وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 11:29
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
(1 ):
هل كان يسوع ساحرا ؟
هل كان قبيحا ؟
هل مريم المجدلية امراة مخبولة حقا ؟
(2 )
يستعرض الباحث روبيرت فان فورست في كتابه :
( يسوع المسيح خارج العهد الجديد : مدخل الى الادلة القديمة ) – ترجمة وسيم حسن عبده –مراجعة وتدقيق : د .منذر الحايك – ط1- 2012 – ( صفحات )للدراسات والنشر - سورية – دمشق .
آراء سيلسوس عن المسيح وهو مفكر من اتباع الافلاطونية المحدثة . حيث يعتبر كتابه (العقيدة الحقة True Doctrine )اقدم هجوم شامل على المسيحية وقادتها الاوائل وتعاليمها وممارساتها . ورغم ان الكتاب فقد الا ان اغلب فقراته موجودة ضمن رد اوريجين على سيلسوس الذي كتب حوالي عام 250 ميلادية .
(3 ) :
يقول سيلسوس ان ام يسوع امراة قروية اكتسبت عيشها عن طريق غزل الملابس ..
وقام يسوع بمعجزاته عن طريق الشعوذة ..
وكان يبدو( قبيحا وصغيرا )...
طبعا هذه التهم معروفة في تلويث سمعة الاعداء . فقد تم تصغير اسم ( مسلمة الحنفي ) من قبل المؤسسة الاسلامية المنتصرة الى ( مسيلمة ) , وتم نعته ب (الكذاب) . ووصفه بانه كان ...
( رويجل ) و ( اخينس ) و (اصيفر) رغم انه قاتل بشجاعة حتى استشهاده كرجل مقاتل فارع الطول وليس كما تصفه المؤسسة الاسلامية .
مقالتنا ( مسلمة الحنفي قراءة في تاريخ محرم –ج 2 ), وعلى الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=340568
ويكمل سيلسوس كتابته عن السيرة الملفقة ليسوع فيقول عنه :
ابقى يسوع على جميع التقاليد اليهودية ,بما في التضحية في المعبد . وجمع حوله عشرة اتباع فقط , وعلمهم اسوا عاداته , بما فيها التسول والسرقة ..
كان هؤلاء الاتباع العشرة من البحارة وجامعي الضرائب الوحيدين الذين استطاع اقناعهم بالوهيته ,لكن الان يقوم اتباعه باقناع العديد من الناس ...
اتت انباء اعادة بعثه من (امراة مخبولة )..ويقصد بها مريم المجدلية والتي كشفت عن القبر الفارغ وكانت من اوائل من شاهد يسوع بعد قيامته من الموت ..
وصفها بالمخبولة تعني ان المحاكم اليهودية لاتقبل شهادتها ..
وهو يشير بالتالي الى نقض شهادتها في قضية القبر الفارغ وبعث يسوع من بين الاموات ..
ويكمل سيلسوس ..
كان التصديق باعادة البعث نتيجة شعوذات يسوع , وتفكير اتباعه , او الهلوسات المنتشرة بينهم على نطاق واسع . كل ذلك من اجل ابهار الاخرين وزيادة احتمال ان يصبحوا متسولين .
ويتهم سيلسوس يسوع بانه لفق قصة ولادته من عذراء . ويقول سيلسوس ان زوج مريم الذي كان يحترف النجارة طردها عندما ادينت بالزنا . وبعد ان طردها , وبينما كانت تجول بخزي ولدت يسوع سرا . وقد عمل يسوع اجيرا في مصر لانه كان فقيرا . وهناك تعلم بعض الحيل السحرية . وعاد مفتخرا بهذه القوى واطلق على نفسه لقب اله .
ويسترسل سيلسوس بان مريم كان لها طفل من جندي روماني اسمه (بانتيرا)..
واخيرا يقول سيلسوس :
هل كانت والدة يسوع جميلة ؟هل اقام الله علاقة معها لانها كانت جميلة ؟, على الرغم من انه لايستطيع ان يحب جسدا فانيا بطبيعته ؟.من غير المحتمل ان يكون الله قد وقع في حبها ,حيث انها لم تكن غنية ولا من اصل ملوكي . ويهزا بقوله :
عندما كرهها النجار وطردها , لم تستطع القوة الالهية ولا موهبة الاقناع بتخليصها . ويعلل ذلك بقوله :
( ان هذه الاشياء ليس لها علاقة بمملكة الله ).
