أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177)















المزيد.....

مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177)


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 24 - 01:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه !
شاهينيات ( 1177)
كنت أتوقع أن يلتبس مفهوم الألوهة على القارئ في الخاطرة (1176) المعنونة ب " في الألوهة وشرط وجودها " فقد كتب أحد القراء ( صالح البغدادي ) في (الحوار المتمدن ) معلقا على الموضوع ،قائلا :" المادة والطاقة هي الإلوهة.......صعب هذا السيناريو" واستعرض بعض المفاهيم الأصعب للألوهة من مادية ومثالية ، ليختم بقول لبوذا " لا أعرف شيئا عن الاله ولكن اعرف أشياء كثيرة عن ألم الانسان"وهي ترجمة ثانية لقول بوذا "لا أعرف شيئا عن سر الإله ولكني أعرف أشياء عن بؤس الانسان"
حين انطلقت من المادة والطاقة لفهم الألوهة لم أقصد أن المادة والطاقة أو أحدهما هو الله ، بل لأقول إن ما يكمن وراء عملية الخلق هو المادة والطاقة ، واستخدمت تعبير الألوهة كتعبير مجازي لا غير ،وقد تطرقت إلى أن الإنسان العاقل المتطور حديث الوجود مقارنة بعمر الكون هو من أوجد مفهوم الألوهة ، الذي ظل غائبا عن الوجود مليارات السنين . وإذا ما عدنا إلى اللغة التي لم يمر على اختراعها أكثر من سبعة آلاف عام على الأكثر سنجد أن مفهوم الألوهة حديث جدا مقارنة بعمر الكون وعمر الإنسان أيضا .
ويذهب يوسف زيدان في كتابه ( اللاهوت العربي ) إلى ما ذهبنا إليه حين يرى أن مفهوم الألوهة "يتوقف على البشر ويقوم على شرط وجودهم " (1) أي لم يكن هناك مفهوم للألوهة قبل وجود البشر ،وأي بشر ؟ إنهم حديثو الوجود . ويتابع يوسف زيدان " ولذلك قال الصوفية المسلمون لاحقا إن ( سر الربوبية ) هو توقفها على المربوب ، فإذا انعدم المربوب صارت الربوبية مستحيلة " (2) وهذا الكلام ينفي وجود إله قبل وجود بشرية . ويتابع يوسف زيدان قائلا " وقد يجوز لغة ، إطلاق صفة الرب على الله والإنسان معا مجازا ، لكنه في حال إطلاق هذه الصفة على الإنسان ، لا بد أن يكون اللفظ مضافا ، كأن يقال : رب الإبل ، ربة البيت ، رب العمل ، بينما المعرف من لفظ الرب بالألف واللام لا يقال إلا لله " (3) والحق أن المتصوفة أوغلوا كثيرا في فهم الألوهة وخاصة في شطحاتهم ، حيث قال الحلاج " أنا الله " وقال البسطامي " سبحاني "(4) وثمة الكثير من الأشعار والمقولات الصوفية التي توحد بين الله والمتصوف ، غير أن كل هذا يعود إلى مفاهيم بشرية حديثة جدا ليس بالضرورة أن تعبرحقيقة مطلقة . وسنعود إلى أرقى هذه المفاهيم كما هي عند ابن عربي بعد قليل .
إن الحديث عن مفاهيم لا يعني في أحسن أحواله أكثر من اجتهاد العقل البشري للبحث عن الحقيقة وبشكل خاص حقيقة الوجود . فإن أشرنا إلى أن الألوهة طاقة أو أنها الطبيعة أو حتى حسب مفهوم
ديني ما أنها ألله ، فإن كل هذا يظل في دائرة الإجتهاد المجازي وليس الحقيقة المطلقة . وأنا هنا أشمل الفكر البشري كله الديني بكافة تنوعاته والفلسفي بكافة تنوعاته أيضا ، وحتى العلمي . والذي يدعي الحقيقة المطلقة لهو مخطئ بالتأكيد إن لم يكن أحمق . حين يخبرنا العلم أن نواة الخلية تختزن آلاف الملايين من المعلومات المكودة وأن جسم الإنسان يحتوي على آلاف المليارات من الخلايا ، وأن العمليات الجارية فيه ، ليوم واحد فقط توظف معلومات مكودة أكثر مما أنتجه العقل البشري من كتب حتى اليوم ، فإنه لا يسعنا في هذه الحال إلا القول :إن مفردات من نوع ألوهة وإله ورب وغيرها ليست كافية للتعبير عن إعجاز هذا العقل الكوني هائل العظمة .
لقد تطرقت إلى الألوهة في مقالات كثيرة ،وكلها مقالات تجتهد في البحث عن سر الوجود وتحاول أن تقدم ما هو جديد وممكن دون أن يرقى إلى الحقائق المطلقة التي لا وجود لها إلا عند العقول المنغلقة على ما فيها من مفاهيم مندثرة .
لماذا ابن عربي ؟ ولماذا أفدت منه ؟ لقد قدم ابن عربي مفهوما من أرقى المفاهيم البشرية إن لم يكن المفهوم الأرقى على الإطلاق ، حين جعل من الألوهة حقيقة تسري في الكون من أعلاه إلى أدناه . يقول نصر حامد أبو زيد : " إذ العالم كله من أعلاه إلى أدناه بمستوياته ومراتبه المختلفة ،من أرواح وأجسام فلكية وعناصر طبيعية ،ليس سوى مظاهر وتجليات لحقيقة واحدة سارية في أجزائه بنسب مختلفة ، تلك هي الحقيقة الإلهية "(5)
لم يكن ابن عربي حسب زمنه يعرف الطاقة ولو كان يعرفها لربما وظفها بدلا من الحقيقة . وحسب هذه الرؤية يفسر ابن عربي كل ما يجري في الكون وكل ما يصدر عن الكائنات والإنسان بشكل خاص أنه فعل إلهي . فإن آمن الإنسان أو كفر ، هو فعل إلهي ، إن عبد صنما وإن عبد يهوة ، هو فعل إلهي . إن عبد المسيح أو الله هو فعل إلهي . إن تألم أو فرح هو فعل إلهي . إن بكى أو مات هو فعل إلهي . إن ضرب أحدا أو قبل امرأة هو فعل إلهي . والأهم من كل ذلك إن تكلم الإنسان أو ألف كتابا ، فهو فعل إلهي . فليس ثمة حركة خارج الفعل الإلهي . وبناء على هذا الفهم فأنتم تقرأون الآن كلاما إلهيا لإنسان يسري
في جسده (شحنة ) من الحقيقة الإلهية ، إنه محمود شاهين . وهذا لا يعني بالتأكيد أن محمود شاهين إلها ، فما يسري في جسده ليس أكثر من نقطة من محيط الحقيقة الإلهية السارية في الكون والكائنات حسب ابن عربي . والتي حولها مفهومه إلى طاقة خالقة سارية في الكون . وقد بحثنا في بعض مقالاتنا
عما إذا كانت الطاقة تعقل ، وعما إذا كانت ترى في نفسها ألوهة أو إلها ما . وأظن أن النتيجة لم تحسم بالمطلق حتى اليوم رغم كثرة المقالات ، وإن حسمت مسألة وجود عقل كوني طبيعي طاقوي مادي !
دون أن نصاب بالغرور ولن نصاب ونعتبر اجتهادنا حقيقة مطلقة . وسيجهد العقل البشري كثيرا إلى أن يصل إلى حقيقة نسبية وليست مطلقة، تكون قادرة على استقطاب العقل البشري واتفاقه عليها . لعله يصل يوما إلى الإقتناع بأن الغاية من وجود الإنسان ليست إلا المساهمة في عملية الخلق وإقامة الحضارة بتحقيق قيم الخير والحق والعدل والجمال وكل القيم الإنسانية .
(1) يوسف زيدان " اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص ( 89)
(2) المصدر نفسه . الصفحة نفسها .
(3) المصدر نفسه . الصفحة نفسها.
(4) راجع يوسف زيدان . دوامات التدين . صفحة (315)
(5) نصر حامد أبو زيد . هكذا تكلم ابن عربي . ( ص 141)



