أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!















المزيد.....

أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 02:53
المحور: الادب والفن
    


أطرق الملك لقمان للحظات باسطا يديه على وجهه مخاطرا الله والجن والملائكة بإقامة موائد وليمية للبشرية والجن والشياطين في كل مكان في الكون ، أطلق عليها موائد المحبة الإلهية احتفالا بدولة النساء التي أقيمت في بلد السماء. ولم تمر سوى لحظات حتى كانت عشرات مليارات الموائد لم يشهد لها البشر مثيلا تقام في كافة ساحات وحدائق المدن والقرى والمعابد وفي المستشفيات والمنتجعات والمطاعم وعلى شواطئ البحار والأنهار وقمم الجبال وأعماق المحيطات في كافة أرجاء الكون ، ودون أي تمييز على الإطلاق بين من يعتبره البشر مؤمنا بدين أو مذهب ما أو كافرا أو ملحدا أو علمانيا أو حتى مجرما أو طاغية أو جنيا أو شيطان . كما لم تخل السجون والجزر التي تحوي مبعدين من الموائد ، التي حوت لحوما منوعة لخراف وجداء وظباء وأرانب وعجول صغيرة وإوز ودجاج وحمام وحجل وأسماك منوعة ومقبلات وسلطات مختلفة وفواكه طازجة وخمور منوعة وحتى سجاير متعددة . وقرب الله بقدرته بين المجرات والكواكب وأنار الكون بنجوم تشع بألوان مختلفة وسخر طقسا عليلا للأكوان كلها رافقه نسيم منعش وحرارة معتدلة رافقها هالات من أنوار أخاذة كانت تجوب الفضاء في أشكال تجريدية. وصدحت في أرجاء الكون موسيقى كونية تراقصت لها ألوان في خطوط متعرجة وأسراب من قطوف العنب الأحمر والأصفر والأسود وأسراب من التفاح والبرتقال والتين والزيتون التي كانت تحلق في أسراب هندسية أخاذة متناغمة مع الألحان . وعمت الفضاء فرق من الحوريات الملائكيات ورحن يرقصن في الفضاء ، وانتصبت في كافة الأماكن شاشات تلفزة ضخمة ثلاثية الأبعاد راحت تجوب الكون من أعماق المحيطات إلى أبعد كوكب ومجرة في الكون ناقلة كل ما يجري من احتفالات في كل مكان في الكون . ونظرا لضخامة الشاشات وطريقة بثها عالية التقنية فكان الناس يشعرون أنهم موجودون في كل مكان يتم نقل ما يجري فيه ، حتى أن بعضهم كان يهم ليصافح أو يقبل أو يضم إنسانا آخر يبعد عنه مليارات السنين الضوئية . وظهرت في فضاء الكون فرق من الخيول والظباء والزرافات والإبل وهي تحلق فرحة كما ظهرت فرق من الطيور على كافة أشكالها: طواويس رخوخ، عنقاءات ،نوارس .. وكائنات من أعماق البحار والمحيطات : حيتان ،دلافين ، أسماك منوعة بعضها كان يحلق في الفضاء على وقع الألحان الكونية وبعضها في أعماق البحار والمحيطات . وحين ظهرت الصحاري والجبال والصخور والحجارة محلقة في أسراب منتظمة تبعها شهب ونيازك ومذنبات راحت ترسم أشكالا أخاذة نسي الناس الطعام والشراب وقد طارت منهم العقول وحين ظهرت أنهار تنحدر منصبة من السماء ما تلبث أن تعود إلى الصعود في أشكال لولبية أو منحنية قوسيا حين تصبح على آلاف الأمتار من الأرض ،وقد أطلقت بروقا من داخلها راحت تحيل المياه إلى كتل ضوئية ترسم أشكالا مذهلة في الفضاء.
صمتت الموسيقى الكونية للحظات ليظهر الملك لقمان محلقا في هالة نورانية تجوب الفضاء
هاتفا بصوت دوى في كافة أرجاء الكون وبأكثر من ألف لغة :
" باسم الله الواحد . الله المحبة والخير والحق والخلق والجمال. أرحب بأحبة الله جميعا ، الذين تسري في أجسادهم وتتجلى فيهم طاقة الألوهة العظيمة . وأعلن هذا اليوم الذي حكمت به حبيبات الله : النساء ! دولة في العالم . أعلنه عيدا للمحبة الإلهية تتجلى فيه الألوهة في خلقها الكوني من كون وكائنات . وإذا كان لا بد من كلمة تبتغون أن يوجهها الله لكم في هذه المناسبة ، فإنني أدعوه من أعماق قلبي وباسمكم جميعا أن يقولها هو لكم ، لأنني أخاف دائما من الخطأ حين اتحدث باسمه أو حتى بوحي منه ".
واختفى الملك لقمان من الفضاء لتختفي معه الهالة النورانية. ولم تمر سوى لحظات حتى توقف كل شيء عن الحركة وظهرت هالة نورانية عظيمة ظهر فيها آلاف الألوان الشفافة المدهشة ، انبثق منها صوت هادئ بكل لغات البشرية، حيث سمعه كل بشر بلغتهم . قال:
" أحبتي !كونوا على قدر ألوهيتي السارية في أجسادكم . أحبوا بعضكم . واعملوا على بناء الحضارة الإنسانية . وتعاونوا على تحقيق قيم الحق والخير والعدل والجمال ، ترتقون إلي . وتدخلون عالمي . وتذكروا دائما أن ألوهيتي السارية في كل كائن منكم هي من يوحدكم ، وليس اجتهادات مفاهيمكم للألوهة أو أي اجتهادات أخرى ما لم ترق إلى مفاهيم إنسانية خيرانية كتلك التي أتى بها الحبيب لقمان. تفضلوا على مائدتي وتناولوا طعامي وشرابي . هنيئا مريئا "
واختفت هالة الله العظيمة التي لم ير البشر أجمل منها أو مثيلا لها . وعادت الموسيقى الكونية لتصدح والكائنات تتابع تحليقها ورقصها ورسم تشكيلاتها في الفضاء ليأتي البث عبر الشاسات من أبعد نقطة في الكون وأعمق مكان في محيط.
قبل الملك لقمان الطفلة عناة وأشار بحركة من يده لتظهر مليارات الحوريات على موائد الله ويقمن بخدمة الناس بما لم يعرفه البشر من قبل ولم يتمتعوا به من قبل على الإطلاق . سواء من حيث لذة الطعام والشراب أو من حيث جمال الحوريات وطريقة الخدمة التي أذهلت العقول . فما أن يطلب إنسان ما شيئا حتى تشير الحورية إليه فيطير إليها لتسكب منه للضيف ومن ثم تتركه ليعود إلى مكانه . وإذا كان سفودا لخروف يشوى فكان يعود إلى سفوده ليتقلب بهدوء على نار خفيفة . أما أكثر الموائد دهشة فكانت ما يبث من أعماق المحيطات لشواء يجري في أعماقها بين آلاف التشكيلات المرجانية المدهشة ، لجن وشياطين دون أن يؤثر الماء على النار ودون أن تؤثر النار على الماء أو على المحتلفين الذين بدوا وكأنهم لا يجلسون في ماء. رغم وجود آلاف الدلافين والحيتان والأسماك وحوريات البحار المحلقة من حولهم وفوقهم .
أوشك الفجر أن ينبثق ومليارات البشر والجن والشياطين يعلنون دخولهم في الدين الجديد دين الملك لقمان . دين الله الواحد الساري بطاقته في الكون والكائنات . كما أعلنت آلاف الدول في الكون اعتناق الدين الجديد وكتابة دساتير جديدة تكون فيها النساء مشاركات للرجال مناصفة في الحكم . وأعلنت مئات الدول في الكون توحيد بعضها في دول متحدة . حتى أن بعض الكواكب متعددة الدول أعلنت توحدها في دولة واحدة كما جرى في الكوكب الذي يحتفل فيه الملك لقمان مع النساء ومرافقيه وضيوفه . ونظرا لفرحة الله لما جرى فقد أخرطلوع النهار لمدة عام كامل . ليظل الناس محتفلين طوال هذه المدة دون أن ينعسوا ودون أن يشعروا بالحاجة إلى الراحة .. فقد أمضوا عاما كاملا وهم يرقصون ويأكلون ويشربون ويتحابون .. وكان أغرب وأهم ما جرى على كوكب الأرض أن حاخامات اليهود قاموا بالدخول في الدين الجديد وأعلنوا تخليهم عن دولة يهودية بل وأعلنوا اتحادهم مع الفلسطينيين في دولة علمانية ديمقراطية تحترم حقوق الجميع كمواطنين ، بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو المذهبي . فعمت الأفراح سائر المدن والمخيمات وشوهد لأول مرة يهود يرقصون مع عرب فلسطينيين بشكل جماعي حول موائد الألوهة !
****
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (19) * فرحة الأمم بالمحبة والسلام !
- أديب في الجنة (18) * دولة النساء الديمقراطية العلمانية !
- أديب في الجنة (17)غلمان الخليفة وحلم الملك لقمان بدولة تحكمه ...
- الجنون في الأدب !
- أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !
- أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !
- أديب في الجنة (14) الله يمثل في قلوب الناس !
- أديب في الجنة (13) حين يرتعب الجنرالات !
- تأملات وخواطر ومقولات ومقالات في الخالق . الخلق . المعرفة . ...
- أديب في الجنة . (12)
- أديب في الجنة . (11)
- أديب في الجنة (10)
- أديب في الجنة (9)
- أديب في الجنة.(8)
- أديب في الجنة ! (7)
- أديب في الجنة ! (6)
- أديب في الجنة ! (5)
- أديب في الجنة (4)
- أديب في الجنة (3)
- أديب في الجنة ! (2)


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!