أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - كيف يرد المثقفون الدين ؟.....5














المزيد.....

كيف يرد المثقفون الدين ؟.....5


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


7) و دور المثقفين الثوريين، الذي أشرنا إليه في الفقرات السابقة، لا يكون فاعلا، و قادرا على تحقيق نتائج أحسن، إلا بالإدراك الدقيق للفرق القائم بين منهج أدلجة الدين، و منهج رد الدين.

فمنهج أدلجة الدين: هو منهج يسعى إلى تأويل النصوص الدينية، تأويلا مغرضا، يهدف إلى جعل النص الديني، بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، في خدمة المؤولة، أو في خدمة الجهة الموظفة للجهة المؤولة، و التي تسعى إلى إعطاء الشرعية الدينية لممارستها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، التي تحكم مسار المجتمع، و تهدف إما إلى تأبيد سيطرتها عليه، باسم الدين، أوتسعى إلى السيطرة عليه ، باسم الدين. و هي، في طريقها إلى تضليل الناس، تستحضر العقيدة، كما تستحضر الشريعة، و تعمل على الربط بينهما، إلى درجة صعوبة الفصل بين المقدس، و غير المقدس، سواء تعلق الأمر بالعقيدة، أو تعلق بالشريعة. و أكثر من هذا، فإن مؤدلج الدين يصير بدوره مقدسا، و كل متنمط على أساس أدلجة الدين يصير مقدسا، إلى درجة أن الناس جميعا في المجتمع الذي تسود فيه أدلجة الدين، يصير المقدس حاضرا عندهم بشكل مكثف. و يصير التقديس غاية يسعى إليها كل متنمط، و كل من يرفض السير على هذا المنهج، يصير فاقدا لشرعية الوجود، فيتم الإفتاء فيه بالقتل، أو بالكفر، و الإلحاد، أو بكونه علمانيا، أو يهوديا، أو صهيونيا، أو غربيا، أو غير ذلك من التصنيفات الطائفية في المجتمع ،الذي يصير بحكم إشاعة أدلجة الدين مجتمعا طائفيا. و المجتمع الطائفي: هو الذي يعرف شيوع أشكال الصراع الديني-الديني، أو العرقي-العرقي، أو القبلي- القبلي، أو اللغوي-اللغوي. و هكذا و الشيء الوحيد الذي يغيب، و بصفة نهائية، من المجتمع الذي تسود فيه أدلجة الدين هو الصراع الطبقي. لأن مؤدلجي الدين لا يريدونه و لا يسعون إلى ممارسته، و يعملون على التخلص من كل من يسعى ممارسته.

أما منهج رد الدين: فهو منهج قائم على الفصل بين شؤون الدين، التي لها علاقة بالعقيدة، و بممارسة الطقوس، أو الشعائر الخاصة بها. و بين شؤون الدنيا، التي لها علاقة بآليات تنظيم الحياة الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، كما يختارها الناس، أو كما اختارتها الطبقة الحاكمة في إطار تشكيلة اقتصادية، و اجتماعية، و ثقافية، و سياسية. و عملية الفصل هذه بين الدين و الدنيا، أو بين الدين و الدولة، لا يدرك كنهها و مغزاها إلا المثقفون الثوريون، أو العضويون، حتى لا يختلط في أذهان الناس أمر الدين، و أمر الدولة. فالدين لله، و الدولة للبشر، لأنهم هم الذين يشكلونها على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، من أجل الإشراف على تنظيم شؤون المجتمع، بواسطة المؤسسات التابعة لها، و التي تتمثل في المؤسسة التشريعية، و المؤسسة التنفيذية، و المؤسسة القضائية. و هذه المؤسسات الثلاثة تكون مستقلة عن بعضها البعض. و لكنها في نفس الوقت مكملة لبعضها البعض. و هي جميعا من صنع البشر، و من إبداعه، و لا علاقة لها بالدين، إلا في مخيلة مؤدلجي الدين. و بالتالي، فمنهج رد الدين، يقوم على أساس أن ما لله لله. و ما لقيصر لقيصر، كما يقولون.

و بهذا التمييز الدقيق بين المنهجين، يستطيع المثقفون الثوريون، أن يصيروا أكثر فاعلية، و أكثر ارتباطا بالكادحين، و أكثر قدرة على نفي أدلجة الدين. خاصة، و أن زمن ظهور الأنبياء قد ولى، و إلى الأبد، بنزول الآية الكريمة "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا".



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....4
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....3
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....2
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....1
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....2
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....1
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- في المجتمع المغربيدور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطا ...


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - كيف يرد المثقفون الدين ؟.....5