أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........4














المزيد.....

المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........4


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


4) فهل يمكن، و بسبب سيادة التحريف، أن تصير المنظمات الجماهيرية التنموية، مبدئية، أم أنها لا تستطيع أن تتخلص من ممارسة القياديين الانتهازية ؟

إذا تبين لنا من خلال ما رأينا أن مبدئية المنظمات الجماهيرية تكاد تكون غير واردة إلا على مستوى الشعار، فإن البورجوازية الصغرى التي تقود المنظمات الجماهيرية التنموية، لاتكاد ترى فيها إلا بقرة حلوبا، و لا ترى فيها شيئا آخر. فالمنظمات الجماهيرية التنموية تعرف كل أشكال التحريف. فهي محكومة إما بالممارسة البيروقراطية التي تكاد تحكم أجهزتها المختلفة، و بالتالي فكل ما يتعلق بهذه المنظمات الجماهيرية التنموية، بيد الأجهزة البيروقراطية، التي لا ترى في التنمية إلا تحقيق تطلعاتها الطبقية، و لا شيء غير ذلك. أما الجماهير الشعبية المعنية بالتنمية الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، فإنها ليست إلا وسيلة لتبرير القيام بإنجاز مشاريع معينة قبل المصادقة عليها، لأن التبرير شرط لذلك، خاصة و أن الجهات الممولة يشرف عليها أناس يفتقدون النزاهة في مراقبة المشاريع ساعة التنفيذ. و يمكن اعتبارهم مجالا لممارسة كافة أشكال الفساد الإداري في العلاقة مع الجمعيات التنموية. و هي أيضا منظمات تابعة لأحزاب معينة، توظفها لخدمة برامجها السياسية: الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و من أجل اعتبار تلك الأحزاب هي صاحبة الفضل على الجماهير الشعبية الكادحة، حتى يتأتى لها استغلال تلك الجماهير، في وصول المنتمين إليها إلى المؤسسات "المنتخبة". و خاصة أولئك الذين يقودون المنظمات الجماهيرية التنموية، حتى يتمكنوا من تحقيق تطلعاتهم الطبقية، و بأقصى سرعة ممكنة، لأن التواجد في المؤسسات "المنتخبة" يعتبر أفضل وسيلة للتسريع بتحقيق التطلعات الطبقية، كما يدل على ذلك واقع البورجوازية المغربية. و لذلك فتبعية المنظمات الجماهيرية، لأحزاب معينة يقود مباشرة إلى تغلغل تلك الأحزاب، في صفوف الجماهير، و إلى توظيف تلك الأحزاب للمشاريع التنموية في تنفيذ برامجها السياسية، بطريقة غير مباشرة، دون أن نتكلم على استغلال الحزبيين لتلك المشاريع، بطريقة غير مباشرة، من أجل تحقيق تطلعاتهم الطبقية. أما عندما تصير المنظمات الجماهيرية التنموية منظمات حزبية، فإنها يمكن أن تصير مجرد منظمات حزبية تعمل على تنفيذ المشاريع التي يهيئها الحزب، من أجل عرضها على الجهات الممولة. ليصير الحزب بذلك مستفيدا من تمويل المشاريع التنموية، و باسم الجمعيات التابعة له، ومستفيدا من الإشعاع الجماهيري، الذي تحققه تلك الجمعيات، في الوصول إلى المؤسسات المنتخبة، مع ما يعنيه ذلك الوصول إلى المؤسسات المنتخبة من دلالات بالنسبة للحزب و للحزبيين. و عندما يتعلق الأمر بالإعداد و الاستعداد لتأسيس حزب معين، فإن قيادات المنظمات التنموية تستغل جميع الإمكانيات المتوفرة، و غير المتوفرة، من أجل جعل المنظمات التنموية إطارات للاستقطاب، في أفق العمل على تأسيس حزب معين، و مناسبات لاستغلال الموارد المالية لإعداد كل ما يتعلق بذلك التأسيس، سعيا إلى إيجاد إطار يعتمد في التعامل مع الطبقة الحاكمة، من أجل استدراجها لتقديم ما يساعد المنتمين إلى الحزب، الخارج من رحم الجمعيات التنموية، على تحقيق تطلعاتهم الطبقية، بالانتقال من استغلال المنظمات الجماهيرية التنموية، إلى استغلال الجماعات المحلية، و البرلمان، و الحكومة من أجل تحقيق التطلعات الطبقية.

و انطلاقا مما رأينا يمكن القول: بأن غياب المبدئية في الإطارات الجماهيرية التنموية، لا يمكن أن يكون إلا وسيلة لاستغلال هذه المنظمات، من أجل تحقيق التطلعات الطبقية للقيادات المتحكمة في المنظمات التنموية، و ممارسة كهذه لا يمكن أن تكون إلا انتهازية. و الانتهازية ممارسة تهدف إلى استغلال مختلف الفرص لتحقيق التطلعات الطبقية. و هذه الممارسة لا تقوم بها إلا البورجوازية الصغرى المريضة بتلك التطلعات التي لا تكون إلا طبقية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........3
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........2
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........1
- الصراع ضد انتهازية البورجوازية الصغرى ........2
- الصراع ضد انتهازية البورجوازية الصغرى ........1
- حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب ...
- حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب ...
- حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب ...
- حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب ...
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....6
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....5
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....4
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....3
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....2
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....1
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...


المزيد.....




- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه منذ ساعة واحدة
- ش??ي ئيسرائيل ب?س?ر ئ?ران و ناوچ?ي ??ژه??اتي ناو??است، د?ب? ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- الحقوق لا توهب ولكن تنتزع… لا لقانون طرد المستأجرين
- مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم ...
- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت ...
- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...
- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...
- حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........4