أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (83) * غرام ممتع وجنون فلسفي !!















المزيد.....

أديب في الجنة (83) * غرام ممتع وجنون فلسفي !!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5189 - 2016 / 6 / 10 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (83)
* غرام ممتع وجنون فلسفي !!
ظلت مسألة الوجود الوهم تراود مخيلة الملك لقمان بعد أن انتهت إلى طريق مغلق في الحوار مع الإمبراطور. تخوفت الملكة من أن تعود الحالة المرضية إلى الملك ، فأغرقت أيامه ولياليه بالحوريات الفاتنات من صغيرات بالغات وحتى غير بالغات ،كن يرقصن رقصات مثيرة تنضح بالإغراء وإبراز مفاتن الجسد، على أمل أن يسلينه عما يفكر فيه . أدرك الملك نوايا الملكة حين أغوته إحدى الحوريات الصغيرات خارقات الجمال وهو ثمل بعض الشيء ذات ليلة، وأشهرت في وجهه نهدين بديا كصقرين يهمان للإنقضاض عليه ، فلم يجد نفسه إلا وهو يقع فريسة لهما. وحين شرعت الحورية في تعريته وهي تمطر جسده بقبل ملتهبة وتلعقه بلسان يقطر شهدا ، شعر أنه يغرق في عالم غير متناه من المتعة أعاد الشباب إليه . واقع الحورية أوهي واقعته ليتواقعا كما لم يحدث في مواقعة من قبل ! وحين استيقظ في سريره قبيل ظهيرة اليوم كان ما يزال يستشعرلذة المتعة ،وكانت الملكة تستلقي يقظة إلى جانبه وتمد يدها فوق صدره المشعرالعاري وقد اتكأ نهدها الأيسر العاري على مقربة من موقع قلبه .أمال رأسه قليلا إلى وجهها ليرى ما إذا كان مع الملكة أم مع الحورية . انفرجت شفتا الملكة عن ابتسامة طفيفة وهي ترفع يدها لتملس على خده ، ومن ثم تلثم خده الآخر بقبلة خفيفة . همس دون أن ينسى أنه كان ضحية إغواء مثيرة للغاية أنسته الإخلاص لأية أنثى في العالم :
- حبيبتي ابعدي حورياتك عني !!
همست وهي تبتسم :
- ألم تتمتع يا حبيبي ؟
- بلى ! و لكن متعة كهذه قد تنسيني كل شيئ إلا هي !
- أنت في حاجة لأن تنسى وترتاح يا حبيبي لا أتصور أن أراك تهذي مرة أخرى .
- سأعمل على أن لا أهذي ، لكني لا أستطيع تجاهل ضرورة وجودي بأن يكون لوجودي ضرورة ! لا أستطيع أن أحيا على هامش الوجود ، طالما أشعر أن لوجودي غاية لا بد من القيام بها. !
- حبيبي أرجوك ! تخلى عن الأسئلة الكبيرة ولو لبعض الوقت ، حتى تشعر أنك عدت إلى كامل صحتك !
- أشعر أنني في كامل صحتي يا حبيبتي ! لكن أرجوك أن تبعدي حورياتك عني أو لا تدعيهن يغرقنني بالأغواء والإثارة !
ابتسمت الملكة وهي تملس على شعر صدره مستمتعة بمرور يدها فوق حلمة ثندوته التي تعلو موقع قلبه ! لم تكن الحورية الملتهبة خارقة الجمال المتفننة في عالم الجنس والمتعة إلا هي وقد تقمصت شكل حورية صغيرة لتمتعه . لم ترغب في أن تقول له أنها هي ، فقد لا يعود يستشعرالمتعة التي شعر بها . كذالك لن تعود هي إلى استشعار متعة الحب خارج نطاق الحياة الزوجية !! بدت مترددة في الإجابة . شك الملك في الأمر لترددها ، لا سيما وأنه سبق لها وأن فعلت ذلك في رحلته السماوية الأولى ، بأن تقمصت شخصية أستر حين شعرت أنه يشتهي مواقعتها ، فكشف أمرها ولم يواقعها ، بل ونهاها عن تكرار الأمر . لكن يبدو أنها حاكت التمثيلية بين مجموعة من الحوريات غير المتقمصات حتى لا يكتشف الأمر . همس ليقطع الشك:
- حبيبتي ! هل كانت الحورية أنت ؟
أجابت دون تردد لتقطع الشك !
