أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (34) *مستقبل كوكب الأرض لا يبشر بالخير !















المزيد.....

أديب في الجنة (34) *مستقبل كوكب الأرض لا يبشر بالخير !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 15:13
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (34)
*مستقبل كوكب الأرض لا يبشر بالخير !
وهما يتجولان في حدائق قصر الضيافة سأل الملك لقمان الرئيسة منية العقل عما إذا مرت دول الكوكب بفترات حكم ديمقراطية أتاحت شكلا من التسامح الديني يتيح لكل طائفة دينية أن تمارس معتقدها بحرية بعيدا عن السياسة وأنظمة الحكم المدنية ؟
تساءلت الرئيسة بعد لحظات من التفكير :
- لماذا تسأل عن هذه الفترة جلالتك ؟
- أريد أن أعرف عن ماذا تمخضت هذه الحقبة الزمنية لديكم ولماذا ارتد العالم إلى محاربة المعتقدات لتسود مفاهيم العلم بدلا من مفاهيم الدين ؟
- في الحقيقة لم يكن الدين ديمقراطيا ذات يوم في تاريخ أمم كوكبنا . حتى المعتقدات التي كانت تبدأ رسالاتها بخطاب سلمي ،ما تلبث أن تلجأ إلى العنف حين تقوى ليسود دينها بإخضاع أمم أخرى إليه . شمل هذا السلوك أهم الديانات الرئيسة ،وثمة بعض المعتقدات التي كانت تشيرإلى غضب الآلهة نتيجة لسلوك خاطئ لدى معتنقي الدين ، فتنزل العقاب بمعتنقي الدين ، أي أن الآلهة بحد ذاتها لم تكن يوما ديمقراطية حتى مع شعوبها . كانت الشعوب تتخبط في مفاهيمها ، فهي من ناحية تشن الحروب لإخضاع أمم أخرى إلى دينها ومن ناحية أخرى تفتك بمن يعترض على المفهوم السائد في الدين نفسه !
- وكأنك تتحدثين عن كوكب الأرض .فلدينا دين تمخض عن ثلاثة مذاهب رئيسة اتبعته . وكل مذهب تمخض عن عشرات المذاهب الأخرى ضمن المذهب نفسه ،وجميع هذه المذاهب وخاصة الرئيسة خاضت حروبا منوعة أزهقت أرواح الملايين من الشعوب .
- وكان لا بد من الثورة على الدين لكن ليس لإلغائه بل لعزله عن الدولة وإقامة المجتمع المدني الديمقراطي .
- لماذا عزله وليس القضاء عليه ؟
- لم يكن في الإمكان القضاء عليه . كان ذلك يعني قتل ملايين أخرى في الحروب.
- سادت الأنظمة المدنية الديمقراطية بعض دول العالم مما أدى إلى ازدهار معظم الدول التي نهجت نهجا ديمقراطيا . وأصبح الإنسان يشعر بوجوده الإنساني إن تدين أو لم يتدين . لكن في المقابل كان ينشأ جماعات دينية لم تكن راضية عما يجري وخاصة فيما يتعلق بالتحرر الذي شكلت حرية المرأة فيه فجورا حسب رأي هذه الجماعات التي راحت تنمو داخل المجتمعات الديمقراطية وتنظر إلى الآخرين ككفرة وملحدين . ،وشرعت في شن أعمال ارهابية أزهقت أرواح الآلاف . بل وبلغت من القوة حدا أدى إلى اسقاط بعض الدول العلمانية وإقامة أنظمة دينية بدلا منها . فكان لا بد من أن يتحرك العالم لمواجهة هذه الجماعات التي شكلت دولا همجية بكل معنى الكلمة أصبح فيها جز الرؤوس بالسكاكين أسهل من قضم البسكويت وعلى أيدي أطفال صغار أحيانا لا يفقهون شيئا لا في الدين ولا في الحياة . اتحدت مجموعة من الدول لمحاربتها . لم يتم القضاء عليها بسهولة إلا أنه تم في النهاية .
هذا الأمر تعلق بالديانات الأكثر تطرفا وهمجية . والديانات الوسطية أو المعتدلة والتي لم تلجأ إلى الإرهاب ظلت قائمة . فكان هناك تخوف من أن تنحو هذه الديانات منحى تلك التي تم القضاء عليها . فظهر من ينادي في أكثر من مجتمع بالثورة على الديانات بكل أشكالها وخاصة ما يرتبط منها بالسماء والألوهة . وكان لا بد من إيجاد بديل روحي أقرب إلى العلم منه إلى الدين ليسد الفراغ الذي سينجم عن القضاء على الدين الهمجي . فكان مذهب وحدة الوجود . لكن هذا المذهب ظل يراوح في فلك العقائد القديمة . فلم يلغ الأسس التي قامت عليها الديانات القديمة ،وخاصة ما يتعلق منها بالحساب والعقاب واليوم الآخر والتحليل والتحريم . أي أن التشريع الإلهي ظل قائما .فكان لا بد من انتصار العقل . أخذ الأمر قرونا إلى أن اتحدت دول الكوكب لتقيم نظاما علمانيا ديمقراطيا تتبعه أمم الكوكب .