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الألوهة وشرط وجودها ! شاهينيات (1176)
- لماذا لم يبن الله مدينة واحدة على الأرض ؟ شاهينيات 1175
- في العقل الكوني. شاهينيات 1174
- ( القصيدة الكاملة المعدلة انطلاقا من مذهب وحدة الوجود حسب فه ...
- إلى المرأة الحبيببة والأم والأخت في عيدها
- أديب في الجنة (50) * الملك لقمان في ضيافة الإمبراطور الإله !
- أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!
- في الوعي الديني ! شاهينيات ( 1170)
- أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !
- أديب في الجنة (47) * مهرجان القضيب المقدس !
- أديب في الجنة ( 46) * الله على المسرح السماوي!
- لن أموت جوعا ولن أتشرد أكثر مما تشردت !!
- الخالق والفهم البشري ! شاهينيات ( 1168)
- تخاطر مع حبيبتي الشمس ! شاهينيات (1167)
- أديب في الجنة (45) * نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!
- أديب في الجنة (44) * منطق الظاهر ومنطق الباطن في فلسفة عقيدة ...
- ذكريات اللون والكلام ! همس إلى لون تفيأ ظلال المطر!!
- أديب في الجنة (43) * اعترافات رهبانية وفظائع عقائدية !
- أديب في الجنة (42) * قوانين طبيعية وطموحات لقمانية !!
- أديب في الجنة (41) * الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة م ...


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177)