البُعد اللغوي للثقافة

حبيب مال الله ابراهيم
كاتب صحفي
()

الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 17:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللغة هي بمثابة الوعاء الذي يحوي الثقافة، واللغة هي الاطار الدلالي للثقافة واللغة هي اداة لنشر الثقافة، ومهما كتبنا عن اهمية اللغة فلن نوافيها حقها.
في كثير من دول العالم يتم ربط الثراء الثقافي باللغة، ففي بلغاريا مثلا يسالك احدهم باهتمام: ما هي اللغات التي تتقنها؟ ان قلت لغتك الام، فانه يبادرك بالقول: هذا طبيعي لانها لغتك الام، وان قلت له التركية فيفتح فمه مستغربا، لأن 10٪ من البلغار هم من اصول تركية، يتحدثون التركية اضافة الى البلغارية، وان قلت له: اعرف الانكليزية ايضا، فيستغرب اشد استغراب لان نسبة قليلة جدا من البلغاريين يستطيعون التحدث باللغة الانكليزية. مع ان الانكليزية قطعت اشواطا كبيرة كونها لغة العلوم والتكنولوجيا وهنالك اقبال كبير على تعلمها الا ان سياسة التعليم في بلغاريا تحث على ان تكون اللغة البلغارية هي لغة التعليم في المدارس والجامعات.

من الامور المهمة للثقافة البلغارية ايضا ان اسماء المحلات والمطاعم هي باللغة البلغارية رغم معرفة الحكومة ان بلغاريا بلد سياحي وتستطيع رؤية السياح في اماكن مختلفة، فضلا عن ذلك فان للغة التركية اهمية خاصة ففي بعض المدن تعيش الاقلية التركية التي ما تزال محافظة على لغتها الام وان كانت الحكومة البلغارية اتخذت قرارا بالغاء بث برامج القنوات الحكومية باللغة التركية، بهدف المحافظة على الثقافة البلغارية الان ان من يزور بلغاريا وحتى رومانيا يستطيع رؤية المواطنين وهم يتحدثون اللغة التركية او مشاهدة المسلسلات التركية في قنوات التلفزيون او الاستماع الى الاغاني التركية هنا وهناك.
بالرغم من انضمام بلغاريا الى الاتحاد الاوربي عام 2007 الان انها تسعى جاهدة للحفاظ على ثقافتها وتراثها، فالمواطن البلغاري قد لا يشعر بما تبذله حكومتها في الحفاظ على الثقافة البلغارية العريقة، فهنالك الالاف من الصحف والمجلات والكتب التي تصدر سنويا لاشباع المواطن البلغاري بالمعلومات وبالثقافة المحلية وبالمقابل هنالك الكثير من مصادر الثقافات الاخرى التي تهدد الثقافة البلغارية.

#حبيب_ابراهيم (هاشتاغ)       #          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل