أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالجواد سيد - إزدراء الأديان ، أم إزدراء الجهل والإستبداد؟













المزيد.....

إزدراء الأديان ، أم إزدراء الجهل والإستبداد؟


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 5266 - 2016 / 8 / 26 - 00:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إزدراء الأديان، أم إزدراء الجهل والإستبداد؟
رائف بدوى ، إسلام البحيرى ، ناهض حتر ، سيد القمنى ، وغداً الله أعلم ، هل هم مزدريى الأديان ، أم مزدريى الجهل و الإستبداد ؟ مزدريى الدين الرسمى ، عقيدة الدولة المستبدة ، ومنبع الإرهاب؟
قصة الدين فى حياة الإنسان قصة طويلة ، إرتبطت بوجوده على الأرض وبنشأة الحضارة ، وسواء كان الدين خرافة أو حقيقة ، فالمؤكد أن الإنسان ماكان يمكن له أن يعيش وينشأ حضارة ، بدون إله وعقيدة ، ومن ثم فإن التمييز بين الأديان هو محض خرافة ، لإن النتيجة التى تفضى إليها جميع الأديان هى فى النهاية واحد. لابد من وجود إله يبرر للإنسان أشياء كثيرة ، ويعينه على رحلة الحياة العسيرة ، وبهذا المنطق أفرزت العصور القديمة دياناتها الوثنية العديدة ، والتى حققت للإنسان مايصبو إليه من أمان، حيث إستطاعت التعايش فيما بينها ، ولم يعلن أحدها الحرب على الآخر. المشكلة حدثت عندما ظهرت تلك الديانات التى إدعت الحقيقة المطلقة ، والتى أطلقت على نفسها ، أو أطلق عليها أصحابها ، لقب الديانات السماوية.
الديانات السماوية خرافة كبرى فى حياة الإنسان ، بإفتراضها الساذج بأن الله يعيش فى السماء ، ومن ثم إدعائها أنها نزلت من السماء ، ولم تخرج من الأرض ، كسائر الأديان القديمة ، رغم أن علم الأديان المقارن ، الذى نشأ فى العصور الحديثة ، لم يترك مجالاً للشك ، فى أنها كانت مجرد إمتداد لهذه الديانات الوثنية القديمة ، بكل ماأتت من قوانين وشرائع ، فقط تفوقت فى تصورها للإله ، بتجريده وتوحيده. كانت هذه الثورة الدينية الكبرى وبالاً على الإنسان ، لإنها خلقت إلهاً واحداً جبار ، مطلق القوة ، مطلق الحقيقة ، لايعيش معه إله آخر ، ثم كانت الطامة الكبرى ، عندما تبنت الدولة السياسية هذا الإله ، وراحت تقاتل الآخر تحت راياته. حدث هذا مع إسرائيل القديمة ، مخترعة الإله الواحد الجبار، والذى مازال مستمراً فى قتال الشعب الفلسطينى حتى اليوم ، حدث هذا مع الإمبراطورية الرومانية ، عندما إعتنقت المسيحية ، وراحت تقاتل العالم تحت رايات المسيح ، تلك الحرب التى إنتهت مع عصر الأنوار ، بفضل قوة وإستنارة الشعوب الأوربية ، ثم حدث هذا مع الإسلام ، النكسة الكبرى فى تاريخ الأديان.
الإسلام حركة سياسية بإمتياز، إنه فى الواقع ليس دين ودولة ، بل هو دولة ودين ، إمتداد لعقيدة إسرئيل ، بكل تصوراتها الساذجة ، شرائعها وقوانينها القاسية ، إعتنقه محمد وتجار مكة ، وجمعوا حوله قبائل العرب فى دولة ، ثم قاموا بغزو وإستعباد العالم بإسم هذا الإله الواحد الجبار ، الذى عجز عن نشر دينه بنفسه ، فلجأ إلى هذه القبائل الجائعة المفترسة ، لكى تنصفه على بنى الإنسان الكفرة. إن هذا هو التصور الساذج الذى مازال يحكم عقلية الإنسان المسلم حتى اليوم. لكن الكارثة ليس فى المسلم البسيط ، الكارثة فى الحاكم المسلم ، الذى يتنبى مثل هذه الأفكار ، ويجعل منها عقيدة رسمية ، وجب الزود والدفاع عنها ضد كل من يخالفها ، أو يحاول مجرد التفكير، فهنا بالتحديد يقع منبع الإرهاب. الدين مجرد فكرة ، عقيدة لصاحبها ، ليس عقيدة للدولة ، تستبد بها على مواطنيها ، وتجعل بينهم وبين البشر حاجز ، الدين حرية ، وسوء كان حقيقة أو خرافة ، فإن الإنسان يحتاجه ، بشرط ان يظل مجرد فكرة ، مجرد عبادة ، قابلة للإستمرار أو للتغيير أو للفناء ، أن يظل مسألة شخصية ، وأن يظل حرية إختيار ، وليس عقيدة رسمية لدولة مستبدة . هنا فقط يمكن أن يصبح مصدر للراحة والأمان ، بلا دولة تحميه ، وتصنع منه حروب وإستبداد وحواجز بين بنى الإنسان . لم تعد تلك رسالة جديدة ، فقد وصلت إلى كل شعوب العالم ، بإستثناء شعوب الشرق الأوسط ، وبإستثناء حكام الشرق الأوسط ، أصحاب العقيدة الرسمية للدولة ، منبع الإرهاب. هذه هى رسالة هؤلاء الأبطال ، رائف بدوى ، والبحيرى ، وحتر، والقمنى ، من سبقهم ، ومن سيأتى بعدهم ، المعركة مستمرة ، والنصر قادم لامحال.



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نابوليون ، وليس محمد على
- تركيا كمان وكمان
- شواطئ الستينات-مقتطفات من السيرة الذاتية
- دفاعاً عن الجيش التركى
- الثورة الشيعية-ستانلى لين بول -ترجمة عبدالجواد سيد
- تاريخ البابوية القبطية المبكر-ستيفن ديفيز-ترجمة عبدالجواد سي ...
- تركيا وروسيا وإسرائيل ، ثورة دبلوماسية، أم مؤامرة جديدة؟
- وداعاً 30يونيو
- الإتحاد الأوربى والمشروع الإسلامى
- حضارة بابل وخرافات الخمينى
- عصر الأنوار والحروب الدينية
- مصر والبحر المتوسط
- فى ذكرى جيفارا المصرى، شهدى عطية الشافعى
- أقليات الشرق وخداع الحداثة
- الشرق الأوسط وصراع الحضارات
- مابعد الدين والقومية
- تاريخ الشرق الأوسط-تأليف بيتر مانسفيلد-ترجمة عبدالجواد سيد
- ملحمة جلجاميش وجذور الفكر الدينى
- مختصر تاريخ مصر فى العصور القديمة
- الحلف السعودى الإسرائيلى المصرى والشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالجواد سيد - إزدراء الأديان ، أم إزدراء الجهل والإستبداد؟