أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (68) * المعراج السماوي والحلول في الذات الإلهية حسب رؤيا الملك لقمان .















المزيد.....

أديب في الجنة (68) * المعراج السماوي والحلول في الذات الإلهية حسب رؤيا الملك لقمان .


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (68)
* المعراج السماوي والحلول في الذات الإلهية حسب رؤيا الملك لقمان .
حين رأى الملك لقمان أن الإمبراطور والإمبراطورة يتحاضنان بانسجام رومانسي ويرقبان سحر العوالم المحيطة بهما في أعماق المحيط، ألقى رأسه ثانية على صدر الملكة وشرع في إكمال قصة الرؤيا لها . قال:
" رأيتك يا حبيبتي تثبين وتقفزين في الفضاء لتلحقي بي، وليثب خلفك كل من على المركبة . ونظرا لأن الصخور كانت تتقدمكم في صعودها خلفي فقد توقفت في الفضاء للحظات لتتيح لكم أن تتقدموها . وبالفعل تم ذلك إكراما لكم . فأصبحت تحلقين على مسافة أمتار خلفي تتبعك نسمة وأستير، فنساء وفتيات المركبة، فالملك شمنهور وباقي الرجال من الجن والإنس . تابعت صعودي لتصعدوا خلفي تتبعكم الصخور. تغير خط صعودي العمودي لينحني في شبه قوس .أتاح لي تغيير مسار صعودي أن أنظر خلفي إلى أسافل الفضاء لأرى الهول : كون بأكمله يصعد بانتظام خلفي ،وقد تجزأت عوالمه إلى مجموعات انتظمت في أسراب محلقة خلف الصخور : جبال ، تلال ، كروم ،حدائق ، ورود ، أشجار ، أنهار ، بحار ، محيطات، ينابيع ، شلالات ،كواكب ، شموس ،أقمار ،نجوم ، شهب ، مذنبات ، مجموعات بشرية من نساء وأطفال . كل ما لا يحصى من أنواع الطيور والحيوانات، نسور،صقور ، عقبان ، حمام ، حجل ، لقلق ، رخم ، نوارس ،قبرات ، غزلان ،زرافات ، وعول ، أرانب ، نمور ، أسود ، ذئاب ،قطط ، كلاب.. حيتان ،دلافين ، أسماك ، أخطبوطات ،أفاع .. وشعرت أنه أصبح لدي قدرة فائقة على الإبصار بحيث رأيت بين الأسراب المحلقة خلفي ما لا يصدقه عقل : أسراب من حبات الزيتون الأخضر ،وأسراب من سنابل القمح ، وأسراب من قطوف العنب ، وأسراب من التفاح ،وأسراب من البرتقال ، وأسراب من الفريز ،وأسراب من البلح ! وما أثار في نفسي البهجة أكثر هو أسراب الألوان التي أضفت ألوانها على الكائنات كلها ، وأسراب الروايات والأقاصيص، وأسراب الكلام ، وأسراب الأشعار . وأسراب الألحان . وأسراب النايات والأعواد والربابات والكمنجات.. وأسراب الرائحة التي تفوحت ليعبق عطرها في موكب المعراج كله . أجل يا حبيبتي . أدركت أن الله أراد أن يجعل لي آية تكون نبراسا للبشرية مصدقة لما جئت به، من أنه الواحد في الكل ،والكل في واحديته يتحد ، فجعل آيته في هذا المعراج الكوني الذي أقامه لي .
صدحت موسيقى كونية . شرعت الكائنات كلها ترقص في السماء صاعدة خلفي في طريق لولبي وقد لفتني هالة سديمية من ذرات فضية مشعة . ليس في مقدوري أن أصف لك شعوري ومدى فرحتي وأنا أدرك أن الخالق اصطفاني من بين البشر وأنني الآن أزف إليه في هذا المعراج المهيب لأحل في ذاته وأتحد بها إلى الأبد .
