أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة ! (5)














المزيد.....

أديب في الجنة ! (5)


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


*سجون بلا سجناء حرية وكلمة !
عبثا يحاول الملك لقمان النوم لكن دون جدوى . ينظر إلى جمال وجه الملكة المستلقية إلى جانبه على السرير الفسيح محاولا تأمله ليطرد الصور المختلفة من مخيلته . يمثل الوجه له بكل جماله لكن تظل الصورة مضطربة ، فمعجزة الصلاة الكونية التي تحققت لأول مرة في التاريخ على ألسن البشرجميعا مرددة كلماته الشعرية التي سطرها في مفهومه للإيمان جعلته يشعر بفرح لم يستشعره من قبل على الإطلاق . وإذا ما أضاف إليها معجزة نزع السلاح وغيرها من المعجزات مثل صعوده إلى الفضاء بسرعة تفوق سرعة الضوء وحضور ملوك الجن والإنس وانصرافهم بالسرعة ذاتها فإنه يمكن القول أنه أسعد إنسان في الكون، وفي مقدوره أن ينام مطمئنا ، لكنه يفضل استشعار السعادة على النوم ،دون أن يغيب عن باله ما سيفعله في الأيام القادمة ، موقنا أن الله سيكون في عونه، ومدركا أن كل ما جرى ويجري لم يكن ليتم لولا الإرادة الإلهية التي شاءت أن تتضافر مع رغبته ورغبة الجن وحتى بعض البشر . وظل طموحه في لقاء الله قائما رغم قناعته بأن الألوهة طاقة سارية في الكون كله والكائنات كلها وأن تجليها يتمثل في الخلق كله ، لكن تظل مسائل كثيرة ينبغي عليه أن يحصل على إجابات قاطعة عنها ليجزم بصواب أفكاره وأنها لم تخطر له إلا بإلهام من الله نفسه .
مشكلة نزع سكاكين الفلسطينيين المقاتلين أقلقته بعض الشيء ،فكيف ينزع سلاحا بسيطا من يد شعب محتل؟ مع أنه يدرك أنه لم ينزع سكينا إلا من شباب كانوا يسيرون في الطرقات متربصين بمحتل ما ، ولم ينزع سكينا من بيت . وتقبل الأمر لقناعته أنه سيقيم في أقرب وقت دولة ديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني تحوي الجميع ، كما صرح أبو مازن قائلا " إذا كان نزع سكاكين أبنائنا يجلب لنا الحرية والسلام فلتنزع كل السكاكين " تنبه إلى أمر مهم نسيه وهو السجناء الفلسطينيين ، بل وسجناء الحرية في العالم كله ،كيف نسي إطلاق سبيلهم . والجرحى والمرضى في العالم . في رحلته السابقة أولى الملكة بهم .. ووجد نفسه يطبع قبلة خفيفة على جبين الملكة وينهض بهدوء من السرير ويخرج إلى الصالون . يخاطب الملك شمنهور تخاطرا . يشعر الملك شمنهور أن (سيده ) يخاطبه . ينهض بسرعة . يرتدي ملابسه بكلمة سحرية . ويمثل أمام الملك لقمان بكلمة أخرى.
- أمر مولاي !
- متى تتوقف عن ترديد مولاي هذه أنت وقومك . أنت ملك وصديق وقائد عظيم !
- مولاي ! أنت بالتأكيد تدرك ما معنى أن تحررني وقومي من قماقم سليمان بعد ثلاثة آلاف عام . إن ما فعلته لم يفعله بشر وحتى آلهة من قبل ولا نستطيع إلا أن نكون في إمرتك وتكون سيدنا .
- حسن أيها الملك . تذكرت أننا لم نطلق سراح سجناء الحرية والكلمة !
- سأفعل ذلك في الحال يامولاي .
- وحتى السجناء الجنائيين . أرغب بتبييض السجون في هذه المناسبة . وكذلك أرسل ملائكة رحمة من الحوريات لإشفاء المرضى في العالم . ابدأ بالسجون الفلسطينية والسورية وباقي السجون العربية ثم تحول إلى سجون العالم . لا تنس أن تحرر النساء من أسواق النخاسة والعبودية .
- أمر مولاي .
