، ولولا اموال البترول المسخرة لشراء الضمائر والذمم لما فسدت الاقلام والصحافة وماتت الضمائر وجنح اليسار الى اليمين وتهتكت القيم.
ناهض حتر شهيد الضمير الحي، ضمير رفض ثقافة قطيع ما يسمى بالربيع العربي، رفض ان يصف الارهاب في سوريا بانه ثورة، رفض بان يسمى الجرائم التي يرتكبها الاخوان المسلمون والوهابيون والسفليون بانها معارك تحرير، رفض ان يسكت على المخططات التي تهدف ان تكون كل المنطقة مستعمرة يثقلها الدين السعودي.
لو كان ناهض حتّر متجاهلا لجرائم الوهابيين والسلفيين الجهاديين، لما قتلوه ولعاش مبتهجا مترفا. لكنه من معدن نبيل لا يصديء.
الشهيد ناهض حتر رمزا لشجاعة الموقف رمزا للكلمة الحرة ورمزا لقامة لا تحنيها الاغراءات ولا التهديدات ولا محاولات الاغتيال وبقيت منتصبة بوجه الارهاب الى النهاية. فمجدا لشهيد الكلمة والموقف الشجاع ناهض حتّر.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والعقيدة والطائفة وهوية الانتماء
- اخوان من اطاع الله اول جيش ارهابي اسسه الملك عبد العزيز آلسع ...
- الديمقراطية الفاسدة
- ليس هذا هو الاسلام!!
- الاحزاب الدينية كبضاعة فاسدة
- ثورة تموز والمتباكون على اطلال البلاط
- الحزب الشيوعي: حزب نظري ام حزب سياسي؟
- التيار الصدري: الرمز والهوية
- السعودية الخاسر الاكبر
- شماعة داعش
- الدولار ومعيار الذهب
- الماركسية وحمالو الاسفار
- قتل بسيف الشريعة
- بوابات الجحيم
- قراءة في الدولة والدين والقومية
- ارهاب عدو وارهاب صديق
- الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالوم ابو رغيف - ناهض حتّر شهيد الكلمة الحرة والموقف الشجاع