شعرت أنني أحلق في سقف الكون ،وأنه لم يعد ثمة مجال للصعود أكثر، حين انعطف خط تحليقي راسما دائرة في الكون، لترسم الكائنات ما لا يحصى من دوائر تحليقها خلفي . انبثقت أمامي هالة سديمية من نور أشبه بغيمة ناصعة البياض تخللتها إضاءة خافتة بدت كأنها أنوار شموع . أحسست بجسدي يتوقف قبل ولوج الهالة . أدركت أنها بداية النهاية . ضممت أصابع يدي إلى شفتي وألقيت عليك وعلى الكائنات عشرات القبل . وقبل بضعة أمتار من اقترابك مني هبط موكبك ليمرعلى مسافة أمتار أسفل مكاني .. لوحت لك بيدي . فلوحت بيدك وقد أدركت أنها النهاية . لم تكوني حزينة ولم تكوني فرحة ، وبدا واضحا أنك تقبلت إرادتي وإرادة الخالق شبه مرغمة، وأنك تجاهدين قدرالإمكان كي لا تبكي . ابتعدت في رسم الدائرة تتبعك الكائنات إلى أن أصبحت في منتصف قطر دائرة في مواجهتي وأنت تلوحين بيديك وترسلين القبل لي . لوح طاقم المركبة وزغردت الكائنات . ألقيت علىيك وعلى الجميع قبلتي الأخيرة ، واسترخيت متمددا على طولي داخلا في هالة النور السديمية .. اجتاح جسدي خدر لذيذ لم أشعر بما هو ألذ منه في حياتي .. توغلت في عمق الهالة . وكلما توغلت في عمقها ازداد شعوري بالمتعة، إلى أن فقدت إحساسي بوجودي دون أن أفقد إحساسي بالمتعة . ولم أعرف أن وجودي المادي كله سيتحول إلى متعة مطلقة دون أن أعرف كيف ، فما وجدت نفسي فيه لا يمكن وصفه . إنه المتعة المطلقة . المتعة التي لا يشعر بها إلا من كان في مرتبة الألوهة . هل تعرفين ما معنى أن تكوني في كل مكان وأن تشعري بوجود كل مكان ؟ أن تكوني في الأصغر الذي لا يوجد أصغر منه على الأطلاق . ولو أنني ضربت لك مثلا عن حجم هذا الأصغر لقلت لك أننا لو كبرناه تريليون مرة لكان بحجم رأس دبوس !! فكيف سأصف لك هذه المتعة التي أشعر بها وأنا في هذا الأصغرالمعجزة وأقوم بعملي فيه ! وأن أكون في الأكبرالذي لا يوجد أكبر منه ، فهذا يعني أنني كنت في الكون كله . كنت في ترليونات المجرات وأحلق في فضاءاتها وسماواتها . فهل هناك ما هو أجمل من ذلك ؟ وكنت في كل مكان وأرى كل شيء في كل مكان ، وهذا ما لا يمكن وصفه . تخيلي نفسك وأن لك آلاف العيون منتشرة في كافة أنحاء جسدك داخله وخارجه ،فماذا سترين حينئذ ؟ هذا مثال بسيط ولا يمكن أن يعطي الصورة المتخيلة ،فللخالق تريليونات تريليونات العيون، وليس هناك عين في الكون إلا ويرى الله بها كل مكان في الكون وما هو خارج حدود المكان وفي أعماق الكواكب والبحار والمحيطات . كل عيون الكائنات مهما صغرت ومهما كبرت وأينما كانت هي عيون الله التي يرى بها . فهل في مقدورك أن تتصوري ماذا كنت أرى حين حللت في الألوهة ؟ وهل في مقدوري أن أقول لك ماذا رأيت . لم يبق شيئ في الوجود إلا رأيته من أصغرجزيء في ذرة أو في نواة إلى أكبر مجرة .
وليس هذا إلى غيض من فيض مما رأيته وشعرت به وأدركته .كيف سأحدثك عن مكاني الذي أصبح الوجود كله ؟ وكيف سأحدثك عن زماني الذي أصبح الزمان كله ، لا ماضي له ولا مستقبل كزمن واحد . فالزمان والمكان يجريان في داخلي وليس خارجي . فليس هناك مكان خارجي لأنه لا شيء خارج ذاتي ،وليس هناك زمان مستقل عن ذاتي أو خارجها ، فالزمن يجري ضمن زمني الكلي الذاتي الثابت . فالمجرات تدور في ذاتي أوفي دخيلتي إن شئت . كيف سأصف لك ذلك يا حبيبتي ؟ وكيف سأصف لك شعوري بمتعة القدرة على الخلق التي صرت إليها.. كنت أمنح جذور النباتات والأشجارفي باطن الأرض ما تحتاج إليه من معادن وماء. وأمنح الأجنة في الأرحام طاقة النمو والتشكل . كنت أهب الحياة لكل كائن أينما كان ،والقدرة على النطق للإنسان ،وما إلى ذلك من كافة أشكال الخلق بما فيها السيطرة على توازن حركة الكون ، بالتحكم بالقوى الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية بشقيها ،وغيرها من الطاقات التي لم يكتشفها العقل البشري بعد"
توقف الملك للحظات عن سرد رؤياه للملكة التي كانت منبهرة في كل ما سمعته. عانقته مقبلة وجنته ثم سألته :
- هل أحسست بوجود مادي أو طاقوي لك حينئذ ؟
- لا يا حبيبتي لم أحس على الإطلاق وكأنني كنت خارج المادة والطاقة . لم أشعر إلا بمتعة ما أفعل دون أن أدرك ما أنا ، حتى أنني لم أعرف إن كنت إلها ، كل ما أعرفه أنني كنت أقوم بعملية خلق وإبداع في غاية المتعة !
