أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (55) * في العقل ونشأة الكون!















المزيد.....

أديب في الجنة (55) * في العقل ونشأة الكون!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5123 - 2016 / 4 / 4 - 04:23
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (55)
* في العقل ونشأة الكون!
في عالم ليس كالعالم لا قتل فيه،لا انهمار صواريخ أو جز رؤوس بالسكاكين، لا دمار ولا خراب ولا أشلاء بشرية متناثرة، ولا تشرد لحفاة من أطفال ورجال ونساء، يهيمون على رؤوسهم في البراري والآفاق، أو تتقاذف أجسادهم أمواج البحارالمصطخبة بحثا عن خلاص ما، حتى لو كان في حضن شيطان أو في أعماق بحر! هنا في كوكب الملك لقمان وضيافة الخالق العظيم تحلق المحبة محمولة على أجنحة حمام أبيض ملقية عطرها الفواح على رؤوس المحتفين ، لتصدح الموسيقى بأنغام وحدة الوجود ، وتتمايل الأجساد وتترنح وتهتز وتنتشي وتهيم بجمال الخلق والخالق ، وتترع الأباريق من جداول الخمرلتملأ الكؤوس ،وتتهادى الحوريات بين الموائد وكأنهن رذاذ مطر ينعش القلوب ويملأ النفوس بقدسية الحياة ! وتحلق سفافيد الشواء فوق الموائد بلا أجنحة ، متبعة طرق تحليقها المرسومة دون أن يصطدم سفود بسفود أو برأس إنسان . هنا يتحاب الإنس والجن في أسمى قلائد الحب مؤكدين أن الخالق محبة وخلق وجمال ، وأن وجوده لا يكتمل إلا بمحبتهم وخلقهم وجمالهم ، لتكتمل عملية الخلق وتسود المحبة بين الخالق العظيم والمخلوق الإنسان .
توقف الإمبراطور عن النظر إلى أجساد المحتفين المتعانقة في الرقص ، والتفت نحو الملك لقمان الذي كان يضم رأس الملكة نور السماء إلى حضنه ويملس على شعرها .
- لم تجيبوني جلالتكم !
أبعد الملك رأس الملكة برفق عن حضنه . أطرق للحظات مسترجعا الأسئلة في ذاكرته . ثم شرع في الحديث :
- لن أطيل على جلالتكم في الإجابة وسأ ختصر إلى حد كبير، لأن الدخول في العقل الإنساني والدماغ والنفس والروح والضمير والزمان وحتى المكان والله نفسه ووجوده ، مصطلحات أوجدها العقل البشري بعد اختراع اللغة قبل بضعة آلاف معدودة من السنين ، ولم تكن معروفة للبشر قبل ذلك . وهي مسائل أو مصطلحات أعجزت العقل البشري حتى الآن عن إيجاد أجوبة قاطعة لها، وخاصة فيما يتعلق بالله والعقل.
في الإمكان القول أننا نعيش الآن في توقف خارجي للزمن أي ضمن الزمن الكوني الكلي ، أما في واقعنا الحالي فالزمن يسير ببطء بناء على رغبتي ، لذلك لا نشعر ببطئه ، وبالتأكيد نعيش في المكان وليس خارجه ، وأننا نتمتع بكل لحظة زمنية في مكاننا الحالي ،وبالتالي لسنا خارج الزمان والمكان !
أما عن أسئلتك المعقدة الأخرى عما إذا كانت الهيولى البدئية تحوي دماغا نتج عنه عقل ونتج عن العقل خيال نتج عنه الإنفجار الكوني الذي بدأت عملية الخلق ، سأجيبك حسب معرفتي وليس بالضرورة أن تكون معرفتي حقيقة مطلقة .
لن أتطرق إلى حجم وشكل الهيولى البدئية، وما إذا كانت مادة أم طاقة، رغم أن الطاقة ليست إلا شكلا متحولا للمادة نفسها، هذا ما يقوله العلم ، لكني أجزم أن العقل البشري حتى اليوم ، لم يصل إلى الحقيقة المطلقة لجوهر المادة والطاقة . توصل إلى حقائق نسبية تظل محدودة جدا في علاقتها بالحقيقة المطلقة للوجود.
لقد احتار العقل البشري بكل فلسفاته وعلومه وآلاف أبحاثه في تحديد ماهية العقل . فالعقل والتفكير جوهران غيرماديين لم يجد علماء الفيزياء مركزا لهما في الدماغ ،واصطدموا بحاجز مغلق . لكن
التفكير ظل منصبا ومركزا على الدماغ على أمل العثور في المستقبل على إجابات قاطعة بتطور العلوم والتقنيات التكنولوجية . بعض الأديان حلت المسألة على طريقتها بأن جعلت العقل يصدر عن القلب وليس الدماغ ! وهذا ما لم يأخذ به العلم . بعض العلماء افترضوا " بعد دراسات عديدة على مستوى فيزياء الجسيمات الدقيقة وطاقات العقل ، وجود طاقة خامسة غير معروفة فيزيائيا في العقل ، فقال أحدهم " إن الفيزياء المعاصرة اعترفت بأربعة أنماط من القوى( في الكون ) ، هي القوة الشديدة( النووية ) والقوى الكهرومغناطيسية ،والقوى الضعيفة ( النووية ) وقوى الجذب الكتلي ( الجاذبية ) وكلها تخضع لقوانين خاصة بها ، لكن ليس هناك استحالة مقررة سلفا،تمنعنا من افتراض نظام آخر أو نمط آخر من التفاعل ،بل إننا بانتظار المزيد من البحوث المكثفة " وهذا الطرح يتفق تماما مع طرحنا .
