أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (77) * - حوار الحضارات - وأميرة تقع في حب سحب السماوات !















المزيد.....

أديب في الجنة (77) * - حوار الحضارات - وأميرة تقع في حب سحب السماوات !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 15:08
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (77)
* " حوار الحضارات " وأميرة تقع في حب سحب السماوات !
لأول مرة في تاريخ صراع الديانات يتفق المؤتمرون من أصحاب الديانات السماوية في مؤتمر أطلق عليه " حوار الحضارات "-على اعتبار أن منشأ الحضارات ديني حسب رأيهم - على أن سحب السماوات قد حمل به في يوم وولد وبلغ سن الرشد في ستة أيام ، انسجاما مع خلق الخلق من قبل الله في ستة أيام واستوائه على عرش الكون في اليوم السابع . ففي هذا المؤتمر الذي عقد على كوكب خارج المجموعة الشمسية التي يتبع لها كوكب الأرض اتفق ما يعتقد أن دياناتهم تشبه الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية على هذا الأمر لا غير، واعتبر ذلك فتحا عظيما في حوار الحضارات ، وخاصة حين تنبأ بعضهم بأن عملية خلق الإنسان القادم ستتم حملاً وبلوغ سن الرشد خلال سبعة أيام فقط ، وبذلك ستتخلص النساء من عناء الحمل لتسعة أشهر ،ويتخلص الأبوان من عناء التربية لثمانية عشر عاما ، غير أن هذه المسألة لم تدرج ضمن البيان الختامي لكثرة المختلفين عليها حسب آراء مختلفة، منها من رأى أن هذه المعجزة لم ولن تتم للبشرية القادمة كافة على اعتبار أن سحب السموات مولود من أب قد يكون في نظر الله قديسا أو ملاكا أو نبيا أو عالما أو تقيا عظيما على الأقل، وأن أي مولود قادم لن يتم له ما تم لسحب السماوات ، على ضوء ما قيل أن أباه المدعو الملك لقمان ملك تقي عالم مؤمن موحد مبشر ، وأن امرأته الملكة نور السماء ، امرأة جنية مؤمنة موحدة ، وأن أي مولود قادم لن يتم بهذا الإعجاز في الخلق ما لم تتوفر له هذه الشروط ، وإلا فإن هذا الإعجاز قد ينطبق على الحيوانات أيضا ، فتخيلوا أن ينال قرد مثلا هذه المرتبة القدسية العظيمة من نعم الخالق فتحمل القردة وتلد ويكتمل نمو ابنها في سبعة أيام لا غير . ثم ماذا عن المعرفة الشمولية المكتسبة هل يمنحها الله لإنسان لم يصلّ لله ولو مرة واحدة ولم يدخل كنيسة أو معبدا أو جامعا في حياته . إن هذا الإعجاز لن يتم إلا لمن يستحقونه في نظر الله . ورغم أن كثيرين وافقوا على هذا الطرح إلا أن آخرين لم يوافقوا ،ولذلك لم يدرج هذا الرأي في البيان الختامي للمؤتمرالحواري ، الذي اقتصرعلى الأيام السبعة لحمل وولادة ونمو سحب السماوات . أما الخلافات الجوهرية الأخرى بين المذاهب الثلاثة فظلت قائمة . حتى أن كلمة " مذاهب " التي كانت قد كتبت في مسودة البيان من قبل عالم اسلامي حليق الذقن والشاربين لم يتفق عليها ، انطلاقا من أنها تشير إلى معتقد أو دين واحد في ثلاثة مذاهب ، مع أن الحقيقة ليست كذلك فهي ديانات ثلاثة وليست مذاهب لدين واحد ، ولذلك تم شطب المفردة واستبدلت ب ( الديانات الثلاثة ) أما الخلافات المعقدة الأخرى على طبيعة سحب السماوات ما إذا كان إلها أو ابن إله وأنه جامع لأقنوم في ذاته ، أو أنه كائن انساني يحمل صفات النبوة ، وهو ابن لنور السموات والملك لقمان ، وغير ذلك كثير وخاصة ما يتعلق منه بجوهر وطبيعة الألوهة نفسها ، فهل هي مادة أم طاقة ، وهل ينبغي تطبيق شرائعها وعبادتها والصلاة لها خمس مرات في اليوم أو أكثر أو أقل ، ورغم أن جهنم والحساب والعقاب من المسائل القابلة للبحث إلا أنها لم تبحث في المؤتمر انطلاقا من أنها مسلمات بديهية ، وحين طرح أحد العلماء إضافة وجود جنة عند الله فيها حورعين إلى بنود الحوار تم استبعاده من المؤتمر واتهامه بالزندقه ، وكادت هذه التهمة أن تلحق بالعالم حليق الذقن والشاربين حين اقترح على المتحاورين إضافة بند يتعلق بالإعتراف بالعقائد الأخرى المختلفة في الكوكب وحق الآخرين في أن يتبعوا دينا ما أو يكونوا ملحدين مثلا ، غير أن المؤتمرين اكتفوا بإبعاده عن لجنة كتابة مسودة البيان التي اكتفت بالإتفاق على أن سحب السماوات حمل وولد ونما وكبر في سبعة أيام !!
