أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالجواد سيد - شعائر الحج ، وعبث التاريخ














المزيد.....

شعائر الحج ، وعبث التاريخ


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 16 - 02:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شعائر الحج ، وعبث التاريخ
فى كل عام يضغط علينا الحج بأسئلته الكثيرة ، ومن أى مدخل ، مدخل ذى العلم ، أو مدخل العقل البسيط، نصل دائماً إلى نفس الجواب؟ فالحج فى الوثنية كان ، تلبية ، وإحرام ، وسوق الهدى ، والوقوف بعرفة ، والدفع إلى مزدلفة، والتوجه إلى منى لرمى الجمرات ونحر الهدى ، والطواف حول الكعبة سبعة مرات ، وتقبيل الحجر الأسود ، والسعى بين الصفا والمروة، وفى الإسلام هو نفس الشئ ، فكيف يعقل هذا؟ كيف يمكن لحج الشرك ، أن يصبح هو نفسه حج التوحيد؟
كيف أصبحت الكعبة ، معبد الأصنام بيت للإله الواحد ، وكيف أصبح إبراهيم هو من بناها ، ولماذا لم يبنى مثلها فى موطنه فلسطين ، وكيف أصبح العرب من نسل إبنه إسماعيل ، دون أن يحفظ التاريخ من هذا النسب شيئاً يذكر ، وحتى لو كان إبراهيم وإبنه هما من بناها ، فما قيمة هذين الشخصين فى تاريخ البشر اللامحدود ، وكيف يمكن للإله أن يكون عنصرياً يبنى لنفسه بيتاً فى مكة ويترك باقى العالم ، ومافائدة كل هذا الإيمان للعالم الإسلامى الذى يحتل المركز الأول فى نسبة المشاكل ، وماضرورة كل هذه النفقات لنفس هذا العالم ، الذى يموت الناس فيه مرضاً وجوعاً ؟
أسئلة لانهاية لها ، سوف تتداعى تلقائياً ، فى كل موسم حج ، على ذى العلم ، وذى العقل البسيط ، بشرط أن يكون لهما ضميراً ، الضمير فى النهاية هو العنصر الحاسم فى كشف الحقيقة . أسئلة سوف تتداعى تلقائياً وتصل بنا إلى جواب وحيد ، وهو أن العالم الإسلامى ، يعيش فى وادى، وباقى العالم فى وادى آخر ، إنه يعيش فى مستشفى مجانين كبيرة ، مكتوب على بابها الرئيسى (عبث التاريخ).
عبث التاريخ هو أساطير الأولين التى قالت بها قريش ، هو طفولة البشرية التى عاشت بداخلنا حتى بعد أن بلغنا سن الرشد ، هو هذا المقدس الرهيب الذى لانستطيع أن نعيش بدونه ، فنقبل فى سبيله كل التخاريف ، أنبياء تطير إلى السماء ، وأخرى يأكلها الحوت ، وأخرى تضرب البحر تطلع بطيخ ، عبث التاريخ هو العقل البشرى فى حالته البدائية ، عندما كان يلجأ إلى الأسطورة لتفسير ظواهر الحياة والطبيعة ، عندما كانت تجربته محدودة ، ومعارفه محدودة ، وفرص حفاظه على وجوده أيضاً محدودة ، هو هذه الشعائر والطقوس البدائية ، التى أفرزتها جغرافية كل بيئة ، وثبت وجودها مرور التاريخ ، هو الوهم الذى تخلصت منه شعوب كثيرة ، وظلت شعوب الإسلام تعيش فى ظلاله ، ظلال عمر وعلى وأبوبكر الصديق ، الإخوة الأعداء الذين تقاتلوا على الدنيا وليس على الدين ، هو ذلك الدين السياسى اللئيم ، الذى غلف أطماع القادة والشعوب ، بغطاء من الإيمان الزائف والوهم اللذيذ ، هو الحاجز الرهيب بين البربرية والحضارة ، بين النظام والفوضى ، بين الشقاء والسعادة ، هو ذلك القيد صعب الإنكسار، القيد الذى يجعلنا عاجزين عن إدراك الفارق العظيم بين إله العصور القديمة ، الذى كان يمكن إرضائه بذبح خروف أو معزة ، وإله العصور الحديثة الذى لايقبل بأقل من مراعاة مواثيق حقوق الإنسان، هو ذلك القيد صعب الإنكسار ، الذى يجعلنا نقبل فى كل عام ، أن يكون حج الوثنية ، هو نفس حج التوحيد؟



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آسيا رمضان عنتر ، أنجلينا جولى الأكراد
- مصر الحديثة ، بين الخطر المسلم ، والخطر المسيحى
- إزدراء الأديان ، أم إزدراء الجهل والإستبداد؟
- نابوليون ، وليس محمد على
- تركيا كمان وكمان
- شواطئ الستينات-مقتطفات من السيرة الذاتية
- دفاعاً عن الجيش التركى
- الثورة الشيعية-ستانلى لين بول -ترجمة عبدالجواد سيد
- تاريخ البابوية القبطية المبكر-ستيفن ديفيز-ترجمة عبدالجواد سي ...
- تركيا وروسيا وإسرائيل ، ثورة دبلوماسية، أم مؤامرة جديدة؟
- وداعاً 30يونيو
- الإتحاد الأوربى والمشروع الإسلامى
- حضارة بابل وخرافات الخمينى
- عصر الأنوار والحروب الدينية
- مصر والبحر المتوسط
- فى ذكرى جيفارا المصرى، شهدى عطية الشافعى
- أقليات الشرق وخداع الحداثة
- الشرق الأوسط وصراع الحضارات
- مابعد الدين والقومية
- تاريخ الشرق الأوسط-تأليف بيتر مانسفيلد-ترجمة عبدالجواد سيد


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالجواد سيد - شعائر الحج ، وعبث التاريخ