أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد يوسف عطو - مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ














المزيد.....

مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 10:32
المحور: حقوق الانسان
    




في كتابه (الخضوع السني والاحباط الشيعي :نقدالعقل الدائري ), يتطرق الباحث في الانثروبولوجيا الدكتور فالح مهدي الى نشؤ مكة وما تشكل حولها من جغرافية فولكلورية وتاريخ اسطوري يتشابه مع تواريخ كل المدن المقدسة في العالم .

يكتب فالح مهدي النص التالي (لقد كانت مكة مكانا مقدسا منذ قرنين قبل ظهور الاسلام , فقد عرفت في زمن البطالمة الذين اطلقوا عليها تسمية ( ماكورابا )Macoraba .ويعتقد بانها كانت معبدا للانباط . ثم ان ( مكرب ) في اللغة الاثيوبية تعني معبد الرب ), اي بيت الرب , او بيت الله .

في كتابه المعنون ( آثار البلدان والعباد ) لزكريا بن محمد بن محمود القزويني مادة غنية عن الجغرافية المقدسة والفولكلورية . الكتاب من نتاج القرن السادس الهجري .
يستعرض القزويني نشؤ مكة ليس باعتبارها نتاج للتعقيد الحضاري وتطور طرق المواصلات والتجارة والتبادل السلعي وتقسيم العمل ودور المعبد والمخيلة والرموز , بل يحيل الامر برمته الى الله .

(لو اجتمعوا في صحراء لتاذوا بالحر والبرد والمطر والريح , ولو تستروا بالخيام والخرق لم يامنوا مكر اللصوص والعدو , ولو اقتصروا على الحيطان والابواب كما ترى في القرى التي لاسور لها , لم يامنوا صولة ذي الباس , فالهمهم الله تعالى اتخاذ السور والخندق والفصيل ).

وفي حديثه عن مكة يتحدث القزويني عن تاريخ اسطوري لاعلاقة له بالواقع , حيث حدد ابراهيم الخليل جغرافية مكة وموقعها , في حين نعرف بصورة مؤكدة من خلال علماء الاثار(الاركيولوجيا )الاسرائيليون المعاصرون ان ابراهيم شخصية غير تاريخية . وان زمن ظهوره في اسفار العهد القديم- تنخ – لايتطابق مع زمن ظهور مكة في التاريخ .

يصف القزويني مكة بانها مركز العالم وسيدة المعابد :
(واما الكعبة زادها الله شرفا . فانها بيت الله الحرام .ان اول ماخلق الله تعالى في الارض مكان الكعبة , ثم دحا الارض من تحتها , فهي سرة الارض ووسط الدنيا وام القرى ).
وعبارة ( دحا الارض)تشير ببساطة الى استواء الارض وليس الى كرويتها كما يزعم البعض . ويمكن الرجوع الى القواميس العربية القديمة والمفسرين القدماء , مثل ( لسان العرب ) لابن منظور .

يقول الباحث فالح مهدي ان القزويني اعاد كل ماقيل بشان مكة والكعبة , فهي وجدت منذ الازل , وهي مركز العالم واقدس مدينة على الارض . يعيد القزويني في رسمه لمكة وللكعبة كل كتب التراث البابلي والمصري والهندي والفارسي والاغريقي حول نشؤ المدن والمعابد المقدسة .

الكعبة هي ( بيت الله )بحسب اللغة العربية . وكلمة بيت من المبيت , ومن فعل بات ( اي رقد ).فالكعبة على ضوء انثروبولوجيا اللغة , وعلى ضوء القران , هي بيت الله .هذه التسمية وردت في معظم اللغات السامية , خصوصا اللغة الاثيوبية والتي خرجت منها حواء الاولى.ونجد نفس التسميةعند البابليين والاراميين والعبرانيين .

وقد تعني كلمة (بيت ) في الارامية ( معبد )والمعبد ايضا مكان سكنى الاله . ومن هنا كان قدس الاقداس في المعبد الكنعاني والعبراني في هيكل اورشليم هو مكان مبيت الرب , او بيت يهوا .
تنطبق كلمة بيت في الحيز الصحراوي الذي ظهر فيه الاسلام على الخيمة . كما ينطبق ايضا على البيوت المتواضعة في الواحات .ولو عدنا الى مدينة اورشليم نجدها ترتفع (754) مترا عن مستوى مياه البحر .

وانها تعود بحسب الباحث فالح مهدي الى الالفية الرابعة قبل الميلاد . ولا اعلم من اين استقى الباحث فالح مهدي هذه المعلومة .فبحسب احدث الاكتشافات الاثارية التي قام بها علماء الاثار الاسرائيليون انفسهم , فان اورشليم لم تكن موجودة في زمن الدولة الموحدة لداود وسليمان في الالف الاول قبل الميلاد وان دولة بلا شعب وبلا قاعدة سكانية لايمكن ان تقوم وبالتالي لايمكن ان يكون هنالك معبد لسليمان في ذلك العصر.

اصبحت اورشليم عاصمة اقليمية في القرن السابع قبل الميلاد , تتمتع بكل مواصفات المدن المقدسة الاخرى . لذا من الطبيعي ان يكون لاورشليم في القرن السابع قبل الميلاد معبد للاله يهوا وهو يهوا اله الخصب المتزوج من الالهة عشيرة وليس يهوا اسفار العهد القديم – تنخ – الذي ظهر لاحقا .لذا يمكننا الحديث عن هيكل اورشليم وليس عن هيكل سليمان .

خاتمة المقال :

لقد حفزني الى كتابة هذا المقال المتواضع محاولة بعض الشباب المتعلم التشبث بالتاريخ الاسطوري والفولكلوري لمكة ومحاولة اثبات ان مكة هي مركز الارض ومركز الجاذبية الارضية والاقطاب المغناطيسية للارض .

مقالات ذات صلة:

مقالتنا ( دور مكة بين الوثنية والتوحيد ) والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451616

مقالتنا (مكة بين الجاهلية الاسلام ) والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=361912

لقاء مع الباحث فراس السواح حول نشؤ مدينةاورشليم وهيكل اوشليم وهيكل هيرودس الكبير .
https://www.youtube.com/watch?v=eYQ4JltXlyw



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة تجدد نفسها
- الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر
- بيئة مكة والمدينة والمطر
- بدايات المسيحية في فلسطين وخارجها
- تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس
- صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 3 والاخير
- يسوع من الناموس الى درب الصليب
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 2
- طائفة قمران : قراءة اضافية
- النسخة البولسية من المسيحية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج1
- ظهور الاكليروس في الكنيسة المسيحية
- البحث في الحيز الجماعي
- الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية
- الراسخون في الابتذال!
- تشابه القيم والتشريعات في الحيز الدائري
- غسيل الدماغ وصناعة الخضوع للجماهير
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 2
- ازدواج المعايير في الحيز الدائري الاسلامي


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد يوسف عطو - مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