أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية















المزيد.....

الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 16:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    





كتب ارسطو يقول ( لاتكون الرحمة الا لمن يعاني دون ان يكون مستحقا المعاناة ).لكن المسيحيين الاوائل قبلوا المعذبين كلهم دون تمييز (الباحثةا.س. سفينيسكايا : المسيحيون الاوائل والامبراطورية الرومانية :خفايا القرون) ,ترجمة د. حسان ميخائيل اسحق – ط 3 – 2010 – الناشر : دار علاء الدين – سورية – دمشق, حيث قبل المسيحيون جباة الضرائب , حيث كان الجميع يحتقرونهم , وبائعات الجنس اذا ماتبن توبة حقيقية , وقبلوا المرضى والمقعدين.

في مناظراته مع المسيحيين كتب سيلوس قائلا :اذا ماشاء الاله ان يتجسد في انسان , فانه سوف يختار انسانا اهيف , جميلا , قويا , فصيحا , بليغا. اما يسوع , بحسب ادعاء سيلوس فكان قصير القامة. هذه الاوصاف , وتلويث السمعة ,مارستها الديانات والاحزاب الايديولوجية بحق معارضيها ومارستها المؤسسة الاسلامية الرسمية بحق المعارضين لها :

مقالتنا (الشخصية التاريخية ليسوع المسيح – ج 5 ), والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=437532

ان الديانات القديمة قائمة على فكرة الحيز الدائري الجماعي وعلى فكرة الطهارة والنجاسة وفكرة شعب الله المختار.
لقد كان للنساء مكانة متميزة بين المسيحيين , رغم ان المجتمعات القديمة كانت مجتمعات ابوية بطرياركية , ترفض المساواة بين المراة والرجل .

وصف الفيلسوف ارسطو المراة بانها كائن وضيع . وسخر سيلوس بشدة من فكرة الحبل بلا دنس , وهو مفكر من اتباع الافلاطونية الحديثة , ويوصف بانه ( كاتب وثني ),فقال , اذا كان الاله قد اراد ان يرسل كلمته الى الارض فلماذا اختار له الاقامة في مكان على هذه الدرجة من القذارة , كما هي الحال في رحم المراة ؟
( اوريجينوس ضد ساسلوس ).

لقد كان موقف الرجال من النساء يتصف بالكثير من التناقض في القرون الميلادية الاولى . فمن جهة ظهرت اعمال تمتدح النساء ,حيث كتب ( بلوتارخ)مؤلفا خاصا ( عن مرؤات المراة).لكن واقع الحال يقول ان الكثير من النساء فقدن معيل العائلة, واضطررن الى العمل في اعمال يعتبرها المجتمع في وقته بانها اعمال وضيعة.مثل العمل الماجور , او العمل كممثلة على مسارح المجون في الميادين العامة , او عازفة موسيقى ( لااعرف لماذا كان يعتبر الناس في وقتها ان الموسيقى من الاعمال الوضيعة للمراة .). وقسم منهن مارسن تجارة الجسد, اي البغاء .

لقد جاهدت النسوة الارستقراطيات في المجتمع الروماني للتاثير في السياسةالعامة وليكون لهن دورا اجتماعيا متميزا , فبذلن الاموال لاقامة الاحتفالات والدخول في الاتحادات الرجالية , واسسن اتحاداتهن الخاصة بهن , بيد انهن كن قلة .

كما اصطدمت هذه المحاولات بجدار العادات والتقاليد والتي لم تكن تسمح للمراة بالمشاركة في المجال العام ( الفضاء – الحيز )الى جانب الرجل .
لقد تم اعتبار المراة عنصر مظلم وشرير , امثال الساحرات والشريرات اللاتي وردن في ( تحولات )ابوليوس :المراة التي قتلت زوجها , او تلك التي ( خدعت زوجها التعيس , ومضت منذ الصباح تحتسي الخمر وتمارس العهر مدنسة جسدها ).

