أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية














المزيد.....

صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 10:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



كل مشاريع التغيير والنهضة والاستنارة في دول ( العالم الثالث ) ,او الاصح ( الدول المتخلفة )تنطلق من الطبقة الوسطى , ابنة ثقافة المدينة والتي تمتاز بالتنوع وبالتعدد , ظاهريا على الاقل ,وبالانفتاح على الاخر .انها الشكل البدائي للحداثة وللديمقراطية.

تتميز مجتمعاتنا بسطوة العقلية الابوية – الذكورية – الايديولوجية . ويخطيء من يتصور ان النساء خارج هذه الدائرة والحيز المغلق .فالمراة في ظل ثقافة المدينة وثقافة الطبقة الوسطى تتحول الى عقلية ذكورية –سلطوية – نسوية بامتياز .

تتميز هذه الظاهرة , اي ظاهرة الذكورية والنسوية الذكورية , المجتمعية بالسمات التالية:

1 – صراع الاجيال :ففي ظل رفضي لفكرة صراع الحضارات , او صدام الحضارات ,فان هنالك صراع بين الاجيال , اي تجييل للصراع ,اي ان هنالك صراع بين الاجيال خصوصا في ظل التحولات والانهيارات الكبرى .ويبرز هذا الصراع واضحا داخل افراد العائلةالواحدة في فارق العمر بين الشقيقات او الاشقاء , وفي الفارق بين ثقافة من يسكن داخل العراق ومن يسكن خارج العراق ضمن العائلة الواحدة .

2 –الصراع يدور في حيز دائري مغلق .وهو صراع يدور من خلال عقلية ايديولوجية بامتياز .ففي نطاق الاسرة من الطبقة الوسطى تكون العقلية الايديولوجية هي السائدة . وتقتصر اضرارها على العائلة وعلاقات القرابة والصداقة , ولا تطول المجتمع بكامله , بعكس الايديولوجية الشمولية القومية والماركسية الستالينية والطائفية والعرقية.

يتميز العقل الايديولوجي داخل الاسرة من الطبقة الوسطى المدينية بالسمات التالية:
1 – انه عقل يؤمن بالحقيقة المطلقة وباليقينيات ولا يؤمن بخطا تصوراته ولا يبحث في الاحتمالية , انه عقل شمولي ديكتاتوري وليس عقلا تشاركيا .

2- العقل الايديولوجي الاسري والقرابي هو عقل تبريري , يقوم بتبرير اخطائه ويلصقها بالاخرين المقربين .
3 – العقل الايديولوجي الاسري يقوم بتلويث سمعة الاخرين , حاله كحال الاحزاب الشمولية ,وذلك لانه يعيش في حيز دائري , فهو ( نظيف )و ( مقدس ) و ( شريف ) و ( معصوم ) و ( عاقل ). وكل الاخرين المختلفين حتى لو كانوا ضمن علاقات القر ابة هم :
(قذرين ) و ( متخلفين ) و ( اغبياء ) او ( معتوهين ) , او مجانين .
4 – العقل الايديولوجي الاسري – القرابي يقوم بانتاج عالم متخيل بخلاف الواقع , والهدف هو تبرير اخطائه بتحميلها على القريب , على طريقة بيلاطس البنطي , والذي قام بغسل يديه باعتباره غير مسؤول عن دم يسوع , لكنه سلمه لليهود , لكي يسلمونه بدورهم الى الرومان لاعدامه!

5 – يتميز العقل الايديولوجي الاسري والقرابي بالكذب والنفاق والتدليس والكيل بمكيالين , والظهور امام الناس بخلاف حقيقتهم . انها اوجه متعددة للنفاق المجتمعي من اصحاب العقل الايديولوجي الاسري .

6- تحويل العلاقات الاسرية والقرابية داخل منظومة العقل الايديولوجي من علاقات المحبة والاخوة والمصاحبة والعطاء بسخاء وبدون مقابل , الى علاقات تعتمد على المنفعة والمصلحة .لذا ان احدى اسباب الكوارث في مجتمعنا العراقي تتبدى من خلال تحويل العلاقات القائمة على الاخوة والمصاحبة والمحبة , الى علاقات نفعية عابرة ,تقوم على المصلحة والانتهازية الشخصية فقط .

