أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب مال الله ابراهيم - ثلاث قصص قصيرة














المزيد.....

ثلاث قصص قصيرة


حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 5272 - 2016 / 9 / 1 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


ثلاث قصص قصيرة

تناسخ الروح
نهضت من نومها مذعورة واتجهت الى المراة لتنظر الى هيئتها، تذكرت حياتها السابقة حين كانت طفلة في الثامنة من العمر، تلعب مع اختها الصغيرة سارة في فناء الدار، ثم صرخت بصوت عال حين احست بلسعة حشرة. مدت يدها ووقع نظرها على عقرب يميل لونها للاصفر، فوضعها والدها في سيارة جارهم في الحال ونقلوها الى المستشفى، في الطريق فقدت وعيها واحست بنزول روحها الى قدمها وهي مرتجفة ثم فارقتها روحها ولم تعد تتذكر شيئا بعد ذلك. انها اليوم في الثلاثين من عمرها، تذكرت حياتها السابقة كانها كانت بالامس. وضعت نفسها في سيارتها وخرجت الى بيتهم في تلك المدينة الصغيرة. حين دخلت حيهم واوقفت السيارة امام بيتم كانت كانه يوم امس، تذكرت كل شيء بوضوح، دفعت باب بيتهم القديم، فوقع نظرها على اختها سارة، كانت جالسة بفناء الدار، فقامت في الحال مستقسرة عن دخولها للبيت. حظنتها في الحال:
-سارة! انتي هي، سارة تعالي الى حضني ... انا علياء اختك ... كنت اكبرك بسنتين... هل تتذكرينني ... كنا نلعب في فناء الدار ... (واشارت بيدها) هناك .. حين لسعتني العقرب واخذني ابي برفقة جارنا الى المستشفى، لكني مت في الطريق...
-من انتي؟ وكيف تعرفينني وتعرفين اسم اختي التي توفيت قبل ثلاثين عاما؟
-انا هي ... والله صدقينني.. انا علياء حين مت في الحياة السابقة ولدت من جديد واصبحت طفلة لابوين اخرين... وقعت سارة على الارض لان قدميها لم تعدا قادرتين على حملها. فامسكت بها وهي تقول:
-لقد مر ثلاثون عاما على فراقي لكم اعني موتي، كنت اكبرك بعامين وها انتي اليوم تكبرينني بستة.... ولكن اين والدي؟ اعرف بانه سوف لن يصدق ما ساخبره به؟ ووالدتي اهي عجوز الان؟
-سوف اجن؟ من انتي؟ لا تقولي انك اختي علياء، لانها ماتت!!!
-انا هي، اعني روحها لكن بجسد جديد
.........
مع السيد كلكامش
"تسبر الروح اغوار التاريخ لتنتقي من بين صفحاته حوادث الاولين"
ظهر امامي فجاة ولمحت وجهه الخرافي وعينيه الواسعتين، كانه خرج من جوف الارض في لمحة عين كنت انذاك قد وصلت الغابة التي تقع في منتصف الطريق لكوخ السيد (امادو) نظرت الى الوراء واستحلت التخلص من الرجل الطويل ذو الاصابع البارزة والشعر المجعد الطويل كان يستلزم ان انظر اليه رافعا راسي من فرط طوله وان كانت نظراتي تذوب امام نظراته ثم سمعت صوته الغليظ يسالني:
- الى اين انت ذاهب ايها الصغير؟
- الى كوخ السيد امادو.
- ومن هو السيد امادو؟
- حارس الغاية...يخيل لي انك لست من هذه المنطقة مادمت لا تعرفه...ومن انت؟
- انا كلكامش.
- يخيل لي باني سمعت هذا الاسم من والدي...فقد كان يسرد لي بطولاتك.
مد يده واخفض راسي وهو يقول:
- اخفض راسك ايها الصغير انني اسمع صوت اقدامهم...انهم جنود بابل..
- وماذا يريدون منك؟
- يريدون قتلي...آه...لقد تاخر انكيدو.
- اظنني سمعت باسمه ايضا....اتعرف ان الهة الشمس تكن لك الحب!!
- اعرف ذلك...وانا اكن لها الحب والاعجاب...ولكن من اخبرك بذلك.
- الم اقل لك بان والدي كان يسرد لي قصصك.
- وكيف عرف والدك باني اكن الحب لالهة الشمس؟
- يبدو انه قرا ذلك من كتب التاريخ.
- اتعرف بانك تتفوه بكلمات غريبة...ما هي كتب التاريخ؟ اتقصد بها الالواح الطينية؟
- عذرا سيد كلكامش فنحن من عصرين مختلفين.
- بدات تهذي من جديد.
ثم اكمل:
- اترى ذلك الكوخ الصغير الذي ينبعث منه النور، اظن بانه كوخ صديقك الذي تبحث عنه.
- الى اللقاء سيد كلكامش. ساكتب قصة لقائي بك.
- الى اللقاء...ارجوا ان لا تزعج صديقك الذي
ستنزل عنده بهذيانك.
........
الرجل العنكبوت
مهداة الى (مكسيم غورغي) الذي علمني ان وجهات النظر يجب ان تختلف كي نتاكد من وجودنا
فتح عينيه ذات صباح، اراد ان يتقلب على سريره كما يفعل كل صباح لكنه عجز عن ذلك، نظر الى جسمه فارتعب حتى كاد ان يهرب من نفسه، فقد تحول (توم) الى عنكبوت، سمع صوت والدته وهي تطرق الباب:
- توم لقد تاخرت عن الذهاب الى الجامعة.
اختبأ تحت الوسادة، ففتحت والدته الباب وخرجت متمتمة:
- الى اين ذهب؟
تسلق الى الشباك والقى نظرة الى الخارج وبدأ يحدث نفسه:
- كيف ساعود انسانا.. اعتقد بان هنالك خطأ في الموضوع فلم اخلق عنكبوتا.
احس بجوع شديد، التقم قطعة من الحلوى، كان ليلة امس قد وقعت منه على السرير.
سمع صوت احدهم خلفه:
- ايها العنكبوت ..
- انا ... عنك... بوت ... ابتسم بوجهها:
- انتي نملة ... اليس كذلك.. لست مخطئا في ذلك، انا توم اعني اسمي توم وانسان ايضا ... اعني كنت انسانا .. لكن حظي السيء .... لم اكن سيء الحظ حين كنت انسانا.
ابتسمت النملة بتعجب:
- انت انسان؟.. لا يبدو عليك ذلك ... انت عنكبوت ذو خيال واسع، اخشى ان يكون خيالك قد خدعك.
- لا ... لا ... مطلقا انا استطيع حتى ان اتذكر اسماء اصدقائي .... لكن لا اريدهم ان يعرفوا باني تحولت الى عنكبوت.
سمعا ازيز ذبابة ... ثم حطت وسالتهما:
- ابالامكان ان تدلاني على قطعة الحلوى القريبة من هنا فانا اشم رائحتها.
- انها تحت الوسادة (قال توم العنكبوت، وهو يندب على حظه السيء)
......
- استيقظ ... يا توم ... اخالك تاخرت عن الجامعة .. (قالت والدته وهي تسحب قميصه)
- امي هل انا على ما يرام (قال وهو يخشى ان يفتح عينه)
- نعم انت بخير .... لكن ما هذا السؤال هل تشعر بالمرض.
فتح عينيه ونظر الى جسمه:
- امي انتي عنكبوت ..
- انت ايضا .... اه ... لقد تحولنا الى عناكب .... ماذا ساقول لوالدك الان.
- اخشى انه تحول هو الاخر الى عنكبوت.
- رايت جارتنا ... وقد تحولت هي الى فارة.
- اه يا امي لقد تحول الجميع الى حشرات ...



#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)       Habeeb_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتذكرهما
- اهتزازات خيال
- الصورة الصحفية
- عولمة الاعلام ... مفهومها وطبيعتها
- محاربة الفكر الارهابي
- المقابلات الإذاعية والتلفزيونية
- الأخبار الاذاعية والتلفزيونية
- غرفة الأخبار
- فلسفة الاتصال الجماهيري
- الوضع الأمني في كركوك
- المواطن الصحفي
- الارهاب الى اين؟
- لنحارب الارهاب


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب مال الله ابراهيم - ثلاث قصص قصيرة