اذن ليس مستغربا ان تجد الدعوة المسيحية في مثل هذه البيئة السيكولوجية نجاحا وصدى واسعا في نفوس النساء .
تشهد رسائل القديس بولس بالعدد الكبير من النساء في الكنائس التي زارها او قام بتاسيسها , ونشاطهن المتميز في حمل رسائله الى الكنائس الاخرى وفي جمع الاموال للكنيسة لخدمة المعوزين .
مقالتنا ( موقف الرسول بولس من المراة ) والمنشورة على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=265446

لقد كان هنالك اعدادا كبيرة من النساء الارامل كانت الكنيسة تقوم باعالتهن .يرى مؤلف الرسالة الاولى الى تيموثاوس , والمنسوبة الى الرسول بولس ,(وهي على الاغلب بحسب الباحثين المسيحيين مكتوبة بعد سنوات على استشهاد الرسول بولس من قبل تلميذ له ), ان من له قريبات من الارامل عليه ان يهتم بهن , لكي تستطيع الكنيسة ان تساعد الارامل الحقيقيات المحتاجات الى المساعدة فعلا .

يبدو ان مؤلف هذه الرسالة يقف موقفا عدائيا من المراة , ومن الارامل الشابات ,بخلاف موقف بولس من المراة.وقد سيق ان كتبت في مقالاتي ان مثل هذه المواقف والاضافات على رسائل بولس والتي كتبت من قبل اشخاص اخرين , طبعت رسائل بولس بالطابع المعادي للمراة بخلاف موقف بولس التقدمي والمساند للمراة .

يدعو مؤلف الرسالة الى عدم اعالة الارامل الشابات , فهن يتصفن بالخمول والثرثرة , ويتحدثن دوما بما لاينبغي الحديث به . لذلك فانه يقترح على الارامل الشابات ان يتزوجن مرة اخرى وينجبن اطفالا . هذا الموقف يتعارض مع موقف الرسول بولس من مسالة مجيء المسيح واقامة ملكوت الله والدينونة الكبرى , لان مجيء المسيح اقترب في زمن بولس , لذا كان بولس لايشجع على انجاب الاطفال ولا على الزواج الا للضرورة القصوى.

ان هذه الكلمات الانفعالية لكاتب الرسالة المنسوبة الى بولس لاتعكس سلوك المسيحيات الشابات كلهن , لكن علينا الا ننسى الصراعات الحقيقية التي خلقتها مشاركتهن في حياة الكنائس المسيحية الى جانب الرجال .

لقد اطلق المسيحيون الاوائل على اتحاداتهم ورابطهم كلمة :
( ايكليسيا )اي ( كنيسة ) . اما روابط ديانات التعدد فقد دعيت بالاسماء التالية :روابط , جمعيات , اخويات .. الخ .
لقد التزم المسيحيون بتعاليم يسوع , وخلافا لكنيسة اورشليم , لم يكن لدى المسيحيين خارج فلسطين مبدا الملكية المشتركة , ولا المساواة في توزيع الاحتياجات , هذا الاختلاف يعكسه سفر اعمال الرسل من العهد الجديد عند قراءتنا له قراءة نقدية.

فمن كان لديه موارد لم يقم ببيعها , بل كان يمد يد المساعدة لاخوته في المسيح .لقد كانت ليديا ( بائعة الارجوان )تاجرة مسيحية , تمتلك منزلا , ودعت اليه بولس ومرافقيه . كما كان اكيلا وبريسكيلا يملكان منزلا في افسس .

وفي رسالته الاولى الى كنيسة كورنثوس , لام بولس اتباعه على الافراط وعدم ضبط النفس في الولائم المشتركة ( اليس لكم بيوت تاكلون فيها وتشربون ؟).
يبدو ان الولائم المشتركة كانت تقليدا شائعا في المجتمعات الرومانيةالهلنستية قبل المسيحية .
لقد وضع المسيحيون الذين كانوا يعيشون في محيط من عادات ديانات التعدد , معنى جديدا للوليمة المشتركة , وجعلوا منها طقس الافخارستيا ( اي طقس القربان المقدس , مناولة الخبز والنبيذ , واللذان يمثلان الاتحاد رمزيا بدم وجسد المسيح ).كما اعطوا مغزى جديدا لمفهومي البشارة (الانجيل ) والايكليسيا – الكنيسة .

