أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - وداعاً 30يونيو














المزيد.....

وداعاً 30يونيو


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وداعاً 30 يونيو
فى هذه الذكرى تختلط المشاعر، كيف يمكن أن نكتب عنها ، وكيف يمكن أن نراها ، كثير من الناس يصفونها بالإنقلاب ، إما لسوء نية ، وإما لإنهم لم يعيشوها على أرض الواقع ، لكن الواقع أن 30 يونيو كانت ، وسوف تبقى ، أكبر مظاهرة إعتراض فى تاريخ الشرق الأوسط ، على تيار الإسلام السياسى، عندما خرجت الملايين المصرية تطالب بسقوط الإخوان ، بعد مجرد أشهر من صعودهم للحكم ، لقد كانت ثورة وصحوة ضمير وتعبير عن وعى سياسى ناضج ، بكل مايعنى ذلك ، كما أنها لم تكن وليدة لحظة أو يوم أو مجرد نزوة ، لكنها كانت رحلة كفاح وحرب شوارع إستغرقت أكثر من سبعة أشهر، منذ أن أصدر محمد مرسى إعلانه الدستورى فى نوفمبر2012 ، والذى أراد به تحييد قوة القانون حتى يفرض دستور الإخوان على المصريين ، حتى تم إسقاطه فى 30 يونيو ، هذا التاريخ ، وهذه الأحداث ، وتضحيات الشباب الذين خاضوا حروب الشوارع ، ببسالة وإيمان منقطعى النظير، لن يستطيع أحد إنكارها ، مهما كابر أو خادع ، لكن معضلة يونيو الحقيقية ، تكمن فى ماوصلت إليه - سريعاً - من نتائج ، فلم تسفر فى النهاية ، وبعد كل ماقدمت من تضحيات ، سوى عن شبه دولة ، ومجتمع بائس ، ولم يعد يبقى منها سوى ذلك السؤال الحائر ، كيف يمكن أن تنتهى حركة كل هذه الملايين إلى لاشئ ، ولماذا؟
بالطبع لايمكن الإجابة على هذا السؤال الكبير فى عجالة ، فكل أحداث الثورة المصرية من يناير إلى يونيو ، سوف تحتاج إلى كثير من البحث والدراسة ، لكنا نستطيع هنا - على الأقل - أن نضع أيدينا على بعض الحقائق ، وطالما أننا قد سلمنا بتضحيات الشباب ، فلم يبقى هناك سوى تقييم دور القيادة.
أفرزت ثورة يونيو، وبمحض الصدفة التاريخية ، قائدين ، أحدهما مدنى ، وهو محمد البرادعى ، وثانيهما عسكرى، وهو عبدالفتاح السيسى ، قاد محمد البرادعى كفاح الشعب المصرى ضد إعلان مرسى ودستور الإخوان ، بصدق وأمانه ، وتجمعت حولة أفئدة شباب المصريين ، أو معظمهم ، وكان أبرز أعضاء تحالف 30 يونيو، والمرشح المنطقى لتولى الرئاسة، لكنه وبمجرد أن حانت لحظ النزال ، وتجمع الإخوان فى ميدان رابعة وشهروا السلاح وأعلنوا التحدى ، هرب حتى قبل أن تنطلق أول رصاصة ، وذلك بحجج واهية لاتنطلى على أكثر الناس سذاجة، وكأن الثورة ليست صراعاً ، وكأن تيار ألإسلام السياسى يمكن أن يصالح ، وبذلك الهرب المشين ، ترك الساحة للقائد العسكرى كى يقوم وحده بالواجب ، ويحتل كل المشهد السياسى ، ويصبح هو الرئيس بعد ذلك ، وتجمعت آمال المصريين ، حول البطل الوحيد ، لكنه ، وبدوره ، قد خذل تلك الآمال ، فمنذ اللحظة الأولى لم يشأ أن يلزم نفسه حتى بفكرة أو برنامج سياسى ، يعبر عن آمال الثورة التى جاءت به إلى الحكم ، وأراد أن يحكم منفرداً ، ولم تكن تلك هى المشكلة ، فالثورات تفرز الديكتاتور المستنير أحياناً ، لكن الكارثة أنه لم يكن كذلك ، فعندما أعلن عن إنحيازه فى النهاية ، كان لصالح الأزهر والسلفية ، أضعف مكونات 30 يونيو ، نفس النطاق الثقافى الدينى الفاسد ، ومايحيط به ، وبالضرورة ، من فساد إجتماعى وسياسى ، ولم يكن ذلك ، نتيجة لأى مؤثرات خارجية أو معادلات إقليمية ، كما يتوهم البعض أحيانا ، ولكنه كان لطبيعته الشخصية فى المقام الأول ، وبذلك كان لابد أن تموت 30 يونيو ، فقد كان قائدها الأول جباناً ، وكان الثانى جاهل. وداعاً.



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتحاد الأوربى والمشروع الإسلامى
- حضارة بابل وخرافات الخمينى
- عصر الأنوار والحروب الدينية
- مصر والبحر المتوسط
- فى ذكرى جيفارا المصرى، شهدى عطية الشافعى
- أقليات الشرق وخداع الحداثة
- الشرق الأوسط وصراع الحضارات
- مابعد الدين والقومية
- تاريخ الشرق الأوسط-تأليف بيتر مانسفيلد-ترجمة عبدالجواد سيد
- ملحمة جلجاميش وجذور الفكر الدينى
- مختصر تاريخ مصر فى العصور القديمة
- الحلف السعودى الإسرائيلى المصرى والشرق الأوسط الجديد
- ثورة المعرفة والصراع الطبقى
- المسيحية من الإستبداد ، إلى الإصلاح ، الى الثورة العلمانية
- أساطير العهد القديم وأصل الإسلام
- محمد والقبائل والرسالة المزعومة
- صلاح الدين بين السنة والشيعة
- أنور السادات وسيد قطب ودستور الإرهاب المصرى
- هيكل بين سيد قطب وطه حسين
- الميراث الإبراهيمى وأغلال المرأة


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - وداعاً 30يونيو