- لا لست أنا يا حبيبي !
اقتنع الملك بإجابتها لإحساسه أنها لا يمكن أن تكذب عليه أو تخفي الأمر عنه .
- طيب عديني بما طلبته !
- أعدك فقط بالتخفيف من الإغواء والإثارة يا حبيبي !
- حسنا! ومال على جنبه ليحتضنها ويقبلها قبل أن ينهضا من السرير !
*****
استأنف الملك حواره مع ابنه سحب السماوات هذه المرة ، الذي حضر مع زوجته الأميرة الإنسية فتنة النهار التي بدت في غاية الجمال والرقة . بادرها الملك مازحا :
- كيف تجدين الحياة يا عمو مع أمير نصفه جني ونصفه الآخر إنسي ؟
أجابت الأميرة بمرح :
- ليس ثمة حياة أجمل من هذه يا عمو!
وألقى نظرة نحو الأمير :
- وأنت يا سحب كيف ترى الحياة مع إنسية ؟
- جميلة يا أبي !
- قل لي يا بني ؟
- ماذا يا أبي ؟
- أما زلت ترى أن وجودك ضرورة لتحقيق قيم الخير والحق والجمال بالقوة ؟!
نظر سحب إلى أمه التي زجرته قاصدة أن يتهرب من الإجابة . وكانت قد أوصته أن يتهرب قدر الإمكان من الإجابة على تساؤلات أبيه حتى لا يعيده إلى الحالات التي انتابته .
- ليس هناك شيء يستحق الحياة يا أبي فوجودنا وهم والوجود كله وهم !
- لم يدرك الأمير أن إجابته ليست تهربا، بل غوصا في صلب الموضوع ، وأنه نكأ بها كل جراح أبيه الدفينة !
- هل توضح لي ذلك يا سحب ؟
نظر سحب إلى أمه ثانية وقد بدت الحيرة على وجهة . تنبه الملك للأمر :
- لا تذعن لامك يا سحب ، فلن أجن ثانية ، فهيا يا بني ، وضح لي ؟
- أنا لست موجودا يا أبي كما أنت ، ولم أدمر كوكبا ولم أبد جيشا !
- لا أفهم ذلك يا بني . كيف تكون غير موجود ولم تدمر كوكبا ولم تبد جيشا .
- المسألة معقدة بعض الشيء يا أبي .
- لا عليك من التعقيد فأنا قادر على فهمه إن وضحته !
- نحن تصورلتخيل غير مجلو أو غير متجسد أريد لنا أن نرى هذا التصور مجسدا كما أراده هو رغم أنه مجرد تخيل !
- ومن هو القائم بالتخيل غير المجلو ؟
- القائم بما نسميه الخلق ، أو الخالق أو الله أو الطاقة إن شئت !
بدأ الحوار ينحو إلى التعقيد أكثر ، وخاصة بوجود محاور كالملك لقمان .
- ولماذا لم يجسد الخالق تخيله بنفسه وتركه للإنسان وربما للكائنات الحية الأخرى أن تراه مجسدا وهو ليس كذلك ؟
- لو فعلها الخالق يا أبي لتوقف عن التخيل ووصل إلى المطلق الممكن الذي ليس بعده مطلق آخر ، وهذا ما لا يريده الخالق!
رجت الملكة الإثنين أن يتوقفا عن هذا الحوار غير المعقول ، فرجاها الملك أن تكف عن تدخلاتها لأن الحوار مع الأمير بدا له ممتعا للغاية .
