أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الإيكونوميست وأخواتها: تاريخ من الترصد والمغالطة















المزيد.....

الإيكونوميست وأخواتها: تاريخ من الترصد والمغالطة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مخطئ من ينظر فى تقرير الإيكونوميست "خراب مصر" بكثير من الدهشة، أو يأخذه بشئ من الإنفعال، فالتقرير الصادر هذا الأسبوع عن المجلة البريطانية واسعة الانتشار، شأنه شأن معظم مثيلاته فى الجارديان، والفاينانشيال تايمز والنيويورك تايمز والواشنطون بوست ودى لاسييرا وديرشبيجل ولوسوار وغيرها من الجرائد والمجلات الأمريكية والأوروبية التى خلطت تقاريرها عن مصر بإغراض محركى الدمى الكبار المترصدين خطواتنا فى حرب باردة غير معلنة لكنها صارت واضحة ومؤثرة وغير عادلة. وأعجب من بعض الحمقى والمغفلين الذين روجوا للتقرير الملغوم بفرحة عارمة شماتة فى نظامنا الوطنى بدواعى ثاراتهم المريضة، باعتبار أن الصحافة الغربية تمثل قمة الحياد والمهنية والموضوعية، وهو كلام جانبه الصواب وجافته حقائق الأمور فالإعلام فى العالم كله تحركه المصالح والانحيازات وهو خادم للسياسة وتحالفاتها ولوبياتها ومؤامراتها أحياناً، كما هو خاضع لرؤوس الأموال ومصالح المساهمين وجماعات الضغط وأجهزة الاستخبارات وشبكات العلاقات العامة الدولية وشركات الترويج والإعلانات التى تلهث وراء من يدفع، ولعل المستعدين لتمويل حملات الإساءة لمصر والنيل منها باتوا معروفين للقاصى والدانى، وكلما باءت محاولة لهم بالفشل وكلما واجه الشعب المصرى حملاتهم بالعزم والإرادة والرغبة فى البناء والإلتفاف حول قيادته وجيشه الوطنى فقدوا أعصابهم وراحوا يتخبطون كمن أصابه مس لايبرأ منه إلا بتكرار المحاولة بما يسقط عن وجوههم كل الأقنعة.
شئ من هذا حدث فى تقرير الإيكونوميست المغرض، فمن حيث أراد التخفى كشف وأفصح وأسفر عن رغبة فى الإيذاء والترصد والمكايدة، بداية من المانشيت الرئيسى "خراب مصر The REUINING of EGYPT" وصورة الغلاف لأهرامات مصر الثلاثة فى لون باهت خلفهما شمس تغيب وأمامهما جمل يمتطيه رجل بائس، يحدد الأهرامات وعمق الصورة مؤشر أحمر وسهم هابط إلى حافة الأرض، فى إشارة إلى ماتعارفنا عليه من مؤشرات الإقتصاد. الصورة موحية بقدر ماهى مغرضة، ونحن فى عالم الصورة فيه أهم شواهده وعناصره ومؤثراته. لم يكفيه هذا بل بدأ فى عناوينه الفرعية استهداف الرئيس السيسى مباشرة، ثم راح يقدم مسوغاته فى أن مصر على حافة الهاوية والفشل والإنتفاضة وصور لايضاهى سوادها حتى الحبر الذى طبعت به عن تدنى مستويات المعيشة والفقر والفساد والبطالة واستحالة الاستثمار والبيروقراطية المعوقة وضعف الإدارة وخنق وإخماد المعارضة وسقوط الطائرات، وعدم جدوى قناة السويس وأن مصر في حالة شديدة الهشاشة وأن أهل الحكم تنقصهم الكفاءة وينكرون ذلك، وكل نواقص الدنيا ألصقها بمصر وكأنه لايتكلم عن دولة محورية فى الإقليم بل دويلة من العصور الوسطى تفتقد مقومات الحياة الحديثة فى عصر ماقبل الكهرباء والآلة البخارية.
