أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (87) * ثمة أمل في نجاة سحب السماوات من براثن العشق !















المزيد.....

أديب في الجنة (87) * ثمة أمل في نجاة سحب السماوات من براثن العشق !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (87)
* ثمة أمل في نجاة سحب السماوات من براثن العشق !
اعتكف الملك لقمان قرابة يومين في غرفة نومه ، وعاد إلى اعتكافه حين وجد نفسه عاجزا عن فعل شيء ينقذ الأمير سحب السماوات أو يعرف أين هو على الأقل . لكنه لم يعتكف هذه المرة في غرفة نومه بل تحت شجرة الزيزفون التي أمضى بضع ساعات تحتها مع الأمير يقص عليه سيرة حياته . استند بظهره إلى جذع الشجرة ومد ساقيه على طولهما وشبك يديه على بطنه وأغمض عينيه، محاولا قدرالإمكان الإسترخاء والتأمل . جاءته الملكة والحزن يلف وجهها . سألته :
- هل تريد أن تصل إلى الحقيقة يا حبيبي ؟
أدرك الملك أبعاد سؤالها :
- لست بوذا يا حبيبتي ولا أريد أن أصل إلى الحقيقة ، يكفيني ما عرفته عنها حتى الآن ، لكني أريد أن أعرف أين ابني ، أرجو أن لا يزعجني أحد ولا يقطع علي خلوتي .
فهمت الملكة أنه لن يحضر وجبات تناول الطعام . سألته:
- هل ستبقى دون طعام وشراب يا حبيبي ؟
- أحضروا لي زجاجة ماء فقط . وإذا ما جعت سأخبركم .
عادت الملكة إلى القصر، فيما عاد هو إلى استرخائه . تذكر عبارات الملك إبليس حول إله أو كائن خارق يعرف سر الوجود ليحل المشكلة . "سر الوجود ؟" تساءل في نفسه . " لعل سر الوجود يقوم على كلمة . تذكرأن كلمات وطلاسم لا تتعلق بسر الوجود منحت له في رحلته الأولى من قبل ملوك جن، فقد بعضها ولم يستعدها" وتذكر مطلع إنجيل يوحنا " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ" لكنه يدرك أن الكلمة لم توجد قبل اختراع اللغة منذ بضعة آلاف من السنين ،وأن اسم الله نفسه لم يعرف قبل ذلك ،ولم يكن في الإمكان التعبير عنه بمفردة مجردة . لكن قد يكون الله هو الكلمة دون أن يكون كلمة مشكلة من أحرف ، بل كيان مستقل! وقد تكون الكلمة مجرد مصطلح مجازي تم فيما بعد للتعبير عن القائم بالخلق . لم يفكر منذ أن صعد إلى السماء في أنه سيجد نفسه ضعيفا إلى هذا الحد. خالجه شعورأن الله تخلى عنه طالما شعر دائما أنه معه ، بل وأشعره بوجوده معه في أحيان كثيرة . ألم يحيي له الموتى في جحيم داجون في رحلته السابقة وفي بداية رحلته هذه ؟ لم يجد أمامه غير الكلمة يعبر بها عن ضعفه وعن الحال التي وجد نفسه فيها " يا إلهي " وثنى ساقيه ملقيا ساعديه على ركبتيه واضعا رأسه عليهما . شعر بحاجته إلى البكاء وذرف بعض الدموع .سقطت الدموع على ساعدية . استسلم لحالة الحزن وهو يهتف في دخيلته " يا إلهي " وما لبث أن أضاف إلى العبارة كلمات أخرى في محاولة يائسة لتوضيح رجائه من إلهه " كن في عوني يا إلهي " وظل يردد كلماته لبضع ساعات دون أن يغير وضع جلسته . وحل الليل دون أن يغيرها ، وأشرق الفجر دون أن يغيرها .