يلفت الانتباه الى غلبة اسماء النساء على المقابر والسراديب تحت الارض( الدياميس ) والتي تشير الى ملكية هذه المقابر والسراديب الى نساء مسيحيات وليس الى الرجال, حيث استخدمها المسيحيون لدفن موتاهم : بريسيلا ,دوميسيلا ,مكسيم,كوموديلا ,اغنيسا ,واتافيلا.

يؤكد العلماء اليوم ان تلك السراديب – المدافن لم تبنى كملاجيء يتخفى فيها المسيحيون .لقد كانت السلطات الرومانية تعرف هذه الاماكن معرفة جيدة , وهي موجودة خارج اسوار روما ,وفيها وجد اليهود والمسيحيون مكانا مناسبا لدفن موتاهم .

لقد ادى نشاط اغنياء المسيحيين من النساء والرجال الى احداث تبدل في الموقف العام للمسيحية تجاه المال والاثرياء . وقد ظهر هذا التبدل بوضوح في كتاب ( الراعي )الذي ينسب الى ( هيرما ), ويرقى تاريخ كتابته الى النصف الاول من القرن الثاني للميلاد . اذ ثمة دلالة ملفتة لشخصية المؤلف .

فهو ينتمي الى الشرائح الاجتماعية الدنيا ( معتوق) . اراد ان يحقق ثروة من خلال المثابرة والعمل , لكنه فشل وحل به الافلاس .(هيرما) لايدين الثروة , وانما يدين البذخ في صرف الاموال والسعي لامتلاك اللذات , ويدعو الى عمل الخير .

ويبني نظريته في ضرورة تلازم الاغنياء والفقراء , حيث ينبغي على الاغنياء ان يضحوا بجزء من اموالهم للفقراء , وعندئذ يحظون برضى الله .ويساعد الفقراء بدورهم الاغنياء على الخلاص , لانهم سوف يرفعون صلواتهم من اجل المحسنين اليهم .

وعلى هذا الاساس بات وجود الاغنياء والفقراء معا في الكنائس المسيحية واقعا معترفا به , يسهم في جذب اناس من شرائح المجتمع العليا الى تلك الكنائس . وهنا يبدو التماثل بين تعاليم هيرما وتعاليم كالفن احد مؤسسي الكنيسة البروتستانتية , والذي اعطى الشرعية للربا بخلاف تعاليم يسوع , حيث اعطت البروتستانتية دورا مهما للعمل الفردي واهمية جمع المال وتراكمه من اجل عمل جديد افضل , وهكذا كان المسيحيون البرجوازيون الاوائل مقتصدين في صرف المال .

مقالتنا ( دور البروتستانتية في تطور الراسمالية) والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=333500



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراسخون في الابتذال!
- تشابه القيم والتشريعات في الحيز الدائري
- غسيل الدماغ وصناعة الخضوع للجماهير
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 2
- ازدواج المعايير في الحيز الدائري الاسلامي
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 1
- الايديولوجيا والطوباوية - ج 2
- الذاكرة العراقية في تدمير شامل ومستمر
- تدجين المراة في المجتمعات القديمة
- الايديولوجيا والطوباوية
- البحث في الحيز الفردي
- كتاب ( الخضوع السني والاحباط الشيعي ): نقد العقل الدائري
- الفلسفتين الابيقورية والرواقية
- البحث عن شبح ابراهيم وموسى
- قراءة انثروبولوجية حول مكة والكعبة
- الغنوصية قبل المسيحية
- معتقدات الخلود الرافدينية
- النظرية الارواحية
- المعتقدات الطوطمية
- تقدم اليابان من تقدم معتقداتهم االمقدسة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية