أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - متى تحلق الصقور فى سمائنا ياسيادة الرئيس؟















المزيد.....

متى تحلق الصقور فى سمائنا ياسيادة الرئيس؟


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 18:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البيت لايخلو من ساكنيه، وبيت الشعر تسكنه الحروف، ونحن لانزال نسكن وطناً هو يسكننا لاقصيدة شعر نتغني بها، لكننا بعزيمة الرجال وإرادة أولي العزم نعرف أنه لايوجد بحر بغير شاطئ، وأنه لافائدة من إحكام الغطاء مادمنا نرقد فوق موج تتجاذبه الأنواء من كل جانب. نحن أحياء لم نمت لكننا في منعطف مررنا فيه علي المقابر، فليس الهول في موت النفوس، ولكن الهول في موت الضمائر، ونعرف أيضاً ان من حسن الطالع وحكمة المصائر أن يتجمع الفرسان عند مرابط الخيل، ونحن شعب من الفرسان والمرابطين، وكم دقت علي الرأس الطبول، وخرجنا في كل مرة أصلب عوداً وأكثر نفيراً. إنها أزمة سوف تمر وكما مرت سابقاتها، فمصر أبداً لاتموت، وتخرج كل مرة من الرماد والركام كما العنقاء تبعث من جديد.
هكذا دارت الأفكار في رأسي وأنا اتابع الأيام الماضية مشهد مصر المأزومة الباهتة في قضية تيران وصنافير، ومشهد مصر البازغة الناهضة الواثقة والعالم يخطب ودها، والرئيس يقف بكل قوة وثقة مع الرئيس الفرنسي يشرح كيف نواجه الإرهاب بثبات وتحد ويناقش رؤيتنا لحقوق الإنسان بما هو أشمل وأعم من معايير أوروبا التي غيب وعيها عن الحقائق لوبي يترصدنا في الداخل تمتد أطرافه وأكاذيبه وأزلامه للخارج تزيف وعيه وتنحرف بتوجهاته. في لقاءات الرئيس مع قائد القيادة المركزية الأمريكية، ومع نائب المستشارة الألمانية ومع الرئيس الفرنسي ووفود الشركات والمستثمرين، لاحظت مدي نضج الخطاب المصري ووضوحه وقوته ومدي تطور معالجاتنا السياسية لقضايا المنطقة وأزمات العالم، وقارنت بين ذلك الإحتراف والتمكن وبين ضعف معالجتنا لقضية العلاقات المصرية الإيطالية ومقتل ريجيني، وموضوع تيران وصنافير الذي سلمنا فيه أوراقنا قبل ان تبدأ الجولة، وتسببنا في زيادة الشقاق بين معسكر يونيو وشبابه وداعميه، وسلمنا قيادنا لمشروع غربي لتخريب التضامن العربي والوقيعة بين الشعبين المصري والسعودي وجانبنا الصواب في اختيارات المعالجة والإخراج وسوء التوقيت، فبدونا كمن يفرط ويتساهل ويفتقد الحجة والقدرة علي إدارة الأزمة والمناورة، وتركنا الساحة خالية لهواة الإعلام والمشبوهين الذين انبطحوا مع أول خطوة وسلموا بالمطلوب، وراحوا يلومون الشعب الذي شعر بالإهانة والتجاهل ويرمون كل من لم يفرط مثلهم بالعمالة والخيانة لأنهم يعملون لمصر وحماية أراضيها ومصالحها، وربما هذا مايزعج أصحاب تعدد الولاءات.
ورغم أن رئيس الجمهورية طلب إلي مجلس النواب أن يدرس ويدقق وأعطاهم كل الوقت للوصول إلي قرار بشأن الجزيرتين إما بالموافقة او الرفض، لأنه يعلم ان هذه هي شروط الدستور وحقوق المواطنة ولابد من احترامها.