الحال في القصر تحولت إلى حزن وكآبة وحداد . لم يعد لأحد رغبة في الطعام أو الشراب . وعم الصمت كافة أرجائه التي لم يعد يسمع فيها إلا نواح الملكة نور السماء والأميرة فتنة النهار على الأمير. وفيما كانت ألوان الفجر تتبدد في الأفق سمع الملك لقمان صوتا يخاطره قائلا :
" لا تبك أيها الحبيب . سأقول لك كلمة ، إن حافظت على سرها ولم تخبر أحدا أنك ملكتها ، استطعت أن تصنع معجزات لا يقوم بها إلا من حازوا قدرا كبيرا من الألوهة "
أدرك الملك أن المخاطر ليس إلا الله . أجاب:
"سأفعل يا إلهي. أشكرك من كل قلبي"
وبدأ يدرك أن سر الوجود قد يكمن فعلا في الكلمة !
جاءه التخاطر مرددا الكلمة ثلاث مرات ، وتوقف ولم يعد.
لم يعرف الملك ما إذا يتوجب عليه أن يردد الكلمة في نفسه مرة واحدة أم ثلاث مرات . جرب أن يرددها مرة واحدة ليخاطر بعد ترديدها سحب السماوات متسائلا " أين أنت يا بني" ؟ وما أن فعل ذلك . حتى جاءه صوت سحب السماوات مخاطرا " لا تقلقوا يا أبي أنا بخير " وتوقف التخاطر.
شعر الملك أن سحب في وضع لا يتيح له أن يقول أكثر من ذلك حتى لا يلفت انتباه من هو في حضرتهم أن أمرا ما قد طرأ له. وبالفعل كانت الربة عشتارتجلس في مواجهة الأمير وتحاول عبثا إقناعه بالزواج منها أو ممارسة الحب معها كربة للحب ،وتنبهت إلى أن الأمير صمت للحظة ، فسألته عما إذا كان هناك شيء ، فأجاب " لا ليس هناك شيء ، مجرد محاولة لتركيز ذهني لأجيب على أسئلتك أيتها الربة "!
نهض الملك وسار بخطوات متمهلة ودخل إلى صالون القصر باش الوجه منفرد الأسارير إلى حد ما . طالبا إلى النساء أن ينزعن ثياب الحداد وإلى الجميع أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية لأن سحب السماوات بخير . نهضت الملكة وتشبثت بعنقه متسائلة فيما وثبت الأميرة متلهفة لسماع التفاصيل ،غير الملك لم يؤكد غير ما قاله .
****
في جناح الربة عشتار،عرف سحب السماوات حين استفاق من نومه أن مختطفه جرده من كل قواه الخارقة للطبيعة، وأرخى عليه سباتا ليختطفه ،وأنه لم يعد لديه إلا عقله ليواجه به رغبات الربة الطامحة في الحب . أدرك سحب أن نقطة ضعف الربة تكمن في عشقها لجماله ،وأن في مقدوره أن يناور على هذه النقطة إلى أن تتغيرالأحوال ، خاصة وأنه عرف أن قوى أبيه لم تقدرعلى فعل شيء حتى حينه . وحين جاءته مخاطرة أبيه توقع أن يجد أبوه حلا ما طالما أنه أعاد إليه قدرته على التخاطر .
هتفت الربة وقد نفد صبرها كما يبدو :
- أيها المجنون هل هناك من يرفض الزواج أو ممارسة الحب مع ربة الحب والجمال نفسها ؟
- أبدا أيتها الربة ، بل سأكون سعيدا إذا ما وجدت يوما أن عاشقتي ليست إلا ربة الحب والجمال بكل جلالها . وأظن أن زوجتي ستكون سعيدة بذلك ، خاصة إذا ما بارك جلالك زواجنا !
- إذن لماذا لا تفعل ؟
- أيتها الربة أنت اختطفتني اختطافا وأبطلت قواي وجعلت زوجتي وأمي وأبي وكل حاشيتي تندبني وتحزن على فقدي ، فكيف سأخلص لحبك ؟
- سأصلح كل شيء إلا قواك ما عدا الخارقين فيك ، جمالك وجمال مبعث الخصب والمتعة فيك !!