********
في سجن اسرائيلي للنساء . فوجئ أحد حراس السجن بالباب يفتح مع أنه كان مغلقا بإحكام . وتقدمت النساء من الداخل بخطوات مرتابه .. حاولت فتاة فلسطينية أن تخرج . شعرت بيد تربت على ظهرها وتدفعها للخروج. خرجت . حاول الحارس أن يصدها وإذا بوجهه يصطدم بحاجز غير مرئي .. شرعت الفتيات في الخروج . هرع الحراس لكنهم كانوا يصطدمون بحواجز غير مرئية كلما اقتربوا من الفتيات . وأطرف ما جرى أن أحد جنود الجن أخذ حارسا وقذف به إلى أعلى وأخذ ثانيا وقذف به وأخذ ثالثا وقذف به أيضا ،وعاد ليتلقف المقذوف الأول ويقذفه ثانية ويتلقف بيده الثانية المقذوف الثاني ويقذفه ثم يتلقف الثالث بيده الأخرى ويقذفه ليلعب بالحراس لعبة الطابات الثلاث فيما السجينات يضحكن وينشدن للحرية ويخرجن إلى خارج السجن ..
سمع نتنياهو أن السجون في كافة أنحاء اسرائيل والأراضي المحتلة قد بيضت وأن السجناء قد هربوا ، فأصيب بجلطة دماغية أدت إلى نقله إلى المستشفى .
****
وبعد ثلاثة أيام مثل الملك شمنهور أمام الملك لقمان ليعلمة أنه لم يبق سجين في العالم إلا وأطلق سراحه ولم يبق مريض أو جريح إلا وعولج من جراحه أو مرضه .
استؤنفت احتفالات البشرية في كافة مدن وعواصم العالم بإطلاق سراح سجناء الكلمة والرأي وحتى السجناء الجنائيين الذين قرروا أن يتوبوا عن اقتراف الجرائم . كما احتفل أهالي المرضى بذويهم ،وسمعوا قصصا لا يصدقها العقل من المرضى. فقد قال أحد مرضى السرطان أنه شعر بيد ناعمة تملس على جسده لتمنحه طاقة حيوية فريدة ، وفجأة ظهرت فتاة في غاية الجمال ترتدي الثياب البيض وقالت له " الحمد لله على سلامتك " فنهض وهو يشعر بحيوية ونشاط غير عادي ،وما كاد يشكر الفتاة حتى اختفت . وحين خرج من الغرفة شاهد مئات المرضى وقد عولجوا من أمراضهم وقد عادوا أصحاء على أكمل وجه . حتى من فقد ساقا أو يدا في حرب فقد عادت له قدمه وساقه . ومن فقد عينه عادت له .
*****
طلب الملك لقمان أن يبقى وحده في خلوة . فانصرفت عنه الملكة ومن كان في حضرته .جثا على ركبتيه واضعا يديه عليهما وكأنه في طقس صلاة إسلامية . وراح يشكر الله من أعماق قلبه مرددا الكلمات إياها التي رددتها البشرية وراءه ومعه ،لكن بصيغة المفرد وليس بصيغة الجمع " أشهد أن لا إله إلا الله وأن الإنسانية حبية الله " وما لبث أن دخل في صمت وخشوع عميقين . وقد أغمض عينية ليذهب بعيدا في أغوار نفسه ويدخل في المطلق .
****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (4)
- أديب في الجنة (3)
- أديب في الجنة ! (2)
- أديب في الجنة ! (1)
- أديب في الجنة !!
- رحيل إلى المطلق الأزلي على طيف ابتسامة !
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (3)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (2)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون ! (1)
- هل تدرك الطاقة وجودها وهل تعرف أنها خالقة ؟ (2)
- هل الطاقة السارية في الكون تعرف أنها خالقة وأنها الله ،وهل ت ...
- في المادة والطاقة وتجلياتهما !!
- آه يا إلهي .. كم نحن حزناء ؟
- أقوال ومقالات . في الخالق والخلق والجنة والناروالمرأة والجنس ...
- آه يا أمي . آه يا حبيبتي . كم أنا حزين من أجلك !
- إعلان هام إلى من يعنيهم تاريخ القدس ولديهم معلومات عنه !
- هل نحن كنعانيون حقا ؟ وهل القدس يبوسية أم كنعانية ؟
- ما العمل مع هذه العاهرة حبيبتي وعدوتي اللدودة ؟
- هل تدرك الطاقة وجودها وتعيه تماما ؟!
- شاهينيات صادمة جدا في الحب والجنس والوجود والخلق والخالق وال ...


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة ! (5)