- ألم يبق هناك جماعات تعتقد بفكر ما ؟
- هناك جماعات تعتقد بفكر فلسفي يعيد العالم إلى مبادئ اجتهادية في خلق الكون ، لا تتبع مفهوما لإله ما ، بقدر ما تتبع منهجا فلسفيا يقوم على محرك أول للوجود . إن معظمها إن لم يكن جميعها تتبع نهجا طبيعيا في فلسفة الوجود.
- إن تحليلك للتطور التاريخي على كوكبكم يشير إلى أن شعوب كوكب الأرض ستدفع ثمنا باهظا للتخلص من العقائد البالية التي يشن أتباعها الآن حروبا همجية في الكوكب تحت شعارات دينية بالية . وثمة دول استعمارية ورأسمالية ودكتاتورية وغيرها تغذي هذا الصراع حسب ما تقتضيه مصالحها . والضحية هي الشعوب المغلوب على أمرها والتي غدت إما مشردة وإما خانعة وإما وقودا لهذه الصراعات !
أود لو نعود إلى تاريخ كوكبكم الأقدم وبداية ظهور العقائد وإذا مررتم بعقائد تحكم فيها آلهة من النساء كانت أكثر عدالة من حكم آلهة رجال .
- إنها الفترة الأكثر اشراقا في التاريخ القديم لكوكبنا. حين كانت الآلهة والحاكمات من الإناث كان ثمة عدالة أفضل وحروب شبه معدومة . لكن الذكر راح يستلب الألوهة من الأنثى ويحيلها إلى نفسه إلى أن غدت الألوهة بالمطلق ذكورية ،والمجتمعات بالمطلق تسير وفق منهج فكري ذكوري .وأصبح دور الأنثى هامشيا .
كان الملك والرئيسة يتجولان سيرا على الأقدام في حدائق قصر الضيافة دون أن يتحرش بهما أو يعترض طريقهما أحد ولو من باب الفضول ، مع أنهما معروفان لكافة من يجلسون في الحدائق التي كانت مفتوحة لأبناء المدينة . ولم يكن هناك حرس خاص يرافق الملك والرئيسة . ولو لم يكونا يحييان بعض الجالسين حين يمران بهم لينهضوا احتراما لهما ، لما صدق أحد أن من يتجولان هما رئيسة اتحاد مجلس الكوكب وضيفها الملك لقمان .
تساءل الملك وهما يمران من جانب شباب وفتيات نهضوا احتراما لهما :
- لا أكاد أصدق هذا التهذيب لدى أبناء كوكبكم . كيف استطعتم خلق أجيال على هذا المستوى من الأخلاق الرفيعة . لو كنا على كوكب في الأرض لأخليت الحديقة من الناس جميعا ولكان الحراس والمرافقون ورجال الأمن ينتشرون في كل مكان في الحدائق والشوارع المحيطة بها .
ضحكت الرئيسة ثم هتفت :
- لقد دفعنا ثمنا باهظا لخلق هذه الأجيال . وإذا كان مذهب وحدة الوجود حسب مفهوم جلالتك يوحد البشر بأنفسهم وبالوجود فإنه عندنا لا يختلف عن ذلك فكل إنسان في كوكبنا يتوحد بالآخر في وحدة لا تنفصم ،وليس هناك انسان يفضل نفسه على الآخر .
- وهذا يقودنا إلى الحديث عن نظامكم الإجتماعي .
- لك أن تسأل ما شئت .
- ليكن في لقاء قادم .
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * أديب في الجنة (33) * بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!
- أديب في الجنة (32) * الألوهة في الإنسان ،والإنسان في الألوهة ...
- أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!
- أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات ...
- أديب في الجنة (29) * الوجود بين منطق العقل ومنطق الأسطورة !
- أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !
- أديب في الجنة (27) - نسمة الغدير- ترحل إلى السماء!
- أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!
- أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !
- القدس تاريخيا بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة !*
- أديب في الجنة 23 كوكب الحب والجنون والأحلام !
- أديب في الجنة (22) الوجود تحقق خيال !
- أديب في الجنة (21) فصل الختام في رحلة الملك لقمان الفضائية ا ...
- أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!
- أديب في الجنة (19) * فرحة الأمم بالمحبة والسلام !
- أديب في الجنة (18) * دولة النساء الديمقراطية العلمانية !
- أديب في الجنة (17)غلمان الخليفة وحلم الملك لقمان بدولة تحكمه ...
- الجنون في الأدب !
- أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (34) *مستقبل كوكب الأرض لا يبشر بالخير !