في الأسبوعين الماضي والحالي كان الفارق كبيراً بين مصرين، واحدة مثلها الرئيس بقوة وثبات واقتدار فبدت ناهضة طامحة، وأخري مثلتها السلطة: حكومة ومؤسسات وساسة ومتنفذين، فبدت ضعيفة باهتة مستسلمة، كما كل الحمائم وهم كثر حول الرئيس، وكما غربان السياسة ونخبنا المغيبة وإعلامنا المتخلف المنبطح، إلا من رحم ربي. وبدت مصر ظالمة ومظلومة، مظلومة من الغرب الذي يحاول أن يخضعها لقواعده وإملاءاته ومعاييره، دون مراعاة لظرف البلد والإقليم والحرب التي يشنها علينا الإرهاب. لكن الرئيس قام بالرد عنا باقتدار. وبدت مصر ظالمة لنفسها حين أوسدت الأمر لغير أهله وحين تسرعت في موضوع الجزيرتين وحين جاءت انحيازاتها الداخلية ملتبسة وغامضة ومحبطة، ومتجاوزة لشروط المواطنة وحقوق الشعب في الشفافية والإفصاح، فأثارت الشباب الغاضب بضحالة المعالجة السياسية والإعلامية.
ويظلم مصر من يتحدث عن تكميم الأفواه وتضاؤل مساحات الحريات العامة، ومصادرة الرأي الآخر وترصد المعارضين، ومع تسليمنا بأن ملف حقوق الإنسان يحتاج من رجال الرئيس والأجهزة نظرة أخري أقلها أن تقترب من رؤية الرئيس، الذي يتسع صدره للنقد والخلاف في ود واحترام ومسئولية، آية ذلك أن النيابة العامة أفرجت عن معظم الشباب الذين خرجوا للتنديد بإتفاقية الجزيرتين رغم مامارسه بعضهم من تطاول وعدم لياقة، وأن الشرطة تعاملت معهم بقدر من ضبط النفس كان ملحوظاً، وربما يؤكد كلامي هذا ماحدث معي شخصياً، حين كتبت مقالات عديدة تنتقد السلطة والنظام والحكومة والوزراء ورجال الرئيس دون أن يحذف لي رئيس تحرير الأخبار أ. ياسر رزق كلمة واحدة، بل تحدثت الجمعة الماضية في تليفزيون الدولة مع أ. جمال الشاعر بكل الحرية واختلفت مع الرئيس والدولة، ولم يقطع الإرسال ولم يمنعني أحد أو يفرض عليَ رأياً أو يشوش علي ماأقول، بل فوجئت بأن أخبرني رئيس تحرير البرنامج أ. محمد ناقد بأن الحلقة نشرها التليفزيون علي «اليوتيوب» دون قطع أو حذف. مصر تتغير وبسرعة، لايعيقها إلا أولئك الحمائم والغربان، لذا نتمني أن يقود الرئيس بنفسه حركة تغيير واسعة تسمح للصقور أن تحلق في سمائنا بكل سموق وعلو. ذلك
لأن الصقور، كل الصقور سواء في عالم الطير والرمز والسياسة هي كائنات تَمتاز بالقوة والجُرأة والجمال والدم الساخن، وثاقب الرؤية وحدة البصر، وسرعة الإنجاز ودقة الأداء وعفة السلوك، ما يجعل منها مخلوقات نبيلة. يقول "كيث ريتشموند": "عند مقارنتنا بالصقور، فإننا نبدو مخلوقات أقل درجة، فالصقور تستطيع بنظرها الخارق رؤية ما بين (70-80) حَدَثًا في الثانية، بينما المخ البشري لا يستطيع أن يرى أكثر من 20 حَدَثًا في الثانية الواحدة، ونتساءل: متي تحلق الصقور ياسيادة الرئيس في فضائنا السياسي ومحيطنا العام؟ لتتواري الحمائم والغربان، فمهما أطعمت الغراب وتعهدته بالرعاية، أبداً لن يتحول صقراً، هكذا قال حكماء العرب.
