أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 51 * ألخالق العظيم !














المزيد.....

أديب في الجنة 51 * ألخالق العظيم !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 08:48
المحور: الادب والفن
    



أديب في الجنة 51
* ألخالق العظيم !
الصراع بين الواقع والخيال في دخيلة الملك لقمان قاداه إلى الإعتقاد بأن الوجود لم ينشأ إلا من خيال مطلق أوجدته الهيولى البدئية عبر تفاعلات مديدة في مادتها نتج عنها طاقة هائلة عقلانية لديها القدرة على التخيل ، فشرعت في التخيل وتحقيق ما تخيلته . هذا التفكير لدى الملك جعله يجزم بإمكانية أن تدرك الطاقة وجودها المادي الطاقوي دون أن يستبعد أن يكون ذلك هو الألوهة عينها . وبناء عليه قرر أن يقيم حفل عشاء للإمبراطورالشنوتي وشعبه، يحيل فيه ما تخيله إلى واقع واقعي مستحثا "الطاقة الكونية بل العقل الكوني بل الألوهة بل الخالق العظيم" على تحقيق ما تخيله . اطمأن في نفسه لتعبيري الألوهة والخالق العظيم ، أكثر مما اطمأن للتعبيرين السابقين ، رغم إدراكه أن التعبيرين ( السابقين ) لا بد أن يكونا معبرين عن جوهر وطبيعة الألوهة إن وجدت ،وإذا كان ثمة مشكلة في تفكيره فهي إمكانية أن ترى الطاقة في وجودها ألوهة ، وأنها ترضى عن هذا التعبير وتقبل أن يطلق عليها " لا لا! لا بد أنها تفضل مفردة " ألله " لا لا ! ألخالق العظيم " !!
لم تكن الحفلات التي أقامها الملك أو الملك الجني شمنهورأو الشياطين ، تخلو من هذا الأمر ، فكان الجميع يشعرون أنهم يحيون في واقع واقعي وليس في خيال ، دون أن يسألوا كيف يتحقق هذا الإعجاز ،إدراكا منهم لاستجابة الخالق العظيم لرغبات هؤلاء انطلاقا من قدرته الإعجازية غير المحدودة . ففي لحظة تأمل من على شرفة في المركبة المحلقة في الفضاء جاهد الملك لأن يخرج من حالة الصراع التي تمور في دخيلته وراح يستحث قواه والقوى المؤيدة لرسالته والقوة الكونية السارية في الخلق بل و"الخالق العظيم" نفسه أن تحقق ما تخيله ، قاصدا من جراء ذلك أن يجعل الإمبراطور وشعبه يؤمنون برسالته .
انبثق في الفضاء كوكب مصغرمن آلاف الجزرالصغيرة المستديرة المتجاورة المحلقة في الفراغ، أقيم عليها ملايين الموائد (المستديرة أيضا ) على أرضية نباتية ملونة بدت وكأنها منسوجة من أفخرأنواع السجاد ، وقد أحيطت بكراس وثيرة. تخلل الفراغات بين الموائد جداول صغيرة من الخمورالفاخرة انسابت بين آلاف أشجارالزهوروالنباتات وآلاف الطيور والأسماك والغزلان والأرانب والخراف والعجول الصغيرة، إلى جانب آلاف مناقل الشواء التي تفوحت منها رائحة شواء الطيور والحيوانات التي كانت تتقلب على سفافيد مختلفة الأحجام بإشراف حوريات لا يوجد لجمالهن نظير.وتوسط هذا الكوكب حديقة مستديرة مستقلة بجزيرتها عن جزر الموائد انبعث منها آلاف النوافير المائية الملونة التي كانت تندفع في الفضاء بشكل قوسي في كافة الإتجاهات مجتازة فضاء جزرالموائد لتسقط خلف أشجار مثمرة وزهور شكلت دائرة هائلة أحاطت الكوكب ، ولتشكل المياه المتساقطة من النوافير القوسية نهرا ملونا محلقا في الفضاء خلف الأشجار محيطا بالكوكب كله دون أن يكون جاريا على أرضية، فبدا وكأنه سيل ماء يحلق في الفضاء حول الكوكب. وقد زين الفضاء العلوي لللكوكب بأسراب من ثريات نجومية وأقمار مشعة بألوان مختلفة راحت تحلق راقصة في فضاء جزر الموائد .
حفلت الموائد بكافة أنواع المقبلات والفواكه وكؤؤس كريستالية وصحون وشوك وملاعق وسكاكين من فضة ملونة بماء الذهب !
كانت كل مائدة تدور حول نفسها ببطء في الوقت الذي تدور فيه الجزيرة حول نفسها أيضا لتدور الموائد والجزر كلها حول حديقة مركز الكوكب التي كانت بدورها تدور حول نفسها ، ليشكل الكوكب بذلك تناغما فريدا بين مختلف جزره وموائده، على وقع موسيقى كونية راحت تحاكي الوجود.
بدأ ملايين المدعوين بالصعود إلى الكوكب في جماعات منتظمة ممتطين مقاعد وثيرة تموضعت على أرضية نباتية سجادية. وكان آخر الوافدين الملك لقمان والإمبراطورالشنوتي وحاشيتهما ..
يتبع !



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام مادية طاقوية ! (1) شاهينيات 1178
- مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177 ...
- في الألوهة وشرط وجودها ! شاهينيات (1176)
- لماذا لم يبن الله مدينة واحدة على الأرض ؟ شاهينيات 1175
- في العقل الكوني. شاهينيات 1174
- ( القصيدة الكاملة المعدلة انطلاقا من مذهب وحدة الوجود حسب فه ...
- إلى المرأة الحبيببة والأم والأخت في عيدها
- أديب في الجنة (50) * الملك لقمان في ضيافة الإمبراطور الإله !
- أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!
- في الوعي الديني ! شاهينيات ( 1170)
- أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !
- أديب في الجنة (47) * مهرجان القضيب المقدس !
- أديب في الجنة ( 46) * الله على المسرح السماوي!
- لن أموت جوعا ولن أتشرد أكثر مما تشردت !!
- الخالق والفهم البشري ! شاهينيات ( 1168)
- تخاطر مع حبيبتي الشمس ! شاهينيات (1167)
- أديب في الجنة (45) * نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!
- أديب في الجنة (44) * منطق الظاهر ومنطق الباطن في فلسفة عقيدة ...
- ذكريات اللون والكلام ! همس إلى لون تفيأ ظلال المطر!!
- أديب في الجنة (43) * اعترافات رهبانية وفظائع عقائدية !


المزيد.....




- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 51 * ألخالق العظيم !