اما اذا كان القريب خارج العراق , فهو يبدا بالتعامل مع الاقارب من منطلق القانون الاقتصادي الراسمالي ومقدار الربح الذي سيجنيه من جراء هذه العلاقة.لذا يكون هؤلاء على استعداد ان يبيعوا اخوتهم واقاربهم برخص التراب وليس مقابل ثلاثين شيقل من الفضة, كما باع يهوذا الاسخريوطي معلمه يسوع , بحسب احدى روايات الانجيل .
ان فشل مشاريع الاستنارة والنهضة والتجديد والحداثة والديمقراطية في مجتمعاتنا من اسبابها ان الحداثة والديمقراطية هما نتاج للمجتمع الراسمالي والصناعي المتطور , وليس نتاج لمجتمعات ريعية متخلفة .

ان الحداثة والديمقراطيةلايمكن لهما ان تتحققا في مجتمع دائري- ايديولوجي منطو على ذاته , يحافظ على روابطه الاسرية والقرابية والعشائرية والقبلية . فهذه الروابط تشكل اهم سمات المجتمع الدائري المسور باغلال الايديولوجية ورابطة الدم والقرابة والقبيلة والدين والعرق والطائفة.

ان الحداثة والديمقراطية هما نتاج للعقل التواصلي الفردي ذو الحيز الافقي الليبرالي وغير مرتبط بالسماء بل بالعقل مباشرة.ان فشل مشاريع الاستنارة في المجتمعات العربية والتي قامت بها الطبقةالوسطة المدينية من اسبابها البقاء داخل العقل الدائري الجماعي المنطو على ذاته .

ان قيم الحداثة الديمقراطية تتناقض مع قيم الحيز الدائري الايديولوجي الابوي , لذا فان اولى خطوات الحداثة والديمقراطية تتمثل في الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد الصناعي الراسمالي والذي يقوم بتفكيك روابط الدم والقرابة والقبيلة , وتحويل بنية المجتمع من بنية دائرية الى حيز افقي فردي متحرر من اوهام الابوة والايديولوجيا والقرابة .هكذا خرج يسوع من الرابطة العائلية ومن رابطة الدم والقرابة والعقل الايديولوجي الكهنوتي واليهودي , او السامري , الى العقل الكوني المنفتح على كل الممكنات التاريخية .

وصدقا قال الفيلسوف الالماني يورجين هابرماس ان الديمقراطية والحداثة مشروعان لم يكتملا بعد.اما الشعوب المتخلفة فلايمكنها مجردالتفكير بالحداثة والديمقراطية لان عقولنا ملوثة بروابط الدم والقرابة والطائفة والعرق والقبيلة والحزب .

انه العقل الايديولوجي الذي حول كل هذه الاشياء الى طواطم لايمكن تجاوزها الا بالعقل النقدي الفردي وبالعقلانية التواصلية وبالبناء الراسمالي لتفكيك العقل الدائري وتحويله الى عقل فردي حر .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 3 والاخير
- يسوع من الناموس الى درب الصليب
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 2
- طائفة قمران : قراءة اضافية
- النسخة البولسية من المسيحية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج1
- ظهور الاكليروس في الكنيسة المسيحية
- البحث في الحيز الجماعي
- الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية
- الراسخون في الابتذال!
- تشابه القيم والتشريعات في الحيز الدائري
- غسيل الدماغ وصناعة الخضوع للجماهير
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 2
- ازدواج المعايير في الحيز الدائري الاسلامي
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 1
- الايديولوجيا والطوباوية - ج 2
- الذاكرة العراقية في تدمير شامل ومستمر
- تدجين المراة في المجتمعات القديمة
- الايديولوجيا والطوباوية
- البحث في الحيز الفردي


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية