أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (37) * غيرة ملكية وحديقة محلقة في الفضاء !














المزيد.....

أديب في الجنة (37) * غيرة ملكية وحديقة محلقة في الفضاء !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 06:19
المحور: الادب والفن
    


تنبه الملك لقمان وهو يحتضن أمنية العقل رئيسة كوكب الإلحاد للملكة نور السماء محلقة في الفضاء وقادمة نحوهما .. لكنها عدلت عن القدوم حين رأت الملك يحتض الرئيسة ويقبل شعرها ، فقد توقفت للحظات ثم استدارت في الفضاء وأقفلت راجعة . ربت الملك على ظهر أمنية العقل وهو يردد " انزعجت الملكة " !
رفعت أمنية العقل رأسها عن صدر الملك ونظرت إلى وجهه وهي تتساءل " ماذا "
أشار الملك نحو الفضاء حيث كانت الملكة تبتعد محلقة وراحت ترتفع أعلى فأعلى راسمة دوائر منتظمة وكأنها تقوم باستعراض فضائي.
نظرت أمنية العقل لترى :
- هل انزعجت منا ؟
- أجل ! كانت قادمة نحونا ثم عدلت عن الأمر حين شاهدتنا في هذا الوضع .
أبعدت أمنية رأسها عن صدر الملك وتساءلت :
- هل تغار ؟
- أجل هي تغار وقد سبق لها أن تقمصت شخصية أستير في رحلتي السابقة وتمددت عارية في سريري لتثيرني !
- وهل واقعتها ؟
- لا ! عرفت أنها هي وليست أستير .
- قدرتها على التقمص والتحول عجيبة .
- إنها جنية !
- لكننا لم نفعل شيئا مجرد عاطفة إنسانية اجتاحتني نحوك !
- أدرك ذلك يا عزيزتي .
- هل تتوقع أن تدفعها الغيرة لتتخذ اجراء ما ضدي ؟ ، خاصة وأنها جنية تستطيع أن تفعل المعجزات !
- لا أظن فهي تتخوف من غضبي .
وفجاة ظهر في الفضاء عشرات الشباب وراحوا يحفون بالملكة من كل جانب . بدوا جميلين جدا وفي غاية الوسامة وهم يرسمون حول الملكة حلقات كرنفالية .
- ياي ! ما هذا ؟
- يبدو أنها جنت !
- ماذا سنفعل .
- لا عليك سأخاطرها.
وشرع الملك في التحدث إلى الملكة تخاطرا ،مسخرا قدراته ليجعل أمنية العقل تدرك هذا التخاطر:
- ما هذا يا حبيبتي ؟
- مجرد لهو كما تفعل أنت مع زعيمة دولة الإلحاد !
- لك أن تفعلي ما تشائين . وليس هناك أي شيئ بيني وبين الرئيسة، مجرد تبادل مشاعر إنسانية . إنها مثل ابنتي . ولا تنسي أنني رجل عجوز ولا أظن أن الرئيسة ستغرم برجل عجوز مثلي . ومن ناحيتي ليس لدي مانع أن تعيشي حياتك وتتمتعي بجمال عنفوان الشباب .
وبدا أن الملكة فوجئت بما يقوله الملك فراحت تعتذر :
- معذرة يا حبيبي ، أغفر لي غيرتي ، خاصة وأنك تمضي الكثير من الوقت مع الرئيسة .
- نحن في حاجة إلى هذا الحوار كوننا نشكل أعلى مرحلتين في الفكر الإنساني . الإيمان المختلف الذي أمثله أنا والإلحاد الذي تمثله الرئيسة . وأكاد أجزم أن مستقبل العقل البشري يكمن في هذين المستويين من الفكر ، إما الإيمان المختلف وإما الإلحاد .
- هل تسمح لي بأن أنضم إليكما ؟
- لست في حاجة إلى اذن مني يا حبيبتي!
اختفى عشرات الشباب وكأنهم لم يكونوا . وهبطت الملكة محلقة لتحط على المحفة . قبلت الملك والرئيسة .
لم تصدق الرئيسة أن المسألة انتهت بهذه البساطة . والحق أنها في قرارة نفسها لم تكن متأكدة تماما من أن مشاعرها تجاه الملك مجرد عواطف إنسانية ، خاصة وأن ممارسة الغرام حسب مفهومها ، أرقى المشاعر الإنسانية ولا تتناقض معها إطلاقا . وهذا ما قد لا تدركه الملكة الجنية ، بينما يدركه الملك لقمان .
- هل ستتناولون الغداء هنا ؟ سألت الملكة .
- لماذا لا ، وليكن غداء من تحت يديك !
- ماذا ترغبان ؟
- أنا في بالي اقريدس وحجل مشوي وسلطة فطر ! وكأس وسكي ! هتفت الرئيسة !
