أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مصر فى حرب وجود فانتبهوا: كلام للشعب ونوابه















المزيد.....

مصر فى حرب وجود فانتبهوا: كلام للشعب ونوابه


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كنت فى كثير من الأحيان وبعينيك الثاقبتين غير قادر على استجلاء صورة الحقيقة فيما تراه أو تشاهده، فإن عيناً واحدة بالضرورة لاتكفى، وحتماً لن تستطيع أن ترى الأمور كما يراها الآخرون. شئ من هذا هو سبب ذلك اللغط الكبير الذى أحاط بأول إجتماعات مجلس النواب الذى وصمه البعض بأنه سيرك ليس له صاحب وأنه كارثة وأنه برلمان مهندس وراثياً حيث طعمت عملية تصنيعة بجينات من مورثات الحزب الوطنى فى معامل أجهزة أمنية، وأن جلسة الإفتتاح كانت مسخرة تنضح بعدم كفاءة التنظيم والترتيب والإعداد، وأن قيادة المجلس إذا ماقورنت بكفاءة وحرفية من زوروا إرادة الشعب، وأعوانهم فإن الفارق كبير، وأن الرئيس المنتخب د. على عبدالعال لاتدعم تاريخه أى خبرة إدارية أو قدرات مهنية، بل هو من المدربين على السمع والطاعة، فقد خدم فى الديوان الأميرى الكويتى أكثر مما خدم فى مصر، وأن أستاذ القانون فى خطبة إستهلاله بالرئاسة قض مضاجع واضعى قواعد النحو والصرف، سيبويه وأبو الأسود الدؤلى ومعهما الخليل ابن أحمد الفراهيدى فرفع المنصوب ونصب المجرور ولم يرى عشرات الكلمات المسبوقة بحروف الجر من وفى وإلى وعن وعلى وحتى وباء السببية ولام الاختصاص وكاف التشبيه، التى تعلمنا منذ الصغر أنها تجر قطار بكامل عرباته، وكان عليه وهو الفقيه القانونى أن يطلب من أحد المتخصصين تشكيل مايقرأه تقديراً لمسئولية وأمانة وحساسية موقعه، كما بدا ضعيف الحجة القانونية غير مطبوع على القيادة حين تذرع بطلب عدد من النواب تأجيل إنتخاب الوكيلين للغد، ولما خرج عليه من يحاجيه بمخالفة ذلك للدستور تذرع بأنه هو كاتبه وأنه يحفظه، وبدأ التراشق واللغط واهتزت منصة القيادة، وكان أغناه بأن يقول من البداية: أعلن على حضراتكم بعد تأخر الوقت وطول ساعات العمل والإرهاق البادى على الجميع أن تكون الجلسة ممتدة، وترفع للإستراحة من الآن وحتى التاسعة صباحاً لنستكمل أعمال الجلسة الإجرائية. إنها الكفاءة ياسيدى فى دولة هى عدو أصيل للكفاءات ولاترتضى إلا الاستمرار فى كارثة إختيار الأقل كفاءة، وعند أجهزتها ذكاء المرء محسوب عليه، مايكلف الوطن فرصاً مهدرة ويخصم من شعبية الرئيس ويسئ لدولة يمكنها أن تكون أفضل كثيراً. ثم ماهى ضرورة تكرار كلمات مدرسية حسبنا أننا تجاوزناها وطواها منطق العصر وتحولات الفكر والسياسة فى وطن إجترح معجزات فى فترة قليلة بثورتين وأنجز مشروعات مااستطاعها شعب آخر فى عام ونصف مع عبدالفتاح السيسى الذى ينبغى أن يتوقف الجميع عن نفاقه والتزلف إليه فالرجل ليس فى حاجة لهذا، وليحترم نواب البرلمان مواقعهم وشعبهم وصورة مجلسهم وهيبة سلطته التشريعية.
وفى تقديرى أن المجلس به كفاءات مؤهلة كثيرة، فلماذا لم يوكل أمر الرئاسة لسيف اليزل أو أسامة هيكل وغيرهما من المنتخبين لتحالف الأغلبية؟. هل تريد أن أقول لك ماهو أكثر؟ ولعلى قلته فى مقالات سابقة، وكما قدمت دعماً لرئيس صنعناه على أعيننا ولرجال حوله أحدثوا نقلة نوعية فى سياستنا الخارجية واستطاعوا فى وقت محدود كسر الحصار الدولى حول مصر واستعادوا لها دورها فكما كتبت عن قواتنا المسلحة والقائد الفريق صدقى صبحى ورئيس المخابرات العامة اللواء خالد فوزى، فقد كتبت وتحدثت للميديا أيضاً عن هواة حول الرئيس وفى مواقع السلطة وطالبت بإقالة حكومة الببلاوى وانتقدت وزارة محلب وناقشت ناقداً ومفنداً مصائب يصنعها وزراء غير مؤهلين، لكن هل هذا وقته؟ وهل الظرف العام يسمح برفاهة مناقشة طموحاتنا وأمنياتنا وطلبات كل منا ونحن داخل المنزل الذى تحيط به النيران شرقاً وغرباً وجنوباً، وتلعب فى أروقته وحجراته وجدرانه وسياجه فئران الإرهاب المشتعلة؟ أين فقه الأولويات ياسادة؟.
