أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الكتلة البشرية بين الانقياد والتمرد














المزيد.....

الكتلة البشرية بين الانقياد والتمرد


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5294 - 2016 / 9 / 24 - 13:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان الهجرات الكبرى عبر التاريخ قد صاحبها تغييرات عميقة في عقائدها وفي بنية المجتمعات التي حلت فيها , وفي عقائدها ودياناتها , وبالتالي فان موسم الهجرات الكبرى في سوريا والعراق ولبنان وغيرها من بلدان الشرق الاوسط تعكس صيرورة جديدة للهوية وللمكان والزمان .

هذه التاثيرات لاتقوم على التاثيرات القديمة بل على تاثيرات العولمة . والعولمة هي نظام النقل والاتصال والانتاج عن طريق الحاسوب . فالوطن قد يتحول الى صورة رقمية وتاريخ افتراضي والشعب يتحول الى رموز عبر الهاتف الذكي وشاشة الكومبيوتر .ان صيرورة الاحداث الحالية في بلدان الشرق الاوسط تشير الى تدمير نظام الدولة القومية وازالة الحدود بين الدول وخلف كيانات سياسية هشة تقوم على هوية احادية خارج الوطن والمواطنة .

ان عصرنا يشهد عودة الاصوليات المتطرفة بقوة عن طريق الخطاب التحريضي والصورة والخطاب عبر شاشات الفضائيات والهواتف الذكية وشاشات الحواسيب .فمن السهل استثارة الجماهير عن طريق دغدغة مشاعرها عن طريق الصورة والخطاب التعبوي الديني .

في ظل الفوضى العارمة في العالم العربي فان الجماهير غير ميالة الى التامل والتفكير,بل تميل الى الانخراط في الاعمال الجماهيرية .ان الاحتجاجات الجماهيرية تقوم على هدم مرتكزات السلطة ومراكز قوتها ورموزها ,حيث تقوم الجماهير في فترة الاضطرابات الكبرى بممارسة اعمال العنف والقتل والنهب والحرق, الا في حالة كون هذه الكتلة تخضع لمؤسسات المجتمع المدني كنقابات العمال مثلا,فهي تقود التجمعات الجماهيرية بعقلانية وبدون خطاب عاطفي , ولا تتركها لثقافة القطيع في الانقياد الاعمى .

ان منظمات المجتمع المدني تخلق صلات افقية بين جماهيرها ولا تقوم في اغلب الاحوال على قدرات شخصية كارزمية فذة ,بل على العمل التشاركي والطوعي والجماعي وبدون تراتبية هرمية بيروقراطية وبدون قيادات احزاب ايديولوجية. فالاحزاب الايديولوجية تحولت الى اديان جديدة .
هنا تقوم قدرة الجماهير على المشاركة الواعية في صناعة الحدث, اما الجماهير اللاواعية والمنومة مغناطيسيا فهي تقوم باعمال العنف والقتل . ان الجماهير عندما تستخدم عقلها اللاواعي فانه تستخدمه كما يستخدم النمل قدراته في افتراس الحشرات والحيوانات الاخرى .

اما العقل الواعي للجماهير فانه يحقق العبور من اعمال الفطرة الى مرحلة العقلانية. ان قادة التغييرات الكبرى في المجتمعات كالانبياء وكبار القادة كانوا يقودون الجماهير بعقلية الخبراء بنفسية الجماهير .ان نفسية القائد والزعيم والنبي قديما تتغلب على نظام المؤسسات والقوانين .في العمل الجماهيري علينا الخروج من عقلية القطيع اللاواعي الى عقلية الفرد الواعي والحر والذي يشارك الكتلة البشرية التي ينتمي اليها همومها .

ان العقل اللاواعي قد تم استغلاله من قبل المؤسسات الدينية ورجالات السلطة واحزابها من اجل انقياد الجماهير وجذبها اليها عن طريق العاطفة واستخدام الخطاب الشعبوي واستخدام الصور .المطلوب خلق كتلة بشرية لجمهور واعي وليس جمهور منوم مغناطيسيا .ان الفرد المنضوي في كتلة بشرية يتم التاثير عليه نفسيا بنفس تاثير المنوم المغناطيسي حيث يتعطل عمل المخ ويصبح منفصلا عن الواقع .

