أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !















المزيد.....

أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 07:10
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (48)
* آلهة بلا حدود !
قبل الدخول إلى المعبد ألقى الملك لقمان نظرة على مرافقيه فلم يرق له مظهر النساء وهن يلعقن القضبان أو يمصصنها ويضعن أخرى خشبية أو بلاستيكية تحت آباطهن أو يحملنها بأيديهن فأشار إليهن أن يبقين في الخارج . تنبه الراهب للأمر وأشار إلى الملك أن في مقدورهن أن يبقين في بهو المعبد ،ومن تريد مرافقتة في مقدورها أن تترك قضيبها في مكان في البهو وتلتهم الحلوى قبل الدخول لمقابلة الكاهن . واستأذن الراهب ليسبقهم ويعلم الكاهن ويعود إليهم .
دخل الجميع إلى البهو الفسيح الذي انتصبت فيه عشرات المنحوتات لرجال ونساء وأعضاء تناسلية ذكورية وأنثوية ، في حين حفر في الجدران والسقف أوضاع لممارسات جنسية مختلفة . بدا المكان للملك ومرافقيه وكأنه متحف أكثر منه معبد وهم يتأملون المنحوتات والنقوش الجدارية بدهشة .
أشار الملك لقمان إلى الجميع بالبقاء في البهو أو الخروج إلى الساحة والتجول فيها أو الجلوس في أحد المقاهي المحيطة بساحة المعبد أفضل لهم من مرافقته لمقابلة الكاهن التي ستختصر على الحوار ، غير ان الملكة أحبت مرافقة الملك ،فأشار إليها أن تلتهم قضيب الحلوى بسرعة وأن تترك القضيب الذي تحمله مع أستير . أعطت الملكة القضيب إلى أستير وسارعت إلى التهام الحلوى حين رأت الراهب يعود من الداخل .
كان الكاهن في حدود الخمسين من عمره. توحي هيئته بالوقار الشديد والتواضع. وقد استقبل الملك والملكة باحترام بالغ، مع أنهما لم يقدما نفسيهما كملكين ، فقد انحنى أكثر من المعتاد وأبدى كل ما يعرفه من كلمات الترحيب . وسارع إلى إخبار زوجته للقدوم حين عرف أن السيدة المرافقة للضيف ( رسول السلام ) هي زوجته . وقد بالغت هي الأخرى في الترحيب بالضيفين .
بعد أن قدم الكاهن مشروبا محليا للضيفين سألهما عما في مقدوره أن يخدمهما به . أجاب الملك لقمان :
- في الحقيقة لفت انتباهنا ونحن نمر في سماء بلدكم طقسكم الإحتفالي ، فأحببنا أن نشارك فيه ونطلع على معتقدكم . فأنا شخصيا أحاول الإطلاع على معتقدات البشرية في محاولة للتقريب فيما بينها ، لإيجاد عالم جديد تسوده المحبة والتعاون الخلاق بدلا من الحروب والنزاعات .
أطرق الكاهن للحظات وهو يشبك يديه على صدره :
- نأمل ألا يكون احتفال شبابنا وشاباتنا بالقضيب الذكري قد أعطاكم فكرة سلبية عن معتقدنا . والحقيقة ان هذا الطقس ليس الوحيد في معتقدنا ،فهناك طقوس كثيرة ناجمة عن مفاهيم مختلفة للمعتقد نفسه ، وهذا الطقس تحديدا يمارس على نطاق ضيق في بلدنا ، وهو يلاقي رواجا وترحيبا عند فئة من الشباب
الطامحين في أن يحيوا الحياة بعيدا عما يمكنني أن أسميه التزمت ، رغم أن معتقدنا بعيد كل البعد عن التزمت لكن ليس إلى حد الإبتذال في السلوك . فالحياة في معتقدنا ينبغي أن تعاش بلحظاتها لحظة بلحظة
لأن روح الخالق تسري فيها ، وأنها سائرة إلى زوال بعد الموت ، ولذلك ينبغي أن تعاش ويتمتع بها .
وهنا قاطع الملك لقمان الكاهن متسائلا :
- ماذا تقصد بالخالق ؟ هل تقصد به الله ؟
- في الحقيقة هذا تعبير مجازي وظفته لأقرّب مفهوم معتقدنا الغامض جدا إليكم ، فيمكن القول أن لدينا مئات الآلهة التي يقف خلفها خالق كوني واحد مع انه ليس إلها، فهو القدرة السارية في كل شيء. فنحن نقدس الشمس والقمر والنجوم والسماء والكواكب والأشجار والنباتات والزهور والجبال والأنهاروالصخور والينابيع والبشر ذكورا وإناثا والحيوانات ، وفي الإمكان القول أننا نقدس كل شيء حتى الفرج والقضيب كونهما قائمين على الحياة الإنسانية .
- ماذا لو قلنا أن نيافتك تتحدث عن طاقة هي بمثابة ألوهة تسري في الكون والكائنات يتم الخلق والفعل بكل تمظهراته الكونية والإنسانية وغيرها بواسطته. فلا هي معزولة عن الكون والكائنات ولا هما معزولان عنها ،ولذلك ينبغي احترام كل شيء لأنها تسري فيه .
بدا الكاهن معجبا بهذا التأويل اللقماني :
- أحسنت سيادتك ! إن ما قلته هو الشرح الأفضل لمعتقدنا.
