أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الشوفاني - رِسالَةُ حُبٍّ إلى راعِيَّةْ














المزيد.....

رِسالَةُ حُبٍّ إلى راعِيَّةْ


محمد الشوفاني

الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 18:08
المحور: الادب والفن
    



وَتَسْألينْ...
كَيْفَ زَماني علَى صَدْرِكِ أفْنَيْتُهُ؟
أمَا تَرَيْنَ الرَّجلَ الذي صارْ
يَتْلُو آياتِكِ فَوْقَ هاماتِ الجِبالْ
وَيُجِلُّ ذِكْرَكِ يَحْفِرُهُ في الوهادِ والأغوارْ ؟
وَمِنْ قَيْدِكِ لا مَهْرَبْ.

يا راعِيَّةَ المُروجْ
على جُرْفٍ رَعَيْتِ ظُنوني
أوْشَكَتْ تَنْحَدِرُ
إلى هَلاكِ الصَّوابْ.


الطفلُ في الوِدْيانِ يَهيمْ
يُؤَرْجِحُ ذِراعَيْنِ عارِيَّتيْنْ،
وعلى الكَتِفَيْنْ
لباسٌ باهتٌ بلونٍ حزينْ،
يُبْصِرُ الطفلُ ولا يَرى في العيدْ
إلاَّ الدَّمْعَ في المُقْلَتَيْنْ،
أمِنْ جوعٍ يَبْكي
أمْ مِنْ حُزْمَةِ أوْجاعٍ لِمَا جَرَى؟

يُشُمُّ الرَّغيفَ في الطريقْ
وَعِشْقُهُ لِلْبَقاءْ
قَدَّرَ في عَيْشِهِ مَا قَدَّرَا،
صُوَّرٌ تَظهَرُ غاشِيَّةً في وَعْيِهِ
تُزْحِمُ صُوَّراً تَغيبُ في الوَرَا.

يَفْقِدُ السَّمْعَ وَيَبْقَى لَمْسُهُ
فَحيحُ الحَرِّ يَكْويهِ
لا يَذوقُ لِلْحُلْمِ طَعْماً إلاَّ حينَ ارْتَمَتْ
بِالأحْضانِ لَيالِيهِ.


يَكْبُرُ الطفلُ في مَهْدِ الحبِّ يَشْهَدُ
أفراحاً مُفْعَمَةً بلا انْتِحابْ؛
بِرَوْعَةٍ باذِخَةٍ تَوَهَّجَتْ
تَلْتَقِطُ طَيْفَ الشُّعاعِ أماسيهِ.

يَسْمَعُ النَّبَضاتْ
يَلمِسُ الآهاتِ في حَدْسِهِ،
ومُناغاتِ الزُّهورْ،
وعِطْرَ الفُصولْ،
ويَرى الناسَ واحدةً في حربٍ
مع الناسِ في غِلاَبْ،

هكذا يُلْهيني زَماني،
هكذا ألْهَيْتُهُ
حُبُّنا يَحْضُرُ مُنْدفِعاً
حُبُّنا يَغيبُ فوْق الشِّعابْ،
يَنْفُخُ روحاً كثيفاً في اللحظاتْ
وأنْفخُ في مِزْماري ما أعاني.

كيف تسألينْ...!
أمَا نَسيتُ في عَيْنَيْكِ كلَّ أمْري؟
وما كان مُتَأصِّلاً نَسِيتُهُ،
لَمْ يَعُدْ لي؛
واسْتَبانَتْ حَواسِّي في الصَّبابَةِ
مُـفْـتَـنَّـةً،
ومِنَ العُنْفُوَّانِ اسْتَبانْ
لَوْنُ الظُّنونْ.؟

أمَا تَرَيْنَ قَلباً طَوَى سَمَراً على القِنْديلْ
دونَ أنينْ،
طوى دَهْراً على صَدْركِ مَا دَرَى
كَمْ على الجيدِ الفاتِنِ أوْدَعَ مِنْ قُبُلاتْ.؟

وتسألين...!
كَيْفَ زماني قَضَيْتُهُ؟
أمَا تَرَيْنْ؟
رَجلاً في مراحِلهِ كيفَ صارْ
بِحِضْنِكِ ماسِكاً مايزالْ
يتلُو آياتٍ على هاماتِ الجبالْ
وفي قِباءٍ مجاهيلْ
تائهاً يَحارْ.
وذِكْرَكِ يَحْفِرُهُ على جُذوعِ سامقاتِ الشَّجَرْ؟
أما تَرَيْنْ
يَنْقُشُ عِشْقاً بالأظافِرِ دونَ فُتورْ.

دامِي اليَديْنِ في رَحْبِ السُّهولْ،
تَحْتَ القَدَمَيْنْ
يَرْصِفُ أحْجاراً بألوانٍ دَرَجاتْ
كُلَّما بَدا نُورٌ ذَهَباً في مَطْلَعهِ.


يا أعزَّ حبيباتي،
عُمْري يَجْثُو مُثْقَلاً بِحَزْمَةِ أوْجاعٍ أخْرى
أسيراً مع القَطيعِ على جُرْفِكِ،
مُمْتَـثِلاً
يَا أنْتِ مَنْ سَـبَـيْـتِـهِ،
فُـكِّـيـنِـي
أنتِ مَنْ أفْـقَدَهُ الصَّوابْ.

يا أعزَّ الحَبيباتْ
لا تسأليني
هذا سُؤالي،
وعنْ سؤالي أجـيـبـيـني :
ألِلْحُبِّ المُشْتَعِلِ خَلاصٌ مِنْ رَهْبَةِ العِقابْ.؟

محمد الشوفاني
لندن في : 08 ـ 08 ـ 2016



#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَتَّى تَهْمِسينَ... بِعَذْبِ رِضَاكْ
- العَوْدَةُ إلى الرَّحيلْ
- نَجْمَةُ تَسْأل
- معنى المعنى في حديقة الإبداع
- الساعاتُ المُتَمَرِّدَةُ البَاقِيّهْ.
- وِسَادٌ مِنَ الجَمْر
- طَرْفَةُ عَيْنٍ مِنَ السَّمَاء
- قُفَّازُ امْرَأةٍ لاَ تُهادِنْ
- يا ذِكْرَى عُمْرِي أسَافِرُ فِيكِ
- حُبٌّ تَحْتَ رَقابَةٍ مُشَدَّدَة
- ألعَنُ لَطْخَةٍ بَيْنَ النِّساءِ والرِّجالْ
- زينَتُها وِشاحٌ وَرْدِيٌّ
- فِي البَراري العَذْراءَ أناقةُ الوُجُود
- في السّاحَةِ نَصْبٌ... تِذْكَارِيٌّ
- بَديعُ الزَّمَانِ وَئِيداً يَدْنُو
- لَعْنَةُ الظُّلُمَاتْ
- إذَا هَمَدَ القَلْبُ
- جَمَالٌ بَاذِخٌ فِي زَمانِ الوَحْل
- غِنَائِيَّةُ البَهَاء
- بابُ ما وَرَاءَ السِّتْرِ


المزيد.....




- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الشوفاني - رِسالَةُ حُبٍّ إلى راعِيَّةْ