من هنا تتولد الاساطير حول القادة والزعماء والانبياء وحول دم الحلاج الذي رسم صورة الله على الارض و ظهور صورة الزعيم عبد الكريم قاسم على سطح القمر .حيث يتم رفع هذه الشخصيات الى مصاف المهدي المنتظر.
اليوم يزداد تعصب الجماهير ويصاحبه زيادة في العنف , يغذي هذا العنف شبكات التواصل الاجتماعي والفضائيات العرقية والطائفية والصور على شاشات الحواسيب والهواتف الذكية. حيث اصبح للصورة تاثيرا مذهلا يتجاوز اهمية الكلمة .

قدرة الزعماء والقادة على التاثير على الجمهور المنوم مغناطيسيا , حيث يسهل خداعه والتاثيرعليه ويستطيعون جعل الجمهور ان يصدق مالاتراه عيونهم . انها صناعة الوهم .ان الجماهير تحاول تعويض شعورها بالقلق عن طريق اليقين ولا تتقبل فكرة الشك .لذا فليس لديها شك في صحة الرواية الاسلامية عن نشؤ الاسلام وعن موقف الاسلام من الحجاب والبرقع وعن تغطية عوراتهن رغم ان كتب التراث الاسلامي والتفاسير تشير الى ان النساء والرجال في زمن النبي محمد لم يكونوا يلبسون ملابس داخليةلانهم لم يسمعوا بها .

وانه لاوجود للحجاب ولا للنقاب في القران.الجماهير تحب ان تصدق بكلام رجال الدين وان تعيش في ظلال الاوهام افضل لها من معرفة الحقيقة البائسة.
ان الكتلة البشرية يتم اخضاعها نفسيا عن طريق الاعلام والصورة والخطاب الشعبوي وتكرار الخطاب والكلام . انها تصبح قادرة على التضحية بنفسها من اجب قضية عادلة ونبيلة. وهو مالايمكن ان يحققه الانسان المعزول .لذا يتم عزل المعتقلين السياسيين في غرف انفرادية لكسر ارادتهم.

ان رفع الشعارات الطائفية والعرقية وتكرار الخطاب يعمل على تحويل الجماهير الى جماهير متعصبة ومحافظة وتستطيع ممارسة العنف . ان الفرد قد يقبل القاش والحوار والاعتذار لكن الكتلة البشرية لاتقبل النقاش والاعتذار .

لذا فان الاحزاب الشمولية تحول منتسبيها الى مجرد قطيع منوم مغناطيسيا ومتعصب لعقيدته التي تحولت الى دين جديد .
ان الجماهير غير مستعدة للاستسلام والخضوع الا للسلطة القوية . وهذا يفسر رغبة الكثيرين بعودة صدام حسين الى الحكم .
ان تعاطف الجماهير مع عقيدة وحزب وقائد يتحول لديها الى دين جديد والى عبادة , وبنفس الوقت الى حقد مدمر للمخالفين لها.





#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتباط التاريخ بالذاكرة الجمعية
- الاتحاد العربي بين العراق والاردن
- مظفر النواب شاعر العامية المثقفة
- طه باقر : رائد الاركيولوجيا في العراق
- بغداد وصوت الحداثة
- الهجنة وصراع القيم في المجتمع العراقي
- الحداثة والعولمة :ازمة الهوية
- المثقف الداندي
- ظاهرة حسون الامريكي والميني جوب واغتراب المثقف
- عراق نوري السعيد - ج 8 والاخير
- عراق نوري السعيد - ج 7
- عراق نوري السعيد - ج 6
- عراق نوري السعيد - ج 5
- عراق نوري السعيد - ج 4
- عراق نوري السعيد - ج 3
- عراق نوري السعيد - ج 2
- عراق نوري السعيد - ج 1
- شيزوفرينيا المثقفين
- المثقف بين عصرين
- الله للمسلمين فقط


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الكتلة البشرية بين الانقياد والتمرد