- كيف ولماذا سيتوقف ؟
- كمهندس يخطط لبناء عمارة فيشرع في تخيل شكلها ومن ثم تصوره بوضع مخطط لها ومن ثم الشروع في البناء ، فإذا ما بناها انتهى من التخيل والتفكيرفي المخطط ! أو كفنان يفكر في رسم لوحة ، فإذا ما رسمها انتهى من تخيلها. والإثنان في هذه الحال لم يبلغا بفعلهما ذروة الإبداع .
- لكن المهندس قد يفكر في بناء عمارات أخرى والأمر نفسه ينطبق على الفنان .
- لأنهما يدركان أن فعلهما ليس ذروة الإبداع ، كما يدرك الخالق أن تصوره المتخيل ليس ذروة التصور. لذلك لا يفكر في الشروع في البناء إلى بعد بلوغ التصورذروته ، فعمارته واحدة متعددة الأشكال هي الوجود بأكمله ولا يمكن أن تتكرر، فإذا ما بناها قبل اكتمال التصورانتهى الأمر. وفي هذه الحال تكون بنيت على تصور غير مكتمل الخلق والإبداع ، لذلك صمم مخلوقة لأن يراها مكتملة وهي ليست كذلك ، بل ليست موجودة إلا في التصور المرحلي للخالق الذي دام لأربعة عشر مليارا من الأعوم دون أن يصل إلى تصور مكتمل بالمطلق أو شبه المطلق ، ولا يعرف إن كان سيصل ، لذلك صمم المخلوق الإنسان لأن يرى ما هو غير موجود إلا في خياله كخالق على أنه موجود !!!
أدرك الملك لقمان مدى عمق تفكير ابنه القائم كما يبدو على فلسفة نظريات فيزيائية ، بل وأدرك الفرق الهائل بين فكر ابنه وفكره ، فالملك لقمان يرى أن عملية الخلق تمر بمراحل تطورية لم تنته بعد، بينما يرى الأمير أن عملية الخلق الحقيقية لم تبدأ بعد ، وكل ما يجري هو مجرد تخيل وتصور لخلق مرحلي غير موجود في الواقع .
شعر أنه في حاجة إلى راحة لتناول الغداء مع الأمير والأميرة وليتابعا الحوار الذي لم يسبقه حوار مماثل منذ أن وجد العقل البشري !
*****
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (82) * الملك لقمان طريح الفراش !
- صلاة الأطفال والمستقبل المرعب! شاهينيات ( 1256)
- أديب في الجنة (81) * هذيانات وكوابيس لقمانية !
- أديب في الجنة (80) حرب طاحنة وسحب سماوية !
- الدين والعقل البشري! خواطر . تأملات . مقولات ومقالات. (5)
- في الجميل والأجمل ! شاهينيات ( 1241)
- تعريف المصطلحات في مذهب - وحدة الوجود الحديث- شاهينيات ( 124 ...
- واحسرتاه على الطفولة القتيلة !
- *في الألوهة وتعريفها وفعلها ! شاهينيات ( 1229 )
- * وعي الألوهة بين المادة والطاقة ! شاهينيات 1228
- أديب في الجنة (79) * عجائب الزمان في عرس الأميرة والأمير .
- أديب في الجنة (78) * حب عابر للكواكب!!
- * في الخالق والخلق والغباء الثقافي والدكتاتورية!
- أديب في الجنة (77) * - حوار الحضارات - وأميرة تقع في حب سحب ...
- أديب في الجنة 76 * اسطورة الأساطير في جمال سحب السماوات !
- أديب في الجنة (75) * الملك والظبية واللبؤة وخرق قوانين الطبي ...
- شاهينيات صادمة تقدس الأنثى ! !
- كعب الحذاء غير النبيل !! * الأبوة بين الرضا والغضب !
- شاهينيات صادمة جدا جدا !!
- أديب في الجنة (74) * لا حضارة دون عقل حر!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (83) * غرام ممتع وجنون فلسفي !!