ولا يمكن للكهنة جميعا وعلى اختلاف معتقداتهم أن يتصوروا مدى دهشة الكاهن حين هتف الملك لقمان قائلا:
- هذا هو معتقدي نيافتك !
فتح الكاهن فمه على وسعه مبديا دهشة بالغة ، لاعتقاده أن معتقده لم تعرفه أمة من قبل . تساءل :
- لا أصدق أن ثمة أمة في الكون تعتقد بما نعتقده !
عقب الملك :
- عفوا نيافتك ! أنا قلت معتقدي ولم أقل أنه معتقد أمة، رغم وجود بعض الأفكار التي تقارب المعتقد في معتقدات الأمم جميعا . ثم إننا نتحدث عما هو قائم بالخلق ، ولم نتطرق إلى المفاهيم والتشريعات العقائدية الأخرى ، فأنتم كما فهمت لا تعتقدون بيوم آخِر وقيامة وبعث ونشور بعد الموت ،وهذا ما أختلف مع نيافتك حوله!
- هذا صحيح ، فهذه مسائل أكبر من أن يحلها العقل البشري!
- ولماذا لا يجتهد العقل البشري ويحاول، خاصة وأنكم تعرفون أن معتقدكم هو اجتهاد عقل بشري قبل آلاف الأعوام ، وليس فكرا إلهيا .
- الحق معك ! نحن كرسنا وقتنا للعلم والعمل والمحبة ، ولم نول مسألة الخلق أهمية في الزمن المعاصر .
- ما أعتقده لو أنكم أعطيتم مسألة االخلق القدر الذي أعطيتموه للعلم ، لتصبحوا متفوقين في العالم المعاصر ، لقدمتم للبشرية طريقا أفضل للخلاص من مشاكلها ، خاصة وأنكم تتبعون منهجا حضاريا في فهم المعتقد. ولكنتم بهذا حققتم النجاح في الأمرين العلم والخلق أو الروح إذا جاز التعبير .
شعر الكاهن أنه أمام إنسان لا يخلو من عبقرية فريدة ،وأنه يحمل فكرا مستنيرا يكمل فكره ويغنيه ، وأنه يطمح في الإستماع إليه والإفادة منه . قال :
- كم يسعدني أن أستمع إليكم يا سيدي ،فيا ليتكم تمنحوني بعض وقتكم لأستنيرمن معرفتكم .
- سنلتقي نيافتك ، لكن الآن يتوجب علينا المغادرة لوجود أصدقاء معنا وربما تعبوا وهم ينتظروننا .
عند خروج الملك والملكة من المعبد فوجئ الملك لقمان بما رآه في أيدي بعض مرافقيه . فقد ابتاعت أستير أربعة قضبان بلاستيكية مختلفة الأحجام . والمفاجأة الأخطر أن نسمة المتزوجة حديثا ابتاعت قضيبين! حتى زوجها ابتاع قضيبا ، وهناك نساء أخريات ورجال ابتاعوا قضبانا ،وإذا كان الملك مقدرا لظروف أستير التي حرمت نفسها من الجنس إلا مع الملك نفسه ، فإنه لم يفهم ظروف الآخرين وخاصة نسمة ، فلم يستطع منع نفسه من اقتحام خصوصيتها . ضمها إليه وهو يسألها " ما هذا يا حبيبتي ؟"
ألقت رأسها على كتفه وهي تهمس:
" عريسي عضوه صغير يا عمو "
أجاب الملك :
- لكن ليس من الضرورة أن تكون المتعة بكبر القضيب !
وقربت نسمة فمها من أذن الملك :
" الكبير مثير ياعمو ! ثم إن عريسي مخ ..! ألا ترى أنه ابتاع لنفسه واحدا ؟! "
وراح الملك يلعن في سريرته حظ نسمة التي كان يعتبرها بمثابة ابنته . ضمها إليه وقبلها وتابعوا سيرهم خلف الآخرين الذين سبقوهم .
****
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (47) * مهرجان القضيب المقدس !
- أديب في الجنة ( 46) * الله على المسرح السماوي!
- لن أموت جوعا ولن أتشرد أكثر مما تشردت !!
- الخالق والفهم البشري ! شاهينيات ( 1168)
- تخاطر مع حبيبتي الشمس ! شاهينيات (1167)
- أديب في الجنة (45) * نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!
- أديب في الجنة (44) * منطق الظاهر ومنطق الباطن في فلسفة عقيدة ...
- ذكريات اللون والكلام ! همس إلى لون تفيأ ظلال المطر!!
- أديب في الجنة (43) * اعترافات رهبانية وفظائع عقائدية !
- أديب في الجنة (42) * قوانين طبيعية وطموحات لقمانية !!
- أديب في الجنة (41) * الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة م ...
- ساعة مع الله !
- الدين والعقل البشري! شاهينيات 1163
- أديب في الجنة (40) * العشاء في بحر معلق في السماء !
- أديب في الجنة (39) * قوانين خارقة وإعجازية !
- أديب في الجنة (38) * انقلاب تكنولوجي ينتج إلها تكنولوجيا !!
- أديب في الجنة (37) * غيرة ملكية وحديقة محلقة في الفضاء !
- أديب في الجنة ( 36) * وحدة الوجود ومذهب الملك لقمان!
- الدين اليهودي في الإسلام ! شاهينيات 1164 .
- أديب في الجنة (35) * الوجود مادة وطاقة لا تنفصلان !


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !