ناجح شاهين
الحوار المتمدن-العدد: 5271 - 2016 / 8 / 31 - 13:54
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
أطفال المدارس الحيوانات
ناجح شاهين
وأنا أقف قرب سور المدرسة، أتأمل الأطفال في حصة الرياضة بداية هذا العام. الرياضة هي حصة الفرح الوحيدة في أسبوع كله ملل وعذاب.
معلم ضخم قليلاً يصرخ دونما سبب ظاهر للعيان موجهاً حديثه للأطفال جميعاً: "عينيك إلى الأمام يا حيوان." نظرت إلى الأطفال الذين انطفأت فرحتهم، واستدرت ومشيت. حتى أن المدرس المسكين لم يكترث لوجود شخص كبير مثلي بالجوار، لم يردعه ذلك عن القيام بواجب شتم الأطفال الذي لم يكن له سبب.
في الصف الثالث الابتدائي تطبق خطة المواضيع الدراسية الجديدة. وتجتهد "المس" لتخبر التلاميذ أن حصة الرياضة لا وجود لها في المنهاج الجديد، وبالتالي "ما يحلموا بالرياضة."
الوزير صيدم: هل وجهتم تعليمات واضحة للمدارس تبين لها ماهية "النظام الجديد"؟
الوزير صيدم: حصة الرياضة، لو كنت سألتني رأيي، يجب أن تكون ثلاث مرات أسبوعياً لكي لا أقول مرة كل يوم.
إنها حصة الفرح الوحيدة التي يقتلها المدرس المسكين المثقل بأعبائه اليومية المختلفة وراتبه الذي لا يسد رمق أسرته.
الوزير صيدم: دكاكين الملل والاضطهاد التي تسمونها مدارس تحتاج إلى عمل أكثر من تغيير الكتب المقررة كلما توافرت منحة مالية من هنا وهناك.
أتوسل إليكم جهاز التربية من أبناء هذا الشعب المعذب: أنتم تعرفون الذي يجري في المدارس، إلا إذا كنتم تعيشون خارج هذه البلاد، أتوسل إليكم أن تفكروا أن فرحة الأطفال أهم من الانضباط، وأن قلوبهم الغضة وعقولهم هي أغلى ما نملك.
توقفوا عن اضطهادهم وقتل فرحتهم وذكائهم. أو فكروا في مشروع يوفر المال والجهد وصحة الأطفال: أغلقوا مدارسكم واسمحوا للأطفال أن يعيشوا ويتعلموا من حياتهم اليومية في الأسرة والشارع والمجتمع.
#ناجح_شاهين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