المادة والطاقة مفردتان لغويتان أوجدهما البشر بعد اختراع اللغة وتقدم العلوم, ولا تكفيان لا هما ولا الطبيعة ولا حتى طاقة الطاقات أو الطاقة المطلقة أوالقدرة الخارقة للتعبير عن القدرة الخالقة . إن أفضل تعبير لغوي اخترعه البشر حتى الآن للتعبير عن هذه القدرة هو الخالق أوالألوهة ، أو الله .
- وأنت أصبحت إلها وكنت الله ؟
- فكيف سأصف لك ألوهيتي وما كنته وما رأيته خلالها ؟ إن الألوهة مسألة صعبة على الوصف . وإن كانت مفردة الطاقة هي الأقرب علميا للتعبيرعنها دون أن تفيها حقها !
- هل تتوقع يا حبيبي أن تكون نهايتك كما رأيتها في هذه الرؤيا ؟
- أتمنى ذلك !
لم يعرف الملك أنه بذلك ينكأ جروحا مندملة في دخيلة الملكة، فقد شردت بخيالها إلى الماضي البعيد حين تنبأ الملك ليلة زفافهما في رحلته السماوية الأولى بأنهما سينجبان ابنا فائق الجمال يدعى سحب السماوات، ستنتحر الفتيات على مذبح عشقه، وأن الملك نفسه سيقتل غيلة وغدرا ليستلم الملك شمنهور الحكم من بعده ويشرع في تدمير الكون انتقاما لمقتله ،فتنشب حروب هائلة بينها وبين الملك شمنهور لم يحسمها إلا وقوف بعض ملوك الجن إلى جانبها ليقتل شمنهورولتتولى هي الحكم بعد ذلك وتشرع في إعادة المحبة التي كان ينشدها الملك إلى الناس .
- هل سيحدث ما تتمناه يا حبيبي قبل تحقيق تنبؤاتك ليلة زفافنا في رحلتك الأولى .
- أوه يا حبيبتي.. أين سرحت بخيالك ؟ إنها مجرد أحلام ورؤى ..
- وابننا سحب السماوات ألن يأتي ؟
- قد يأتي يا حبيبتي ما أدراك فقد لا تتحقق رؤياي قبل عقود !
- آمل ذلك يا حبيبي . أريد ابنا أتمتع بجماله ووجوده معي.. يكفيني أنك ستذهب في الألوهة وتتركني !!
أدرك ألملك أن الملكة بدأت تغار حتى من الله ! فقرر أن يواقعها بقصد الإنجاب ويلبي لها رغبتها في ابن . بل وقرر أن يطلب إلى الله أن يساعده في حمل سريع ونمو أسرع للطفل ، لعله يرضي الملكة .
****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (67) * رؤيا الملك لقمان بالحلول في الذات الإله ...
- أديب في الجنة (66) ليلة حلبية مغمسة بدموع الملك لقمان !
- أديب في الجنة (65) * اختلاط الجن بالإنس !
- وجود خالق مشروط بوجود خلق ! شاهينيات 1179
- أديب في الجنة (64) * حوريات عربيات يسبحن في أعماق محيط في ال ...
- أديب في الجنة (63) * لو آمنت البشرية بالمحبة الإنسانية وحدها ...
- أديب في الجنة (62) * الإمبراطور يتمتع بتذوق طعم القُبل !
- أديب في الجنة (61) * حُب وقُبل ما بعد الموت !!
- أديب في الجنة (60) * سحر الألوهة المؤنثة لربة الجمال يتجلى ر ...
- بين الحالمين بحور العين والحالمين بالإنسان السوبر !
- أديب في الجنة (59) * النهود الجامحات العابثات الدانيات !
- أديب في الجنة 58 * تجليات إعجازية للخالق والخلق !
- أديب في الجنة . الجزء الأول.
- أديب في الجنة (57) * في الخلق والخالق والبعث والنشور !
- أديب في الجنة 56 * في الحقيقة والغاية !
- أديب في الجنة (55) * في العقل ونشأة الكون!
- أديب في الجنة (54) * الرقص في الزمن المتوقف في المكان الكوني ...
- أديب في الجنة 53 * الدخول في الأسئلة الصعبة !
- أديب في الجنة 52 في رحاب الخالق العظيم !!
- أديب في الجنة 51 * ألخالق العظيم !


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (68) * المعراج السماوي والحلول في الذات الإلهية حسب رؤيا الملك لقمان .