الخلافات الأخرى حول سحب السماوات ظلت قائمة حتى بين الطوائف في الديانات نفسها ، وبين الطوائف والعلمانيين والملحدين واللادينيين واللاأدريين ، بينما سحب السماوات ينعم في قصره - الذي بنته له أمه - بجمال ملكة جمال الكون التي قيل أن نصفها جني ونصفها الآخر إنسي أيضا كما هي الحال مع سحب السماوات نفسه ، وأنها أجمل سيدة في الكون كله ، وأنها قادرة على أن تنير بنورها أي كوكب تطل عليه من علياء ! أجل كان سحب السماوات يتمتع بكل هذا الجمال لتتمتع الملكة بدورها بجماله دون أن يعتبر نفسه إلها أو ابن إله رغم كل قدراته الخارقة .. فقد كان يرى نفسه إنسانا تجلت في خلقه قدرة الخالق على الخلق ، وأن هذا التجلي لم يحدث لو لم يكن ابنا لإنسان يحب الخالق والخلق بقلب كبير ، ويبحث عن الخالق بنوايا صادقة وعقل سليم ، لمعرفة جوهره وغايته من الوجود .
****
أميرة ذات جمال أخاذ إبنة لملك يحكم دولة على كوكب غير بعيد أبت الزواج طوال حياتها إلا من شاب فائق الجمال لا يوجد مثله في الكون ، سمعت بجمال سحب السماوات فأقسمت بمعبودها ألا تتزوج غيره ،وأطلعت أباها الملك على رغبتها ، فأقسم بدوره أن يحضره لها حتى لو كان خلف سبعة بحار في سابع سماء . فجهز مركبة فضائية أقلته إلى كوكب الإمبراطورية الشنوتية ليستقبله الإمبراطور الشنوتي بغاية الترحاب ،وحين عرف مقصده أخبره أن سحب السماوات هو ابن لملك كبيروضيف عزيز على إمبراطوريته وليس في مقدوره أن يبت في الأمر كونه ليس من شأنه . وبناء عليه تم الإتصال بالملك لقمان فحضر . شكر الملك لقمان الملك طالب المصاهرة وأعلن له أن سحب السماوات هو الوحيد القادر على تلبية طلبه أو عدمه . أخبر سحب السماوات فحضر . شكر الملك كما شكره أبوه وأعلن أنه لن يتزوج من فتاة مهما كان جمالها ومهما كانت مكانتها وأنه ضد المؤسسة الزوجية من حيث المبدأ ، وأنه نذر نفسه لكل جميلة شريطة أن يعجبه جمالها وأن تقبل مطارحته الغرام ، وبناء عليه يمكن للأميرة أن تحضر وسيتيح لها مقابلته فإن أعجبه جمالها سيمارس معها الحب ، وإن أعجبته ممارسة الحب معها قد يضمها إلى محبوباته إن وافقت ، ويبقيها في قصره وبين محظياته ومحبوباته .
صعق الملك حين سمع رأي سحب السماوات ، حتى أن الملك لقمان والإمبراطور فوجئا بدورهما بما سمعاه . حاول الملك أن يخرج من حالة الإنصعاق ومن انبهاره بجمال سحب السموات ونظر إلى الملك لقمان ليبدي رأيه في ما سمعوه من الأمير سحب السماوات . قال الملك لقمان أنه يحترم رأي ابنه ولن يتدخل في شؤونه . أغضب الأمر الملك أب الأميرة فهدد بعواقب الأمور إن لم يوافق الأمير على الزواج من ابنته دون غيرها ، وأن لا يواقع امرأة دونها مدى حياته . أخبره الأمير سحب السماوات أن يحترم إرادته وأن لا يهدد أفضل له . وهنا تبجح الملك بقوة مملكته وأعلن أنه قادرعلى إرغام سحب السموات بالقبول بشروطه ، فسأله سحب السموات عن قوته ، فلم تمر سوى لحظة حتى حلقت المركبة التي جاء بها في الفضاء أمام أنظارهم . قال له سحب السماوات إن أردت العودة إلى مملكتك فاصعد إلى مركبتك وعد سالما أفضل لك ، فلم يقبل الملك وطلب إلى سحب أن يريه مدى قوته .