تعد هذه التهمة , اي العلاقة غير الشرعية بين مريم والجندي الروماني اقدم عبارات مؤرخة من التهم اليهودية بان ولادة يسوع كانت نتيجة زنا , وان والده الحقيقي كان جنديا رومانيا يدعى ( بانتيرا ). كان اسم بانتيرا شائعا بين الجنود الرومان في تلك الفترة . لكن معظم المحللين يعتقدون ان بعض اليهود استخدموا هذا الاسم بسبب تشابهه مع الاصل اليوناني لكلمة عذراء .في هذه الحالة سيعني هذا ان الامر مجرد رد فعل يهودي على عقيدة (الحبل بلا دنس ) , ( مقالتنا : الشخصية التاريخية ليسوع المسيح- ج 4 ) وعلى الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=435586
والتي لم تصبح موضوعا مسيحيا رئيسيا حتى قرابة نهاية القرن الاول الميلادي .كما نجد ان سيلسوس يقدم يسوع الذي يعلن ولادته من عذراء وهو مالم يظهر في الكتابات المسيحية بالتاكيد .لكنه اثبت في مناقشات يهودية لاحقة .
تتنوع المصادر التي استخدمها سيلسوس .فقد قرا انجيل متى كثيرا , وانجيل لوقا , ورسالة الرسول بولس الاولى الى كورنثوس . كما كان مطلعا على كتب مسيحيةاخرى . وعلم برواية متى عن موت يسوع واعادة بعثه . كما عرف المسيحية الغنوصية وعرف المسيحية المارسونية , وهي طائفة غنوصية تعتقد بوجود الهين :
(يهوه ) اله اليهودالقاسي , والاله الحقيقي المحتجب .وهم اتباع مارسيون . حيث كان يرى ان المسيح اختفى فجاة ثم رجع. انتشرت هذه الدعوة في روما في القرن الثاني الميلادي .
ان هجوم سيلسوس على المسيحية كان هجوما فلسفيا وليس تاريخيا .ان سيلسوس مصدر غني للجدلية اليهودية والوثنية ضد المسيحيين . وينفرد سيلسوس بين الكتاب الوثنيين في نسب الاعتراضات اليهودية والرومانية اليونانية الى المسيحيين .لكن تناوله للمسيح لايحمل اية قيمة تاريخية اطلاقا .
(4 ) :
في تلويث سمعة يسوع وامه مريم
مقاربة نفسية – اجتماعية
لقد رد اليهود على اتهام المسيحيين لهم بقيامهم بمحاكمة يسوع محاكمة سريعة وبشهود زور . وحول صلبه وقيامته ,بتلويث سمعة يسوع وامه مريم كما فعل الاسلام الرسمي الاموي والعباسي في الرد على الفرق الباطنية كالاسماعيلية والفاطميين والقرامطة واتهامهم بزنا المحارم .
فقد اتهم اليهود مريم بانها زانية , وبان يسوع ولد نتيجة علاقة غير شرعية بينها وبين جندي روماني يدعى بانتيرا . ولقد كانت المجتمعات القديمة امومية حيث ينسب فيها الطفل الى امه ,لذا تم اعتبار يسوع بانه (ابن مريم ) كما جاء في القران الكريم . بالاضافة الى ولادته من غير زرع بشري .
ورد اليهود على العقيدة المسيحية بالحبل بلا دنس وبالولادة من عذراء بتحقير يسوع وامه باعتباره (ابن بانتيرا )..
ورد المسيحيون على افتراءات اليهود وعلى قول القران بان عيسى ( يسوع ) هو عبدالله برفع شانه الى مرتبة (ابن الله ).
وقامت الكنيسة الكاثوليكية بالرفع من شان مريم ضد افتراءات اليهود وتحويلهامن ( خادمة الرب ) كما ورد ذلك في الاناجيل , الى (والدة الله )بحسب قانون الايمان المسيحي النيقاوي .
مقالتنا (قانون الايمان المسيحي وثقافة الكراهية والاقصاء ) وعلى الرابط التالي : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=279372
ختاما اقول لكم :
سواء اكانت موعظة يسوع على الجبل ام في السهل ,فسيبقى المسيحيون ياخذون بها . وحتى لو تم الكشف عن القصة الحقيقية والتاريخية ليسوع الناصري فان الكنيسة سوف تنظر للقصة التاريخية بعين المزحة فحسب .
ان العيش في ظلال الاوهام افضل من العيش في ظلال الحقيقة القاسية .
الاناجيل تقدم لنا اسمى الاخلاق في تعاليم يسوع ( عيسى ) . وكما قال احد الاصدقاءالمسيحيين , سواء اكان يسوع(ابن مريم ) ام (ابن بانتيرا ) , ام ( ابن الله) فسيبقى المسيحيون ياخذون بتعاليمه السامية والتي تتطابق مع الشرعة الدولية لحقوق الانسان .
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