- وأنت حبيبي !
- مثل ما طلبت سيادتها !
- وأنا كذلك !
كانت المحفة معلقة بمجموعة أسلاك تقطع الوادي بين الهضبتين أو تعبر منتصفه لتحلق فوق النهر . أطرقت الملكة للحظات تستحث قواها الخارقة وإذا بالمحفة تتحول إلى حديقة ساحرة تعج بأجمل الورود وقد انتصبت في منتصفها مائدة فاخرة أحاط بها أربع فتيات خارقات الجمال يرتدين فساتين قصيرة وقمصانا تنحسر عن الأكتاف والصدور فيما تقاطعت نوافير مياه ملونة في اتجاهين متعاكسين على ارتفاع مترين فوق المائدة ،وانطلقت من سفوح الهضبتين فوقهم على ارتفاع حوالي عشرة أمتار نوافير أخرى راحت تقطع فضاء الوادي في اتجاهين متعاكسين !
- ياي ياي !
هتفت الرئيسة وهي تجد نفسها جالسة إلى المائدة وتنظر بدهشة خالجتها الإبتسامات والفرح إلى عالم أقرب إلى السحر منه إلى الواقع . وما لبثت أن هتفت محيية الجن !
- يعيش الجن الذين أنجبوك أيتها الملكة !
- تشكري عزيزتي لم أفعل إلا ما يليق بمقامك ومقام الملك !
لم يبد على الملك لقمان انه تفاجأ بالأمر وإن بدا مسرورا لما أقدمت عليه الملكة . رفع كأسه ليشرب نخب الرئيسة والملكة .
هتفت أمنية العقل بعد أن أخذت جرعة من كأس وسكي وأعادته إلى مكانه :
- لا أصدق أن ما يتخيله الجن يتحقق بهذه السرعة الخارقة ، إلى حد أنني لم أعد أعرف هل نحن في عالم متخيل أم عالم من السحر أم في واقع !
أجاب الملك :
- الأمر بسيط ويتعلق بكلمة ( كن ) التي بدأ بها الخلق حسب معتقداتنا الأرضية ! كل ما في الأمر أن الملكة قالت في سريرتها ليكن كذا فكان !
- وهل الملكة إلهة حتى يلبى طلبها ؟
- لا ! الألوهة منحت قدراتها للجن دون الإنس !
- ولماذا الجن دون الإنس !
- هذا السؤال لن يجيب عنه إلا الله نفسه !
- وهل نحن الآن في واقع أم في خيال ؟
- نحن في واقع متخيل ومتخيل غيرواقعي !
هتف الملك وتابع :
- تفضلي سيادتك إلى الطعام !
ومدت الرئيسة يدها بشوكة وتناولت قطعة اقريدس راحت تتلذذ بطعمها !
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة ( 36) * وحدة الوجود ومذهب الملك لقمان!
- الدين اليهودي في الإسلام ! شاهينيات 1164 .
- أديب في الجنة (35) * الوجود مادة وطاقة لا تنفصلان !
- أديب في الجنة (34) *مستقبل كوكب الأرض لا يبشر بالخير !
- * أديب في الجنة (33) * بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!
- أديب في الجنة (32) * الألوهة في الإنسان ،والإنسان في الألوهة ...
- أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!
- أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات ...
- أديب في الجنة (29) * الوجود بين منطق العقل ومنطق الأسطورة !
- أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !
- أديب في الجنة (27) - نسمة الغدير- ترحل إلى السماء!
- أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!
- أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !
- القدس تاريخيا بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة !*
- أديب في الجنة 23 كوكب الحب والجنون والأحلام !
- أديب في الجنة (22) الوجود تحقق خيال !
- أديب في الجنة (21) فصل الختام في رحلة الملك لقمان الفضائية ا ...
- أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!
- أديب في الجنة (19) * فرحة الأمم بالمحبة والسلام !


المزيد.....




- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (37) * غيرة ملكية وحديقة محلقة في الفضاء !