نصحه سحب غير أنه لم ينتصح . سلط سحب السماوات نظره للحظة على المركبة وإذا بها تحترق في الفضاء . أسقط في يد الملك ولم يعرف ماذا يفعل أمام هذه القوة الخارقة ، فيما غادر سحب السماوات المكان عائدا إلى قصره .
قام الملك لقمان بإحضار مركبة جنية أعادت الملك إلى مملكته بعد أن اعتذر له عن عدم تلبية طلبه .
حين أخبر الملك ابنته الأميرة بما جرى وقعت طريحة الفراش ولم يعد لها أي شهية لتناول الطعام والشراب . ولم يعد في مخيلتها غير حب سحب السماوات .
الملكة نور السماء عرفت بقدرتها التذاهنية كل ما جرى في جلسة الأمير مع الملوك فذهبت إليه في قصره وسألته :
- ما هذا يا حبيبي ؟
- ماذا يا أمي ؟
- هل ستواقع كل جميلة تعجبك ؟
- إذا وافقت هي يا أمي وليس بالضرورة أن أرغب في مواقعة كل فتاة تعجبني فقد لا يتجاوز الأمر بضع فتيات ؟
- وهل تظن أن ثمة بين النساء والفتيات من لا ترغب في التمتع بجمالك !؟
- إذن فأنا حلال عليهن وهن حلال علي ! لن أحرمهن مما منحه الخالق لي ولن أحرم نفسي مما منحه الخالق لهن .
- ألم تكتفي بملكة جمال الكون التي أحضرتها لك ؟
- بحدود، وحتى الآن فقط !
- وهل عرفت رأيك في المسألة ؟
- أجل ! ووافقت على الأمر لأنها تدرك مدى طاقتي !
- هل واقعت وصيفتيها ؟
- أجل يا أمي !
وملست الملكة على شعر سحب السماوات وقبلته ،ولم تجد إلا أن تقول له " ليحفظك الخالق يا حبيبي "!
*****
يتبع.



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة 76 * اسطورة الأساطير في جمال سحب السماوات !
- أديب في الجنة (75) * الملك والظبية واللبؤة وخرق قوانين الطبي ...
- شاهينيات صادمة تقدس الأنثى ! !
- كعب الحذاء غير النبيل !! * الأبوة بين الرضا والغضب !
- شاهينيات صادمة جدا جدا !!
- أديب في الجنة (74) * لا حضارة دون عقل حر!
- أديب في الجنة (73) * الخالق بين التنزيه والتشبيه وقوانين الخ ...
- * في الخلق الخالق . وفي المادة والطاقة ! شاهينيات 1185
- أديب في الجنة (72) * هول التكهنات وسحر المعجزات في شخصية سحب ...
- أديب في الجنة (71) * معجزة المعجزات في ولادة ونمو- سحب السما ...
- أديب في الجنة (70) * الرقص المسحور في تجليات الملك شمنهور !!
- المشاركة غير ممكنة على الفيس!
- أديب في الجنة (69) * الملك لقمان يعد الملكة بطفل معجزة !
- أديب في الجنة (68) * المعراج السماوي والحلول في الذات الإلهي ...
- أديب في الجنة (67) * رؤيا الملك لقمان بالحلول في الذات الإله ...
- أديب في الجنة (66) ليلة حلبية مغمسة بدموع الملك لقمان !
- أديب في الجنة (65) * اختلاط الجن بالإنس !
- وجود خالق مشروط بوجود خلق ! شاهينيات 1179
- أديب في الجنة (64) * حوريات عربيات يسبحن في أعماق محيط في ال ...
- أديب في الجنة (63) * لو آمنت البشرية بالمحبة الإنسانية وحدها ...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (77) * - حوار الحضارات - وأميرة تقع في حب سحب السماوات !