أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - سقوط الايديولوجيات والسرديات الكبرى















المزيد.....

سقوط الايديولوجيات والسرديات الكبرى


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5215 - 2016 / 7 / 6 - 15:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



انتجت التحولات الكبرى بعد الحربين الكونيتين الاولى والثانية , وسقوط دولة الخلافة والسلطنة العثمانية , وتقاسم تركة الرجل المريض من قبل الدول المنتصرة, والدخول في فترة الحرب الباردة , الى قيام الدول القومية. وظهور ثلاث تيارات سياسية –ايديولوجية كبرى شمولية في العالم العربي هي :الشيوعية بصيغتها الستالينية , والحركة القومية العربية , مثل : حزب البعث العربي الاشتراكي , وحركة الاسلام السياسي , مثل حركة الاخوان المسلمين في مصر والذين رفعوا شعار ( الاسلام هو الحل ).

لقد استنسخ البعث فكر ة القوميةالعربية من الفكر النازي الالماني القائم على نقاء العرق والدم .لقد تم رفع شعارات ايديولوجية تخلق وعيا وهميا زائفا . فشعار (الاسلام هو الحل ) غير صحيح تماما .بل هي عملية فبركة اعلامية.الاسلام كان هو الحل في وقته وليس الان .عندما وحد القبائل العربية في قبيلة كبرى تحت راية القران ومحمد والاسلام .

(حوار مع سيد القمني حول اصول العنف الاسلامي )..

https://www.youtube.com/watch?v=D1RSW-2oID0

لكن الاسلام بصيغته الحالية لايمكنه ان يحل مشكلات المجتمعات الاسلامية المعاصرة.
رفع البعثيون شعار(امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ).وكما سبق ان كتبت في الكثير من مقالاتي وفي تسجيل الفيديو والذي قدمت فيه محاضرة عن الموضوع .ان العرب لايشكلون امة واحدة .لان مفهوم ( الامة )بالمعنى الانثروبولوجي وليس القراني,يقوم على وحدة الارض والمياه , وعلى الاقتصاد الموحد والعملة الموحدة وعلى الوحدة السياسية والارادة السياسية, ووجود شبكة مواصلات واسعة تربط اجزاء البلاد بعضها بالبعض الاخر .

وحماية البلاد داخليا وخارجيا عن طريق الجيش والشرطة . مثالنا على ذلك: العراق , بلاد ميزوبوتاميا , بلاد مابين النهرين . فالعراق انثروبولوجيا يقوم على الوحدة الطبيعية لحوضي دجلة والفرات وصولا الى شط العرب حتى مصبه في الخليج العربي .

وهذا هو العراق عبر كل العصور.اما الاراضي الملحقة به فتزيد او تنقص بحسب قوةالدولة السومرية او الاكدية بشقيها الاشوري والبابلي .حيث وصل الاشوريون الى ارمينيا ووصل البابليون الى حدود مصر .
لايشكل الدين واللغة والعرق والقومية والطائفة عناصر تشكل الامة .فالولايات المتحدة الامريكية, امة امريكية,تتحدث الانكليزية.وبريطانيا امة بريطانية , تتحدث الانكليزية ايضا.
تشكل الذاكرة والتاريخ المادة الرابطة والتي تربط اجزاء الامة بعضها الى البعض الاخر. حيث تعمل على تماسك المجموعات السكانية والتي تتشكل منها الامة.بالاضافة الى اهمية طرق المواصلات والتي تساعد على تنقل المواطنين والبحث عن فرص للعمل , وتشجيع الفلاحين على تسويق بضائعهم الى المدن . بالاضافةالى قيام الفلاحين بشراء احتياجاتهم من المدينة .

لذا تنشط التجارة وتكتمل الدورة الاقتصادية, كما ينشط اصحاب الحرف اليدوية في الترويج لمنتجاتهم والبحث عن اسواق محليةجديدة لتصريف بضائعهم .

رفع الشيوعيون العراقيون شعار (وطن حر وشعب سعيد ), والذي استعاروه من الحزب الشيوعي السوري . ولازال الشيوعيون العراقيون يرفعون هذا الشعار,رغم عدم وجود الوطن الحر, ولا الشعب السعيد . والعراق اصبح ممزقا وقابلا للانقسام كالاميبا .

ورفع الشيوعيون العراقيون ايضا شعار ( ياعمال العالم اتحدوا ). ورفعوا شعار وحدة الطبقة العاملة العراقية والعالمية.
وكما كتب عدد من الزملاء الاعزاء في الحوار المتمدن فان الطبقة العاملة ليست هي البروليتاريا في زمن ماركس .
لاتوجد البروليتاريا اليوم في اوربا وفي الولايات المتحدة الامريكية , ولا في العراق .

لايمكننا الحديث عن طبقة عاملة موحدة في العراق .فالعمال في العراق خليط غير متجانس من فئات عمالية متعددة لايجمعها جامع بعضها بالبعض الاخر.

الارستقراطية العمالية في العراق : هجين العامل – الموظف

في العراق تجربة فريدة في العالم . وهي تجربة انتجها نظام البعث وصدام ., عندما قرر صدام حسين تحويل العمال في الدولة العراقية الى موظفين , لاسباب لايعلمها الا الراسخون في العلم .لقد بقي هذا القانون ساري المفعول الى حد هذه اللحظة في الزمن الامريكي .