وثمة بادرة أمل أخرى قاد إليها البحث في الظواهر الخارقة للطبيعة ( الباراسيكولوجية ) تكمن في" الطاقة الحيوية " حتى أن العلماء المتحدثين عنها " طالبوا ببناء جهاز طاقوي لفسيولوجية الأعضاء الإنسانية . " هذه الطاقة تحتوي على كل " الأنواع المعروفة عن الطاقة ولكنها في نفس الوقت لا تتميز ولا تتصرف كما يتصرف أي نوع منها " إنها الطاقة الحيوية المحيطة بكل كائن حي " في مستويات متباينة من التطور"
هذا الإكتشاف هو الأكثر قربا من اجتهادنا الفلسفي بأن الخالق العظيم ليس إلا طاقة الطاقات السارية في الخلق من أعلاه إلى أدناه وأنها تتمظهر وتتجلى في الوجود بكل مكوناته . وأن الكائنات الحية لا تستطيع أن تقدم على فعل أي شيء دون هذه الطاقة . وإذا ما أردنا الدخول في عملية الشروع في الفعل لدى العقل فإننا نرى أن أمرا طاقويا فوق ألكتروني هائل السرعة يصدرعن الدماغ إلى المجال الطاقوي الحيوي المحيط بالإنسان المتصل بطاقة الكون الكلية والعقل الكوني ليقوم العقل بالتفكيرأو الفعل . لقد ثبت علميا أن الميت لا يموت بتوقف قلبه عن النبض ، بل بتوقف دماغه عن العمل . وطالما أن دماغ الإنسان يعمل فالميت لا يحسب ميتا حتى لو كان قلبه واقفا . هذا يشير إلى أهمية ودور الدماغ في الإنسان ، كون الأوامرالصادرة عنه على اتصال مباشر بطاقة الخلق الكونية .
بناء على ما تقدم جلالتكم يمكنني القول أن ثمة إمكانية لوجود دماغ في الهيولى البدئية وثمة إمكانية لعدم وجود دماغ أيضا إذا كانت الهيولى هي عقل وعقل فقط، ليس في حاجة إلى دماغ ينجم عنه . الإنسان وبعض الكائنات هي من يحتاج إلى الدماغ لتنتج عقلا وفكرا وليس الخالق العظيم مصدر العقل وكل شيء في الوجود .
في هذه الحال ليس غريبا على عقل خالق حتى لو كان في بدء تشكله أن يشغل خياله في تصور ما بدئي للوجود ربما بعد ملايين السنين من الكمون والتخيل بل وإعادة التخيل إلى أن وصل إلى اكتمال ما في الخيال ليتم الشروع في الخلق وليبدا الإنفجار العظيم وتبدأ نشأة الكون .
آمل أن أكون قد وفقت في اجتهادي وأجبت على تساؤلات جلالتكم .
أخذ الإمبراطور نفسا عميقا . ومسح وجهه براحتي يديه . وهتف :
- أشكر جلالتكم .. كنت أتوقع أن أستمع منكم إلى ما لم أسمعه من قبل . جزيل شكري لكم .
وكان لا بد من استراحة راقصة حين طلبت الملكة نور السماء يد الإمبراطور للرقص . وهكذا فعلت الإمبراطورة بطلب يد الملك . لم يكتف الجمهور بالتفرج على الرقصة بل هب ليشارك الإمبراطور
والملك رقصهما مع الملكة والإمبراطورة لتكون أشهر رقصة عرفها الكون على الإطلاق !
يتبع .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (54) * الرقص في الزمن المتوقف في المكان الكوني ...
- أديب في الجنة 53 * الدخول في الأسئلة الصعبة !
- أديب في الجنة 52 في رحاب الخالق العظيم !!
- أديب في الجنة 51 * ألخالق العظيم !
- أحلام مادية طاقوية ! (1) شاهينيات 1178
- مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177 ...
- في الألوهة وشرط وجودها ! شاهينيات (1176)
- لماذا لم يبن الله مدينة واحدة على الأرض ؟ شاهينيات 1175
- في العقل الكوني. شاهينيات 1174
- ( القصيدة الكاملة المعدلة انطلاقا من مذهب وحدة الوجود حسب فه ...
- إلى المرأة الحبيببة والأم والأخت في عيدها
- أديب في الجنة (50) * الملك لقمان في ضيافة الإمبراطور الإله !
- أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!
- في الوعي الديني ! شاهينيات ( 1170)
- أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !
- أديب في الجنة (47) * مهرجان القضيب المقدس !
- أديب في الجنة ( 46) * الله على المسرح السماوي!
- لن أموت جوعا ولن أتشرد أكثر مما تشردت !!
- الخالق والفهم البشري ! شاهينيات ( 1168)
- تخاطر مع حبيبتي الشمس ! شاهينيات (1167)


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (55) * في العقل ونشأة الكون!