أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - وحين التقينا يا إلهي ..!!














المزيد.....

وحين التقينا يا إلهي ..!!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 03:15
المحور: الادب والفن
    


وحين التقينا يا إلهي ..!!
" وحين التقينا يا إلهي بعد كل هذا العناء من البحث عنك وجدت نفسي أمام نفسي" إحدى عباراتي الصوفية التي كتبتها قبل أكثر من عشرين عاما وبعد فروغي من كتابة ملحمة الملك لقمان بجزأيها ( الأول والثاني ، وانتهيت منذ أسابيع من كتابة جزأين جديدين بعنوان " أديب في الجنة " وإن عشت ودهمني كابوس الرواية من جديد وتشجعت سأكتب جزأين آخرين بعنوان " سحب السماوات " الذي سيسعى إلى تغيير العالم بالقوة . موضوع الرواية هو البحث عن الله الذي لم يجده بطلي في الجزأين الأولين وإن كان يشعر به .
حين تفرغت للرسم في ذلك الزمن ونقله من الهواية إلى الحرفة لأعتاش منه ، رحت أكتب هذه العبارة في لوحات صغيرة بحجم بوست كارت أو أكبر قليلا . إضافة إلى عبارات أخرى لي منها " ابحث عن الله في قلبك وفي نفسك ، فإن لم تعثر عليه لن تعثر عليه على الإطلاق " و " لا يمكن لكل لغات العالم أن تعبر عن شعوري يا إلهي حين أخبرتني أن لا جهنم لديك " إضافة إلى عبارات أخرى للشاعر الصوفي الحسين بن منصور الحلاج المصلوب في بغداد " 858-922 م" ومن أشهرها " رأيت ربي بعين قلبي فقلت من أنت قال أنت " و " أنا من أهوى ومن أهوى أنا / نحن روحان حللنا بدنا " وقد شكلت هذه العبارات أهم طريق للرزق إلي ، فقد كان الإقبال عليها كثيرا ، مع أنني أكتبها بخط يدي العادي ودون أي تخطيط ،غير أنني كنت أكتبها بطريقة الحفر في اللون قبل أن يجف وأزخرف حولها . من أوائل الناس الذين أعجبوا باللوحة وابتاعوها ، فتاة ألمانية أصبحت صديقة فيما بعد ، ذهبت إلى دير في الطريق بين دمشق وحمص ( دير مار موسى الحبشي ) واعتكفت فيه قرابة أسبوعين ، وحين عادت راحت تتأمل لوحاتي لتتوقف عند اللوحة التي كتبت فيها عبارة " وحين التقينا ... " وتسألني عما كتبت فيها . ترجمتها لها . شهقت الفتاة بعمق وهي تغمض عينيها . ثم هتفت " هذا ما حدث لي طوال أيام اعتكافي في الدير " وابتاعت اللوحة . العبارة تحتمل أكثر من تأويل ولم يخطر ببالي أن أسأل الفتاة ما الذي فهمته من العبارة . فهل رأت نفسها أنها الله ؟ أم أنها وجدت الله في نفسها ؟ أم أنها لم تجد في الدير إلا نفسها ولم تعثر على الله ؟
شكلت هذه اللوحة اللغوية أفضل مبيعاتي وقد لا أبالغ إذا ما قلت أنني بعت منها ما قد يزيد عن 500 نسخة وكان الشاري الأجنبي يحرص على كتابة الترجمة خلف اللوحة . وكنت أحرص دائما على وجود لوحة لغوية لي في معارضي أو في معرضي الدائم في دمشق .
منذ قرابة اسبوع اتصل بي كبير الفنانين في الأردن ( رفيق اللحام ) الذي سبق له أن افتتح معرضا لي قبل ما يقرب من ثلاثة أعوام . بارك معرضي المقام حاليا في منتدى الرواد الكبار وأبدى اعجابه به وأعلن عن رغبته في اقتناء لوحة لي . اتفقنا على اللقاء وكلي شوق لمعرفة اللوحة التي اختارها رفيق . لم أفكرعلى الإطلاق قبل أن أرى اللوحة أنها لم تكن سوى لوحة " وحين التقينا يا إلهي ... " يا لها من جملة عجيبة بخط يدي تباع بمائة دينار ، في الوقت الذي لم أحصل فيه على مائة دينار من بعض روايات بكاملها ! وإذا ما وضعنا في الإعتبار مجموع اللوحات اللغوية التي كتبتها وبيعت ، فيمكن القول أنني جنيت منها أكثر مما جنيته من الكتابة في عمري كله ، بما في ذلك الكتابة الصحفية .
وهذا الأمر يقودنا إلى الحديث عن سحر الكلمة وسرها ، وهل كان يوحنا مجنونا أم عاقلا حين ابتدأ انجيله بالقول " في البدء كان الكلمة... وكان الكلمة الله " ؟ " الكلمة الله" ؟ نعم ؟ ما هذا الجنون؟ وهذا موضوع مقالة قادمة .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطل الروائي والحلول في الألوهة !
- ابتسامة يخالجها الحزن على بصيص شمعة في الظلام !
- أبحاث وأشعار!
- * لن تخرسوا أصواتنا مهما فعلتم !
- حملة التضامن مع الشاعرة والكاتبة التنويرية الأردنية زليخة أب ...
- أديب في الجنة . ملحمة أدبية فلسفية . الجزء الثاني.
- أديب في الجنة (93) ( الفصل الأخير) * الملك لقمان يذهب في الم ...
- أديب في الجنة (92) * ألآلهة بلا ألوهة !
- أديب في الجنة (91) * حرب الآلهة الكونية !
- * ترقبوا - حرب الآلهة الكونية -!
- أديب في الجنة (90) * المحبة المطلقة في إله مطلق المحبة !
- أديب في الجنة (89) * حرب الآلهة على الأبواب !
- أديب في الجنة (88) * صرخة الربة عشتار في ذروة الوصال !!
- أديب في الجنة (87) * ثمة أمل في نجاة سحب السماوات من براثن ا ...
- أديب في الجنة (86) * خطف سحب السموات !!
- أديب في الجنة (85) * حديث الروح في بوح الملك إلى الأمير!
- محنة العقل العربي ونفايات القمامة !!
- أديب في الجنة (84) تحليل أميري للتمظهر الوهمي !
- أديب في الجنة (83) * غرام ممتع وجنون فلسفي !!
- أديب في الجنة (82) * الملك لقمان طريح الفراش !


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - وحين التقينا يا إلهي ..!!