ان( العامل – الموظف )في بعض الوزارات المهمة مثل : النفط والكهرباء والنقل , يستلم راتبا كبيرا ,يتضمن مخصصات كثيرة مثل: مخصصات الزوجية والاطفال , مخصصات خطورة العمل , مخصصات النقل , وغيرها من المخصصات .ويحقق الراتب ىمع المخصصات وفر ة من الاموال تجعله يعيش برفاهية, يحسده عليه الكثير من الموظفين.

كما يوجد عمال في قطاع الخدمات والورش والحرف اليدوية . وهنالك فئات واسعة من فئة العمال الرثة ,تعمل في بيع بعض المواد البسيطة مثل علب المياه الغازية والبيبسي , وكارتات الموبايل.

ان الكثير من معامل الدولةالعراقية قد توقفت عن العمل بسبب قدم واستهلاك المصانع , وعدم القيام باعمال الصيانة , وعدم توفر قطع الغيار.
قامت الدولة العراقية ببيع بعض معامل الدولة, بحسب شروط صندوق الدولي من اجل خصخصة معامل ومنشات الدولة.

كما ان اغلب معامل القطاع الخاص متوقفة عن العمل , لان المنتوج العراقي لايستطيع منافسة المنتوج الصيني الرخيص .وعدم توفر الحماية للمنتوج المحلي . واغراق السوق المحلية بالبضاعة التركية والايرانية.

المستثمرون لايعملون في الحقول الانتاجية, كالصناعة بل في قطاع الخدمات , مثل اعمال النظافة وجمع القمامة ,وبناء المولات .ان العامل في العراق يهدد رب العمل عن طريق قوة العشير ة وسلطة الميليشيات .

كما ان المناطقية تدخل في تركيبة الطبقة العاملة .لذا قد لايستطيع رب العمل ضبط عماله والسيطرة على الانتاج . وبالتالي ظهرت الحاجة لاستيراد العمالة الاسيوية والتي تكدح باجور قليلة وتعمل بصمت وتحقق انتاجا مرتفعا .
كما ان نقابات العمال قد تمت محاصصتها طائفيا واثنيا .لذا لايمكن التحدث عن وجود طبقة عاملة موحدة في العراق , مثلما لايمكننا التحدث عن وجود طبقة الفلاحين.

لقد فشل مشروع الايديولوجيات والسرديات الكبرى . ادت هذه السرديات والايديولوجيات الى تقويض المجتمعات العربية والى زيادة وتيرة العنف في المجتمع .

ان التيارات الشمولية الايديولوجية الثلاث اثبتت انها تيارت سياسية فكرية رثة . قامت بانتاج الفكر الشمولي الرث واعادة تدويره وتصديره ثانية بعنف اقوى من السابق . فالفكر الرث ينتج احزابا رثة . والاحزاب الرثة تعيد تصدير الفكر الرث برثاثة اكبر من السابق .

علينا الخروج من دورةالعنف والرثاثة والفكر الشمولي وعقلية النسق والقطيع , الى العقل الفردي المفتوح على الاخرين . علينا الاصغاء الى الاخرين اكثر من التحدث بثرثرة.علينا تعلم فن ادارة الحوار مع الاخرين . عندما يعجز العراقي عن الحوار يقوم بالتسقيط السياسي .
كنت جالسا قبل يومين مع صديق فيسبوكي ومعنا فنان تشكيلي اخذ يتحدث عن مرض انفصام الشخصية ودرجاته واعراضه وطرق علاجه . وقال ان انفصام الشخصية ليس هو الشيزوفرينيا او مرض التوحد .

لم استطع التحدث والتعليق عليه لانه كان يقاطعني باستمرار. وهكذا بقيت نصف ساعة اصغي الى ثرثرته الى ان خرجت من المكان . وتبين لي انه مصاب بحالة انفصام في الشخصية بدرجة متقدمة .هؤلاء الايديولوجيون لايرجى شفائهم من امراضهم لانهم يعيشون في عالم وهمي افتراضي.

مسك الختام:

كل الايديولوجيات تمارس القتل..
التلقائية والانسيابية تجعلك منسجما ومتكاملا مع الطبيعة ..
الطبيعة والتقائية تعني حضور الفرح والحب والرومانسية ..
التلقائية تعني حب العمل وحب الانسان ..
الشعور بالفرح يعطيك الطاقة الداخلية المتجددة من اجل العطاء والعمل والانتاج ..
الشعور بالفرح يعطيك وفرة في الحب..
الاحزاب الايديولوجية تقتل..
الاديان الايديولوجية تقتل ..
قانون ازدراء الاديان يقتل..
الانسان هو القيمة العليا..
الانسان ولد حرا , ولم يولد بعقل ايديولوجي !



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون ضحية لتحريم انتقاد الاسلام
- فرج حواء والخطيئة الاولى
- اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي
- ستوب : وقفة مع بولس والمسيحية في بداياتها
- السرقة والقتل بديلا عن العمل
- الرثاثة ضد صناعة الحياة
- الفاشية المجتمعية وهرميتها
- المثلية الجنسية مرفوضة مجتمعيا
- الالوهة تحت مجهر النقد والمساءلة
- مراسيم الحج قبل الاسلام ورموزها الجنسية
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق - ج 2
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق
- الجنس في القران : انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها
- بين الحداثة وقيم المجتمعات القديمة
- انتهاك حقوق المواطنة والانسان :جزء من سيرتي الذاتية
- مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ
- الفتنة تجدد نفسها
- الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر
- بيئة مكة والمدينة والمطر
- بدايات المسيحية في فلسطين وخارجها


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - سقوط الايديولوجيات والسرديات الكبرى