لكأنها صيحة وأمنية، أن تحلق الصقور في فضائنا السياسي ومحيطنا العام، ذلك أننا سئمنا أسراب الحمائم والبوم والغربان من الساسة والمتنفذين والإعلام، يشغلون بحضورهم الثقيل سماوات الوطن، يحجبون الرؤية وينشرون ضباباً كثيفاً يعكر صفو البلاد والعباد. لقد صبرنا عليهم طويلاً واحتملناهم أكثر مما تقتضيه الظروف والمواءمات، ولا من جديد، إلا إهدار طاقات الوطن، وتأخير مسيرتنا التي حسبناها تنطلق نحو مصائرها في مستقبل أرحب وأفضل، غاية ما قطع حبال الصبر بيننا أنهم لايخصمون فقط من رصيد الأمةويحبطون الناس، وإنما لما يسببونه كل يوم من مشكلات في الداخل والخارج كنا في غني عنها ويوقعون بين شعب طيب صبور ورئيس عقدوا عليه الآمال، وهم بدواعي عدم الكفاءة وتدني مستويات الأداء وقصور الرؤية وسوء الإختيار أضحوا عبئاً علينا وعلي الرئيس وعلي الدولة وتهديداًمستفزاً لتجربتنا الوطنية البازغة والطامحة، والتي هي عرضة ربما بسببهم لكثير من القلاقل والمخاطر والمجازفات. إنهم يقزمون الوطن ويحجمون مصر، ويقلمون أظافرها ويستسلمون لترتيبات أمن إقليمية تُفرض علينا وتنزع من أيدينا أوراق السيادة والتفوق وتسلم للآخرين بصحة مايطلبون حتي لو جاء علي حساب مصالحنا، ويلعبون أوراقهم بسذاجة ورعونة تمكن لغيرنا مايتوجب أن يكون لنا من سيادة وريادة وتفوق، دفعنا ولانزال ثمنها بالدم والتضحيات والحروب وشح في الثمرات والأنفس، ورغمها كنا راضين مؤملين في الله خيراً وفي قدرتنا علي اجتراح المستحيل وصولاً لبر الأمان وخروجاً من عنق الأزمة، لكنهم كانوا يقابلوننا كل يوم بإحباط جديد، لكأنهم علينا وليسوا معنا. وهم بهذا يظلمون الوطن ويقزمون قامته ناسين أننا شعب طيب قد يبيت طويلاً علي الطوي، لكنه يأبي أن يبيت علي ظلم.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيران وصنافير: توقيت خاطئ وممارسات مخجلة
- كلاب الحراسة الجدد
- بشأن قواعد اللعبة: كلام للرئيس
- العم سيد حجاب: إلّاك
- مصر بين مراهقة الداخل وترصد الخارج
- لاهوت القوة وصناعة الفوضى
- مصر وإفريقيا: الصورة والإطار
- مهام الرئيس وتوجهاته لايحددها الفاشيون
- الشباب والدولة: الفيل والعميان
- د. حسين مؤنس وإدارة عموم الزير
- مجلس النواب وبيان الحكومة
- مصر فى حرب وجود فانتبهوا: كلام للشعب ونوابه
- السعودية - إيران: فخ أمريكى
- هؤلاء الإعلاميون الجهلة: أولى بهم أن يكملوا تعليمهم
- شيزوفرينيا الحرب على داعش: لعل السيسى لا يستجيب لعبدالمنعم س ...
- كارثة إختيار الأقل كفاءة
- أزمة حقيقية أم تمثيلية محكمة؟ من يلعب بالنواب والحكومة؟
- مصر والسعودية والمشهد الدولى المرتبك
- من أنشودة مالك بن نبى إلى حملة أولاند : ياجنرال لست فى الميد ...
- باريس: موهبة النور ومحنة الظلام


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - متى تحلق الصقور فى سمائنا ياسيادة الرئيس؟