ولأن التقرير مغرض ومصطنع يفتقد أبسط قواعد المهنية والعلمية والتوازن، فإذا به يقفز قفزة مفاجئة أسقطت عن عوراته مايمكن أن يسترها، وإذا به كما المريب يقول خذونى، إذ راح يقرر، وبنص كلماته:
"يتعين على الغرب التوقف عن بيع أسلحة باهظة لمصر غير ضرورية لها أو لا تستطيع تحمل ثمنها، سواء كانت طائرات إف 16، أو حاملات طائرات فرنسية طراز ميسترال. وأي مساعدات اقتصادية لمصر ينبغي أن تقترن بشروط صارمة، أبرزها تعويم العملة. أما النقطة الجيدة التي يمكن أن تبدأ منها مصر هي إعلان السيسي أنه لن يترشح في انتخابات الرئاسة 2018". وهنا مربط الفرس، لقد كشف التقرير عن خبيئة ماأراد. المشكلة جيش مصر الوطنى وتسليحه الحديث، وعبدالفتاح السيسى الذى يمثل بالنسبة لهم الرجل الذى جرؤ أن يقول لا ويقف بجيشه مع شعبه ضد المخططات الصهيوأمريكية المستهدفة تقسيم وتطويق المنطقة العربية، وعليه أن يدفع الثمن، حتى لايقدم نموذجاً ضد التبعية ينحو للتحديث والتنمية الشاملة والنهضة، فشبح ناصر ومشروعه الوطنى لايزال يطارد مخططاتهم وأحلامهم فى المنطقة، وهم لن يسمحوا بذلك مرة أخرى. إنها نظرية التناقض الرئيسى فى الفكرة السياسية الحاكمة للصراع العالمى.
وهو الغرب ياسادة فى صورته الإنتهازية، وممارساته الكولونيالية القديمة فى ثوب عصرى للحرب والسيطرة والاستعمار عن بعد. لايريدك أن تبنى وتعمر وتصنع وتنهض، هو يريدك مستهلكاً وسوقاً لبضائعه، وبالتالى هو ضد جيشك الوطنى وتسليحه وضد مشروعاتك الطامحة للبناء والتنمية واحتمال النهضة. وتابع التصريحات العدوانية فى يوليو الماضى للسيدة تيريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا التى قررت أنها لن تترد فى ضربة نووية انتقامية من شأنها قتل أكثر من 100 ألف مدني، ردا على أي هجوم نووي من قبل دولة أجنبية، في الوقت الذي مجدت فيه وشجعت تجديد نظام صواريخ ترايدنت في البرلمان. وتابع تصريحات المرشح الجمهورى دونالد ترامب لترى ملامح نظام عالمى جديد تعيد فيه أمريكا وبريطانيا رسم خرائط القوى العالمية بحد السلاح، وهو مشروع لايحتمل وجود دولة محورية فى الشرق الأوسط بالمواصفات المصرية التى أرادتها 30 يونيو ووقف يدعمها وويحاول وضع دعائمها عبدالفتاح السيسى بتحديث الجيش ليحمى المشروع الوطنى وبالمشروعات القومية الهادفة للتنمية.
لذلك أرى أن تقرير الإيكونوميست ماهو إلا رأس جسر أو تمهيد نيرانى بالمدفعية الثقيلة أو ضربة استباقية ضد مصر وجيشها فى المخطط القادم للقوى الاستعمارية الكبرى لرسم ملامح النظام العالمى الجديد الذى قرروا فيه استبعاد مصر وتحجيمها، وليس بعيداً عن هذا ما اتخذته الحكومة البريطانية هذا الأسبوع من اسباغ حماية جديدة على إخوان مصر المقيمين فى إنجلترا بالتصريح بإعطائهم حق اللجوء السياسى، وهى ورقة ضمن السياسات القديمة الجديدة للحكومة البريطانية التى أسست جماعة الإخوان 1928 فى مصر ودعمتهم بالنفوذ والأموال ليكونوا شوكة فى خاصرة الحركة الوطنية المصرية ومدعاة لشق الصف الوطنى، وقد كانوا ولايزالوا.
تريد أمريكا وبريطانيا وتركيا وإسرائيل وقطر والتنظيم الدولى للإخوان وهم من وراء هذا التقرير الفضيحة أن يبقوك عاجزاً تابعاً مفككاً. ولن أستطرد فى الشرح والتحليل والرد فقد قام عنا جميعاً بهذا العبء بإقتدار الكاتب الكبير ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار فى مقاله البليغ " خراب الإيكونوميست علي شاطئ القناة" حيث فند دعاواهم وأوضح زيف منحاهم، علهم وأسيادهم يتعلمون.