وسبق أن تحدثت إليك مرات عن ضرورة حساب فروق التوقيت واختيار اللحظة وترتيب الأولويات. إن مسئولياتنا الوطنية تحتم علينا جميعاً تقدير الموقف الدولى العام حولنا ومايحاك ضدنا من قوى غربية وغيرها إقليمية نافذة فى النظام العالمى وأحلافه وأزلامه وإرهابه، حتى قال السيسى بوضوح: "نحن فى صراع وجود". إذن قبل مايمكن أن نتناوله اليوم معاً من نقد ليس للبرلمان وحده وإنما للدولة وأجهزتها وللرئيس ورجاله والحكومة ووزرائها، علينا أن نسأل أنفسنا هل هذا هو الأوفق والمناسب؟ وهل هو وقته الصحيح؟ الرد ببساطة أمام مايواجه الوطن من تحديات يقتضينا أن نفتح العين الثانية وأن نعظم من الإيجابيات ومهما كانت صغيرة، لا بالطنطنة للرئيس فغالباً تاتى بعكسها خصوصاً إذا كان حاملوا الرسالة ممن عافهم الشعب واستاء منهم، وإنما بأن نبنى على الموجود وندعم القائم ونعطيه الدعم والنصيحة والمشاركة.
بوضوح رغم كل ماقيل عن البرلمان، سأكون واحداً من أول الداعمين له، إذ قناعتى بأن ماشاهدناه جاء بعين واحدة، فعين الرضا عن كل عيب كليلة، وعين السخط تبدي المساويا. وقفتنا مع البرلمان ودعمه لادفاعاً عنه ولادفاعاً عن أجهزة إختارت ولعبت وهندست، ولا دفاعاً عن نظام السيسى، وإنما دفاعاً عن وطن تترصده قوى حاقدة ومخططات مشبوهة، وأنظر إلى مسخرة إجتماع برلمان الإخوان الموازى فى استانبول وماتقدمه له تركيا من دعم، وهو عبث بلاقيمة، ولعل شعبنا الذكى يعرف من أين تأتى السهام المسمومة.
إذن كما علينا كشعب واجب وطنى نقدمه بكل إخلاص وتجرد، فعلى النواب أيضاً أن يضعوا مسئولياتهم نصب أعينهم، فلا يسلموا قيادهم بأسلوب ساذج فج لمن يحاول أن يجعلهم محللاً ومسوغاً وتابعاً للسلطة التنفيذية التى ينبغى أن يكونوا شركاء وأنداد ورقباء عليها، وليس فى ذلك دعوى للتمرد والوقيعة وإنما دعوة لإلتزام الحدود بالدستور والقانون، فالنواب جميعاً إلا قليلاً جداً نثق فى دعمهم للدولة، وهذا لايتحقق إلا بممارسة مهام النيابة باحتراف وتجرد. إدرسوا واقترحوا وناقشوا، واشركوا معكم الشعب والخبراء والأحزاب والنقابات والجامعات ومنظمات المجتمع المدنى فى دراسة القوانين والتشريعات والمقترحات، ومكنوا للشعب أن يشارك فى ملعب سياسى مفتوح، فلا تحولوا المجلس إلى مغارة الرأى الواحد والفكر الواحد والتعليمات الفوقية، وسعوا الدوائر لتسمح بأن نكون شركاء لا أجراء، واعلموا أن مجلس النواب ليس مكلمة أو فرصة للظهور العلنى والدعايات الفضائية فقط، إنما هى مسئولية نثق أن أكثركم يعلم أبعادها ومتطلباتها، وسوف ندعمكم. وبدلاً من لعبة التنافس بين التكتلات والتحالفات لحيازة الرئاسات والوكالات واللجان، فلتجعلوا المنافسة فى صالح الشعب والناس والدولة بأن يكون كل حزب وإئتلاف مجموعات خبراءه من أعضاءه ويستعين بكل الكفاءات التى يتمتع بها الوطن وتستبعدهم آلة الدولة الجهنمية التى تزعم أن البلد تم تجريفها، ويوكل إليهم ملفات تخص مشروعنا الوطنى للبناء والتقدم والنهضة، إفتحوا الأبواب التى أوصدوها أمام المؤهلين والشباب والكفاءات واستفيدوا بأفكارهم وخبراتهم، ولاتستسلموا للأفكار المدرسية الساذجة التى يروج لها البعض فى دوائر الحكم، فلايزالوا هواة فى مواقع السلطة. الوطن يحتاجنا جميعاً، وكما قال المناضل كمال أحمد أن محراب الوطن يسع الجميع، صلوا للوطن وأدعوا له واعملوا من أجل الحفاظ عليه وتبتلوا فى محرابه.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية - إيران: فخ أمريكى
- هؤلاء الإعلاميون الجهلة: أولى بهم أن يكملوا تعليمهم
- شيزوفرينيا الحرب على داعش: لعل السيسى لا يستجيب لعبدالمنعم س ...
- كارثة إختيار الأقل كفاءة
- أزمة حقيقية أم تمثيلية محكمة؟ من يلعب بالنواب والحكومة؟
- مصر والسعودية والمشهد الدولى المرتبك
- من أنشودة مالك بن نبى إلى حملة أولاند : ياجنرال لست فى الميد ...
- باريس: موهبة النور ومحنة الظلام
- هواة فى مواقع السلطة
- الكاتب المأزوم والأفكار -العميطة-
- روسيا تحت قصف البروباجندا الأمريكية
- فلا تكونوا شوكة فى خاصرة الوطن
- السيسى والسفر عبر الزمن
- الإتحاف والإنباء عن الحكومة والوزراء- السيسى فى اجتماع الجمع ...
- البرادعى يقود الهوسبتاليين الجدد وينعق من جديد
- نخبتنا العاجزة: الدولة لاتصنع السياسة
- التفكير: فريضتنا السياسية الغائبة
- لا أخلاقية السياسة الأمريكية
- إشكاليات الثقافة والإدراك فى العلاقات المصرية الأمريكية
- فى كامب ديفيد .. الشيطان يعظ ويصلح الساعات


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مصر فى حرب وجود فانتبهوا: كلام للشعب ونوابه