أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!














المزيد.....

أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 07:47
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (49)
* الالوهة مادة وطاقة !!!
في اللقاء الثاني الذي جمع الملك لقمان بالكاهن الشنوتي واقتصر عليهما بحضور الملكة نور السماء وزوجة الكاهن، عرّف الملك لقمان نفسه كملك واقترح على الكاهن أن يتم اللقاء في شرفة على المركبة الفضائية فوافق الآخر ،وقد ابتدأ الكاهن الحوار بالتساؤل :
- أشرت جلالتكم إلى أن معتقدكم يختلف عن معتقدنا بأنكم تعتقدون بحياة بعد الموت ، فهل لكم أن توضحوا لنا هذه المسألة ؟
ودون أن يطرق الملك لقمان كثيرا تساءل بدوره :
- أشرت نيافتك إلى أن القدرة الفاعلة في الكون والتمظهرات الكونية هي قدرة سارية في كل شيء وهي ليست معزولة عن أي شيئ، ولذلك تكادون تقدسون كل شيء، وهذا ما فسرته أنا بالطاقة وتمظهراتها المادية المختلفة ، وسؤالي هنا هل ترى نيافتك أن الطاقة تموت خاصة وأنكم قطعتم شوطا متقدما في وعيكم للمادة والطاقة ؟
رد الكاهن على الفور :
- أبدا الطاقة لا تموت كأهم تجليات المادة وتحولاتها !
وهنا عقب الملك لقمان متسائلا ، مدركا إلى أنه يقود الحوار إلى حيث يريد :
- إذا كانت المادة بتحولاتها وتجلياتها أزلية وأبدية ولا تموت فكيف يمكن أن تموت بموت الإنسان أو أي كائن آخر ؟!
أطرق الكاهن للحظة ثم هتف متسائلا:
- ماذا يمكن أن يكون الموت في هذه الحال ؟
هتف الملك دون تردد :
- إنه مرحلة لا غيرمن تحولات المادة والطاقة ؟
أبدى الكاهن اعجابه بهذا الرأي وتساءل :
- وما الذي يمكن أن يجري بعد هذه المرحلة ؟
فكر الملك لقمان قليلا قبل أن يجيب :
- للإجابة عن هذا السؤال لا بد من التطرق إلى الأسباب التي تطلبت أو أدت إلى الوصول إلى هذه المرحلة ، والتأكد من ضرورتها لبقاء المادة والطاقة في صيرورتهما الأبدية .
تحوّل الكاهن إلى مجموعة آذان كي لا يضيع حرفا مما سيتفوه به الملك :
- تخيل نيافتك لو لم يكن هناك موت أو نهاية لحياة الكائنات بما فيها البشر ، أي خلود أبدي ! فما الذي سيحصل حينئذ ؟
تفكر الكاهن للحظات ويبدو أن خياله أوغل عميقا في التصور :
- قد يأكل الناس بعضهم بعضا !
- أجل عزيزي لن يبقى هناك مكان يتسع للبشر على كوكبهم ، وقد يأتون على كل شيء حتى أنهم قد يضطرون إلى أكل بعضهم بعضا كما تفضلت! ففي هذه الحال ماذا يمكننا أن نعتبر الموت ؟
أجاب الكاهن :
- مرحلة ضرورية لاستمرار الحياة !
- أجل نيافتكم مرحلة ضرورية لاستمرار الحياة وتجددها . فدون مادة أجساد الكائنات ستفقد الأرض غذاءها أيضا أي أنها ستفقد مادتها وطاقتها، ولن تنبت فاكهة وخضارا وأشجارا ونباتات ،وبالتالي ستموت الأرض نفسها ، وعلى البشرية أن تنتظر مليارات الأعوام لإنتاج حياة في دورة كونية جديدة . أو إنتاج كوكب قابل للحياة عليه .
أبدى الكاهن إعجابه وموافقته على كل ما تفوه به الملك . تساءل :
- وهل ينتهي الأمر هنا ؟
- أبدا نيافتك . هنا يبدأ الدخول في المطلق الأزلي الأبدي . أي الدخول في الألوهة نفسها كمادة وطاقة والتوحد معها !
وهنا عقب الكاهن وقد أدرك أبعاد وعمق فكر الملك لقمان :
- أي أننا نعود إلى الأصل الذي جئنا منه !
- أجل نيافتك . نعود إلى المطلق الأزلي الأبدي الوجودي المادي الطاقوي الألوهي الذي نشأنا منه ونعود إليه ، فنحن هو ، وهو نحن ، لاغنى لنا عنه ولا غنى له عنا ، فنحن الواحد في الكل، والكل في الواحد يتحد ! إنها الحياة الأبدية التي لا تنتهي ولا تزول !
راح الكاهن يبدي أعجابه وهو في غاية الدهشة والفرح وكأنه وجد ما كان يبحث عنه طوال عمره ولم يجده أو يعرف كيف يهتدي إليه ، ولم يجد نفسه إلا وقد اغرورقت عيناه بالدموع فرحا باكتشاف الحقيقة التي بدت له مطلقة، وهمّ لتقبيل يد الملك لقمان ، غير أن الملك أبى بأن سحب يده وسارع إلى احتضان الكاهن ومعانقته .
راح الكاهن يشكر الملك . وبدا أنه اكتفى بالنتيجة التي أوصله إليها الملك ، فلم يسأل عما إذا كان الإنسان
يحس بوجوده المادي الطاقوي في المطلق ( الألوهة ) . فمجرد وجوده في أبدية الألوهة ذاتها هو بالنسبة إليه أجمل ما يمكن أن يتصوره خياله !
- عاجز عن شكر جلالتكم لمنحي هذه المعرفة الخلّاقة . واسمحو لي أن أبشر بها إذا وافق الإمبراطور على ذلك !
- هذا يسرني نيافتكم .
حاول الكاهن أن يدعو الملك إلى مائدة غداء غير أن الملك أبى كون الكاهن ضيفه ويتوجب عليه القيام
بواجب الضيافة ، فأقام حفل غداء خرافي كالعادة على شرف الكاهن .
وافترقا على أن يلتقيا مجددا !
***
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الوعي الديني ! شاهينيات ( 1170)
- أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !
- أديب في الجنة (47) * مهرجان القضيب المقدس !
- أديب في الجنة ( 46) * الله على المسرح السماوي!
- لن أموت جوعا ولن أتشرد أكثر مما تشردت !!
- الخالق والفهم البشري ! شاهينيات ( 1168)
- تخاطر مع حبيبتي الشمس ! شاهينيات (1167)
- أديب في الجنة (45) * نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!
- أديب في الجنة (44) * منطق الظاهر ومنطق الباطن في فلسفة عقيدة ...
- ذكريات اللون والكلام ! همس إلى لون تفيأ ظلال المطر!!
- أديب في الجنة (43) * اعترافات رهبانية وفظائع عقائدية !
- أديب في الجنة (42) * قوانين طبيعية وطموحات لقمانية !!
- أديب في الجنة (41) * الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة م ...
- ساعة مع الله !
- الدين والعقل البشري! شاهينيات 1163
- أديب في الجنة (40) * العشاء في بحر معلق في السماء !
- أديب في الجنة (39) * قوانين خارقة وإعجازية !
- أديب في الجنة (38) * انقلاب تكنولوجي ينتج إلها تكنولوجيا !!
- أديب في الجنة (37) * غيرة ملكية وحديقة محلقة في الفضاء !
- أديب في الجنة ( 36) * وحدة الوجود ومذهب الملك لقمان!


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!