فى مقاله المهم "مصر والإيكونوميست" فى جريدة الشرق الأوسط كتب د. مأمون فندى" رغم أن الإيكونوميست مجلة رصينة وهى ليست مندفعة أو متعجلة فى أحكامها، إلا أننى لست من المغرمين بكل تحليلاتها، لكن عدم محبتنا لشئ لايدفعنا لتجاهله خصوصاً إذا كان تحليلاً مهما لمجلة بحجم وتأثير الإيكونوميست" وإن أشار الكاتب الكبير إلى عدم استبعاد المؤامرة فى التقرير، إلا أننى أضيف لسيادته أن مافعلته الإيكونوميست وقبلها بأسبوعين النيويورك تايمز التى جاء تقريرها مستهدفاً مصر بنفس الدعاوى والمبررات التى استخدمتها الإيكونوميست، إن هى إلا سياسات قديمة جديدة، فالمجلة الرصينة يادكتور مأمون ليست هذه هى سقطتها الأولى، فقد سبق ذلك تقارير تفيد وتشير لنفس المعانى وإن جاءت بلغة متخفية حذرة وخفيفة، وراجع سيادتك تقاريرها الملونة "من التلون وليس الألوان" فى 31 أغسطس 2013، وكذا 5، 7 مارس، 23 أبريل، 31 مايو 2016، على الأقل هذه ماتحت يدى من أعدادها وربما فاتنى غيرها، وكلها تشى وتنطق بتاريخ طويل من الترصد والمغالطة. ولايفوتنى أن أتفق مع سيادتك، فى أنه ورغم كل ماعرضناه لاينبغى أن نترك لقناعتنا بإغراض التقرير وضلوعه مع أطراف المؤامرة التى لايراها بعض من مثقفينا وكتابنا ممن نحترمهم، أن نتغاضى عن فشل حكومى بات من الصعب تجاوزه أو التجاوز عن مخاطره على مسيرتنا الوطنية، الأمر الذى يدفع السيسى تكلفته وتداعياته بالصرف على المكشوف من حسابه، ولقد سبق أن صارحناه "لماذا تدفع الثمن وحدك ياجنرال" وكان لنا ملاحظات وانتقادات كثيرة على الحكومة، لكن لعله من حسن طالع الرئيس وقبله الشعب أن تهاجمه الصحافة الغربية المغرضة، مايدفعنا أكثر للتمسك به، ولعلك يادكتور تذكر عندما أدار الزعيم جمال عبدالناصر مؤشر الراديو على مونتكارلو وBBC وصوت أميركا وغيرها واندهش، إذ خلت نشراتها وتقاريرها من "شتيمة" عبدالناصر فاستدعى زكريا محى الدين وأخرين من مساعديه متسائلاً إيه الغلط اللى عملتوه فى البلد والشعب خلاهم يتوقفوا عن شتيمتى؟ وأكتشف أنهم رفعوا سعر الأرز خمسة قروش.
ولعل المساحة لاتسعفنى، ولعل تقرير الإيكونوميست لايستأهل أكثر من هذه القروش الخمس.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللامنتمى يحلم بالمستحيل: إحالة إلى عصام حجى
- من شبه الدولة إلى الدولة الراسخة - 2
- من شبه الدولة إلى الدولة الراسخة
- سيادة الرئيس: إعادة هندسة الدولة أو الكارثة
- فى عمق الأزمة: فارق كبير بين التسويق والتسوئ
- متى تحلق الصقور فى سمائنا ياسيادة الرئيس؟
- تيران وصنافير: توقيت خاطئ وممارسات مخجلة
- كلاب الحراسة الجدد
- بشأن قواعد اللعبة: كلام للرئيس
- العم سيد حجاب: إلّاك
- مصر بين مراهقة الداخل وترصد الخارج
- لاهوت القوة وصناعة الفوضى
- مصر وإفريقيا: الصورة والإطار
- مهام الرئيس وتوجهاته لايحددها الفاشيون
- الشباب والدولة: الفيل والعميان
- د. حسين مؤنس وإدارة عموم الزير
- مجلس النواب وبيان الحكومة
- مصر فى حرب وجود فانتبهوا: كلام للشعب ونوابه
- السعودية - إيران: فخ أمريكى
- هؤلاء الإعلاميون الجهلة: أولى بهم أن يكملوا تعليمهم


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الإيكونوميست وأخواتها: تاريخ من الترصد والمغالطة