ابتسم الأمير . بدت ابتسامته لها كإشراقة فجر ، ألقت نفسها عليه وراحت تقبل شفتيه . دفعها الأمير بلطف وهو يهتف :
- مهلا أيتها الربة ! هل هكذا تعشق الربات ؟ لا تريدين إلا جمالي و... مبعث الخصب في ؟ هل يعقل هذا ؟ هل أنت ربة بحق ؟
- بل أنا ربة الربات أيها الأمير الإله . واهبة الحب والجمال التي لم تتمتع يوما بالحب !!
- إذا كنت ربة الربات وتمارسين العنف مع من هام عشقك به فكيف بالآخرين ؟
- لا أحتمل أن يعارضني أحد أيها الحبيب ،إرادتي ورغباتي يجب أن تنفذا!
- أنت ربة دكتاتورة !
- ليكن !
- ولماذا لم تتمتعي بالحب ؟
- كنت أتمتع بحدود بمنحه للإنس والجن !
ومدت يديها لتتحسس إحداها خده فيما راحت الأخرى تتحسس موضع الإثارة في جسده . بدت متهيجة بعض الشيء . أدرك الأمير أنها فرصته ليملي رغبته عليها . أبعد يديها بلطف ،وهتف :
- سأمارس معك الحب دون زواج إن أعدت لي قدراتي التي أبطلتها !
وعادت لتمد يديها وتتحسس أسفل بطنه وهي تهتف بغنج:
- وما حاجتك إلى قدرات خارقة يا حبيبي ؟
- ألا تريدين أن أمتعك كما يجب ؟ مبعث الحب يريد قدرات خارقة أيضا !
وأبعد يديها . شعر أنها بدأت تستوي! تريد أن تنقض عليه لتأكله أكلا !
- ما حدود قدراتك الخارقة يا حبيبي ؟
- هي قدرات بسيطة ،كأن أجعل ما ترغبين فيه بالحجم الذي تشتهين وأن أمارس الحب بشهوة متدفقة !
- هتفت (واو) وهي ترسم حجما له في مخيلتها وقد أدركت تماما أن إعادت قدرات الأمير لصالحها وصالح الحب . قالت :
- سأطلب إلى أبي أن يعيد إليك كل قدراتك ، أريد أن أراك تتفجر كبركان وتفجرني معك !
- هيا افعلي في الحال !
- عدني أنك ستواقعني !
- أعدك !
وشرعت في التخاطر مع أبيها الإله ليعيد لسحب السموات كل قواه المستلبه !
****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (86) * خطف سحب السموات !!
- أديب في الجنة (85) * حديث الروح في بوح الملك إلى الأمير!
- محنة العقل العربي ونفايات القمامة !!
- أديب في الجنة (84) تحليل أميري للتمظهر الوهمي !
- أديب في الجنة (83) * غرام ممتع وجنون فلسفي !!
- أديب في الجنة (82) * الملك لقمان طريح الفراش !
- صلاة الأطفال والمستقبل المرعب! شاهينيات ( 1256)
- أديب في الجنة (81) * هذيانات وكوابيس لقمانية !
- أديب في الجنة (80) حرب طاحنة وسحب سماوية !
- الدين والعقل البشري! خواطر . تأملات . مقولات ومقالات. (5)
- في الجميل والأجمل ! شاهينيات ( 1241)
- تعريف المصطلحات في مذهب - وحدة الوجود الحديث- شاهينيات ( 124 ...
- واحسرتاه على الطفولة القتيلة !
- *في الألوهة وتعريفها وفعلها ! شاهينيات ( 1229 )
- * وعي الألوهة بين المادة والطاقة ! شاهينيات 1228
- أديب في الجنة (79) * عجائب الزمان في عرس الأميرة والأمير .
- أديب في الجنة (78) * حب عابر للكواكب!!
- * في الخالق والخلق والغباء الثقافي والدكتاتورية!
- أديب في الجنة (77) * - حوار الحضارات - وأميرة تقع في حب سحب ...
- أديب في الجنة 76 * اسطورة الأساطير في جمال سحب السماوات !


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (87) * ثمة أمل في نجاة سحب السماوات من براثن العشق !