أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - المثقف بين عصرين














المزيد.....

المثقف بين عصرين


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5252 - 2016 / 8 / 12 - 11:41
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



تاسست الدولة العراقية الحديثة عام 1921 بعد الاحتلال البريطاني للعراقي في العام 1917 , وسقوط الامبراطورية العثمانية باعتبارها اخر دولة تمثل الخلافة الاسلامية .
استمرت صيرورة الامة العراقية بالتشكل طيلة عقود من السنين . وشهد العراق خلالها ولادة الاحزاب السياسية ومنها الاحزاب الايديولوجية وظهور الدول القومية في المنطقة وشيوع افكار حقبة الحرب الباردة .

انتشرت الاحزاب الشمولية وكانت مشبعة بالايديولوجيا الرافضة للنقدالذاتي وللمراجعات الفكرية.يقوم فكر الاحزاب الشمولية على تقديس ايديولوجيا الحزب وقائد الحزب وذوبان الفرد في كتلة الحزب والشعب.وبذلك اصبح الفرد لاقيمة له .

لم يستطع المثقفون احداث قطيعة معرفية مع افكار عصر الحرب الباردة والدولة القومية . وبقيت ترسبات في العقل اللاواعي حتى لدى اليساريين بان الدولة العثمانية هي دولةالخلافة الاسلامية , لذا لاتجد في الادبيات السياسية والحزبية نقد للاحتلال العثماني لشعوبنا والذي استمر لمئات السنين .ولم نحصد من الاحتلال العثماني سوى الفقر والجهل والامية والتخلف .

شهدت الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 ارسال البعثات الدراسية الى اوربا وتشكل الطبقة الوسطى وظهور المثقفين والاكاديميين .لقد فتحت الدولة العراقية الحديثة الباب واسعا امام عصر التنوير والحضارة, بما يتلائم ومصالح الامة العراقية .لقد تزامن ظهور العسكر والاحزاب في بلادنا مع تكريس ظاهرة الايديولوجيا في الاحزاب . وكلما ازداد التراجع عن مفاهيم الحداثة والتنوير ازداد بالمقابل هجوم القوى الدينية السلفية .

ترفض الايديولوجيا نقد الذات وتحاول الوصول الى غاياتها عن طريق وسائل لااخلاقية تتمثل بالانقلابات العسكرية وهدفها البقاء في السلطة –جئنا لنبقى –
لذا فان العقلانية الاداتية قادت الى الفكر الشمولي وعملت على زيادة سلطة الاحزاب مقابل اضمحلال دور الفرد .

ان الحبل السري الذي يربط العقل اللاواعي بالخلافة الاسلامية جعل اغلب الاحزاب واغلب الناس تتقبل الاحتلال العثماني كنوع من الخلافة الاسلامية . وعندما يتم الحديث عن عمالة الانظمة الملكية للاستعمار فان الجميع يتجنب التحدث عن الاستعمار الاكبر ,الاستعمار العثماني . من هذه النقطة بدا التراجع عن افكار عصر التنويريين العرب وعصر التنوير في الغرب .بالعودة الى الاصولية الدينية والقومية المتشددة .

بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة انتهى الدور النخبوي والرسولي للمثقف في مجتمعاتنا . هؤلاء المثقفين الذين قاموا بالتنظير للاحزاب الايديولوجيا هم سبب من اسباب خراب مجتمعاتناعندما تم الغاء العقل لصالح الايديولوجيا .

يكتب المفكر اللبناني علي حرب في كتابه (اوهام النخبة او نقد المثقف ) قائلا:
( المثقف بات اعجز من ان يقوم بتنوير الناس , اذ هو الذي اصبح يحتاج الى التنوير , بنقد دوره وتفكيك خطابه عن العقل والاستنارة , وذلك بقدر ماتعامل مع فكرة التنوير بصورة غير تنويرية , اي على نحو اصولي او ايديولوجي , بهذا المعنى لايعد نقد مشروع التنوير تراجعا عن الفكرة , بل يشكل محاولة لتفكيك آليات العجز ,باستخراج امكانيات جديدة للتفكير والعمل , تتيح الخروج من النفق او الفكاك من المازق ).

ويكتب المفكر علي حرب في موضع اخر من كتابه قائلا:
(لم تعد النخب والاحزاب هي التي تصنع العالم , بل تصنعه الشاشات ووسائل الاعلام واسواق السلع واسعار البورصة وآليات الربح ومافيات الضغط ..لاشك ان مقولة التقدم قد فقدت مصداقيتها على الارض منذ زمن .. خصوصا بعد تفكك المنظومة الاشتراكية وانهيار الاتحاد السوفييتي الذي صدر الادلوجة التقدمية الى العالم .

نحن ازاء مقولة فقدت طاقتها على الشرح والتفسير , بعدما تكشف التقدم عن كل هذا التقهقر والتاخر , واصبحت هي التي تحتاج الى ان تشرح وتفسربغية الكشف عما تنطوي عليه من التهويمات الايديولوجية ..).

يكتب الباحث سعد محمد رحيم في كتابه (المثقف الذي يدس انفه )عن المثقف في حقبة مابعد الحرب الباردة :
(لمدة طويلة تشكلت الفئات الثقافية في حاضنات احزاب وتيارات سياسية . وقد تثبت موقعها في في الفضاء الايديولوجي – السياسي الحزبي . غير ان الامر لم يعد كذلك بعد التغيرات الدراماتيكية العاصفة التي اعقبت انتهاء حقبة الحرب الباردة والتشكيك بالسرديات الكبرى والعقائد الشمولية وتفكيكها . لينتقل معها المثقف , او هذا ماكان يجب ان يحدث , الى موقع اخر هو الفضاء المعرفي – الابداعي المستقل والناقد).

ان المثقفين الذين لايزالون يمارسون الخطاب الايديولوجي يصابون دائما بالتوتر العصبي والنفسي بسبب التناقض بين الايديولوجيا التي يتبنونها وبين الواقع الفعلي المتغير . لذا تجدهم غير قادرين على تقبل حق الاختلاف .
المثقف اليوم يطرح افكارا جديدة ويقوم بتفكيك البديهيات ومراجعتها وعرضها للمساءلة والنقد
بعكس المثقف الايديولوجي والذي اوصل مجتمعاتنا الى مرحلة العنف والخراب الحاليين .

لقد تراجع اليوم دور المثقف لصالح المؤسسات العملاقة وتم فك الارتباط بين الاقتصاد والسياسة واصبح الاقتصادي بمؤسساته العملاقة هو من يقوم بتوجيه السياسي والتاثير عليه في نظام الراسمالية النيوليبرالية .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله للمسلمين فقط
- شكر وتقدير الى ادارة الحوار المتمدن
- ملاحظات حول سلسلة مقالاتي عن 14 تموز 1958
- تهميش المسيحيين في العالم الاسلامي
- مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج4 والاخير
- شروط صيرورة الامة
- ( مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج3 ).
- اضطهاد المتنصرين في الدول الاسلامية
- مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج 2
- الارهاب الاردوغاني ضد المسيحيين
- مشكلات المتنصرين في اوربا
- ما لاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958
- العداء للمسيحية وتزوير التاريخ وتسليع الثقافة
- الحوار المتمدن : قراءة انثروبولوجية
- انتهازية الحكومات الغربية تجاه اضطهاد المسيحيين
- سقوط الايديولوجيات والسرديات الكبرى
- المسيحيون ضحية لتحريم انتقاد الاسلام
- فرج حواء والخطيئة الاولى
- اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي
- ستوب : وقفة مع بولس والمسيحية في بداياتها


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - المثقف بين عصرين