الارهاب الاردوغاني ضد المسيحيين

وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5229 - 2016 / 7 / 20 - 10:04
المحور: حقوق الانسان
    

كان لدى المسيحيين في العالم الاسلامي مئات السنين للتعود على وضعهم كمواطنين من الدرجة الثانية او الرابعة .لم يكن من الممكن فرض قيودعلى حرية الضمير والصلاة . ولكن عندما يتعلق الامر بالعلامات الظاهرية للمسيحية , كالكنائس والنواقيس والصلبان, والمواكب الدينية نجد انفسنا امام واقع محزن .

ففي مصر لايجوز بناء كنائس جديدة , او ترميم كنائس قديمة الا بموجب مرسوم صادر عن رئيس الجمهورية والذي تخضع موافقته لموافقة مؤسسة الازهر.وبما ان اجراءات ترخيص بناء كنيسة جديدة تستمر لعدة سنوات , بينما تبنى الجوامع بسرعة الريح دون صعوبات مالية او ادارية , لذا فمن السهل تعطيل طلب بناء كنيسة ببناء جامع بصورة مقصودة في مكان قريب.

وهكذا يوجد اليوم في مصر (93 )الف جامع مقابل (2000 )كنيسة . وبذلك يكون لكل ( 800) مسلم جامع مقابل كنيسة واحدة لكل (4000)مسيحي .وهي رفاهية لايتمتع بها المسيحيون في اوربا .

يتم التاكيد على عدم اظهار المعالم المسيحية حيث تقام الصلوات في المناطق السياحية على البحر الاحمر ,او في قاعات متعددة الاغراض .لكن بناء الكنائس ممنوع حتى الان . وحتى اعمال الترميم يتم تاجيلها الى مالانهاية , بواسطة تعسف السلطات .حكم المحكمة العسكرية في القاهرة سنة 2011 يظهر حجم الانفصام بتوجيه التهمة الى قبطيين بانهما يريدان تحويل صالة معمل دون ترخيص الى كنيسة .

حكم عليهما بالسجن خمس سنوات . وحتى الماضي القريب كان من المتعارف عليه ان يقدم المسيحيين عند بناء جامع تبرعا ما . والمسلمون يقدمون بالمقابل نفس التبرعات .وقد حاولت الهيئات الدينية في مصر منعها باصدار فتوى ضدها من المجلس الاسلامي في مصر .تنص هذه الفتوى على ان تبرع المسلم لبناء كنيسة يعتبر خطيئة كبيرة.

في اندونيسيا هنالك قرار رسمي ينص على ان بناء اي مكان لاقامة الصلاة يحتاج الى موافقة 70 شخصا من السكان المجاورين .وفي بلد يشكل المسلمون 88%من السكان مقابل 9% من المسيحيين لايمكن ان يكون هذا جيدا بالنسبة للكنائس الا اذا كان هنالك تسامح بين الاديان .

تفرض الحكومة قيودا شديدة فتؤجل ترخيص بناء الكنائس الى مالانهاية . وتغلق اماكن اقامة الصلوات دون سبب واضح , وتسحب رخص بناء الكنائس حتى بعد منحها.وقد نجحت الجماعات الاصولية في اجبار الحكومة على غلق العديد من الكنائس .

في تركيا كان هنالك اكثر من (80 )ديرا مسيحيا في جنوبي شرق تركيا لم يبقى منها اليوم سوى ستة اديرة .كان دير مار جبرائيل يضم الفي راهب وراهبة .لم يتبقى منهم اليوم سوى اربعة عشر راهبا وثلاث راهبات .

منذ عدة سنوات تضع السلطات التركية الدير تحت الضغط الشديد ,بتوجيه اتهامات لااساس لها من الصحة ,مثل قيام الرهبان بنشاطات تبشيرية مخالفة للقانون . او الزعم بان الدير بني على انقاض جامع .زعم يثر الدهشة لان الدير بني قبل (200)سنة من ظهور الاسلام .في سنة 2011حكمت المحكمة في انقرة , متجاهلة سندات الملكية ,والتصرف القائم منذ مئات السنين بحصول الدولة على 24,4هكتار من اراضي الدير.وفي شباط – فبراير تحويل 27,6 هكتار اخر لمديرية الحراج الحكومية.انه الارهاب الاسلامي الاردوغاني .

في نيسان 2013 اصدرت المحكمة حكما بمصادرة سور دير مار جبرائيل والذي يمثل اهمية كبيرة لتعليم اللغة السورية الارامية ونشر ثقافتها.واجازت المحكمة هدم سور الدير .كما طلبت النيابة العامة الحكم بالسجن ثلاث سنوات ونصف على رئيس ميرة الدير . لكن المحكمة رفضت الطلب وبعد اشهر قليلة اعاد آردوغان للدير جزءا من من الاراضي المصادرة (المؤممة ).حيث ان التاميم يعني مصادرة الممتلكات.

ان افتتاح المعهد الاغريقي – الارثوذكسي لتخريج القساوسة في جزيرة هلكي قرب اسطنبول بعد اربعين سنة على اغلاقه لم يتحقق وحسب قول آردوغان ليس لديه اي مشكلة بخصوص فتح المعهد ,لكنه لايستحي من ذكر السبب لموقفه الرافض الا وهو بناء جامع كبير في اثينا لم يتحقق حتى الان .معترفا بوجود مشاكل لمسلمين من اصل تركي في شمال اليونان .

ان اردوغان يبتز ويساوم الاطراف المسيحية والحكومية مثلما يبتز دول السوق الاوربية المشتركة بقضية اللاجئين المسلمين .انها وقاحة مابعدها وقاحة .
اكررها للمرة الالف ان العقل الايديولوجي يقتل.لاتتمتع الكنائس في تركيا بالصفة الرسمية ,لذا لايمكنها شراء عقارات وتسجيلها , او فتح حساب مصرفي باسمها في المصارف.

ان كنيسة الرسول بولس الشهيد في مدينة طرسوس في جنوب تركيا والتي صادرتها الدولة التركية عام 1943 تحولت رسميا الى متحف من املاك المدينة . ولما اعلن الفاتيكان سنة 2008 – 2009 السنة البولسية وجاء الى طرسوس نحو 1,5 مليون حاج مسيحي من ثلاثين بلدا سمح لهم استثنائيا باقامة الصلوات وبترك الصليب في المبنى .

مازالت اقوال الحكومة التركية لاتتحول الى افعال .فما زالت اقامة الصلاة في الدير تحتاج الى تسجيل قبل ثلاثة ايام .والدخول الى المتحف غير متاح الا مقابل دفع تذكرة دخول, وبذلك تبقى كنيسة الرسول بولس رمزا للارهاب الاسلامي الاردوغاني ولاضطهاد المسيحيين في تركيا .

#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات